المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودمدني كانت ايام جميلة أكل الشوارع



elfatih
22-02-2015, 09:35 PM
ودمدني كانت ايام جميلة

أكل الشوارع
======================

بعد وجبة الغداء وتقريبا عند الساعة الثالثة عصرا كنا نسمع صوته وهو ينادي على بضاعته ترمس ترمس كبكبي فتبدأ المطالبة لي ناس البيت عاوز قروش ولو انت محظوظ يكون العطاء لك قرش لتشتري بي تعريفة ترمس وبي تعريفة كبكبي هذه المهنة كان يجيدها اخوانا الفور ترى الواحد منهم يلبس العراقي والسروال الطويل ملابس كانت شديدة البياض كاللبن وتلك الطاقية الحمراء المشغولة بالكوروشي وهو يحمل جردلين كل واحد منهم مغطى بي فوطة بيضاء مثبته بي لستك وذلك الفنجان المستخدم كعبار او مقياس ولون هذا الفنجان لم يكن في الغالب ابيض اللون وانما كنا نراه اصفر او بني اللون وتلك القراطيس من الورق الملفوفة والموضوعة جانبا لزوم التعبئة للزبائن .
بعد شوية ظهر بتاع الداندرمة وانت تسمع زمارته وهو يجر تلك العربة الثقيلة وبداخلها ذلك الاناء المصنوع من التوتياء والموضوع في تجويف في هذه العربة والملفوف بالخيش والثلج والملح وكنا نرى الداردمة كل يوم بي لون مختلف مرة صفراء ومرة خضراء ومرة حمراء وتلك المعلقة والتي دقت لتشبه المسطرينة في شكلها والتي يتم عن طريقها كشط الداردمة - البرودة كانت موزونة لدرجة لاتصل درجة التجمد الكامل وانما ليكون قوامها جريش يسهل كشطه .
طبعا برضوا عاوز ليك قروش لزوم الشراء شوية محاججة وتنال المراد وتسرع وتأخذ كباية الشاي الفاضية ومعها المعلقة وتحاول ان تلحق به لان صوته صار بعيدا.
في فترة الظهيرة يحلو الذهاب الي كرانك السمك في ام سويقو مكانها الان تقريبا جامع الدندراوية كنت ارى الصاج من الفخار يقلى فيه السمك - بي قروش قليلة يلف لك طلبك في جريدة ومن ناره تأخذه الي المنزل .
اصحاب السمك المقلي ياخذون بضاعتهم في طشاته يحملونها على رؤسهم ويجوبون بها احياء ودمدني وذلك الصياح الشهير وهم ينادون على بضاعتهم حمام النيل حمام النيل .
النييفة النييفة وذلك النوباوي يحمل تلك القفة عن طريق عصا تلبس في القفة وتوضع على الكتف - مقر النييفة على شاطي البحر في الدباغة في منطقة تسمى النيافة طريقة طهي عبارة عن ازيار تدفن في ارض في حفر وبها مصدر للنار وتوضع في هذه الازيار اظلف الخرفان والرؤس تترك لمدة زمنية طويلة لكي تستوي عن طريق البخار هذه كانت الاكلة المفضلة لي ناس الليل .
فترة الظهيرة كنا نقضيها في نجايل القسم الاول ومع الحاجة التاية مزاجات في نجيلة ناس شعبان والتبش بالشطة والدليب والعرديب المعجون بالشطة او بالسكر حسب الطلب ودقة القونقوليس والدوم .
عند منتصف النهار يوميا نسمع ذلك الرجل والذي يركب حمار وضع فيه خرجان او قفتان وهو يقول النبق النبق او قصب السكر او اللالوب علي حسب موسم ظهور هذه الاشياء مرة قد تكون مانجة ومرة قد يكون عنكوليب ومرة جوافة هذا الرجل يبدو عليه انه من مواطني شرق الجزيرة كان يجوب القسم الاول والاحياء المجاورة .
بالقرب من نجائل الامير نقد الله يجلس اشهر فراشي لبيع قصب السكر والعونكوليب والدوم والنبق ود امين جالس على ذلك العنقريب يبيع منتجات كل الموسم .
