ياسر ود النعمة
22-10-2014, 12:14 AM
دعوهما يُفكران ملياً .. فإنهما في حال عقابٍ ربانيٍ فيما يبدو!!
·*لقد صدق الإسكافي المعروف والأكثر شهرة بود مدني (التوم النمر) الذي نظم كلمات شعرية مرتبة ومختصرة ومقفية، وصف من خلالها الحياة الدنيا على أنها مدرسة كبيرة .. وأستاذها الظروف.. وفصولها المجتمع .. وقلمها الأمل .. وحبرها الدموع .. وكتابها حياة الإنسان.
·*وقال آخر: إزرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع الجميل أينما وضع .. فإن الجميل وإن طال الزمان به .. لن يحصده إلاّ الذي زرعه.
·*وقال أحد رعايا الجزيرة العربية:
** لا تحزن على فراق رفيقٍ إن لم يكن الخير فيه ..
** فبعض الرفاق كالتاج نلبسه .. وبعضهم كالنعل نرميه!!
·*وإن عُدنا للذي قال: إزرع جميلاً ولو في غير موضعه إلى آخر المقولة .. نجد أن هناك شيءٌ خفيٌ جداً لا يعلمه إلاّ الذي خلق الكون بهذا اللون .. وزرعه بخضرته اليانعة التي تشرح خواطرنا وتسر نواظرنا .. ولأنه خلقنا فسوّانا فعدلنا قادرٌ على أن يسترد لك حصاد ما زرعته ولا سواك .. أمّا الكيفية فقد تحتاج لتفكيرٍ عميقٍ جداً وتحتاج لإجتهاداتٍ قد تُرهق ذهنك كثيراً ويظل الأمر بيد الله سبحانه وتعالى مهما تعمّقنا في تفسير المقولة .. وعندما ألهم الله القائل أرادنا أن نفكِّر كثيراً في المعنى أو في المقصد .. والله أعلم.
·*سُقت هذه المقدمة للإنسان السوداني في العموم .. وأيضاً لشيءٍ غريب جداً أدخلني في شككٍ كبيرٍ بالرغم من قناعاتي التامة لدورٍ وواجبٍ ضروريٍ وظروفٍ حتّمت عليّ أن أربط حزامي وسط بطني لأداء الدور الذي وقع على عاتقي ولا مناص منه .. لم يفرض عليّ أحد بأن أقوم بواجباتي نحو الواقع الذي وجدته أمامي فأدّيته بكل إقتدار وبكل أمانةٍ مطلقةٍ ونخوةٍ عربيةٍ سودانيةٍ كانت ديدننا آنذاك .. لكنني من فرط نكران الجميل الذي زرعته ولم أنتظر حصاده ولم أفكّر ذات مرةٍ مجرّد تفكير أن يكون هناك مقابلاً أو ردّاً للجميل الذي أعدّيته من واجباتنا السودانية .. أصابني إحباطاً لم أضعه في حسباني على الإطلاق!!.
·*وكما كتب أحد سائقي الحافلات السفرية على (زجاجه الخلفي) عبارةً لفتت إنتباهي ودعتني لتفكيرٍ عميقٍ حتى قُلت لنفسي ويّحهم لا يحفظون الجميل، كتب سائق الحافلة (رد الجميل صعب!!) قلت لذاتي مرةٍ ثانيةٍ أين تكمن الصعوبة في ردٍ لجميلٍ لإنسانٍ صنع أطفال يُفّع شفّع فأحالهم عبر مسيرةٍ طويلةٍ من طُلاّب علمٍ عبر مراحلٍ دراسيةٍ بلغت حد المنارات العليا فتخرّجوا من أعظم الكليات الجامعية وتبوأوا مراكزاً مرموقةً وبلغوا من الشهادات العلمية رفيعة المستوى أعلى درجاتها لكنهم وبدون أي أسبابٍ جوهريةٍ استكثروا علينا قولة (السلام عليكم) فاندهشنا واندهش *الذين من حولنا يشهدون على تلك المسيرة التي أُديرت بإقتدار لم يسبق له مثيل وهم أقرب إليّ من حبل الوريد ظناً منهما أن الله سبحانه وتعالى سيتركهما بلا عقاب .. لم يخطر على بالهم أن الله خير الشاهدين ويعلم بكل شيء .. فقلت لنفسي عدّها تجربة ودعهم بحالهم الذين هما عليه الآن .. ودعوهما يفكران ملياً فإنهما في حال عقابٍ ربانيٍ فيما يبدو .. والله أعلم.
·*لا أريد أن استرسل كثيراً في هذه المصيبة وهذا الدرس المجاني وهذا العقاب الرباني .. وأيضاً لا أريد أن أقطع حبل الود فلا زالت الفرص والسوانح أمامهم حتى يرضى عليهم رَبُّ العزة والجلالة وينفخ فيهم برحمته لتدب عندهما السعادة ويفرحون جميعهم ويستدركون جيداً أن الذي يحدث لديهم لبناء أسرهما هو قد يكون نوعاً من العقاب ليس لأنهم لم يحفظوا الجميل .. لكنهم تنكّروا وضربوا (طناشاً) ظناً منهما أن حياتنا متوقِّفة على ردود الجمايل .. لا .. وألف لا .. لم ننتظر رداً لجميلٍ فعلناه .. لكنّا نريدها عُشرةً كما كانت .. ولا تظنان إنكما بمكاناتكما المرموقة التي أنتم تنعمون بنعيمها ستبلغون الجبال طولا وتمشون على الأرض باختيالٍ .. هي في حقيقة الأمر رحلة (يبرطّع)!! فيها الإنسان هنا وهناك وتُبني فيها العلائق ويبقى الود هو القاسم المشترك الأعظم .. أما دون ذلك فلن تمضى الحياة الدنيا إن إنقطعت صلة الأرحام بين الناس خاصةً بين الأهل اللصيقين إذا كان نهجهم على هذا النحو وهذه الشاكلة (غضب عليهم الذي خلق السماء بلا عمد وجعلهم عُرضّةً لعقابه) .. أرجو أن يقف القرّاء في العموم خاصةً الذين أعنيهم بهذه المادة عند هذه الجملة أعلاه بين القوسين.
·*وأيضاً على كل القرّاء الذين يطالعون هذه المادة عبر الصحف أو عبر المواقع الإسفيرية أن يعلموا جيّداً بأن الذي يزرع جميلاً ولو في غير موضعه .. سيحصده الذي زرعه لا محالة .. أمّا كيفية الحصاد فأمرها عند الله الذي يسيّر هذا الكون بهذا اللون.
·*أتمنى أن تنال هذه المادة إعجاب الإخوة القرّاء في العموم خاصة ناس مدني .. (ومن أراد أن يدخل في تفكيرٍ عميقٍ فهو له مطلق الحرية).
هذا مع تحياتي وتقديري للمغتربين بمهاجرهم (والخُرش) بالسودان
مدني / ياسر ود النعمة
·*لقد صدق الإسكافي المعروف والأكثر شهرة بود مدني (التوم النمر) الذي نظم كلمات شعرية مرتبة ومختصرة ومقفية، وصف من خلالها الحياة الدنيا على أنها مدرسة كبيرة .. وأستاذها الظروف.. وفصولها المجتمع .. وقلمها الأمل .. وحبرها الدموع .. وكتابها حياة الإنسان.
·*وقال آخر: إزرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع الجميل أينما وضع .. فإن الجميل وإن طال الزمان به .. لن يحصده إلاّ الذي زرعه.
·*وقال أحد رعايا الجزيرة العربية:
** لا تحزن على فراق رفيقٍ إن لم يكن الخير فيه ..
** فبعض الرفاق كالتاج نلبسه .. وبعضهم كالنعل نرميه!!
·*وإن عُدنا للذي قال: إزرع جميلاً ولو في غير موضعه إلى آخر المقولة .. نجد أن هناك شيءٌ خفيٌ جداً لا يعلمه إلاّ الذي خلق الكون بهذا اللون .. وزرعه بخضرته اليانعة التي تشرح خواطرنا وتسر نواظرنا .. ولأنه خلقنا فسوّانا فعدلنا قادرٌ على أن يسترد لك حصاد ما زرعته ولا سواك .. أمّا الكيفية فقد تحتاج لتفكيرٍ عميقٍ جداً وتحتاج لإجتهاداتٍ قد تُرهق ذهنك كثيراً ويظل الأمر بيد الله سبحانه وتعالى مهما تعمّقنا في تفسير المقولة .. وعندما ألهم الله القائل أرادنا أن نفكِّر كثيراً في المعنى أو في المقصد .. والله أعلم.
·*سُقت هذه المقدمة للإنسان السوداني في العموم .. وأيضاً لشيءٍ غريب جداً أدخلني في شككٍ كبيرٍ بالرغم من قناعاتي التامة لدورٍ وواجبٍ ضروريٍ وظروفٍ حتّمت عليّ أن أربط حزامي وسط بطني لأداء الدور الذي وقع على عاتقي ولا مناص منه .. لم يفرض عليّ أحد بأن أقوم بواجباتي نحو الواقع الذي وجدته أمامي فأدّيته بكل إقتدار وبكل أمانةٍ مطلقةٍ ونخوةٍ عربيةٍ سودانيةٍ كانت ديدننا آنذاك .. لكنني من فرط نكران الجميل الذي زرعته ولم أنتظر حصاده ولم أفكّر ذات مرةٍ مجرّد تفكير أن يكون هناك مقابلاً أو ردّاً للجميل الذي أعدّيته من واجباتنا السودانية .. أصابني إحباطاً لم أضعه في حسباني على الإطلاق!!.
·*وكما كتب أحد سائقي الحافلات السفرية على (زجاجه الخلفي) عبارةً لفتت إنتباهي ودعتني لتفكيرٍ عميقٍ حتى قُلت لنفسي ويّحهم لا يحفظون الجميل، كتب سائق الحافلة (رد الجميل صعب!!) قلت لذاتي مرةٍ ثانيةٍ أين تكمن الصعوبة في ردٍ لجميلٍ لإنسانٍ صنع أطفال يُفّع شفّع فأحالهم عبر مسيرةٍ طويلةٍ من طُلاّب علمٍ عبر مراحلٍ دراسيةٍ بلغت حد المنارات العليا فتخرّجوا من أعظم الكليات الجامعية وتبوأوا مراكزاً مرموقةً وبلغوا من الشهادات العلمية رفيعة المستوى أعلى درجاتها لكنهم وبدون أي أسبابٍ جوهريةٍ استكثروا علينا قولة (السلام عليكم) فاندهشنا واندهش *الذين من حولنا يشهدون على تلك المسيرة التي أُديرت بإقتدار لم يسبق له مثيل وهم أقرب إليّ من حبل الوريد ظناً منهما أن الله سبحانه وتعالى سيتركهما بلا عقاب .. لم يخطر على بالهم أن الله خير الشاهدين ويعلم بكل شيء .. فقلت لنفسي عدّها تجربة ودعهم بحالهم الذين هما عليه الآن .. ودعوهما يفكران ملياً فإنهما في حال عقابٍ ربانيٍ فيما يبدو .. والله أعلم.
·*لا أريد أن استرسل كثيراً في هذه المصيبة وهذا الدرس المجاني وهذا العقاب الرباني .. وأيضاً لا أريد أن أقطع حبل الود فلا زالت الفرص والسوانح أمامهم حتى يرضى عليهم رَبُّ العزة والجلالة وينفخ فيهم برحمته لتدب عندهما السعادة ويفرحون جميعهم ويستدركون جيداً أن الذي يحدث لديهم لبناء أسرهما هو قد يكون نوعاً من العقاب ليس لأنهم لم يحفظوا الجميل .. لكنهم تنكّروا وضربوا (طناشاً) ظناً منهما أن حياتنا متوقِّفة على ردود الجمايل .. لا .. وألف لا .. لم ننتظر رداً لجميلٍ فعلناه .. لكنّا نريدها عُشرةً كما كانت .. ولا تظنان إنكما بمكاناتكما المرموقة التي أنتم تنعمون بنعيمها ستبلغون الجبال طولا وتمشون على الأرض باختيالٍ .. هي في حقيقة الأمر رحلة (يبرطّع)!! فيها الإنسان هنا وهناك وتُبني فيها العلائق ويبقى الود هو القاسم المشترك الأعظم .. أما دون ذلك فلن تمضى الحياة الدنيا إن إنقطعت صلة الأرحام بين الناس خاصةً بين الأهل اللصيقين إذا كان نهجهم على هذا النحو وهذه الشاكلة (غضب عليهم الذي خلق السماء بلا عمد وجعلهم عُرضّةً لعقابه) .. أرجو أن يقف القرّاء في العموم خاصةً الذين أعنيهم بهذه المادة عند هذه الجملة أعلاه بين القوسين.
·*وأيضاً على كل القرّاء الذين يطالعون هذه المادة عبر الصحف أو عبر المواقع الإسفيرية أن يعلموا جيّداً بأن الذي يزرع جميلاً ولو في غير موضعه .. سيحصده الذي زرعه لا محالة .. أمّا كيفية الحصاد فأمرها عند الله الذي يسيّر هذا الكون بهذا اللون.
·*أتمنى أن تنال هذه المادة إعجاب الإخوة القرّاء في العموم خاصة ناس مدني .. (ومن أراد أن يدخل في تفكيرٍ عميقٍ فهو له مطلق الحرية).
هذا مع تحياتي وتقديري للمغتربين بمهاجرهم (والخُرش) بالسودان
مدني / ياسر ود النعمة