درديري كباشي
23-08-2014, 07:27 AM
الرجل الصالح
يجلس الصائغ الوقور صباحا في متجره المكتظ بالمشغولات الذهبية الفاخرة والغالية الثمن .. كعادته يبدأ في اعادة ترتيب الحلي والمجوهرات بعد ان يقوم بمسحها بقطعة حرير بعناية وحرص .. هذه عادته قبل ان يحضر العاملين معه ... فجأة يدخل عليه رجل شائب اكثر وقارا يرتدي ملابس بيضاء علاوة على شعره الابيض ولحيته الكثة البيضاء ... بوجه صبوح وصوت منغم يلقي عليه تحية الاسلام كاملة غير منقوصة .. يرد التاجر بأحسن منها طالبا من الدخول وتشريف المحل ..
يتجه الزبون ناحية قسم الخواتم .. ويبدأ يختار منها في الانواع التي بها احجار كريمة كبيرة ويجرب في اصبعه ... ويسأل عن الاسعار بثقة .. يتفرغ له التاجر ويبدأ يلبي في طلباته مضيفا عبارات المدح والاستحسان للاختيارات مع توفير كامل معلوماته عن الاحجار الكريمة وتاريخها واصلها وفصلها مستعرضا معلوماته..
تقطع حديثهما امرأة شابة بهية يسبقها عطرها الذي عم المكان وبعد ان تسلم تطلب من الصائغ ان يأتيها بانواع من الاطقم الباهظة الاثمان لتقارن بينها .. بيد ان التاجر لازال مشغول في خدمة الشيخ الوقور ... المرأة تحتج للتاجر لتجاهلها لكن هو يرد بنهره : صبرا يا سيدتي الا ترينني مشغول مع هذا الشيخ الوقور ..
ترد المرأة باندهاش : أجننت يا رجل عن أي شيخ تتحدث .. انا لا ارى احدا خلافك في المكان .
يرد الرجل باستنكار ظانا أن المرأة تريد أن تقلل من مكانة الشيخ الوقور : أستحي يا أيتها المرأة الا تحترمين من هم أكبر منك سنا ؟
لترد هي ماذا تعني فأنا أقسم لك بأني الا ارى أحدا غيرك في المكان ,, يلتفت التاجر ناحية الشيخ الوقور مستنكرا بعد ان حس بنبرة الصدق في حديث المرأة .. ليجد الشيخ الوقور يتبسم ويموئ له برأسه تصديقا للمرأة ثم يكمل محدثا ليبدد دهشة التاجر قائلا : حقيقة يا شيخ صالح أنت رجل صالح فعلا .. لاني اولا انا لست بشر أنما انا ملاك تجسد في شكل عملك الصالح .. ولن يراني أحد غيرك وانما أتيت هنا لابشرك واقول لك واصل سيرك على عمل الخير فأنك على الطريق القويم .. الآن عد الى زبونتك لبي طلباتها ثم عد الي لنكمل باقي حديثنا المثمر والثري ..
تبسم التاجر راضيا عن نفسه وعن الشيخ الوقور وعاد للمرأة ليقول لها تفضلي يا سيدتي ما هو طلبك ..
تطلب منه عدة أطقم من الذهب الفاخرة وتبدا تجرب وتقيس تارة في عنقها وأخرى على ساعدها وتارة تجرب الخواتم وكل مرة تطلب منه طقم آخر حتى تجمع امامها خمسة أطقم باهظة الثمن .. وتقول للتاجر كل بضاعتك جميلة لدرجة اني أحترت لا أدري أي منها يناسبني .. لكن على الاقل ساشتري طقما واحد ان لم يكن طقمين لاحضر بهما زواج أختي .. كان من المفترض أن يحضر معي زوجي لكنه خزلني قال انه عنده عملية مستعجلة في المستشفى .. على كل حال يمكن أن اذهب وأحضر معه في المساء .
