elfatih
26-10-2015, 11:48 PM
ودمدني كانت أيام جميلة
المكتبة الوطنية للصحف والمجلات
عيسي عبدالله ختر
عبدالمنعم محمد بخيت ( فكمي )
=====================
عمنا عيسي عبدالله صاحب المكتبة الوطنية جار ملاصق لنا الحيطة بالحيطة فتحنا اعيننا في الدنيا ونحن نراه امامنا بالجلابية والعمة البيضاء ونظارات النظر وتلك الشلوخ علي شكل حرف الاتش تراه صباحا وهو متجه الي السوق اما علي رجليه او راكبا تاكسي او مع احد من اصحابه وهم كثر ومن علية القوم في ذلك الزمان .
عمنا عيسي ورغم وضعه المالي المريح لم يتملك عربة وهو القادر علي شراء المارسيدس في ذلك الزمان .
عمنا عيسي اهتم بمنزله وخاصة الجزء الخارجي والذي يعتبر مضيفة اهتم بشكله الخارجي من فنون البناء مثل (الطرطشة ) والتي كانت صفراء اللون علي ما اذكر في الجزء الداخلي من المنزل سكنت والدته الحاجة مستورة وابنة اهله والتي تبناها الاخت سعاد ابنة العم نصر فرح بالاضافة الي زوجة العم بخيت واتذكر اسمها بتول والعم بخيت هو جد ناس عبدالمنعم فكمي ووالد زوجة عمنا نصر فرح فاطمة والملقبة بي ام سماحة .
في منتصف السبعينات حضر الي ودمدني دكتور مبشر علي فرح وبدأ حياته الطبية من ودمدني وسكن مع عمنا عيسي وزوجه العم عيسي ابنته بالتبني وانجب منها ولد وعمل دكتور مبشر في فترة لاحقة طبيبا لنادي المريخ العاصمي بحكم ان عائلته مستقرة في حي ود نوباوي وكان والده علي فرح من كبار رموز حزب الامة .
احتضن عمنا عيسي عبدالله في تلك الفترة اهله الكبار وكنا ندخل لهم عن طريق زقاق طويل من الشارع ملاصق لباب منزل اخونا محمد وداللمين الحريف .
قال لنا اهلنا ان عيسي عبدالله كان يعمل في بداية حياته ترزيا ولكن لم نشاهده الا وهو صاحب مكتبة الجرائد وسمعنا لاحقا ان العم وحكيم الدناقلة كما يطلق عليه عند اهله الدناقلة انصار المهدي العم عابدين حمتو كان هو صاحب حق توزيع الصحف في ودمدني وتنازل عنه للعم عيسي عبدالله بحكم انهم من طائفة واحدة وهي طائفة الانصار انصار المهدي .
هل كانت عندنا ميزة تفضيلية عنده بحكم الجيرة عندما نحضر للمكتبة لقد كنا صغارا في تلك الفترة ولذلك كان يعاملنا بهذا المفهوم يعني مابدينا مجلة ميكي او سمير من تحت الطربيزة او المجلات او الجرائد والتي تحجز الي عالية القوم في ذلك الزمان الي الموظفين الكبار في الدولة والتجار كنا نحن نزاحم لكي نتحصل علي الجريدة .
شفنا جريدة الثورة التابعة الي حكومة ابراهيم عبود ولكبر ورق هذه الصحيفة كان يقال لها البرش بي قرش .
في الصباح في تلك الجلسة الصباحية الشهيرة في السوق كنا نشاهد الامير محمد عبدالرحمن نقد الله ودكتور عبدالسلام صالح وعزت ابوالعلاء ودكتور عوض القون وعلى محمد نور والمهندس بشرى عزالدين وعمر الحوري وكمال بشير مكي وفناجين القهوة الصباحية كنا نتجنب المرور بالقرب منهم ونحن ذاهبون الي سوق الخضار كنا نسير بعيدا مع سور حديقة سليمان وقيع الله .
في تلك الفترة اواسط الستينات كانت المكتبة زاخرة بالعديد من المجلات والصحف وحتي الصحف الامريكية التايم والنيوزويك كانت موجودة في المكتبة وتصل كل فترة دورية ولها زبائنها المعروفين الكتب الثقافية والروايات كانت تحتل حيزا ضيقا في المكتبة شاهد علي العصر كل المجلات والصحف او معظمها كانت تحجز للمشتركين تعرض اعداد قليلة منها فور وصولها وتنتهي في لمح البصر .