عند العصر تشاهد ذلك الرجل والذي يلهث وهو يدفع تلك العربة الخشبية وهي عبارة عن بترينة متحركة مغطاء بالزجاج وبداخلها صواني الباسطة والغريبة كنا نضرب بيه المثل في شدة التعب بأن نقول للشخص التعبان انت اكثر تعبا من سيد الغريبة بداخل هذه العربة ايضا موجودة الرتينة للانارة عندما يحل الظلام .
تحضر بنات الفلاتة الي المنزل وهن يحملن الفول والتسالي والتابوتا وهي عبارة عن مسحوق النبق يوضع في قالب ليظهر علي شكل حلوى كذلك من الاشياء اللذيذة عندهم مايعرف بطعمية الفلاتة المصنوعة من اللوبيا ويعطوك معها الشطة والتي يمثل الملح فيها ضعف الشطة كما يبيعون حلاوة قصب مختلفة الالوان .
يمر ايضا عبداللطيف صاحب الحلاوة وصاحب البوق الشهير والمسحراتي في شهر رمضان وحلاوته الشهيرة وتراها وهي يغطيها الدقيق وهي مطاطية القوام وتتكون من الوان متداخلة ترى فيها الاخضر والاصفر والاحمر .
الحاجة بتول بالقرب من الاساس وتلك الطعمية الشهية والاشهى كورة الشطة الحمراء وتكمل تلك الجلسة عندها بكورة سلطة الروب وبها معلقة من تلك الشطة العجيبة لو جيعان زيادة ساندوتش سلطة الاسود وفي مقدمته الطعمية ومن فوقهم معلقة او معلقتان من الشطة موزعة على جميع الساندوتش .
(جك جيبك ) يقولها لك بائع الاقاشي في موقف المواصلات في السوق الجديد وانت جالس بالقرب منه وتبدأ بطلب اثنين سيخة في البداية - وبالقرب منك من يبيعون الرغيف الحار ومن يبيع الماء البارد تتواصل الحكاية سيخة فوق سيخة وهو يقطع البصل بي تلك الطريقة العجيبة وهو ينظر اليك ويقول (جك جيبك ) مامعناه سوف انظف جيوبك كلها اليوم والشطة الحارة تدعوك الي اكل المزيد .
هذه الشطة لابد من شئ يبردها واحسن شي ومتوفر وقريب هو خشاف شخص يدعى حران بالقرب من طلمبة اجب فتحي وحران هذا من منطقة ابوقمي جنوب الدمازين كنت في مامورية شغل في تلك المنطقة وسالني سكان المنطقة عن ابنهم حران في السوق الجديد والحمد لله كنت اعرف ابنهم حران ومن زبائنه الدائمين .
البالوظة كنت اشتريها من عائلة تصنعها وتبيعها في حي المدنيين بالقرب من المطامير يدخل في صناعتها عصير الكركدي والدقيق لم اتناولها كثيرا لذلك لااذكر طعمها وطريقة تصنيعها .
عند العصر وفي ظل بيت ناس عمر البشير وزوجته زينب بت ابراهيم بيت ناس ابراهيم التنين كانت تحضر الحاجة الندى وتفرش بضاعتها واشهرها التبش بالشطة والدليب وترانا جلوسا حولها حتى تنتهي اخر قروش عندنا .
اهلنا الكبار كانوا دائما يقولون لنا يا اولاد بطلوا اكل اللغاويس دي بتجيكم مصيبة منها انتو الا تتسمموا حتى تقيفوا من اكلها وفي مرة من المرات سبب لي ساندوتش من مطايب في فريق الحلبة حالة تسمم ,
فريق الحلبة مركز البيع للاطعمة في الشارع أي شي يخطر على بالك من البطيخ الدقل او الصغار الي لحمة الراس والفسيخ وكمية من الفواكه النصف معطوبة والتي يقال لها الزوبار ومتخصصة فيها شموم تبيعها وهي مصلحة الراس وانا اشتري منها كانت تقول لي سلم على حبوبتك بت محمود انت جيت من المربوع ولامن ناس حبوبتك حليمة كانوا جيران وشبوا في هذه الدنيا قريبين من بعض .