المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وراء دمار أي رجلٍ عظيمٍ .. واحدة من الجنس اللئيم!!



ياسر ود النعمة
19-03-2014, 08:29 AM
استراحـــة
وراء دمار أي رجلٍ عظيمٍ .. واحدة من الجنس اللئيم!!


لاحظوا أنني قُلت واحدةً من (الجنس اللئيم!!) طبعاً أو بالتأكيد الفرقُ بينٌ وواضحٌ .. ما بين (الجنس الناعم .. والجنس اللطيف) والجنس اللئيم!! وأنتم الحُكّام وأسياد العارفين.
حقيقةً وإن كان الحديث موجّه لـ(الأنثى) مباشرةً لكنني أعني الجنس اللئيم منهن فقط، والنماذج موجودة بكل حارةٍ ومنزلٍ ومدينةٍ وولايةٍ وقريةٍ وبأي ضاحيةٍ وأيضاً بأي دولةٍ .. وأعتقد كما قال إبن خالي الذي لن أذكر إسمه .. قال لي ذات مرةٍ قريبةٍ جداً: أن بكل بيت سودانيٍ (خازوقٍ)!! ثم أردف بأنه (خازوق بيتهم)، هكذا قال .. أي والله العظيم ورسوله الكريم، وأقول الحق .. كل الحق .. ولا شيءٌ غير الحق.
لا أحد يستطيع نُكران دور المرأة في مجتمعات الدنيا .. خاصةً ما يلينا بالمجتمع السوداني وإن كان هناك اختلالاً كبيراً قد حدث بالفعل في التوازن الضروري الذي أثّر بصورةٍ مخيفةٍ في حياتنا الزوجية والمعيشية واليومية .. هذا الاختلال له أسبابه الجوهرية الواضحة، وهي تكمن في التدهور المريع والمخيف الذي هزّ الاقتصاد السوداني ودونكم الإصلاحات الأخيرة التي رفعت الدعم عن المحروقات فارتفعت الأسعار بصورةٍ تدعو للخوف والحيطة والحذر .. وعندما تقول حكومتنا التي أثبتت فشلها الذي دام (25) عام .. لا يعترف أيّاً كان منهم بأن هذا الذي يحدث للإنسان السوداني نتيجة لفشل سياساتهم وتخبّطهم وعدم وضوحهم في شتى مناحي الحياة!!، والشيء الذي يدعو للحيرة والإحباط أن هذه الحكومة تبني ميزانية الدولة على الصدف، و الحظ، والقدر والتسوّل!! لم تك هناك أدنى فكرة لإنتاجيةٍ عاليةٍ من المحاصيل أو الحبوب أو الأقطان لتُبنى عليها ميزانية محترمة وواحضة المعالم .. بل ظل العديد من الذين تعاقبوا على وزارة الزراعة يوعدونا (بحزمٍ من التدابير!!) وفيهم من يُصرِّح دون استحياء بأنهم سيعيدون (مشروع الجزيرة) لسيرته العطرة والأولى .. وكأنما إعادته لتلك السيرة ستجعلنا نصفِّق لهم (وإعادة مشروع بهذا الحجم وهذه المساحة لسيرته الأولى ليس إنجازاً)، فمن الذي أوصله لهذا الحال البائس؟! ومن الذي باع بيوته والهندسة الزراعية؟ ومن الذي سرَّح كفاءاته؟ .. هذه والله العظيم أنها أكبر (وصمة عار في جبين الحكومة) .. ثم هنالك سؤالاً مهماً جداً إجابته عند القادة بالمؤتمر الوطني، لكنهم قد لا يستطيعون الإجابة عليه، والسؤال يكمن في الآتي ذكره:
- لماذا لا تعترفون بفشلكم طيلة فترة حكمكم على إنكم جئتم لإنقاذ البلاد من (الحزبية والطائفية) التي قُلتم عنها أنها السبب الأول في تدهور الوضع الاقتصادي.
- ماذا يريد الحاكم أو الحزب الحاكم من رعايا الدولة؟
- ثم هناك شيء مهم جداً .. جداً، ولا أدري هل هو بمخيلتهم أم أنهم سيخلّدون في حكم البلاد؟
فالذي أعرفه عن الحكام في كثيرٍ من الدول أنهم يسعون بشتى الطرق العلمية والمؤسسية للنهوض بدولهم وشعوبهم ليدوّنوا أسمائهم (بلوحة شرف عظماء الدولة) .. فماذا سيقول عنكم الإنسان السوداني عندما ترحلوا عن حكم السودان .. ألم تبغروا من الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) الذي تم تأبينه من الحكومة المصرية الحالية الشهر الفائت وقد مضى على رحيله عن الدنيا (40) عام .. ألم تتعظوا من الدور الذي لعبه (نيلسون مانديلا) الذي ضرب لنا أروع الأمثال في الكفاح الوطني عن تحرير (جنوب أفريقيا) من حكم البيض العنصري والذي لأجل ذلك أمضى (27) عاماً بالسجن ثم عاد وانتصر فتفاخر به العالم أجمع حتى في رحيله عن هذه الدنيا .. ماذا تريدونه من هذا الشعب الطيب الذي وبسياساتكم الخرقاء جعلتم نصفه يتسوّل وربعه يهاجر بمهاجر الدنيا المختلفة وربعه بالإضافة إلى عضويتكم يكابد من أ جل العيش الكريم الذي في تقديري لا يمكن الوصول إليه.
أمّا إذا عُدنا لعنوان هذه الاستراحة (وراء دمار أي رجلٍ عظيم .. واحدة من الجنس اللئيم)!! فأنتم الذين خلقتم اللؤم عند النساء وجعلتموهن يطالبن بمطالبٍ أكثر من عادية لكنها فوق الطاقة والمقدرة فقد صعبت على رجالهن في هذا الزمن الأغبر. ودونكم امرأةٌ في عقدها الرابع أرغمت زوجها لإحياء حفل فرحٍ بمناسبة نجاح ابنتها بامتحانات الشهادة السودانية والتي أحرزت فيها 87% أي أنها نسبة محترمة .. وراودتها هذه الفكرة عندما دعتها جارتها لحضور حفلٍ أقامته لإبنتها التي أحرزت (81%) بامتحانات ذات الشهادة .. لكن الفرق بين هذه وتلك أن حالتها المادية ميسورة جداً .. أما والدة الطالبة التي أحرزت (87%) فزوجها يعتمد في حياته على راتبه الشهري فقط وباقي الشهر مجابدة (ولفحي من هنا وهناك)، وربما تأتيه عكسات من الأمارات أو قطر أو السعودية أحياناً!! يعني ما زي عكسات (يسن عمر بابكر) (باردو) التي نُحرز منها أهدافنا .. بالرغم من أنها معكوسة من رأية كورنر شارع جمال عبد الناصر بالشارقة (الكترابة يا يسن)!!.
نرجع لزولتنا التي أصرّت على بعلها أن يقيم حفل فرح مماثل لنظيرتها وجارتها التي أحرزت ابنتها نسبة 81% بالشهادة السودانية فأجابها بأن ظروفه المالية لا تسمح له بقيام هذا الحفل .. فقالت له: (تتسلّف، تسرق، تطير السماء ما شغلتي) المهم عندي قيام الحفل لنجاح ابنتي .. ثم ولّعت فيها الغيرة .. حقيقةً قد استطاعت أن (تهرش) زوجها إلى أن دفعته لفعل المستحيل، فذهب لصديقه السمساري الأشهر بالحارة فحدّثه بكل تفاصيل المشكلة التي يعاني منها حول قيام الحفل الإجباري .. فابتكر له الحل الأمثل بأن يحرّر شيكاً بمبلغ (1.500) [ألف وخمسمائة جنيه] باسم (التاجر الفلاني) ليحيل له الشيك لمبلغ (1000) [ألف جنيه] (كاش داون) .. أفرحته الفكرة لحظتها ونفّذ تعليمات السمسار وحَرّر الشيك بالمبلغ المذكور وسلّمه زوجته، وأقامت الحفل (وغنينا وفرحنا وأمسينا وأصبحنا)!! دارت الأيام دورتها وحلّ موعد (الشيك) فذهب الرجل لصديقه (السمسار) ليجد له حل أمثل لتغطية هذا الشيك الذي قيمته (ألف وخمسمائة جنيه) .. وقد كان ذلك أن إلتقاه فاقترح عليه تحرير شيك بمبلغ (3000) [ثلاثة آلاف جنيه] لشهر قادم لنفس التاجر على أ ن يحيلها له لمبلغ (2500) [ألفان وخمسمائة جنيه] (كاش داون)، وقد كان ذلك .. استلم المبلغ وذهب إلى البنك قبل حلول الشيك لتغطية المبلغ فورّده في حسابه واستلم باقي المبلغ وبعثره هو زوجته في رمشة عين إلى أن حان موعد تاريخ الشيك .. فذهب (للسمسار) للمرة الثالثة ليجد له طريقة لتغطية الـ(3000) جنيه، وهكذا إلى أن بلغ المبلغ المطلوب منه (90.000) [تسعون ألف جنيه]، فاحتار الرجل في أمره ولم يجد له سبيلاً غير أن التاجر الذي حرّر له تلك الشيكات ذهب إلى النيابة وأصدروا له (أمر قبض) في حق الرجل، وأُدخل السجن من بوابته الكبيرة، ومكث شهوراً قابعاً بين القضبان، وظلّت زوجته بين الجيئة والذهاب دون حلٍ ودون حيلةٍ لأنها لا تملك حتى ولو فكرة أو معرفة من يجد لها سبيلاً لإنقاذه من هذه المصيبة، فظّل بالسجن لسنينٍ طويلةٍ، وظلّت هي في حيرةٍ من أمرها، هذه هي المرأة التي نعنيها.
هناك أُخريات يفعلن ما يُعكر صفو رجالهن .. يعني زوجتك تقول ليك وإنت طالع على العمل، اسمع: جيب معاك سلطة وعلبة صلصة، وصابون بشرى، تقوم تقول ليها حاضر يا طويلة العمر، وأنت على مشارف باب المنزل تلاحقك بلعلعتها: اسمع، اسمع جيب معاك صابون غسيل البت جايانا، ثم تلاحقك بمزيدٍ من الطلبات .. هوي، هوي .. رسّل ليّ معاك رصيد: وقروش الصندوق ما تناساها ليّ!! هوي، هوي الكهرباء فيها ثلاثة!! بعد تعكير صفوك حد الجن الأحمر، تقعد تتمتم في سرك (الشيء شنو .. أنا جمال الوالي)!!.
أعزائي القراء الكرام أتوافقونني على عنوان هذه الاستراحة؟!!
(إذا عجبناكم قولوا لغيرنا .. وإن لم نعجبكم .. مخيّر الله في حقو!!)



مدني / ياسر ود النعمة