كان سليمان نصر فرح بمسك ادارة المكتبة عند سفر عيسي عبدالله لان المحاسبة كانت تتم مع دور النشر المصرية و اللبنانية مباشرة و جاءت فترة التاميم فى عهد نميرى وتم انشاء الدار المركزية للتوزيع وصارت المحاسبة تتم عن طريقها.
توسعت المكتبة وزاد عملها وزبائنها فكان لابد من الاستعانة بشخص يعاون عمنا عيسي في ادارة المكتبة فأستعان بي أبن اهله عبدالمنعم محمد بخيت حمزة (فكمي )
كان اخونا عبدالمنعم فكمي في تلك الفترة شابا ورعا تقيا كنا نراه وهو من المداومين علي صلاة الجماعة في جامع الحكومة كل الاوقات في فترة كان من يؤدون الصلاة في الجامع يحسبون علي اصابع اليد الواحدة لم تكن في تلك الفترة صحوة دينية كما حاصل الان .
اخونا عبدالمنعم فكمي كان ملتزم دينيا وادى فريضة الحج في فترة مبكرة من حياته وتزوج ايضا في فترة مبكرة من ابنة خاله محمد زين محمد احمد ابراهيم الضو وهي ابنة اخت الكوتش صديق عثمان ابراهيم الضو وجدتها الي امها هي عمائم بت شورة وهي من اهلنا المدنيين وهي خالة الفنان احمد شبك ثنائي الجزيرة .
وابناء اخونا عبدالمنعم هم الكبير أمير وبكري ومحمد.
استعان عمنا عيسي بالاخ فضل الله وواحد تاني اسمه قسم السيد اخر مرة شوهد فيها اخونا قسم السيد كان عنده كشك جرائد جنوب القصر الجمهوري بالخرطوم . استعان بهم عمنا عيسي في عملية بيع الجرائد وادارة المكتبة .
اخونا فضل الله عمل في فترة لاحقة في سينما أمير وهو كان من المداومين في الحضور للنادي الاهلي يوميا ومن عشاق لعب الكوتشينة وخاصة لعب الهارت والويست في الطربيزة الشهيرة في نادي الاهلي شاهدته هنالك في اوائل التسعينات.
بعد ان اشتري الخضار واللحمة من السوق وانا ماري بالقرب من المكتبة الوطنية انظر الي المكتبة لم تصل الجرائد بعد اذهب الي المنزل واوصل قفة الملاح وارجع الي المكتبة مرة اخري ازداد عدد الناس والذين ينتظرون وصول الجرائد وحضرت تلك السيدة الكسيحة والتي تمارس التسول امام المكتبة وللعجب وصلت بالتاكسي والتي تملكه ويقال ان لها اكثر من تاكسي مايميزها هو لف ساقيها بمحموعة من الاقمشة وخاصة عند ركبتيها كانت تزحف زحف لا تستطيع المشي .
في تلك اللحظات وانا ارقب تلك السيدة والتي تاتي من الدباغة يوميا لاحظت حركة غير عادية وتزاحم امام مكان بيع الجرائد لقد وصل التاكسي وراكب في الامام اخونا عبدالمنعم فكمي واخونا فضل الله ربط الجرائد الملفوفة بالورق الابيض موضوعة في سبت التاكسي الفوق وفي ضهرية التاكسي وفي المقاعد الخلفية.
اري ربط الجرائد المرفوعة في التاكسي من فوق مكتوب عليها المكتبة الوطنية ودمدني الصحافة وفي ربطة اخري المكتبة الوطنية ودمدني الايام اقل من نصف الكمية والتي وصلت توزع للجمهور المنتظر اما الباقي فيتم ادخاله الي داخل المكتبة ليوزع فيما بعد للمشتركين وللمعارف والاصدقاء وباعة الصحف المتجولين والذين يغطون المصالح الحكومية في ودمدني وادارة مشروع الجزيرة في بركات واعرف واحد من هولاء الموزعين من قرية ود جليد اسمه عبدالرحمن جرائد كان يوزع الجرائد في المدينة عرب .
