المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودمدني كانت أيام جميلة - ستاد ودمدني بين النجيل الطبيعي والنجيل الصناعي



elfatih
12-05-2015, 09:00 PM
ودمدني كانت أيام جميلة

ستاد ودمدني بين النجيل الطبيعي والنجيل الصناعي
=======================================
في اوائل التسعينات ذهبت متطوعا لاجل هذه المدينة العشق واستلمت الاشراف علي ملعب الاستاد بمباركة من الرجل المبارك الخلوق الخليفة ابن ودمدني والنادي الاهلي مبارك قسم الله والشهير بي مبارك الديبة له الرحمة والمغفرة ومعه من الاخوة السكرتير وابن نادي الدفاع وحي المزاد احمد حسن اتيت متطوعا بعد ان انجزت وانا اعمل متطوعا ملعب الكرة بالنادي الاهلي والذي وجد الاشادة من الجميع في تلك الفترة ايام رئاسة الوزير الحالي عثمان عمر الشريف.
استلمت من ادارة النادي في تلك الفترة ولمدة عمل امتدت زهاء الثلاثة سنوات مبلغ خمسة الف جنية بالقديم صرفتها على عمال اليومية والذين ساعدوني في بداية العمل .
بداية عملي في دار الرياضة كان كما يقول المثل جواء يساعدوه في دفن ابيه دسا منهم المحافير هذا ماحصل لي من اخوة بسطاء كانت دار الرياضة تمثل لهم المأكل والمسكن حيث يعملون برواتب شهرية ويبيعون الشاي اثناء المباريات ويسكنون في تلك الاستراحة والتي ظلت ولمدة طويلة تحت التشييد انهم مسئولي الميدان في تلك الفترة واكيد الكثير منكم قد شاهدهم وهم يبعون الشاي بتلك الكفتيرة الشهيرة وخاصة في مباريات العصر انهم الاعمام صالح وابو دقن – كانوا يقفلون عني بلوفة الماء نكاية واستطعت بعد فترة ان اقنعهم بانني حضرت لمساعدتهم وليس من اجل ان اقطع عيشهم .
اعتمدت في عملي علي عمال اليومية في التأهيل وبتكلفة بسيطة مستفيدا من عامل كان يسكن في دار الرياضة اسمه موسى من ابناء جنوب الدمازين استطعت في فترة وجيزة ان اعلمه كيفية العمل على ماكينة قص النجيل والتى املكها وكيفية تسوية الارض - في ذلك الزمن الجميل ساعدني الاخ مبارك الديبة بتوفير الدرداقة الضخمة من البلدية والتي كان يعمل فيها مراقبا ماليا وبي علاقتنا بمشروع الجزيرة استطعت توفير السماد وبكميات كبيرة .
المشكلة الكبيرة والتي واجهتني هي عدم توفر المياه بكميات كافية وظلت هي الهاجس الكبير واظن حتى اليوم رغم مطالباتنا بحفر بئر للمياه تكون مستلقة لدار الرباضة وقد تم حفر البئر في فترة تالية ولكن تمديدات واجهزة رش المياه كانت بصورة غير صحيحة ومن الاجهزة الرخيصة الثمن والتي تعطلت بعد فترة قصيرة من تركيبها .
عملنا متطوعين ولكي نتحصل على اجرة عمال اليومية كنا نعاني في سبيل توفير تلك المبالغ البسيطة ادارة اتحاد الكرة لاموارد لها والبسيط من ايجار الدكاكين حول الاستاد لايكفي لرواتب العاملين وسداد فاتورة الكهرباء – الدخل لايكفي وفي كثير من الاحيان يحقق عجزا ولايكفي لدفع مكافئات رجال الشرطة ومصاريف المباراة الاخري مثل حوافز الحكام والمراقب .
صيانة ملعب الكرة يحتاج الي متابعة يومية ومصاريف يعجز اتحاد الكرة في توفيرها .
وخاصة عند التعاقد مع شركة خاصة زراعية لتأهيل الاستاد قد تتكفل حكومة الولاية او الوالي بدفع المبلغ عند التعاقد مع الشركة وهذا المبلغ قد يكون بالملايين وتسلم الشركة الاستاد الي اتحاد الكرة وهو كل جمال ونجيل اخضر يسر الناظرين ولكن بعد شهر يتدهور المعب ويرجع الي سيرته الاولي حواشة قمح بعد حصادها وبعد كل هذا لايسلم اتحاد الكرة والقائمين عليه من السنة الناس زراعة النجلية بي ملايين هكذا يقولون ويتهامسون .
اذا لم تحافظ علي الملعب بالصيانة اليومية والمتابعة وخاصة في ظل كل هذا الضغط من المباريات – الدرجة الممتازة والدرجة الاولي – والدرجة الثانية – بالاضافة الي مهرجانات التخرج والتي تقام علي ارض الاستاد .
اذا اريد ان تكون ارضية الملعب من النجيل الطبيعى يجب التعاقد مع شركة زراعية وبمبالغ قد تصل الي عشرات الملايين من الجنيهات شهريا اذا وفرتها حكومة الولاية لشهر فقد لاتوفرها لشهر اخر وموارد الاتحاد لاتكفي ما العمل .
