حاتم مرزوق
01-09-2014, 11:27 PM
بعد أن إرتفعت تكاليف الحياة والمعيشة لدرجه يصعب على المواطن تحملها إتجه بعض ضعاف النفوس إلى ممارسة الإحتيال الذي لا يخطر على بال ، مستعينين على ذلك بمختلف الأساليب (وعدة الشغل) اللازمة .. ولا أخفي عليك ايها القارئ الكريم أن العبدلله (مع إنو عامل فيها تفتيحة) قد كان ضحية … هذا الإحتيال ..
كان العبد لله يسير بعربته نحو مدخل كوبري المك نمر متجها للخرطوم وعند بداية الكوبري إستوقفه أحدهم على طريقه (قدمنا معاك) كان أحدهم هذا في أواخر العقد الخامس من العمر يرتدي لبسة سفاري (بنية) بكم طويل تتدلي لحيته (كم سنتيمتر) بينما تزين منتصف جبهته زبيبة سوداء (علامة صلاة) وهو يحمل في يد شنطة وبالأخري مسبحة تكاد تلامس الأرض.
توقفت له .. جلس على المقعد وهو يلقي تحية الإسلام شاكراً ..ثم إبتدر الحديث :
– والله يا استاذ الحياة بقت صعبه خلاس
– الله بس يكون في العون
– أنا شغال في الأسواق الحرة هنا في الخرطوم .. وكمان في (النقابه) والله الماهية تكمل من يوم خمسة في الشهر مع إنو قاعدين يدونا تسهيلات ..
وما أن نطق بكلمة تسهيلات حتي قام بفتح الشنطه وإخراج بعض الاوراق المطبوعة في شكل جداول ..
– ناس الأسواق ديل يا أستاذ عشان نحنا في النقابة وكده قاعدين يدونا حاجات بالتقسيط .. تقريباً كل الأدوات والأجهزة الكهربائية .. (ثم نظر للجداول):
– تلاجات 16 قدم .. 12 قدم .. ديب فريزرا .. مكيفات موية 5 الف .. 3 الف.. مكيفات فريون 24 وحدة .. 18 وحدة .. إسبليت يونت .. غسالات 12 كيلو .. 10 كيلو .. 8 كيلو … وو (وهو يستعدل في الكرسي ويوجه حديثه لي) :
– ديل كووولهم يا استاذ بيدونا ليهم بالأقساط المريحة .. تدفع 10% بس والباقي على ستة شهور
– وإنتو بتستفيدو شنو ؟؟
– بنختا لينا حاجه بسيطة بس .. لكن والله والله أنا عشان طيبتك دي يا استاذ ووقفتك ليا دي ما عايز منك أي حاجه .. شوف إنتا بس عاوز شنو؟
لان العبدلله كان في أشد الحاجه لغسالة ليستريح من نقة المدام اليومية ومطالبتها الدائمة بشراء غسالة رغم حالة الفلس الدائمة فقد وجدها فرصة :
– والله ياخي عاوز ليا غسالة 10 كيلو
– (وهو يتابع بأصبعه على الورقة) … غسالة عشرة كيلو.. غسالة عشرة كيلو.. (يتوقف ملتفتا) .. دي يا أستاذ بي أربعة مليون .. 10% يعني 400 ألف !!
– جميل جداًوالباقي أكتب ليكم بيهو شيكات؟
– شيكات ؟ إستغفر الله يا استاذ .. بشيلا ليك على ضمانتي بس أديني رقم تلفونك لمن القسط يقرب انا بتصل فيك .. (ثم) الظاهر عليك مستعجل يا استاذ ؟
– والله فعلا مستعجل محصل ليا إجتماع الساعة حداشر ..
– خلاس انا بشيل القروش وبعمل ليك الإجراءأت تجي تلاقي الغسالة بره .. أنتا بس تعال الصالة بعد إجتماعك ده يا استاذ وقول ليهم عاوز شيخ عباس بتاع النقابة .. (يدخل يده في جيبه ) ..وأهو تلاقي تلفوني في الكرت ده !!
في هذه الأثناء كنا قد وصلنا إلى قرابة مبني الإجتماع نهاية شارع المك نمر .. أخذت جانبا .. أوقفت المحرك وأخرجت من درج العربه الأربعمية الف ..
قام بقفل باب العربة وهو يقول لي :
– إن شاء الله تبقى خوه في الله !!
بعد نهاية الإجتماع حاولت الإتصال بشيخ عباس .. (هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه الآن) .. قلت ربما هي (الشبكة) .. أدرت محرك عربتي صوب الصالة التي اشار عليها .. أوقفت العربة ودلفت إلى الداخل .. وجدت بعض الموظفين :
– يا جماعة بدور على شيخ عباس بتاع النقابة
– (في صوت واحد) : أوعا تكون حاجات كتيرة !!