غالبية المنتظرين للجرائد هم من عشاق الرياضة واول حاجة هي فتح الصفحة الرياضية وخاصة جريدة الصحافة والمشرف علي القسم الرياضي فيها حسن مختار وعموده الشهير من الركن وكتابات مراسل القسم الرياضي من ودمدني العم بكري نور الدائم واخبار مدني الرياضية والتي ينقلها الي جريدة الصحافة ومن بعد الصحفي حسن مختار تولي القسم الاخ احمد محمد الحسن وله علاقة كبيرة بودمدني تمتد الي اهله الكوارتة في بانت لكل هذه الاسباب كانت جريدة الصحافة وخاصة القسم الرياضي فيها محببة الي اهل ودمدني وكانت تخلص هي اول حاجة .
جريدة الايام وقسمها الرياضي برئاسة عمر عبدالتام ومحمود شمس الدين ودسوقي ومن بعدهم مرغني ابو شنب جذبت لها جمهور كبير وخاصة في عصر ابوشنب ومناكفات السباح كيجاب والسباح ممدوح ومراسلها في ودمدني الاخ حامد محمد حامد كان يهتم بالاخبار السياسية وخاصة اخبار وزارة الري بحكم عمله في الري .
كل المجلات والجرائد المصرية واللبناية كانت تصل الي المكتبة الوطنية ولكن لاتوزع الا عن طريق المعرفة وخاصة مجلة العربي الكويتية والدوحة القطرية وكتاب المختار او ريدرز دايجست وروايات عالمية واللص الظريف ارسين لوبين .
توفي عمنا وجارنا صاحب المكتبة الوطنية عيسي عبدالله وارتضى الورثة ان يدير المكتبة اخونا عبدالمنعم محمد بخيت ( فكمي ) استعان اخونا عبدالمنعم بوجوه جديدة في ادارة المكتب ظهر الاخ حسين ياسين ابن عم والدنا والاخ جلدة ود عتمان واخوان عبدالمنعم ابوالقاسم الشهير بي حفوية واخيه عثمان الشهير بي خواجة وبعد فترة افتتح اخونا عبدالمنعم كشك لبيع الجرائد في مدخل سوق الخضار مكانه الان مكان بيع الكسرة وتحصل الاخ عبدالمنعم كموزع للجرائد تحت اسم نقابة عمال الجزيرة هكذا تكتب في ربطة الجرائد والتي تأتي اليه من دار التوزيع ساعده هنا حسين ياسين ووالد زوجته العم محمد زين .
ادارة المكتبة الوطنية ساعد اخونا عبدالمنعم اخيه حفوية والذي افتتح في جزء منها كافتريا .
بعد تأميم الصحف من قبل نظام الرئيس نميري تم انشاء دار التوزيع المركزية وهي التي اهتمت بتوزيع الصحف والمجلات في كل ارجاء السودان واذكر كانت لهم عربة تأتي من الخرطوم وتصل ودمدني صباحا تصحو من النوم وتجد الجرائد موجودة في المكتبة لم تستمر هذه التجربة الا شهور بسيطة وعادت دار التوزيع في توصيل الجرائد عن طريق البصات السفرية الي ودمدني .
في اوائل السبعينات وحتي منتصفها كنت مع الوالد في مكتب المدينة عرب كان هو الباشمفتش في المكتب ودرست سنة ثالثة ثانوي عام في مدرسة المدينة عرب ايام الناظر المحترم والنشيط ابن الخرطوم بحري عبدالوهاب رستم لم تنقطع عني المجلات والجرائد والتي تأتي من المكتبة الوطنية عن طريق الموزع النشط العم عبدالرحمن جرائد من قرية ود جليد كان متعهد توزيع الجرائد في منطقة المدينة عرب يصل عمنا عبدالرحمن حوالي الساعة ثلاثة عصرا واكون في انتظاره خارج البيت في طريق المواصلات وفي كثير من الاحيان يتناول معنا وجبة الغداء في المنزل كان يحضر لنا اغلب الجرائد والمجلات وكان حسابه في نهاية الشهر مبلغ زهيد كانت تصلنا الجرائد والمجلات بدون زحمة ولا مدافرة قدام المكتبة الوطنية .
