المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاقباط ( النقادة )



elfatih
23-04-2015, 08:38 AM
ودمدني كانت ايام جميلة

الاقباط ( النقادة )
=================


الاقباط في ودمدني لم ينفصلوا عن النسيج الاجتماعي لسكان المدينة فقد تداخلوا مع ابناء ودمدني واصبحوا كابناء البلد فهم تشربوا بالعادات والتقاليد السودانيه الاصيله في مأكلهم ومشربهم حتي ملبسهم فكثيرا مانري قبطيه وهي ترتدي الثوب السوداني ويتناولون الكسره والملاح بل نسائهم برعن في تصنيع الوجبات السودانيه الويكا والتقليه والرجله ويفضلون شراب الابري بشقيه اﻷبيض واﻷحمر وياكلون المرارة وام فتفت وكبده اﻷبل.
على الرغم من هذا الاندماج الكامل في المجتمع الا انهم لم يتزاوجوا مع سكان البلد واحتفظوا بهويتهم القبطية المسيحية كما احتفظوا بها في مصر علي مر العصور وهم يمثلون احفاد الفراعنة حيث لم يختلطوا بأي اعراق اخرى الا نادرا .
يحتفظون بالجنسية السودانية والتي اكتسبها اغلبهم بالميلاد او التجنس .
ويشكلون قوة اقتصاديه كبيره ليس في ودمدني فحسب بل في السودان بجميع انحائه المختلفه و يعمل اغلبهم في تجارة اﻷقمشه ولهم زقاق يسمي زقاق النقاديه
. وكلمة نقاديه مشتقه من نقاده وهي بلدة في صعيد مصر بالقرب من قنا.
وفي سوق ودمدني ترى حركة دائبة مستمرة لأن مدني موقع مميز، فهي سوق للعديد من البلاد التي حولها، وتجار قرى وضواحي مدني يثقون في أقباط مدني، يودعونهم أموالهم قبل أن تكون هناك بنوك للمال، كان المواطنون يثقون في أمانة الأقباط، وكان القبطي صاحب كلمة، إذا قرر شيئاً يحترم كلمته، ورغم أن البعض كان يتعامل بالكمبيالات وهي وثيقة مال ثبوتية، ولكن كان تجار الأقباط كلمتهم أمضى وأقوى من الكمبيالات وإيصالات الأمانة، أو كما يقولون كلمتهم واحدة، وهم عندما يقررون شيئاً لا يحلفون البتة، فقط يقولون صدقني.
ارتبط الأقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر.
وكانوا يحتلون شارع بالكامل فى سوق مدنى يطلق عليه زقاق النقاديه فيه من ناس مدني واحد فى الناصيه الرئيسيه هو زوج عمتنا حسن عامر وجان والياس حنون فى الناصيه اﻻخرى وهم من الشوام . اما بقية الدكاكين كلهم من النقاده . وهم حفيظ قرياقوس والد اﻻطباء عادل وعياد وحليم سلوانس وصبحى ابوسمعان وهناك ثلاثة اشقاء فى دكان واحد هم مبارك وجورج ووديع ايوب هؤﻻء فى جانب وفى الجانب اﻻخر يوجد يوسف عجائبى وزكي اسكندر وفرح الياس وهؤﻻء شركاء وفرنسيس عطيه والد دكتور جمال . وهناك تجار خارج هذا الزقاق هم صليب مترى ودرياس مينا.
ومن اشهر تجار الاقمشه عزمي موسي ومن ابنائه د/ اشرف وشقيقه إميل وهم اصحاب أجزخانه الشهيدين ونظيم هلال و الي نظيم شقيق هو د/ جمال هلال وعيادته في شارع الدكاتره وابن عمهم يوسف ويعمل ايضا في تجاره الاقمشه وصليب متري و له ولدين هما صموئيل وطلعت وزوجة طلعت كانت تعمل في البنك وتدعي وفاء ادورد .
وكانت تفتخر بأنها جعليه من شندي ووالدها ادورد هو من اشتري منه الفنان الكبير عثمان الشفيع أول عود للغناء عليه. ومن العائلات الشهيره عائلة غنامي وكانت تعمل في تجارة الاقمشه ايضا وعائله صموئيل وله ابنين هما وفيق والاداري الفذ بمشروع الجزيزه وجيه صموئيل وكان اخر منصب له هو مدير الاداره الزراعيه وكان يطلق علي والدته أم وجيه وكانت أم وجيه تعمل ايضا في بيع الملابس الجاهزه وكانت تأتي بها من مصر وتشمل القمصان والبناطلين والبدل واقمشة وملابس الشتاء الفنايل والكساتير جمع كستور وهو يلبس في الشناء وفنايل الصوف وكانت تبيع بالتقسيط ﻷهل ودمدني.