كسرة :
– العبد لله طلع طيرة ومباري السيرة !!
كسرة ثابتة (قديمة)
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو وووو)+(وووو) +و
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(وووو)+و
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
كان العبد لله يسير بعربته نحو مدخل كوبري المك نمر متجها للخرطوم وعند بداية الكوبري إستوقفه أحدهم على طريقه (قدمنا معاك) كان أحدهم هذا في أواخر العقد الخامس من العمر يرتدي لبسة سفاري (بنية) بكم طويل تتدلي لحيته (كم سنتيمتر) بينما تزين منتصف جبهته زبيبة سوداء (علامة صلاة) وهو يحمل في يد شنطة وبالأخري مسبحة تكاد تلامس الأرض.
توقفت له .. جلس على المقعد وهو يلقي تحية الإسلام شاكراً ..ثم إبتدر الحديث :
– والله يا استاذ الحياة بقت صعبه خلاس
– الله بس يكون في العون
– أنا شغال في الأسواق الحرة هنا في الخرطوم .. وكمان في (النقابه) والله الماهية تكمل من يوم خمسة في الشهر مع إنو قاعدين يدونا تسهيلات ..
وما أن نطق بكلمة تسهيلات حتي قام بفتح الشنطه وإخراج بعض الاوراق المطبوعة في شكل جداول ..
– ناس الأسواق ديل يا أستاذ عشان نحنا في النقابة وكده قاعدين يدونا حاجات بالتقسيط .. تقريباً كل الأدوات والأجهزة الكهربائية .. (ثم نظر للجداول):
– تلاجات 16 قدم .. 12 قدم .. ديب فريزرا .. مكيفات موية 5 الف .. 3 الف.. مكيفات فريون 24 وحدة .. 18 وحدة .. إسبليت يونت .. غسالات 12 كيلو .. 10 كيلو .. 8 كيلو … وو (وهو يستعدل في الكرسي ويوجه حديثه لي) :
– ديل كووولهم يا استاذ بيدونا ليهم بالأقساط المريحة .. تدفع 10% بس والباقي على ستة شهور
– وإنتو بتستفيدو شنو ؟؟
– بنختا لينا حاجه بسيطة بس .. لكن والله والله أنا عشان طيبتك دي يا استاذ ووقفتك ليا دي ما عايز منك أي حاجه .. شوف إنتا بس عاوز شنو؟
لان العبدلله كان في أشد الحاجه لغسالة ليستريح من نقة المدام اليومية ومطالبتها الدائمة بشراء غسالة رغم حالة الفلس الدائمة فقد وجدها فرصة :
– والله ياخي عاوز ليا غسالة 10 كيلو
– (وهو يتابع بأصبعه على الورقة) … غسالة عشرة كيلو.. غسالة عشرة كيلو.. (يتوقف ملتفتا) .. دي يا أستاذ بي أربعة مليون .. 10% يعني 400 ألف !!
– جميل جداًوالباقي أكتب ليكم بيهو شيكات؟
– شيكات ؟ إستغفر الله يا استاذ .. بشيلا ليك على ضمانتي بس أديني رقم تلفونك لمن القسط يقرب انا بتصل فيك .. (ثم) الظاهر عليك مستعجل يا استاذ ؟
– والله فعلا مستعجل محصل ليا إجتماع الساعة حداشر ..
– خلاس انا بشيل القروش وبعمل ليك الإجراءأت تجي تلاقي الغسالة بره .. أنتا بس تعال الصالة بعد إجتماعك ده يا استاذ وقول ليهم عاوز شيخ عباس بتاع النقابة .. (يدخل يده في جيبه ) ..وأهو تلاقي تلفوني في الكرت ده !!
في هذه الأثناء كنا قد وصلنا إلى قرابة مبني الإجتماع نهاية شارع المك نمر .. أخذت جانبا .. أوقفت المحرك وأخرجت من درج العربه الأربعمية الف ..
قام بقفل باب العربة وهو يقول لي :
– إن شاء الله تبقى خوه في الله !!
بعد نهاية الإجتماع حاولت الإتصال بشيخ عباس .. (هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه الآن) .. قلت ربما هي (الشبكة) .. أدرت محرك عربتي صوب الصالة التي اشار عليها .. أوقفت العربة ودلفت إلى الداخل .. وجدت بعض الموظفين :
– يا جماعة بدور على شيخ عباس بتاع النقابة
– (في صوت واحد) : أوعا تكون حاجات كتيرة !!
كسرة :
– العبد لله طلع طيرة ومباري السيرة !!
كسرة ثابتة (قديمة)
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو وووو)+(وووو) +و
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(وووو)+و
الفاتح جبرا
ساخر سبيل