كل المجلات المصرية واللبنانية كنت واخواني الكبار من المدمنين علي مجلة صباح الخير المصرية والتي كان يزين غلافها الخارجي ريشة الفنان جمال كامل او هبة عنايت ومن الكتاب نادية عابد ورؤف توفيق ومفيد فوزي وعبدالستار الطويلة طفنا معهم كل ارجاء الدنيا ونحن يافعين وفي سن مبكرة من حياتنا فرسموا في ذاكرتنا لوحات جميلة سوف تظل خالدة في اذهاننا نعم انها الثقافة والتي تاتينا عبر المكتبة الوطنية في قري مشروع الجزيرة عندما كان المشروع عملاقا .
كنا نقرأ كل شئ يقع في ايدينا لم يبخل علينا والدنا واخوتنا الكبار بأي شئ مجلات المصور واخر ساعة وروز اليوسف واكتوبر ومجلة الاذاعة والتلفزيون المصرية ومجلة الشبكة والموعد ومجلة سمر وميكي وسمير وسوبر مان ومجلة ماجد بتاعت موزة واخوها رشود وظهرت في فترة تالية وكنا نفتش عن فضولي في كل المواضيع حتى نعثر عليه .
كلما ينطبق علي أنا ينطبق علي جيلي والجيل الذي سبقنا لقد تشربنا بكل الوان الثقافة انت تجد في منزلكم كتب قد اشتراها ابوك او اخوتك الاكبر منك روايات دواوين شعر سير للخالدين كتب فلسفة ودين كل ماتجود به المطابع ويوزع في ودمدني عن طريق مكتبة عمنا عيسي عبدالله وغيرها من المكتبات الثقافة لم تكن مكلفة وكانت رخيصة الثمن وفي متناول اليد للجميع .
كانت رائحة حبر الطباعة والتي تفوح من المجلات والجرائد والكتب رائحة مميزة تعودنا ان نستنشقها وان نلتهم السطور وكنا ننتظر الدوريات بفارغ الصبر لتكملة قصة مسسلسلة او متابعة اخبار نجم من نجوم السينما كانت ايام جميلة وانعاش ذاكرة الكثيرين والذين عاصروا المكتبة الوطنية في الستينات والسبعينات والثمانينيات مرفق صور للمجلات والصحف والروايات ايام زمان عندما كان الكتاب خير جليس.
المكتبة الوطنية للصحف والمجلات
عيسي عبدالله ختر
عبدالمنعم محمد بخيت ( فكمي )
=====================
عمنا عيسي عبدالله صاحب المكتبة الوطنية جار ملاصق لنا الحيطة بالحيطة فتحنا اعيننا في الدنيا ونحن نراه امامنا بالجلابية والعمة البيضاء ونظارات النظر وتلك الشلوخ علي شكل حرف الاتش تراه صباحا وهو متجه الي السوق اما علي رجليه او راكبا تاكسي او مع احد من اصحابه وهم كثر ومن علية القوم في ذلك الزمان .
عمنا عيسي ورغم وضعه المالي المريح لم يتملك عربة وهو القادر علي شراء المارسيدس في ذلك الزمان .
عمنا عيسي اهتم بمنزله وخاصة الجزء الخارجي والذي يعتبر مضيفة اهتم بشكله الخارجي من فنون البناء مثل (الطرطشة ) والتي كانت صفراء اللون علي ما اذكر في الجزء الداخلي من المنزل سكنت والدته الحاجة مستورة وابنة اهله والتي تبناها الاخت سعاد ابنة العم نصر فرح بالاضافة الي زوجة العم بخيت واتذكر اسمها بتول والعم بخيت هو جد ناس عبدالمنعم فكمي ووالد زوجة عمنا نصر فرح فاطمة والملقبة بي ام سماحة .
في منتصف السبعينات حضر الي ودمدني دكتور مبشر علي فرح وبدأ حياته الطبية من ودمدني وسكن مع عمنا عيسي وزوجه العم عيسي ابنته بالتبني وانجب منها ولد وعمل دكتور مبشر في فترة لاحقة طبيبا لنادي المريخ العاصمي بحكم ان عائلته مستقرة في حي ود نوباوي وكان والده علي فرح من كبار رموز حزب الامة .
احتضن عمنا عيسي عبدالله في تلك الفترة اهله الكبار وكنا ندخل لهم عن طريق زقاق طويل من الشارع ملاصق لباب منزل اخونا محمد وداللمين الحريف .
قال لنا اهلنا ان عيسي عبدالله كان يعمل في بداية حياته ترزيا ولكن لم نشاهده الا وهو صاحب مكتبة الجرائد وسمعنا لاحقا ان العم وحكيم الدناقلة كما يطلق عليه عند اهله الدناقلة انصار المهدي العم عابدين حمتو كان هو صاحب حق توزيع الصحف في ودمدني وتنازل عنه للعم عيسي عبدالله بحكم انهم من طائفة واحدة وهي طائفة الانصار انصار المهدي .
هل كانت عندنا ميزة تفضيلية عنده بحكم الجيرة عندما نحضر للمكتبة لقد كنا صغارا في تلك الفترة ولذلك كان يعاملنا بهذا المفهوم يعني مابدينا مجلة ميكي او سمير من تحت الطربيزة او المجلات او الجرائد والتي تحجز الي عالية القوم في ذلك الزمان الي الموظفين الكبار في الدولة والتجار كنا نحن نزاحم لكي نتحصل علي الجريدة .
شفنا جريدة الثورة التابعة الي حكومة ابراهيم عبود ولكبر ورق هذه الصحيفة كان يقال لها البرش بي قرش .
في الصباح في تلك الجلسة الصباحية الشهيرة في السوق كنا نشاهد الامير محمد عبدالرحمن نقد الله ودكتور عبدالسلام صالح وعزت ابوالعلاء ودكتور عوض القون وعلى محمد نور والمهندس بشرى عزالدين وعمر الحوري وكمال بشير مكي وفناجين القهوة الصباحية كنا نتجنب المرور بالقرب منهم ونحن ذاهبون الي سوق الخضار كنا نسير بعيدا مع سور حديقة سليمان وقيع الله .
في تلك الفترة اواسط الستينات كانت المكتبة زاخرة بالعديد من المجلات والصحف وحتي الصحف الامريكية التايم والنيوزويك كانت موجودة في المكتبة وتصل كل فترة دورية ولها زبائنها المعروفين الكتب الثقافية والروايات كانت تحتل حيزا ضيقا في المكتبة شاهد علي العصر كل المجلات والصحف او معظمها كانت تحجز للمشتركين تعرض اعداد قليلة منها فور وصولها وتنتهي في لمح البصر .
كان سليمان نصر فرح بمسك ادارة المكتبة عند سفر عيسي عبدالله لان المحاسبة كانت تتم مع دور النشر المصرية و اللبنانية مباشرة و جاءت فترة التاميم فى عهد نميرى وتم انشاء الدار المركزية للتوزيع وصارت المحاسبة تتم عن طريقها.
توسعت المكتبة وزاد عملها وزبائنها فكان لابد من الاستعانة بشخص يعاون عمنا عيسي في ادارة المكتبة فأستعان بي أبن اهله عبدالمنعم محمد بخيت حمزة (فكمي )
كان اخونا عبدالمنعم فكمي في تلك الفترة شابا ورعا تقيا كنا نراه وهو من المداومين علي صلاة الجماعة في جامع الحكومة كل الاوقات في فترة كان من يؤدون الصلاة في الجامع يحسبون علي اصابع اليد الواحدة لم تكن في تلك الفترة صحوة دينية كما حاصل الان .
اخونا عبدالمنعم فكمي كان ملتزم دينيا وادى فريضة الحج في فترة مبكرة من حياته وتزوج ايضا في فترة مبكرة من ابنة خاله محمد زين محمد احمد ابراهيم الضو وهي ابنة اخت الكوتش صديق عثمان ابراهيم الضو وجدتها الي امها هي عمائم بت شورة وهي من اهلنا المدنيين وهي خالة الفنان احمد شبك ثنائي الجزيرة .
وابناء اخونا عبدالمنعم هم الكبير أمير وبكري ومحمد.
استعان عمنا عيسي بالاخ فضل الله وواحد تاني اسمه قسم السيد اخر مرة شوهد فيها اخونا قسم السيد كان عنده كشك جرائد جنوب القصر الجمهوري بالخرطوم . استعان بهم عمنا عيسي في عملية بيع الجرائد وادارة المكتبة .
اخونا فضل الله عمل في فترة لاحقة في سينما أمير وهو كان من المداومين في الحضور للنادي الاهلي يوميا ومن عشاق لعب الكوتشينة وخاصة لعب الهارت والويست في الطربيزة الشهيرة في نادي الاهلي شاهدته هنالك في اوائل التسعينات.
بعد ان اشتري الخضار واللحمة من السوق وانا ماري بالقرب من المكتبة الوطنية انظر الي المكتبة لم تصل الجرائد بعد اذهب الي المنزل واوصل قفة الملاح وارجع الي المكتبة مرة اخري ازداد عدد الناس والذين ينتظرون وصول الجرائد وحضرت تلك السيدة الكسيحة والتي تمارس التسول امام المكتبة وللعجب وصلت بالتاكسي والتي تملكه ويقال ان لها اكثر من تاكسي مايميزها هو لف ساقيها بمحموعة من الاقمشة وخاصة عند ركبتيها كانت تزحف زحف لا تستطيع المشي .
في تلك اللحظات وانا ارقب تلك السيدة والتي تاتي من الدباغة يوميا لاحظت حركة غير عادية وتزاحم امام مكان بيع الجرائد لقد وصل التاكسي وراكب في الامام اخونا عبدالمنعم فكمي واخونا فضل الله ربط الجرائد الملفوفة بالورق الابيض موضوعة في سبت التاكسي الفوق وفي ضهرية التاكسي وفي المقاعد الخلفية.
اري ربط الجرائد المرفوعة في التاكسي من فوق مكتوب عليها المكتبة الوطنية ودمدني الصحافة وفي ربطة اخري المكتبة الوطنية ودمدني الايام اقل من نصف الكمية والتي وصلت توزع للجمهور المنتظر اما الباقي فيتم ادخاله الي داخل المكتبة ليوزع فيما بعد للمشتركين وللمعارف والاصدقاء وباعة الصحف المتجولين والذين يغطون المصالح الحكومية في ودمدني وادارة مشروع الجزيرة في بركات واعرف واحد من هولاء الموزعين من قرية ود جليد اسمه عبدالرحمن جرائد كان يوزع الجرائد في المدينة عرب .
غالبية المنتظرين للجرائد هم من عشاق الرياضة واول حاجة هي فتح الصفحة الرياضية وخاصة جريدة الصحافة والمشرف علي القسم الرياضي فيها حسن مختار وعموده الشهير من الركن وكتابات مراسل القسم الرياضي من ودمدني العم بكري نور الدائم واخبار مدني الرياضية والتي ينقلها الي جريدة الصحافة ومن بعد الصحفي حسن مختار تولي القسم الاخ احمد محمد الحسن وله علاقة كبيرة بودمدني تمتد الي اهله الكوارتة في بانت لكل هذه الاسباب كانت جريدة الصحافة وخاصة القسم الرياضي فيها محببة الي اهل ودمدني وكانت تخلص هي اول حاجة .
جريدة الايام وقسمها الرياضي برئاسة عمر عبدالتام ومحمود شمس الدين ودسوقي ومن بعدهم مرغني ابو شنب جذبت لها جمهور كبير وخاصة في عصر ابوشنب ومناكفات السباح كيجاب والسباح ممدوح ومراسلها في ودمدني الاخ حامد محمد حامد كان يهتم بالاخبار السياسية وخاصة اخبار وزارة الري بحكم عمله في الري .
كل المجلات والجرائد المصرية واللبناية كانت تصل الي المكتبة الوطنية ولكن لاتوزع الا عن طريق المعرفة وخاصة مجلة العربي الكويتية والدوحة القطرية وكتاب المختار او ريدرز دايجست وروايات عالمية واللص الظريف ارسين لوبين .
توفي عمنا وجارنا صاحب المكتبة الوطنية عيسي عبدالله وارتضى الورثة ان يدير المكتبة اخونا عبدالمنعم محمد بخيت ( فكمي ) استعان اخونا عبدالمنعم بوجوه جديدة في ادارة المكتب ظهر الاخ حسين ياسين ابن عم والدنا والاخ جلدة ود عتمان واخوان عبدالمنعم ابوالقاسم الشهير بي حفوية واخيه عثمان الشهير بي خواجة وبعد فترة افتتح اخونا عبدالمنعم كشك لبيع الجرائد في مدخل سوق الخضار مكانه الان مكان بيع الكسرة وتحصل الاخ عبدالمنعم كموزع للجرائد تحت اسم نقابة عمال الجزيرة هكذا تكتب في ربطة الجرائد والتي تأتي اليه من دار التوزيع ساعده هنا حسين ياسين ووالد زوجته العم محمد زين .