ثم تقف برهة كأنها متردده و تفتح محفظتها وتستخرج منها كرت عنوان يحمل اسم اشهر الجراحين في البلد .. وتقول للتاجر هل تعرفه .. يرد التاجر بكل فخر ومن لايعرف زوجك في البلده هذه أنه يشرفنا لو زارنا .. وتكمل المرأة ممكن كسبا للوقت آخذ الطقمين هذا وهذا لاشاوره في الاختيار لاني اثق في ذوقه فهو كما تعرف رجل رقيق وفنان ... يتلفت التاجر ناحية الشيخ الوقور من جديد ,اي عمله الصالح , فيومئ له الشيخ اماءة مصحوبة بابتسامة تظهر له اسنانه البيضاء التي تكاد تضئ .. وبكل طيب خاطر يوافق للمرأة التي تبادر بوضع الطقمين في حقيبتها اليدوية وتخرج .. ليعود التاجر متشوقا الى حديث الشيخ الوقور ليتسمتع بالحديث مع عمله الصالح ... والحديث لم يخرج من تعداد أعمال الرجل الخيرية والتي يبدو ان عمله الصالح درسها دراسة مستقيضه .. ليخرج بعدها الشيخ الوقور بعد ان احتفظ بأحد الخواتم الغالية زاعما للتاجر ان يذكره فقده بعمله الصالح كلما افتقده .. ووعده بالعودة في مقبل الايام لدراسة اعمال البر والتقوى والمشاريع الخيرية القادمة التي تلاقي استحسانا في السماء وتجعله يفتخر به دوما ..
جلس التاجر مقضيا باقي يومه سعيدا يريد أن يحكي قصته للآخرين لكن خاف من الرياء وان يبطل عمله الصالح فلا يعود اليه أبدا ..
وفي المساء عاد للعمل من جديد منتظرا زوجة الجراح مع زوجها وتكملة الصفقة .. لكنه عد اليوم ولم تأتي .. وقال ربما حدثت لهما ظروف منعتهما من الحضور .. وفي اليوم التالي لم تحضر .. وفي مساء اليوم التالي عندما زاد توتره تذكر الكرت واستخرجه متصلا على الدكتور يسأله عن أخبار زوجته لعلها لم يصيبها شر .. ليصدمه الدكتور بأن زوجته ماتت من سنتين ولم يتزوج بعدها .. وقبل ما يفيق من الصدمة تقع عينه على صورة الشيخ الوقور أي عمله الصالح بصحبة السيدة اياها في الجريدة مع عنوان بارز القبض على أكبر عصابة متخصصة في سرقة محلات الذهب والمجوهرات ...
يجلس الصائغ الوقور صباحا في متجره المكتظ بالمشغولات الذهبية الفاخرة والغالية الثمن .. كعادته يبدأ في اعادة ترتيب الحلي والمجوهرات بعد ان يقوم بمسحها بقطعة حرير بعناية وحرص .. هذه عادته قبل ان يحضر العاملين معه ... فجأة يدخل عليه رجل شائب اكثر وقارا يرتدي ملابس بيضاء علاوة على شعره الابيض ولحيته الكثة البيضاء ... بوجه صبوح وصوت منغم يلقي عليه تحية الاسلام كاملة غير منقوصة .. يرد التاجر بأحسن منها طالبا من الدخول وتشريف المحل ..
يتجه الزبون ناحية قسم الخواتم .. ويبدأ يختار منها في الانواع التي بها احجار كريمة كبيرة ويجرب في اصبعه ... ويسأل عن الاسعار بثقة .. يتفرغ له التاجر ويبدأ يلبي في طلباته مضيفا عبارات المدح والاستحسان للاختيارات مع توفير كامل معلوماته عن الاحجار الكريمة وتاريخها واصلها وفصلها مستعرضا معلوماته..
تقطع حديثهما امرأة شابة بهية يسبقها عطرها الذي عم المكان وبعد ان تسلم تطلب من الصائغ ان يأتيها بانواع من الاطقم الباهظة الاثمان لتقارن بينها .. بيد ان التاجر لازال مشغول في خدمة الشيخ الوقور ... المرأة تحتج للتاجر لتجاهلها لكن هو يرد بنهره : صبرا يا سيدتي الا ترينني مشغول مع هذا الشيخ الوقور ..
ترد المرأة باندهاش : أجننت يا رجل عن أي شيخ تتحدث .. انا لا ارى احدا خلافك في المكان .