ومن الاقباط الذين عملوا في مشروع الجزيرة رشدي غالي ومن الذين عملوا في السلك الاداري في الحكومه ايضا روماني عياد سعيد وكان يعمل في بنك الادخار وتدرج حتي وصل الي نائب مدير ثم أحيل للصالح العام ايام التمكين ثم افتتح مكتب مراجعه ومحاسبه وله ابنتين وزوجته تدعي ميري عزيز.
ومن العائلات ايضا عائلة سليمان وكان يمتلك بار وزوجته هي بهيه وكانت اشهر خياطة للملابس النسائيه ومنزلهم في ودازرق وابنائه هما عادل وعبده والذين اشتهروا باسم اولاد بهيه وكانو يعانون من التخلف العقلي .
ولسليمان شقيق اخر هو فهيم وكان يعمل في أجزخانة النيل الازرق وله ثلاثه ابناء وثلاثه بنات واوالاده الذكور هم دكتور اسعد وهو يقيم حاليا في الخرطوم متى او أمير في ايرلندا ومهندس شبكات هو اكرم وكان يعمل في اذاعة ودمدني وهو حاليا يقيم في الخرطوم عائله فهيم البنات انطوانيت مهندس زراعي وكذلك نارمان وهما في لندن.
صيدلية الشهيدين ودكتور اشرف عزمي موسي الانسان ذو القلب الطيب والمساعدات التي يقدمها للمرضى من ودمدني وخارج ودمدني واخيه اميل يدير مركز الشهيدين لادوات التجميل بشارع الدكاترة.
ومن اشهرالاقباط السودانين علي الاطلاق رؤوف حنا بطرس وكانت له بقاله في حي الدرجه بالقرب من منزل احمد عبداللطيف وكل اهل مدني يعرفونه وكان يشارك جيرانه ومعارفه افراحهم واتراحهم وكان يذهب هو وفهيم لمشاركة جيرانه بالذهاب معهم الي المقابر ويرفعون الفاتحه علي الميت وقد داعبه احد موظفي مشروع الجزيره الذين كانوا يتعاملون معه قائلا له يارؤف لما تموت حانقسمك نصفين جزء ندفنه في مقابر المسلمين والجزء الاخر في مقبرة المسيحين ولرؤوف اربعه ابناء هما روماني وجرجس وعادل ومجدي واشتهر رؤوف بالفسيخ الجيد الذي كان يأتي به من كوستي في براميل وبيعه داخل بقالته.
وكانت للاقباط علاقات حميمه مع اﻻسر السودانيه.تراهم فى المناسبات اﻻجتماعيه حضورا سوى ان كانت افراح او اتراح بل ان بعضهم يرفع يديه فى العزاء ويقول لك الفاتحه وتراه يحرك شفتيه بالعد سرا من الرقم 1 والى الرقم 12 ريثما تكمل انت قراءة الفاتحه كما يقول احد ظرفائهم.
ومن اشهرالعائلات الفلسطينية او السورية وغير القبطية ولكن سكنهم كان بالقرب من العوائل القبطية وافتكرهم كثير من الناس بأنهم اقباط عائلة فرح الاطرش و ابنائه موريس الذي تولي ادارة استديو والده بعد وفاته ثم اصبح يعمل في بيع السجك والفسيخ بمشاركة زوجته أولجا وله ولدين هما اميل والياس ولفرح الاطرش ابن اخر هو نبيل كان يعمل في البنك وقد هاجر الي لندن.
ومن العائلات ايضا عائلة مكرم مانسي صاحب اكبرمحل لبيع الساعات السويسريه ومكان للتصليح وكان يعمل معه صنايعي لتصليح الساعات هو خالد ابوبكر.
فرنسيس هاجر الى استراليا وتزوج بنت مكرم مانسى رغم ان مكرم يونانى وتختلف كنائسهم , لمكرم ابن اسمه جورج وجورج كان مصاحب فرنسيس لقصد وهو الزواج من اخت فرنسيس لكن حصل العكس.
لويس زكي اسكتدر وعربته الميني بص ماركه فولكسواجن بيضاء كانت له كافتريا في حديقة ام بارونا.