ادارة المكتبة الوطنية ساعد اخونا عبدالمنعم اخيه حفوية والذي افتتح في جزء منها كافتريا .
بعد تأميم الصحف من قبل نظام الرئيس نميري تم انشاء دار التوزيع المركزية وهي التي اهتمت بتوزيع الصحف والمجلات في كل ارجاء السودان واذكر كانت لهم عربة تأتي من الخرطوم وتصل ودمدني صباحا تصحو من النوم وتجد الجرائد موجودة في المكتبة لم تستمر هذه التجربة الا شهور بسيطة وعادت دار التوزيع في توصيل الجرائد عن طريق البصات السفرية الي ودمدني .
في اوائل السبعينات وحتي منتصفها كنت مع الوالد في مكتب المدينة عرب كان هو الباشمفتش في المكتب ودرست سنة ثالثة ثانوي عام في مدرسة المدينة عرب ايام الناظر المحترم والنشيط ابن الخرطوم بحري عبدالوهاب رستم لم تنقطع عني المجلات والجرائد والتي تأتي من المكتبة الوطنية عن طريق الموزع النشط العم عبدالرحمن جرائد من قرية ود جليد كان متعهد توزيع الجرائد في منطقة المدينة عرب يصل عمنا عبدالرحمن حوالي الساعة ثلاثة عصرا واكون في انتظاره خارج البيت في طريق المواصلات وفي كثير من الاحيان يتناول معنا وجبة الغداء في المنزل كان يحضر لنا اغلب الجرائد والمجلات وكان حسابه في نهاية الشهر مبلغ زهيد كانت تصلنا الجرائد والمجلات بدون زحمة ولا مدافرة قدام المكتبة الوطنية .
كل المجلات المصرية واللبنانية كنت واخواني الكبار من المدمنين علي مجلة صباح الخير المصرية والتي كان يزين غلافها الخارجي ريشة الفنان جمال كامل او هبة عنايت ومن الكتاب نادية عابد ورؤف توفيق ومفيد فوزي وعبدالستار الطويلة طفنا معهم كل ارجاء الدنيا ونحن يافعين وفي سن مبكرة من حياتنا فرسموا في ذاكرتنا لوحات جميلة سوف تظل خالدة في اذهاننا نعم انها الثقافة والتي تاتينا عبر المكتبة الوطنية في قري مشروع الجزيرة عندما كان المشروع عملاقا .
كنا نقرأ كل شئ يقع في ايدينا لم يبخل علينا والدنا واخوتنا الكبار بأي شئ مجلات المصور واخر ساعة وروز اليوسف واكتوبر ومجلة الاذاعة والتلفزيون المصرية ومجلة الشبكة والموعد ومجلة سمر وميكي وسمير وسوبر مان ومجلة ماجد بتاعت موزة واخوها رشود وظهرت في فترة تالية وكنا نفتش عن فضولي في كل المواضيع حتى نعثر عليه .
كلما ينطبق علي أنا ينطبق علي جيلي والجيل الذي سبقنا لقد تشربنا بكل الوان الثقافة انت تجد في منزلكم كتب قد اشتراها ابوك او اخوتك الاكبر منك روايات دواوين شعر سير للخالدين كتب فلسفة ودين كل ماتجود به المطابع ويوزع في ودمدني عن طريق مكتبة عمنا عيسي عبدالله وغيرها من المكتبات الثقافة لم تكن مكلفة وكانت رخيصة الثمن وفي متناول اليد للجميع .
كانت رائحة حبر الطباعة والتي تفوح من المجلات والجرائد والكتب رائحة مميزة تعودنا ان نستنشقها وان نلتهم السطور وكنا ننتظر الدوريات بفارغ الصبر لتكملة قصة مسسلسلة او متابعة اخبار نجم من نجوم السينما كانت ايام جميلة وانعاش ذاكرة الكثيرين والذين عاصروا المكتبة الوطنية في الستينات والسبعينات والثمانينيات مرفق صور للمجلات والصحف والروايات ايام زمان عندما كان الكتاب خير جليس.