يرد الرجل باستنكار ظانا أن المرأة تريد أن تقلل من مكانة الشيخ الوقور : أستحي يا أيتها المرأة الا تحترمين من هم أكبر منك سنا ؟
لترد هي ماذا تعني فأنا أقسم لك بأني الا ارى أحدا غيرك في المكان ,, يلتفت التاجر ناحية الشيخ الوقور مستنكرا بعد ان حس بنبرة الصدق في حديث المرأة .. ليجد الشيخ الوقور يتبسم ويموئ له برأسه تصديقا للمرأة ثم يكمل محدثا ليبدد دهشة التاجر قائلا : حقيقة يا شيخ صالح أنت رجل صالح فعلا .. لاني اولا انا لست بشر أنما انا ملاك تجسد في شكل عملك الصالح .. ولن يراني أحد غيرك وانما أتيت هنا لابشرك واقول لك واصل سيرك على عمل الخير فأنك على الطريق القويم .. الآن عد الى زبونتك لبي طلباتها ثم عد الي لنكمل باقي حديثنا المثمر والثري ..
تبسم التاجر راضيا عن نفسه وعن الشيخ الوقور وعاد للمرأة ليقول لها تفضلي يا سيدتي ما هو طلبك ..
تطلب منه عدة أطقم من الذهب الفاخرة وتبدا تجرب وتقيس تارة في عنقها وأخرى على ساعدها وتارة تجرب الخواتم وكل مرة تطلب منه طقم آخر حتى تجمع امامها خمسة أطقم باهظة الثمن .. وتقول للتاجر كل بضاعتك جميلة لدرجة اني أحترت لا أدري أي منها يناسبني .. لكن على الاقل ساشتري طقما واحد ان لم يكن طقمين لاحضر بهما زواج أختي .. كان من المفترض أن يحضر معي زوجي لكنه خزلني قال انه عنده عملية مستعجلة في المستشفى .. على كل حال يمكن أن اذهب وأحضر معه في المساء .
ثم تقف برهة كأنها متردده و تفتح محفظتها وتستخرج منها كرت عنوان يحمل اسم اشهر الجراحين في البلد .. وتقول للتاجر هل تعرفه .. يرد التاجر بكل فخر ومن لايعرف زوجك في البلده هذه أنه يشرفنا لو زارنا .. وتكمل المرأة ممكن كسبا للوقت آخذ الطقمين هذا وهذا لاشاوره في الاختيار لاني اثق في ذوقه فهو كما تعرف رجل رقيق وفنان ... يتلفت التاجر ناحية الشيخ الوقور من جديد ,اي عمله الصالح , فيومئ له الشيخ اماءة مصحوبة بابتسامة تظهر له اسنانه البيضاء التي تكاد تضئ .. وبكل طيب خاطر يوافق للمرأة التي تبادر بوضع الطقمين في حقيبتها اليدوية وتخرج .. ليعود التاجر متشوقا الى حديث الشيخ الوقور ليتسمتع بالحديث مع عمله الصالح ... والحديث لم يخرج من تعداد أعمال الرجل الخيرية والتي يبدو ان عمله الصالح درسها دراسة مستقيضه .. ليخرج بعدها الشيخ الوقور بعد ان احتفظ بأحد الخواتم الغالية زاعما للتاجر ان يذكره فقده بعمله الصالح كلما افتقده .. ووعده بالعودة في مقبل الايام لدراسة اعمال البر والتقوى والمشاريع الخيرية القادمة التي تلاقي استحسانا في السماء وتجعله يفتخر به دوما ..
جلس التاجر مقضيا باقي يومه سعيدا يريد أن يحكي قصته للآخرين لكن خاف من الرياء وان يبطل عمله الصالح فلا يعود اليه أبدا ..
وفي المساء عاد للعمل من جديد منتظرا زوجة الجراح مع زوجها وتكملة الصفقة .. لكنه عد اليوم ولم تأتي .. وقال ربما حدثت لهما ظروف منعتهما من الحضور .. وفي اليوم التالي لم تحضر .. وفي مساء اليوم التالي عندما زاد توتره تذكر الكرت واستخرجه متصلا على الدكتور يسأله عن أخبار زوجته لعلها لم يصيبها شر .. ليصدمه الدكتور بأن زوجته ماتت من سنتين ولم يتزوج بعدها .. وقبل ما يفيق من الصدمة تقع عينه على صورة الشيخ الوقور أي عمله الصالح بصحبة السيدة اياها في الجريدة مع عنوان بارز القبض على أكبر عصابة متخصصة في سرقة محلات الذهب والمجوهرات ...