الفنان التشكيلي مكرم نسيم اشهر رسام لوحات وكان يستعمل الالوان المائيه والزيتيه وكان يصمم لوحاته ايضا من اعواد القصب وبقايا السجائر.
و من اشهر العائلات عائلة بهيج ونيس الذي يعمل في تجارة وبيع الاجهزة الكهربائيه وله علاقات واسعه مع مجتمع ودمدني . ويعتبر من اكبر مشجعي نادي الاتحاد.
وله اخ اخر اسمه ايليا خلف ابوشمس في مجال بيع الغاز وتوكيل اجب وقد هاجر ايليا الي استراليا مثل كثير من الاقباط الذين هاجروا بعد مجئ الانقاذ وعاد مرة اخري الي ودمدني وافتتح اجزخانة استراليا.
وايليا لديه موقف طريف مع زراع كان لديه منزل مجاور بيت طلال ستيبة وحفر بئر وطبعا بطلع التراب بره زراع جاب لوري عشان محتاج التراب وجاك إيليا يكورك يازراع مودي التراب وين زراع قال له ياخواجة بتكورك مالك موديه فحص التربة بيتك دا شاكين فيه بترول.
أن الاقباط الذين هاجروا الي الدول الاوربيه يشتاقون للعودة الي ودمدني بل انهم افتتحوا اذاعة في استراليا لبث اخبارالسودان وبث الاغنيات والموسيقي السودانيه.
الاستاذ رامز سامي فاخوري الذي يعمل في وزارة التربيه والتعليم.
والدكتور انيس عازر سيف وقد هاجر الي استراليا.
من الاقباط الخواجة رزق وكان دلال اقمشة يمر على البيوت والبيع بالدين لآخر الشهر وكان يسكن في امتداد زقاق الفيوماب خلف الكنيسة مباشرة وتحديدا في البيت الساكنين فيهو حاليا اهل ناس ابوجون.
كما نذكر سليمان وكان ايضا يتاجر في الاقمشة ووزوجته بهية استاذة الخياطة النسائية المعروفة وابنائها عادل وعبده وبنتها عايدة كما لاننسى فهيم البقال الشهير الذي عمل في بداية حياته مساعد بقال مع عمنا المرحوم ابراهيم سعيد في البقالة الملحقة بمنزل ناس ابو الروس قبالة شارع سنكات جبرونا وبعدها انتقل كبقال قائم بذاته الى الدكان المجاور لدكان فيصل الترزي والتاج طعمية.
ومن الاسر الكريمة اسرة برينسة التي اشتهرت محطة برينسة باسمها ايام مواصلات دوران بانت..كانت تاجرة بدت ببيع الفحم في السكة حديد ثم فتحت غرفة في منزلها دكان ...وبعد وفاتها خلفها ابنها نعيم بخيت في الدكان ..زوجته منيرفا..وله اليا هاجر الي اليونان وسمير الذي خلف والده في الدكان تزوج في الخرطوم واستقر هناك وخلفه رضا الي ان تزوج من الخرطوم وبين هنا وهناك ضاع الدكان بعد تاريخ حافل ..ولهم اختهم تريزا دكتورة في البحوث الزراعيه وسكنت البحوث..قامت بهدم البيت وتحويله الي عمارة استثماريه كبيرة...لنعيم اخوة كان اشهرهم فايز بخيت كان حكم كرة قدم شهير..وميري توفيت قريبا منزلها مقابل نادي النجوم..
من الأسر أسرة جورج عبدالملاك ميخائيل واسرة
ميشيل واسرة صبحي ونيس وأبنائهم دكتور مجدي وكوني
وأسرة حشمت الميلادية.
وهنالك أسرة نبيل القمص وسهير عبدالملاك وكوفير ميرا نبيل القمص زوج سهير عبدالملاك وشقيقها جورج عبدالملاك ..نبيل هو ريس اللجنه الشعبيه بحي القسم الاول .
نبيه بشارة الترزي الافرنجي المعروف وهو في واقع الامر كان معلما في الخياطة ودكانه كان في صف العجلاتية بجوار دكان المرحوم محمود عبد الرحمن الحلاق شقيق المرحوم الامبراطور عابدين عبد الرحمن و كان يعمل مع نبيه بشارة كترزي حسن بحيري وكان لنبيه زوجة اسمها كوكب كانت تبيع المأكولات بمختلف انواعها متخذة من دكان المرحوم على سربل محلا لها بحكم السكن.
