elfatih
08-12-2014, 11:58 PM
ودمدني كانت ايام جميلة
الاستاذ / احمد محمد خير المحامي ( كفاح جيل )
عندما غزا محمد علي باشا ممثل الخلافة العثمانية او التركية السابقة السودان في العام 1821م وكان في قيادة الجيوش ابنه اسماعيل باشا لم تقابل هذا الجيش الغازي مقاومة تذكر في زحفه داخل الاراضي السودانية الا تلك المقاومة الشرسة في ديار الشايقية فيما عرفت بموقعة كورتي وتلك المقاومة الشرسة والتي كانت مصحوبة باغاني الحماس من قبل مهيرة بنت عبود .
احتاجت قوات الغزو الي جند لحفظ النظام كشرطة داخلية لم يجدوا خيرا من ابناء الشايقية لتولي هذه المهمة فألتحق جد احمد خير بالجندية وارتحل الي منطقة سنجة والتي كانت في ذلك الزمان قرية كبيرة .
عندما كبر والد الاستاذ احمد خير التحق بالجندية كابيه وكان مريدا للطريقة الهندية وشيخها في ذلك الوقت الشريف يوسف الهندي والذي تزوج اخت احمد خير و اثمر هذا الزواج المناطلان الشريف حسين والشريف زين العابدين الهندي أي ان الاستاذ احمد خير هو خالهم .
عندما قويت شوكة الدولة المهدية واستطاعت ان تقهر دولة التركية السابقة وان تحتل الخرطوم في العام 1885م بعد ان قضت على غردون باشا خاف والد احمد خير علي نفسه واسرته من انتقام دولة المهدية وبطش الخليفة من بعده فاختار التخفي والنزوح من منطقة سنجة متنقلا من قرية الي اخري حتى استقر به المقام في قرية فداسي الحليماب شمال مدينة ودمدني .
في قرية فداسي الحليماب وفي العام 1902م ولد المناضل احمد خير ونشاء وترعرع والحقه والده بالتعليم النظامي حتى وصل الي كلية غردون التزكارية ملتحقا بقسم المحاسبين وكانت هذه الكلية عبارة عن مدرسة ثانوية تعد الخريجين للالتحاق بالخدمة المدنية في البلاد وتخرج فيها في العام 1925م وهو العام الذي تلا ثورة 1924م وجمعية اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وبقية زملائهم المناضلين والتي كانت الشرارة الاولى في مكافحة المستعمر .
وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل اول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم احمد خير السياسي.
كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.
وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمصحوب بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا احمد خير أحد اعمدته ونجومه البارزين.
في العام 1939م اعلنت مدرسة الحقوق عن قبول دفعة جديدة من الدارسين فتقدم لها الاستاذ ورغم قناعته بانه سوف لايقبل فيها لمواقفه السياسية ضد الاستعمار ولكنه فوجئ بقبوله بمدرسة الحقوق وتخرج منها واختار سلك المحاماة طريقا له دون الولوج في دنيا القضاء .
انتمى الي التيار الاتحادي بقيادة اسماعيل الازهري ولكنه اختلف معه في سياسته والتي تقول عفا الله عن ما سلف بخصوص الذين تعاونوا مع الاستعمار وساعدوه كانت نظرته باستبعاد هولاء عن العمل السياسي جزاء لمساعدتهم المستعمر .
في نوفمبر عام 1958م فوجئ الجميع بانضمام الاستاذ احمد خير الي حكومة العسكر انقلاب ابراهيم عبود وزيرا للخارجية وكانت فلسفته هي خدمة الوطن وليس خدمة ذاته وفي عهده شهدت العلاقات الخارجية السوداني مع دول العالم تطورا كبيرا خاصة مع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية واثمر هذا التقارب والتعاون مع امريكا عن تقديم اعانة كبيرة للسودان عرفت في ذلك الزمان بالمعونة الامريكية والتي استفاد منها في تشييد الكثير من الطرق مثل طريق الخرطوم مدني وطريق بحري الحلفاية والذي عرف بطريق المعونة او طريق الطيار الكدرو .
ناصب حكومة جعفر نميري العداء طوال فترة حكمها دعاه ابن اخته الشريف حسين الهندي لمقابلته في اليونان وهو في مطار اثينا علم بوفاته وكان ذلك في العام 1982م وحضر مع الجثمان في نفس الطائرة وفي مطار الخرطوم اعتقله امن الرئيس نميري ولم يطلق سراحه الا بعد مواراة جثمان الشريف حسين الهندي بمقابر اسرته بمنطقة بري .
له من الابناء العقيد معاش سعد والذي عمل في البحرية وابنه الدكتور صلاح دكتوراة في الاقتصاد وعمل بالمصرف العربي للتنمية في افريقيا وابنة تزوجت رئيس القضاء خلف الله الرشيد .
لم يمتلك منزلا خاص به وكان يسكن بالايجار وسكن في منزل استاجره لهم ابنه الدكتور صلاح .
له كتاب يحكي فيه الكفاح ضد المستعمر الانجليزي اسماه كفاح جيل .
رجل من افذاذ المناضلين السودانيين حجز لنفسه موقعا متفردا في تاريخ نضال السودانيين ضد المستعمر .
في يناير عام 1995م ترجل الفارس الهمام وغادر الدنيا الي دار الخلود واوصي بدفنه في مدينة ودمدني التي احبها وقبره ظاهر بالجهة الجنوبية الغربية بمقابر ودمدني وعليه بناء من الاسمنت والطوب له الرحمة والمغفرة .