قد تدفع الولاية مبلغ تركيب النجيل الصناعي وهو مبلغ يدفع مرة واحدة والنجيل الصناعي لايحتاج الى صيانة وهذا الصرف الكبير والذي يحتاج اليه النجيل الطبيعي وزي مايقولوا يسد اتحاد الكرة اذنيه واحدة بي عجينة والثانية بي طينة من قريرة البحر والراحة من الكلام الكثير الميدان تعبان والارضية سيئة واكتساب راحة البال وقفل هذا الملف نهائيا والتجربة ماثله بي استادي بورتسودان وعطبرة .
النجيل الطبيعي افضل وودمدني فلب الجزيرة والارض الخضراء ولكن هذا النجيل يحتاج سهريا الي الملايين من الجنيهات موارد اتحاد الكرة شحيحة وهي لاتكفي لتسيير النشاط عفوا انتهي عهد المتطوعين والتطوع لهذه المدينة الحبية وصار عهد البيزنس والشركات الخاصة وللاسف لايوجد مال احبائي عشاق الرياضة لامفر من النجيل الصناعي .
هذه شهادة من خبير ومعايش لدار الرياضة ولاينحاز لفئة على الاخري في هذه الحرب الضروسة والتي لاتشبه ودمدني ولا ابناء ودمدني وعارف كل الخبايا عن ملعب الكرة وللتوضيح لكل من يتهامس او يلمز بان هل زراعة النجيلة تكلف كل هذه الملايين .
في خلال الدورة المدرسية 1996 – 1997 عملت علي تأهيل الملعب بمبلغ يبلغ في ذلك الزمان ثمانمائة الف جنيه طلبت من كان يعمل معي عمنا برناوي كبير الجناينية بمشتل بركات ان يذهب الي امين المال الاخ مبارك الديبة ويتسلمها منه بعد نهاية العمل وقد كان ووزعها بعد استلامها على العمال والذين كانوا يعملون معنا ولم انال غير مكافئة معنوية عبارة عن بطاقة دخول لدار الرياضة بصفتي المهنية المشرف على الميدان .
رجعت بعد خمسة سنوات من الاغتراب واول زيارة لي كانت لدار الرياضة وللملعب والذي رايت فيه العجب شركة زراعية من اياهم اسند لها العمل بتركيب نظام للري حديث يقال له - وبدون مياه كافية بالاستاد ويا للهول التعاقد كان مبلغ سبعة عشر مليون من الجنيهات التزمت بدفعها حكومة الولاية ايام الفريق المدهش سر الختم وكالعادة شهر وعاد الميدان الي سابق عهده عدم متابعة واجهزة رش تجارية مضروبة وهكذا تدور الساقية ولا وجيع .
الشي المؤلم والذي حز في نفسي منظر الاستاد في افتتاح مجموعة ودمدني للبطولة الافريقية للمحليين وذلك المنظر القبيح والذي اصابني بالاحباط وتذكرت ايامي بدار الرياضة وتأسفت علي الاخلاق التي ذهبت .
مبلغ تركيب النجيل الصناعي مدفوع من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا تحت مسمى مشروع الهدف هو الذي يشرف عليه ويحتار الشركة المنفذة وهذا المبلغ مخصص فقط لتاهيل الملعب بي النجيل الصناعي يعني ماينفع نقول للفيفا ادينا القروش كاش ونحنا بنصرف بي طريقتنا - نجيل صناعي يعني نجيل صناعي .
ايا كانت ادارة اتحاد الكرة بودمدني لو كانت ادارة عثمان النور او بهاء الدين بحيري او عبد المنعم عبد العال او ادارة الاخوان طارق سيد احمد ومعتصم عبدالسلام القرار الحكيم والذي سوف يتخذ هو النجيل الصناعي .
هذه هي حقيقة ملعب استاد ودمدني وعلى الرغم من انني اتالم علي مفارقة النجيل الطبيعي واعتماد النجيل الصناعي .
ماتشاهدونه في الملاعب العالمية مثل ملعب برشلونة او غيره من النجيل الطبيعي تجري فيه مباراة واحدة في الاسبوع مع امكانيات ضخمة متوفرة وغير محدودة مع ملاعب رديفة ملحقة بالاستاد او الملعب الرئيسي تخفف الضغط عليه في التمارين .
في هذه الاستادات لاتوجد مهرجانات تخرج او مباريات دورة مدرسية بالصباتح وكورة عصر بتاعت ناس الدرجة الثانية ولا بالليل دوري الاولي مافي نجيل بستحمل كل هذا الضغط ويظل مخضر يانع .
ودمدني قلب الجزيرة وفي منطقة هي الاكثر اخضرارا وبها اكبر هيئة للبحث العلمي في المجال الزراعي زاخرة بالعلماء المشكلة في المتابعة اليومية والمستمرة مع معينات لابد من توفرها بصورة منتظمة وهذا لايمكن تحقيقه في ظل عدم توفر موارد مالية الناس البتخش دار الرياضة تحسبهم بالواحد مافي مباراة بجيب مصريفها وزي مالقلت الولاية ممكن تدفع ليك الشهر دا والشهر الجاي او البعده مافي هذه هي الحقيقة والقريبين من اتحاد الكرة يعلمون بذلك .
خطوة كان لابد منها في ظل عدم توفر موارد بصورة مستمرة والاستفادة من مشروع الهدف في توفير ملعب يشرف المدينة في هذه الفترة ولو بصورة مؤقتة لسنين قادمة تريحنا من ذلك المنظر القبيح للملعب وربنا يصفي النفوس وليكن هدفنا هو هذه المدينة امنا ودمدني .