المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودمدني كانت ايام جميلة الشيخ يوسف ابراهيم التجاني ( شيخ يوسف بقوي )



elfatih
14-02-2015, 10:48 PM
ودمدني كانت ايام جميلة

الشيخ يوسف ابراهيم التجاني ( شيخ يوسف بقوي )
==================
الطريقة التجانية من الطرق الصوفية الشائعة جدا في القطر الأفريقي ومنشأها لدى الشيخ الأشهر أحمد التجاني ببلدة تجانة ببلاد المغرب
صلاة الفاتح عند السادة التجانية
================
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .
كتاب جواهر المعاني – مرجع التجانية الأول
====================
في مطلع الستينات ونحن في بداية المرحلة الاولية كان يطيب لنا الجلوس في عتبات المنزل المقابل لمنزلنا وهو منزل محمد عبداللطيف في الجانب الشرقي منه كانت توجد غرفتان منفصلتان والدخول اليها كان يتم عن طريق باب في الغرفة فاتح علي الشارع كان يحلو لنا اللعب في ضل الضحى والقفز والجري لانتوقف عن اللعب الا عندما نسمع من ابناء حسن عبد اللطيف الكبار خالد وقاسم بان شيخ يوسف بقوي موجود داخل الغرفة ماتعملوا ليه ازعاج كذلك كنا نعرف بوجوده عندما نري عربية ابنه الكبير ابراهيم واقفة امام المنزل كذلك عند وجوده تزداد حركة العربات فكنا نري عربية عمنا محمد صالح بسمة من نوع الجيب تاتي في اليوم عدة مرات وهو بملابس المنطقة وكان برفقته دائما اولاده كذلك كنا نري سيارة صديقه بادي والذي تزوج ابن الشيخ يوسف بقوي الكبير ابراهيم ابنته تزداد الحركة عند وجود الشيخ في المنزل كنا لانعرف عن الشيخ سواء انه متزوج تلك المراة الكبيرة في السن اسمها زهراء اخت محمد عبداللطيف وان ابراهيم ولده الكبير واخوه التجاني من امراة اخرى وان ابنه ابراهيم كان صديق الي اخوتنا الكبار وكان رجل دنيا يعشق الفرح والطرب عكس اخوه التجاني كان هادئ الطباع قليل الكلام .
الذي كنا نعرفه عن الشيخ يوسف انه شيخ طريقة وله مريدين واتباع ولم نكن ندري ان عمنا شيخ ايوب حسين كان من اتباعه واتباع الطريقة التجانية .
هو الشيخ يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن دفع الله الشهير بود بقوي ولد في قرية (دار نايل) سنة 1317هجرية .
أخذ الشيخ يوسف بقوي الطريقة التجانية عن الشيخ الشريف محمد الطاهر السنوسي بسنده عن الشريف الحسين عن السيد الشريف محمد بن المختار عن الشريف محمد السقاف عن سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه.
وأثناء تجوال شيخ يوسف الفقهية في مناطق غرب السودان كان يلاقيه الشريف السنوسني التجاني الشهير معجبا بحاله وعلو همته في الدين فيعرض عليه الطريق التجاني فيرد عليه دائما بقوله : لا آخذ الطريق إلا عمن يجمعني بالنبي صلى الله عليه وسلم . فيقول له الشريف أنا أجمعك به مناما فيرد عليه الشيخ يوسف : مناما فقد رأيته صلى الله عليه وسلم كثيرا ولله الحمد والمنّة ولكنني أريد رؤيته يقظة .
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثلني . وللأسف فإن الطائفة المعادية للصوفية تزعم انّ المقصود بذلك رؤيته في الآخرة فيقال لهم يا جماعة الخير الآخرة دار إنكشاف وخرق عادة ولا مزية للرؤيا هناك طالما أن ّ الناس يرون ربهم كالقمر ليلة البدر كما ورد في الحديث كما يليق بجلال وجهه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) . أما الرؤيا المنامية فشائعة واكثر الشعوب تعلقا بها شعب السودان لقوة تعلقهم ومحبتهم فيه صلى الله عليه وسلم ويستخدمون في سبيلها الفوائد الكثيرة المتصلة ومنها الإكثار من الصلاة عليه لا سيما الألف والألفين عند النوم وسر الكوثر ( بإذن من ماذون ) ألفا ، وغبرها الكثير . ومنهم من كان يهبها لمن يطلبها ولكن بشرط التشوق إليه صلى الله عليه وسلم لا محاكاة للغير أما الجهرية فقد حظي بها أكثرية أشياخ بلادنا ومنهم الغوث الشهير والطود المنير سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير والذي كان يقول : ماغاب عني صلى الله عليه وسلم إلا عند النساء وعند الخلاء ولا أقول قولا وأفعل فعلا إلا بإذنه صلى الله عليه وسلم
الشيخ يوسف إبراهيم بقوي رحمه الله تعالى أحد أشهر مشايخ الطريقة التجانية بالسودان خلال النصف الثاني من القرن العشرين وقد وصفه الشيخ المكاشفي بأنّه ؛بضعة الله في أرضه.
-قضى شبابه في حفظ القرآن المجيد وطلب العلم الشرعي علي أشياخ زمانه ومضي ينشر الفقه ويجوب به حواضر وبوادي غرب السودان حتى داخل شاد .
- عاش صباه في منطقة تقلي بكردفان ثم استقرفي آخر عمره بودمدني
خلف المستشفى بحي الدرجة . بعد فترات في ام درمان وبورتسودان –) وعقد بزاويته التجانية ومسجده الكبير مجالس العلم ووظائف الطريقة واظهر من خلالها مقامه في العلوم العرفانية الباطنية والشرعية النقلية .
وانتشرت عند الناس شرائط الكاسيت الخاصة بها وذاعت في المكتبات مؤلفاته في شتى ضروب المعرفة لاسيما مكتبة مضوي الحاج رحمه الله تعالى ومنها ؛ خواص القرآن والدعاء والتوسل وخصوصيات المصطفى من صغار المؤلفات خلاف كبارها .
أنّ الشيخ يوسف سافر مرة لبريطانيا فعرض عليه الخواجات حالة لخواجة مصاب بحالة جنون طويلة وميئوس منها فضربه الشيخ بكفه مرة واحدة عاد بعدها لكامل عافيته وسط دهشة الحضور ومن ذلك يعلم قوة تصريف الشيخ وعلو همته في الولاية وقربه من مولاه وقد حكي نظير ذلك عن الشيخ يوسف أبو شرا العركي الشهير حين جاءه أحد أحبابه طالبا منه أن يكتب له بخرة حسنة يزيل بها شدة علته فمسك الشيخ يراعه وكتب له بخرة على عجل فلم يستحسنها المريد فقال له الشيخ يوسف يا ولدي الكلام على الكفوف لا الحروف
ومن ذلك حال الشيخ دفع الله الصائم حين أشار بأصبعه إلى منكر جلس وسط مريدي الشيخ بحي مايو بمدني ينكر على الشيخ ويتهمه بمخالفة الشريعة فلما مر بهم الشيخ وهو يهم بالسفر أشار على المنكر بيده أن يصلي بالناس فمجرد الإشارة تغير حاله وصار من جملة أحباب الشيخ وتلامذته .
كرامات شيخ يوسف كثيرة ولاتحصى .
ومولانا الشيخ يوسف بقوي، برغم نشاطاته المتعددة وزواره الذين لا ينقطع سيلهم وسفره الكثير إلا أنه رغم ذلك قام بتأليف أكثر من عشرين كتابا ورسالة كلها لخير المسلمين منه ( منبه الغافلين ومرشد الحائرين وفي ذكر الموت وكتاب الأنوار السنة في الأحاديث النبوية ، وكتاب المعجزات والشمائل وكتاب أحكام الوضوء وآدابه، وكتاب الأسماء الإدريسية ورسالة في أهل الظلال يوم القيامة ، ورسالة في مصارف الزكاة ورسالة الحج والعمرة والزيارة، ورسالة بني الإسلام على خمس ، ورسالة شرح حديث الدين والنصيحة وكتاب الفيض الأسمى على أسماء الله الحسنى وكتاب القرآن وعلاج القلوب والأبدان، وكتاب المستملحات في الحكم والمواعظ والآداب، وكتاب فضائل بسم الله الرحمن الرحيم، وكتاب أشراط الساعة) وكل هذه مطبوعة وغيرة المطبوعة كثير.
الدكتور عمر مسعود كان ملازما للشيخ يوسف اعطاه الشيخ ميزة وبركة العلم فصار موسوعة في العلوم الشرعية لاننسي الاستاذ كمال عمر الامين سفير السودان سابقا في نيجريا كان متعلقا كثيرا بالشيخ يوسف وذكر الكثير من كرامات الشيخ خاصة في برنامج اسماء في حياتنا وذكر ان شيخ يوسف كان يعتز كثيرا بلقب شيخ يوسف .
من الملازمين له عمنا شيخ ايوب حسين ابوطبيلة اخذ الطريق علي يديه وهو من لقن الشيخ الشهادة عند احتضراه .
توفى رحمه الله في المجمع الإسلامي بمدنية ود مدني ليلة 7 ربيع أول 1409هـ الموافق 17/10/1988م ونقل جثمانه الكريم إلى بلده وموطن آبائه أم طلحة وبكته التلاوات والمساجد ونعته مجالس العلم والأذكار وطوى بموته كتاب من علم أهل الله .
قرية ام طلحة محافظة المناقل هي بلد العلم والقران فيها تلقي الفقيه ودمدني السني العلم وخاصة الرسالة والخليل على يد الشيوخ الفرضي والقدال قبل قيام دولة الفونج وهي منطقة عبدلاب وذلك قبل ان يستقر بودمدني وياسس المدينة المعروفة الان .
اخر زوجة له كانت تقيم معه بالمجمع التجاني الاسلامي بحي الدرجة وله ابن اسمه الحافظ كان يعمل بالبنك السوداني الاسلامي استقال من العم وفتح مع مجموعة من التجار مطاحن للدقيق بحنتوب لم تصمد طويلا نتيجة لسياية الدولة الاقتصادية واثر الهجرة الي امريكا .
ابنه الاكبر شيخ محمد موجود بي قرية ام طلحة وهو الخليفة في تلك الناحية وهو اكبر من ابنه ابراهيم المقيم بودمدني .