الاستاذ / احمد محمد خير المحامي ( كفاح جيل )
عندما غزا محمد علي باشا ممثل الخلافة العثمانية او التركية السابقة السودان في العام 1821م وكان في قيادة الجيوش ابنه اسماعيل باشا لم تقابل هذا الجيش الغازي مقاومة تذكر في زحفه داخل الاراضي السودانية الا تلك المقاومة الشرسة في ديار الشايقية فيما عرفت بموقعة كورتي وتلك المقاومة الشرسة والتي كانت مصحوبة باغاني الحماس من قبل مهيرة بنت عبود .
احتاجت قوات الغزو الي جند لحفظ النظام كشرطة داخلية لم يجدوا خيرا من ابناء الشايقية لتولي هذه المهمة فألتحق جد احمد خير بالجندية وارتحل الي منطقة سنجة والتي كانت في ذلك الزمان قرية كبيرة .
عندما كبر والد الاستاذ احمد خير التحق بالجندية كابيه وكان مريدا للطريقة الهندية وشيخها في ذلك الوقت الشريف يوسف الهندي والذي تزوج اخت احمد خير و اثمر هذا الزواج المناطلان الشريف حسين والشريف زين العابدين الهندي أي ان الاستاذ احمد خير هو خالهم .
عندما قويت شوكة الدولة المهدية واستطاعت ان تقهر دولة التركية السابقة وان تحتل الخرطوم في العام 1885م بعد ان قضت على غردون باشا خاف والد احمد خير علي نفسه واسرته من انتقام دولة المهدية وبطش الخليفة من بعده فاختار التخفي والنزوح من منطقة سنجة متنقلا من قرية الي اخري حتى استقر به المقام في قرية فداسي الحليماب شمال مدينة ودمدني .
في قرية فداسي الحليماب وفي العام 1902م ولد المناضل احمد خير ونشاء وترعرع والحقه والده بالتعليم النظامي حتى وصل الي كلية غردون التزكارية ملتحقا بقسم المحاسبين وكانت هذه الكلية عبارة عن مدرسة ثانوية تعد الخريجين للالتحاق بالخدمة المدنية في البلاد وتخرج فيها في العام 1925م وهو العام الذي تلا ثورة 1924م وجمعية اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وبقية زملائهم المناضلين والتي كانت الشرارة الاولى في مكافحة المستعمر .
وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل اول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم احمد خير السياسي.
كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.
وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمصحوب بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا احمد خير أحد اعمدته ونجومه البارزين.
في العام 1939م اعلنت مدرسة الحقوق عن قبول دفعة جديدة من الدارسين فتقدم لها الاستاذ ورغم قناعته بانه سوف لايقبل فيها لمواقفه السياسية ضد الاستعمار ولكنه فوجئ بقبوله بمدرسة الحقوق وتخرج منها واختار سلك المحاماة طريقا له دون الولوج في دنيا القضاء .
انتمى الي التيار الاتحادي بقيادة اسماعيل الازهري ولكنه اختلف معه في سياسته والتي تقول عفا الله عن ما سلف بخصوص الذين تعاونوا مع الاستعمار وساعدوه كانت نظرته باستبعاد هولاء عن العمل السياسي جزاء لمساعدتهم المستعمر .
في نوفمبر عام 1958م فوجئ الجميع بانضمام الاستاذ احمد خير الي حكومة العسكر انقلاب ابراهيم عبود وزيرا للخارجية وكانت فلسفته هي خدمة الوطن وليس خدمة ذاته وفي عهده شهدت العلاقات الخارجية السوداني مع دول العالم تطورا كبيرا خاصة مع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية واثمر هذا التقارب والتعاون مع امريكا عن تقديم اعانة كبيرة للسودان عرفت في ذلك الزمان بالمعونة الامريكية والتي استفاد منها في تشييد الكثير من الطرق مثل طريق الخرطوم مدني وطريق بحري الحلفاية والذي عرف بطريق المعونة او طريق الطيار الكدرو .
ناصب حكومة جعفر نميري العداء طوال فترة حكمها دعاه ابن اخته الشريف حسين الهندي لمقابلته في اليونان وهو في مطار اثينا علم بوفاته وكان ذلك في العام 1982م وحضر مع الجثمان في نفس الطائرة وفي مطار الخرطوم اعتقله امن الرئيس نميري ولم يطلق سراحه الا بعد مواراة جثمان الشريف حسين الهندي بمقابر اسرته بمنطقة بري .
له من الابناء العقيد معاش سعد والذي عمل في البحرية وابنه الدكتور صلاح دكتوراة في الاقتصاد وعمل بالمصرف العربي للتنمية في افريقيا وابنة تزوجت رئيس القضاء خلف الله الرشيد .
لم يمتلك منزلا خاص به وكان يسكن بالايجار وسكن في منزل استاجره لهم ابنه الدكتور صلاح .
له كتاب يحكي فيه الكفاح ضد المستعمر الانجليزي اسماه كفاح جيل .
رجل من افذاذ المناضلين السودانيين حجز لنفسه موقعا متفردا في تاريخ نضال السودانيين ضد المستعمر .
في يناير عام 1995م ترجل الفارس الهمام وغادر الدنيا الي دار الخلود واوصي بدفنه في مدينة ودمدني التي احبها وقبره ظاهر بالجهة الجنوبية الغربية بمقابر ودمدني وعليه بناء من الاسمنت والطوب له الرحمة والمغفرة .