واقباط ام سويقو تبقى منهم التشكيلي رزق وهم على تصاهر مع الاثيوبيين.

ومن انظف واطعم محلات الاكل بالقرب من سينما الخواجة ميري لاند والقبطي ناجي وعربته اللاندروفر وزوجته ميري اكلنا عندهم الدجاج المشوي علي الفحم اول مرة في ودمدني بالاضافة الي الاقاشي والحمام واطعم سجق كانوا الاشهر في بيعه في ودمدني.
قصة منسي كان مدير السينما الوطنية ولديه مشاريع زراعية .. قصة وفاته شغلت الرأى العام فى مدنى حيث تم دفنه عدة مرات .. رحل تاركاً خلفه ثروة فظهر له أقرباء من شتى أنحاء البلاد .. وبدأت منازعات الإرث فى محاكم مدنى .. فجأة ظهرت إمرأة تحمل وثائق تثبت أن منسى قد أسلم وتزوجها .. تم نقل جثمانه من مقابر النصارى للمسلمين .. طعن الورثة فى المرأة وكسبوا القضية .. تم إرجاع الجثمان .. وإستأنفت المرأة وكسبت وتكررت المسألة .. تم تأكيد كذبها ونصبها وأعيد الجثمان.
وفي مدني تألقت عائلة سدرة جرجس، والتي قدمت للسودان الدكتور موريس سدرة كبير الجراحين ووزير الصحة في عهد الرئيس نميري، ولويس سدرة الذي تفوق في البوليس حتى وصل درجة نائب مدير الشرطة بدرجة نائب وكيل، وهو مؤسس كلية الشرطة والتي حتى الآن تَسمى ميدان باسمه.
أولاد سدرة «موريس ولويس» بعد ان عاشا ايام الطفولة والصبا الباكر في مدينة ودمدني .
في مطلع القرن العشرين في عام 1908م ولد لويس سدرة في ودمدني وتلقى تعليمه الاساسي بها ثم انتقل الى الخرطوم ودرس بكلية غردون التذكارية ودمدني شكّلت الشخصية الاجتماعية فإرتبطت بذاكرة أبناء سدرة زمناً طويلاً فعاد اليها لويس مديرا لبوليس النيل الازرق حتى العام 1960 ومن ثم عاد الى الخرطوم ليشغل نائب مدير البوليس واسهم في تأسيس كلية الشرطة ببري. وساهم في انشاء قسم الكلاب البوليسية ووضع لبنة المعامل الجنائية التي تطورت الآن وصارت من أهم أذرع المباحث المركزية.
كانت ودمدني بدون كنيسة قبطية حتى عام 1919م، وساهم في بناء أول كنيسة في مدني غبريال أفندي شنوده بقطعة أرض من أملاكه لتبنى عليها الكنيسة، كما كان من المساهمين خليل ثابت، بقطر محروس، جرجس عطية، عبد الشهيد غبريال، وغبريال يوسف وتقع كنيسة الاقباط مجاورة للقسم الاوسط للشرطة.
ومما يحكى عن نوادر أولاد بهية عادل وعبده فى احد اﻻيام رجعا لمنزلهم فى وقت مبكر على غير العاده عند دخولهم وجدوا والدهم فى وضع علاقة حميمية مع والدتهم وما ان شاهداء هذا الوضع هجما على ابوهم واوسعوه ضربا ظنا منهم انه لايجوز ذلك حسب فكرهم القاصر .
عبده سليمان او عبده ود بهيه من اقباط مدني ومشاهيرها يسكن ودازرق ويخرج يوميا في خط سير واحد حيث يبدا يومه الي زقاق النقاده ويشتهر بحبه للاكل والشاي الاحمر يشرب الشاي مع عثمان عمر المدني بعدها يتجه الي دكان صبحي ابوسمعان ليشرب الكوب الثاني من الشاي ثم الي كشك للفطور ويعود الي زقاق النقاده للشاي مرة اخرى ويختم يومه في الشانزليزيه بالباسطه من عبدالقوي وايضا يتم توصيله مجانا ويوميا من اصحاب الركشات.
عبده وعادل اولاد بهية الترزية أعلام في ودمدني عاشوا وسط ابناء المدينة في محبة وسلام هم واهلهم الاقباط بدون جهوية او عنصرية أوتفرقة دينية لهم دينهم ولنا ديننا هذه هي ودمدني صامدة ومتماسكة وربنا يحفظ الجميع.
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة .