مشاهدة النسخة كاملة : عكاز وقناية وطفل ودكتور
النور محمد يوسف
15-03-2014, 12:31 AM
زمااان لامن الواحد يكون راكب في لوري أو بص وتكون ايدو طالعة برة ، تسمع المساعدي من بعييييد "دخِّل ايدك جوة يااااولد" طبعا خائفين عليك يمكن اللوري أو البص يحك ليهو شجرة سنط أو شجرة نبق أو شجرة طلح أو لالوب مليانة شوك أو يجي لوري يعدي ويحك مع لورينا وتكون اول ضحية هي يدك ، والان كبرنا وبرضو بنقول لاي واحد "دخِّل ايدك جوة" مع انو مافيش شوك ولا شجر فيهو شوك لكن الواحد يخاف من القلبة تنقلب السيارة من السرعة الزائدة وكمان خطر احتكاك السيارات ببعضها صار اكبر....
تذكرت هذا وانا اول مرة اركب عربية ، فقد كنت طفلا صغيرا جدا... قبل دخولي الابتدائي ، ماشين من قريتنا أم تريبات جنوب مدني الى مدينة ود مدني وماسك في طرف ثوب امي ، مع النسوان وبالليل ، مسعفين واحدة من نساء القرية جاءها نزيف حاد وبلغة اليوم فإن الحالة حالة اجهاض... توقف اللوري أو البص في الحي ...ويلا ياجماعة ايدكم معانا ....وشالوا الحرمة بعنقريبها وجوة البص ومعاها 2 طش وموية كتيرة لزوم الغسيل أثناء الطريق .... وانا متخبي في ثوب امي ....دخلت مع الحريم ...وركبت اللوري وجلست على الكنبة وظهري إلى السيخ..ايدكم جوة من الشوك داخلين الغابة ....جالس واشوف واستكشف الطريق .... تحرك اللوري وبعد شوية اشوف ليك انوار كثيرة وترابيز لبيع الخضار ومقاضي الناس ....هذه رتاين كيلو 77 ...مرصوصة مع بعضها وهناك حركة الناس كانت كبيرة عندما كان الري في قمته والمشروع في اوج عظمته ....منظر جميل أن أرى كيلو 77 بالليل .... وعبرنا الفوارة وكان منظرا بديعا ...ثم سار بنا اللوري يتهادى يصارع المطبات والدقداق ...هذه ودعشا ....ثم إلى بركات ودخلت في نوم عميق ...لم اصح الا وداخل المستشفى ....مستشفى ود مدني ....نزلنا ونزلوا العنقريب وعليه المريضة ...وفي الطواري دخل عمي يلبس الجلباب والثوب والعمة ويحمل عكازا في يده ووقفنا امام الدكتور ... كنت مبهورا جدا بهذه الانوار وهذه الكهرباء... اول مرة اشوف الكهرباء .
وفي غرفة الدكتور ، جميعنا جلوس عمي يجلس امام الدكتور مباشرة يساله ويجاوبه، اسم المريضة ، العمر، تاريخ الحالة ....الخ ... في هذه الاثناء يحصل شيء غريب ...لمبة النيون فوق الدكتور مباشرة بدأت تضيء وتنطفي بشكل مزعج ...أنا بصراحة خفت جدا ..وبحثت عن امي احتمي بها ...لم اجدها هنا ...فالمكان للرجال ....غايتو تشجعت ووقفت معهم ...لكن جنب الباب ...اي حاجة تحصل ونعلاتي في ايدي... الدكتور انزعج جدا من هذه اللمبة ... حاول أن يقف على الكرسي ولم يلحق ...تلفت يمينا وشمالا فقال لعمي اعطني عكازك هذا ....
يأخذ الدكتور العكاز ويلمس به اللمبة ... فتنتهي هذه العملية المزعجة وتعود اللمبة إلى سابق عملها منتظمة بلا انقطاع .... شيء عجيب والله ... هذا العكاز فيه اسرار عظيمة ... انا لا اعرف عنه الا انه سلاح أبيض ضد الكلاب والربابيط...سبحان الله ...لكزة واحدة بالعكاز اللمبة تعود للعمل بدون أي انقطاع ... هذا درس كبير درس عظيم ... وخزنت المعلومة في ذلك الراس الصغير... وعدنا إلى القرية والمريضة معنا سليمة معافاة...
تمر السنوات ، وانتهيت من المرحلة الاولية ، والتحقت بالمتوسطة في الحوش ، وودعت اهلي وانا طفل صغير ، اغادرهم للسكن بداخلية المدرسة ، حملت معي لحافي (قطن طبيعي منفوش باليد ... مش غوغاية) وشنطة حديد وطبلة كاتو وسلسل لزوم المفتاح (أكثر حاجة كنت فرحان بيها هي هذا السلسل ...العب به بيدي يمينا وشمالا ...ولازم الناس يشوفوه كلهم... ومعاي لمبة فانوس لزوم المذاكرة و2 مسواك ...طبعا الفرشة والمعجون للعرسان فقط )
وصلت المدرسة ... يومين ثلاثة بدينا في المذاكرة ... كل داخلية لها صفيحة جاز توزع بواسطة الفراشين على الطلاب الذين يمتلكون لمبات لزوم المذاكرة ...6 داخليات ...هناك 6 فراشين جنب كل فراش صفيحة جاز (كيروسين) ...تستلم جازك قبل المغرب ... وتعمل حسابك لانو ممكن جازك هذا ينسرق ... هناك من يسرقون الجاز ..لانهم لا ينامون كل الليل يذاكرون ...
استمر الحال هكذا وعلى نفس المنوال لمدة سنتين .... وجاء الفرج من الله ..دخلت الكهرباء إلى الحوش ...واناروا مدرستنا ....الحمد لله ... وداعا يا رتاين وداعا يا جاز ووداعا يا سرقة الجاز ...
كان ذلك ونحن في ثالثة متوسطة (سابع بنظام اليوم) ..وفي تلك الليلة ونحن مبسوطين في المذاكرة ...كل الفصل ..صمت رهيب ...الجميع منهمك في المذاكرة .. واللمبات فوق رؤوسنا توزع لنا الضياء بلا انقطاع ... اربع لمبات معلقة بالجنازير من سقف جملون الفصل ... احالت الليل نهارا ... ونحن منهمكون .... وفجأة ... تبدأ واحدة من اللمبات الأربع تضيء وتطفي ...بشكل مزعج ... ماذا نفعل ... الفراشين ليس لهم دراية بمشاكل الكهرباء ..هم يعرفون فقط الرتاين ... ولم يقدم لهم أي تدريب على هذا القادم الجديد (الكهرباء) ... الجميع محتار ماذا يفعلون ....
لكن ... وما أدراك ما لكن .... انا لها ..... وياتيني شريط ذكرياتي مع الدكتور في مدني قبل 7 سنوات ... مازالت صورته امامي وهو يحمل العكاز ويلكز اللمبة فتعود إلى العمل مرغمة بجبروت ذلك العكاز المضبب المقطرن والمعتق بالنار ... انا ساحل لكم هذه المشكلة ... لكن اللمبة بعيدة .... عالية ... لا مشكلة هاتولي قناية .... قناية تكون قوية وطويلة ... وما أكثر القنا في الحوش ... سرعان ما أتوا لي بالقناية ... وأقف انا الخبير في هذه الاشياء ... واحمل القناية تحت اللمبة ...والفصل كل الفصل حولي ينظرون ويتعرفون على هذا الابتكار العظيم ... صمتٌ ووجوم وترقب ...الجميع خائفون الا انا ...فقد كنت واثقا من نفسي وواثقا من النتيجة ...حملت القناية ووجهتها إلى وسط اللمبة ... بدقة متناهية حتى إذا لامس راس القناية اللمبة ضغطتها بكل قوة كي يتوقف هذا التلوي وهذا الازعاج .. وطااااخ تقع اللمبة ....طااااخ على البلاط ...تحطمت تكسرت تبعثرت تناثرت لم يبق منها شيء ....كتلو شريف اهلو في الريف ...
وقفت وحدي ...انتظر قدري ...الجميع انفض من حولي ... وبالراااااحة نزَّلت قنايتي ومشيت إلى مقعدي كي اجلس ...لا استطيع استيعاب هذا الذي حصل ...لماذا طاحت اللمبة ... فاللمبة ياها اللمبة ونفس البتبتة ...القناية ياها زي العكاز ... وبنفس الطريقة في كلوة اللمبة كانت اللكزة ... هناك شيء ما خطأ قد حدث ... لا أدري ما هو....وفي تلك الاثناء ينتشر الخبر في المدرسة ونسمع الجرس يدق عاليا ايذانا بطابور طاريء ... الوضع لا يحتمل التاخير ... انكسرت اللمبة بفعل فاعل ...وانطلقت الاشاعات ..ناس تالتة انفجرت فيهم الكهرباء ... ناس تالتة انحرقوا بالكهرباء ... وهناك من يقول " مااالنا نحن ومال الكهرباء ...الرتاين كانت احسن " هذا المسكين قد يغرموه 10 جنيهات... (راتب مدرس) ....
تقيف المدرسة كلها في الطابور الطارئ ... وكل هيئة التدريس ... وينبري بصوته الجهوري الاستاذ حسين شريف الصادق (الله يديهو العافية) ويحكي ما حصل ...هذا المهندس قام بكذا وكذا ولابد من عقابه حتى لا يتكرر مثل هذا الجرم الخطير ... واربعة من عتاولة المدرسة يمكسون بي وبدأ الاستاذ يضربني بعصي النيم ، واحد ، اثنان، ثلاثة ....ونمت ...غيبوبة أو نوم لا ادري المهم ما حسيت تاني باي حساب أو اسمع أي عدد لكن في الصباح قالوا لي لقد وصل العدد 12 ... وهل دقوني براي ام معاي ناس تانيين ... معاك الجاب ليك القناية والمسك ليك الدُرج عشان تطلع فوقو ...كانت سهرة مليئة بالاكشن ...لا ينساها كل الطلاب في ذلك الوقت
انا كان ماااالي ومال الحريم يمشن مدني أو يمشن أي محل ....انا مشيت مدني ليه ؟ هل كان هناك أي لزوم امش مدني؟ هل أنا دكتور أو تمرجي ؟
naz_imam
16-03-2014, 01:19 AM
الرائع اديبنا النور محمد يوسف اين انت يارجل والله رجعت بينا لي ايام لم ولن تمحي من الذاكرة الخربة واعتنا الي ايام منتدانا الاولي انت وبقية العقد الفريد من اولاد ام تريبات هل تذكر تلك الايام وكيف كان هذا المنتدي يعج بكل ما هو جديد كل صباح حتي انك لاتستطيع الرد علي هذا ولا ذاك حقا نحن في شوق الي تلكم الايام وتلكم الاقلام ... ولكن تظل دوما كاتبي المفضل في هذا المنتدي والتحية عبرك الي جميع ابناء ام تريبات وهذا دابنا بكم دوما تلتقوا لترتقوا
elfatih
18-03-2014, 09:17 PM
شكرا اخونا الرائع النور التحية الى كل اهل ام تريبات بل الى كل اهل جنوب الجزيرة
ود الجعلي
22-03-2014, 01:47 AM
[
نؤكد على استمرانا في هذا المكان واننا نتابع دائما ما تكتب.... كلماتك اعادتنا الى روعة الحياة الاولى وذكراها و سلاستها وحنين وطيبة اهلنا هذااللوري يحمل في بطنه كمية كبيرة من الاحلام الصغيرة والمجاملات الحقيقية والخيالات التي تصور الانتقالات من الاخضرار الى رحاب ست المدائن فقد اعادت بنا الذكرى الى المدراس والى التعليم وصناعة الرجال لان نتيجة التعليم ليس ان تكون ذكيا او مهندسا متميزا او مكتشفا عبقرياولكن ان تتعلم معاني وقيم رجولية فقدناها بالتمام والكمال
انت اخي يوسف
تملؤننا بالتفاءل وبالحنين الى الايام الخوالي التحية لك ولام تريبات الحنينة
احوك ودالجعلي
النور محمد يوسف
23-03-2014, 07:33 AM
الرائع اديبنا النور محمد يوسف اين انت يارجل والله رجعت بينا لي ايام لم ولن تمحي من الذاكرة الخربة واعتنا الي ايام منتدانا الاولي انت وبقية العقد الفريد من اولاد ام تريبات هل تذكر تلك الايام وكيف كان هذا المنتدي يعج بكل ما هو جديد كل صباح حتي انك لاتستطيع الرد علي هذا ولا ذاك حقا نحن في شوق الي تلكم الايام وتلكم الاقلام ... ولكن تظل دوما كاتبي المفضل في هذا المنتدي والتحية عبرك الي جميع ابناء ام تريبات وهذا دابنا بكم دوما تلتقوا لترتقوا
اخي العزيز أبو ريم أو أبو النيز كما يحلو لجلالة وأنا أن نناديك ، فعلا تلك الايام كانت حلوة نستكشف فيها طاقات وخامات مدينتنا الجميلة مدني والجميع كان يجتهد ويجري من أجل اللحاق بقطارها الذي كان يسير سريعا سابقا كل المدن الاخرى / يكتب الواحد هنا ويرد هناك ويدردش مع هذا ويطيب خاطر ذاك ...فيمر الوقت سريعا بين الاحباب وكل يوم يصبح الواحد فيه بالمزيد من الاشتياق ، ثم انشغل الناس بقضايا موت المشروع والمؤامرات عليه وعلى ست المدائن فضاقت الدنيا بالناس والكل بدأ يلهث وراء لقمة العيش ومما زاد الطين بلة أن جميع النداءات والاستغاثات التي كانت تصدر من هنا لا تجد أذنا صاغية فاصاب الناس شيء من القنوط ولا حول ولا قوة الا بالله ... لكننا لا يجب أن نستسلم بل يجب أن يظل هذا المنتدى البوق القوي لتكبير كل صرخة حتى تصل إلى اعلى مسئول والمرآة التي تعكس واقع اهلنا ليرى من لا يرى ولا يكون بعد ذلك عذر لمن أنذر ... تحياتك لاهلك بام تريبات تصلهم باذن الله ومنهم لك عبري التحية الطيبة والتقدير وكما قلت ونظل نقول أن اهلكم بام تريبات يعتبرون بيوتهم بيوتا لكم فاعتبروها كذلك واهلا بكم في كل حين ...ابو مريم لك التحية الصادقة الجميلة العطرة
النور محمد يوسف
23-03-2014, 07:37 AM
شكرا اخونا الرائع النور التحية الى كل اهل ام تريبات بل الى كل اهل جنوب الجزيرة
وشكرا لك اخي الفاتح والتحية اليك من اهلك بام تريبات والى جميع اهلنا بمدني وبكل الجزيرة ، اشكرك على العبور والمشاركة فلك التحية وكل التقدير اخي الفاتح
ود الأصيل
24-03-2014, 01:43 AM
...أنا بصراحة خفت جدا ..وبحثت عن امي احتمي بها ...لم اجدها هنا ...فالمكان للرجال ....غايتو تشجعت ووقفت معهم ...لكن جنب الباب ...
...كم تمنيت و كم من أمل مر الخداع...
لو أن أمي كانت حية لتلفني بتوب زراقها البفتة..
و كم تمنيت لو أن و الدي يُبعث من مرقده حيا ليداهمني بغتة..
فيصفعني على خدي كفاً ،ليعيد لي حرفاً سقط من ذاكرتي الخربة..
كان أولئك أحبةً لنا فقدنا أثرهم بعد أن رفعونا لما فوق مصاف الثريا..
....ثم إذا بنا قد غرسناهم تحت الثرى.. و لكن يا ليتنا ما دفناهم....
النور محمد يوسف
29-03-2014, 06:18 PM
[
نؤكد على استمرانا في هذا المكان واننا نتابع دائما ما تكتب.... كلماتك اعادتنا الى روعة الحياة الاولى وذكراها و سلاستها وحنين وطيبة اهلنا هذااللوري يحمل في بطنه كمية كبيرة من الاحلام الصغيرة والمجاملات الحقيقية والخيالات التي تصور الانتقالات من الاخضرار الى رحاب ست المدائن فقد اعادت بنا الذكرى الى المدراس والى التعليم وصناعة الرجال لان نتيجة التعليم ليس ان تكون ذكيا او مهندسا متميزا او مكتشفا عبقرياولكن ان تتعلم معاني وقيم رجولية فقدناها بالتمام والكمال
انت اخي يوسف
تملؤننا بالتفاءل وبالحنين الى الايام الخوالي التحية لك ولام تريبات الحنينة
احوك ودالجعلي
أخي ود الجعلي الانيق أناقة كل أهلي الجعليين ... أكون سعيدا دائما بمرورك واعتز جدا بتقديرك وتعجبني جدا ملاحظاتك وأخاف ايضا من اي سقطة مني أمامك لاني اعتبرك مرآة حقيقية لا تعرف الا الصدق مع النفس
أبكي معك أيام التعليم زماااان وقوة المعلم ومكانته لانه كان واثقا من نفسه من علمه من قدراته مالئا لمكانه المعرفي والاجتماعي والاقتصادي ... ليتنا نعيد له مكانته لتعود للتعليم مكانته
وأنا أخي ود الجعلي لست نادما على فعلتي تلك على الرغم من ردة الفعل العنيفة من جانب المعلم وله العذر فالكهرباء جديدة ولا يعرف عنها آنذاك غير انها خطيرة ومميتة وبعدين شوف المعدات المستعملة في اصلاح اللمبة "كنبة وقناية" ... ماذا لو نجحت الفكرة؟
اترك الاجابة للقاريء الكريم
شكرا اخي ود الجعلي ولك التحية وكل التقدير
صابرحسين
31-03-2014, 04:17 AM
يا سلام يا أستاذ النور أيها الرجل المبدع وكما قال الأخوة أعدتنا لأيام جميلة جمال قلمك الممتع الذي لا يمل أبداً ..............
تقبل تحياتي وتقديري
خالد أحمد الصول
02-04-2014, 09:23 PM
ياااااخي ... هيجت فينا كوامن خلناها قد ضمرت وتلاشت ... جددت فينا شباب كنا نحسب أنه ضاع بالاهمال والتناسي والتراخي ... أعدت لنا أحلاما تبخرت مع هذا الزمان الجديد الذي لايوقر الكبير فيه الصغير ولا يحترم الصغير فيه الكبير ... كنت أظن أن دورة الزمان قد توقفت وصدأت تروسها من جراء الاهمال وكنت قد تيقنت أننا قد خلقنا لزمان ما هو هذا الزمان ... أتيت فنبتت البراعم فينا ثانيا وظهرت وريقة صغيرة طرية في خواصرنا ... وإمتلاءت خياشيمنا بدعاش نتذكر طعمه جدا .... لك الود والحب ولك السبق في إعادتي للبهاء والحب والحياة
النور محمد يوسف
09-04-2014, 07:22 AM
...كم تمنيت و كم من أمل مر الخداع...
لو أن أمي كانت حية لتلفني بتوب زراقها البفتة..
و كم تمنيت لو أن و الدي يُبعث من مرقده ليداهمني بغتة..
فيصفعني على خدي كفاً ،ليعيد لي حرفاً سقط من ذاكرتي الخربة..
كان أولئك أحبةً لنا فقدنا أثرهم بعد أن رفعونا لما فوق مصاف الثريا..
....ثم إذا بنا قد غرسناهم تحت الثرى.. و لكن يا ليتنا ما دفناهم....
عابر سبيل ... اسم اعتقد أن اختياره كان مقصودا ... فاعماله الخيرة ونصائحة المتواصلة تحثنا على التمسك به باستمرار ولانه الانسان الخلوق فاعل الخيرات في كل الأوقات يحيلنا باسمه أو إلى ما اختاره من اسم "إن أنا الا عابر سبيل " لذلك تبقى كلماته راسخة من الوهلة الاولى خوف النسيان والتذكير بالرحيل .... يرحم الله امك وأباك ويسكنهما فسيح جناته وجميع موتى المسلمين ونسأل الله أن يجعلهما من اصحاب اليمين ..واشكرك كثيرا على هذا التداخل والاثراء من قلمك البديع
اخي عابر سبيل تابعت كتاباتك واسهاماتك في هذا المنتدى وذهلت جدا لهذا الكم الهائل الذي تحمله في دواخلك من خير ومعلومة لكل الناس واستشعرت من كتاباتك انك ذلك الاخ الفاضل الذي يدل على الخير والذي يعمل من أجله والذي يحب أن يلحق جميع اهله به فينعموا جميعا من هذه الكنوز التي تراها يقينا بين يديك ...فنسال الله أن يزيدك من نعيمه وان يثبتك على هذا الطريق الصعب قيادة الناس إلى دنيا الخيرات وآخرة الجنات
اذهلني فعلا وجودك وصبرك على الوحدة هنا بين صفحات المنتدى وحيدا تكتب هنا وتتداخل هناك فهذا احساس بأن البيت بيتنا هو بيتك تملؤه بالمحبة وتخاف عليه أن يسكنه البوم
اعتقد أن هذه المواقف وهذا الصمود منك وحدك والناس غياب يجعلك مستحقا لاعظم تكريم من ست المدائن وكل اعضاء هذا المنتدى
فواصل اخي عابر انا اتابعك وسيكون لي باذن الله تداخل في جميع ما يجود به يراعك من قلبك الكبير
مرتضى يوسف العركي
27-04-2014, 07:25 AM
كالعادة أنيق المفردة بكامل الوجاهة والهندام ...
آثرت سيدي قبل أن أدلف كعادتي معكم أن أطلب كباية الشاي و أغلق الجوال و باب المكتب
فمن يقرأ لكم سيدي يحتاج أن يستبين بانتباه لما بين السطور المحتشدة بشخصكم الجهور
إذ يخيل للمرء وكانه في خضم مظاهرةتستدعي الإثارة المتراكمة جبالاً
وقبل أن تستأنس هذا الاحتشاد الطاغي تحلق مع المفردة بكل ضيائها وضوضائها في علياء
وقبل أن تستجيب وتستقر في تلك الرحابات تخشى أن تلتزم لسرد معني معالج ببساطة متناهية
شأنها شأن روحك الصفية الزاهدة التي تتملك الداني والقاصي صغر شأنا أم كبر
فتدلفنا سيدي بلا إستئذان ونهضم عن ظهر قلب ما تخطه من فكرة كما يحفظ المرء أوراده
وقبل أن نستفيق من هذه الفوضى الخلاقة تغمسنا دهشة فنهوى إلى لج قيم عميق ما له من غرار
نستدرك منه ما يقسمه المولى عز وجل.
حقيقة أتردد دوما في أن أصنف نفسي كمتابع لما تجود به
فعندما تحكي عن الطين ربما لا نحتاج إلى تربال بعدها
وعندما تغوص في الذهب والصاغة أخشى عليهم من ضياع لقمة عيشهم
وعندما تحضرك أم تريبات والمشروع اتحسر على ضياعه وأنت ماثل
وعندما تستدعي جامعة الخرطوم بابنيتها الفكتورية والبركس اوانها تستدعي كامل الإمبراطورية البريطانية
ومعها ايضا قانون محاسبة الجنود الانجليز
وعندما تعود للوطن يجتاحني الطير المهاجر
ونرغب في أن نحتفظ بمنديل حرير لشخصك البعيد
ونشتاق أن نطالع من شباكو يلمع ألف نور
النور أنت سيدي
معنى وسردا ما أشبهك بقابريال جارسيا ماركيز في عزلة مائة عام
شأنه شأنك في الأبداع الواقعي السحري التي يمتزج فيها
الواقع بالخيال والأسطورة والحلم والسحرالمرتبط بجغرافية في مخيلة طفل
وقيم جزلى ترتكز على عكاز وقناية وطفل ودكتور
بتفاصيل دقيقة طوعتها بحرفية عالية لا قبل لنا بها
ربما نستدرك قليلاً من كثيرها ...
استاذنك فانا لا زلت راكبا معك في نفس اللوري وبنفس الاشواق
واود ان ادخل يدي جوة خائف يمكن لوري أو بص يحك ليهو شجرة سنط
أو شجرة نبق أو شجرة طلح أو لالوب مليانة شوك
أو يجي لوري يعدي ويحك مع لورينا وتكون أول ضحية هي يداي .
كن بك الخير صديقي
تغريد
27-04-2014, 12:33 PM
أستاذ النور
شكرا لهذا السرد الأنيق
شاركتنا برسم تفاصيل زمن جميل لم يسعدنا الحظ بمعانقة تفاصيله
ولكن دوما هناك كتاب مثلك
ممن يتجولون بين الأزمنة يحملون معهم عطورا وبخورا تزكم أنوف كل الأمكنة
أستمتعت جدا بكل حرف كتب هنا
وتأبى نفسي إلا و ان تطالب هل من مذيد
تحياتي و إحترامي العميقين
ود الأصيل
27-04-2014, 10:03 PM
عابر سبيل ... اسم اعتقد أن اختياره كان مقصودا ... فاعماله الخيرة ونصائحة المتواصلة تحثنا على التمسك به باستمرار ولانه الانسان الخلوق فاعل الخيرات في كل الأوقات يحيلنا باسمه أو إلى ما اختاره من اسم "إن أنا الا عابر سبيل " لذلك تبقى كلماته راسخة من الوهلة الاولى خوف النسيان والتذكير بالرحيل .... يرحم الله امك وأباك ويسكنهما فسيح جناته وجميع موتى المسلمين ونسأل الله أن يجعلهما من اصحاب اليمين ..واشكرك كثيرا على هذا التداخل والاثراء من قلمك البديع
اخي عابر سبيل تابعت كتاباتك واسهاماتك في هذا المنتدى وذهلت جدا لهذا الكم الهائل الذي تحمله في دواخلك من خير ومعلومة لكل الناس واستشعرت من كتاباتك انك ذلك الاخ الفاضل الذي يدل على الخير والذي يعمل من أجله والذي يحب أن يلحق جميع اهله به فينعموا جميعا من هذه الكنوز التي تراها يقينا بين يديك ...فنسال الله أن يزيدك من نعيمه وان يثبتك على هذا الطريق الصعب قيادة الناس إلى دنيا الخيرات وآخرة الجنات
اذهلني فعلا وجودك وصبرك على الوحدة هنا بين صفحات المنتدى وحيدا تكتب هنا وتتداخل هناك فهذا احساس بأن البيت بيتنا هو بيتك تملؤه بالمحبة وتخاف عليه أن يسكنه البوم
اعتقد أن هذه المواقف وهذا الصمود منك وحدك والناس غياب يجعلك مستحقا لاعظم تكريم من ست المدائن وكل اعضاء هذا المنتدى
فواصل اخي عابر انا اتابعك وسيكون لي باذن الله تداخل في جميع ما يجود به يراعك من قلبك الكبير
أستاذي النور محمد يوسف، يا فتى الأدغال، كم رجوتك حتى كدت أقطع العشم !
ثم ها أنت ذا .. تطلع لي فجأة متل شعاع شمش نعسانة تحت رقراق نيمة متكية..
متل تقابة شعر دوبيت في قعدة جبنة عصرية..متل صوت طفلة وسط اللمّة منسية.
.معاك يجيني زمن أمتع نفسي بالدهشة و طبول بتدق ..و ساحات لفرح نور و جمل للحزن ممشى ..
و متل قبطان دافر الليل، يناطح موج بحرْ لجيْ و يفتش لزورق ألحاني في فجةلي مرسى..
سعيد ببشرى وجودي في معيتك، مما يحفزني لنوغل معاً برفق عبر تراجيديا " تداعي الأشياء"..
ود الأصيل
27-04-2014, 10:38 PM
و ها أنت ذا تستفزني لنهمس حزناً فنخوض مجدداً في سيرة مدينةٍ فضلى مستلً لها اسم على مسمى من عنق
قنينة تمدننا المقبور في رحم العراقةالأزلية،معتق نفسها بريحة العرق المهتف من جباه (الغبش أبان مسوحاً موية)
و مختمر لونها بسمرة الأبنوس من أرخبيل حضارات غبراء نيلية..ومغسول جواها بنقاء زهرة القطن المفرهد ،مسقية من
خلاصات العاج المنقع في غمامات الود الحميمية ..مغسولة بماء الطهر في محراب الأسلاف من عاشوا بسواعد عزم حديدية..
يا من و شحوك فارهة بين أسراب الظباء و ألبسوك تاجاً من بيادر شموس العزالمدارية ..
ود الأصيل
27-04-2014, 10:39 PM
سوف لن أنتظر طويلاً عوتدتك يا حبيب.بل سألحق بك حيثما كنت.يكفيني منك سؤألٌ:
ما تلك بيمينك يا غلام ، لأقول لك هي أعز أشيائي ممثلة في ريشتي ، قنينة حبري و دوايتي،
ثم أعدك لأفرغنَّ لك كل ما بجعبتي من قنا أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب آخرى.سأسمترأ الوقف على نقاط حروفك المترعة بالألق..
من وحي طيفك المشبع بدفءٍ لا يقاوم و معين ودٍ لا ينضب و ها قد دعوناك، بل نطيل الوقوف حين دعائك حتى نلملم شمل الشوق عن أجفانك ،
فهلا دنوت مني يا ابن جيلي، فشملتني بفيض إحساسٍ عنيفٍ و لا أمتع؟!لتبقى أنفاسك الدافئة معي قنديلَ عطاءٍ و نبراسَ نورِ على درب الأمل
لمزيد من التفاني بالأداء ، ودرءاً لمدعاة التثاؤب . و لأن ليس لقرين التجلي طقوس و لا للبوح نقاط تفتيشٍ على مداخل النفوس فلنلتقي من غير ميعاد،
و حفاوة اللقيا أجمل في الحقيقة بلا انتظار. ها نحن ما نام لنا جفن ولا رفت لنا طرفة عين ، و سوف نظل على باب التوهج و اقفين،
حيث و لجنا من باب الرجاء.أما آن لأطيار النوارس أن تتعانق في اتكاءة على جبين القمر؟! أما آن لليالي أن تفضي بشتيت لاجتماع؟!
يا من نشاطرهم أمانيَ باقيات، تختال في سَحَر الدياجي أغنيات.. ثم صبراً آل مدني فإن موعدكم ربوع بلادي مع أمنياتي بقرب اللقاء.
ود الأصيل
27-04-2014, 10:41 PM
في غمرات همسي الحزين مع ود الجزولي نكأت له لواعج حسرتنا على أنا ذهبنا ذات يوم كظل أعوج فارق عوده ،
و ها نحن نعود كهبوب ريح يغشى جلمود صخر. فما من شعور أفتك بقلب غريب عائد من أن يأتي أطلال منزل": كان يضم
ذات يوم حفنة من يباب عمره.. جئنا نزرع الأرض جيئة و ذهاباً، يلفنا الحنين من كل حدب و صوب.. تغرورق أعيننا بدموع فرحة
لم و لن تتم .. و لكن لا حياة لمن نناجي. نسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات.. نتسلل كالصوص من نوافذ مشرعة للريح
فلا نجد سوى بقايا أطياف باردة كصقيع إحساسنا المتجمد.. و بضع حصيّات فوق الرمال نلتقطها لنرجم بها مارداً وقف يذكرنا
بأن عقارب ساعتنا لن تعود القهقرى..و أن أقسى شيء على قلب عاشق لوطنه أن يأتيه عائداً فلم يجد منه شيئاً، إذ تبخر سدىً!
ود الأصيل
27-04-2014, 10:42 PM
لَعَمري هذا أكثر بكثير مما تصبو إليه روحي من حفنة وقود حيوي لتبقيني حياً على مضمار المسير، و يشعل جوفي بجذوة من
خواطر الحنين و مسامرة الغائب للغائب , و التفاتة البعيد إلى بعيد .. الحنين عطش النبع إلى حاملات الجرار, و العكس صحيح.
الحنين يجر المسافة وراء وراء , مع أنه عين التطلع إلى الأمام , و قد سمي أملاً وثاباً ,و خاطرةٌ شعرية و مغامرة لفعل مضارع حائر متردد,
بل فعل ماضٍ ناقص لا محل له من أعراب. لا بل كزيتونة معلقة على سروة و قفت خلف تلة على ساقين راسختين, مفرهدة أغصانها بأخضرّ
داكنٍ, و هي تسترق سمعاً مرهفاً لهبوب الرياح و هي حبلى بزخات الدعاش في حضن حمبل المطر: خير غائب ينتظر من سوداء الضمير!!
النور محمد يوسف
30-04-2014, 03:48 AM
كالعادة أنيق المفردة بكامل الوجاهة والهندام ...
آثرت سيدي قبل أن أدلف كعادتي معكم أن أطلب كباية الشاي و أغلق الجوال و باب المكتب
فمن يقرأ لكم سيدي يحتاج أن يستبين بانتباه لما بين السطور المحتشدة بشخصكم الجهور
إذ يخيل للمرء وكانه في خضم مظاهرةتستدعي الإثارة المتراكمة جبالاً
وقبل أن تستأنس هذا الاحتشاد الطاغي تحلق مع المفردة بكل ضيائها وضوضائها في علياء
وقبل أن تستجيب وتستقر في تلك الرحابات تخشى أن تلتزم لسرد معني معالج ببساطة متناهية
شأنها شأن روحك الصفية الزاهدة التي تتملك الداني والقاصي صغر شأنا أم كبر
فتدلفنا سيدي بلا إستئذان ونهضم عن ظهر قلب ما تخطه من فكرة كما يحفظ المرء أوراده
وقبل أن نستفيق من هذه الفوضى الخلاقة تغمسنا دهشة فنهوى إلى لج قيم عميق ما له من غرار
نستدرك منه ما يقسمه المولى عز وجل.
حقيقة أتردد دوما في أن أصنف نفسي كمتابع لما تجود به
فعندما تحكي عن الطين ربما لا نحتاج إلى تربال بعدها
وعندما تغوص في الذهب والصاغة أخشى عليهم من ضياع لقمة عيشهم
وعندما تحضرك أم تريبات والمشروع اتحسر على ضياعه وأنت ماثل
وعندما تستدعي جامعة الخرطوم بابنيتها الفكتورية والبركس اوانها تستدعي كامل الإمبراطورية البريطانية
ومعها ايضا قانون محاسبة الجنود الانجليز
وعندما تعود للوطن يجتاحني الطير المهاجر
ونرغب في أن نحتفظ بمنديل حرير لشخصك البعيد
ونشتاق أن نطالع من شباكو يلمع ألف نور
النور أنت سيدي
معنى وسردا ما أشبهك بقابريال جارسيا ماركيز في عزلة مائة عام
شأنه شأنك في الأبداع الواقعي السحري التي يمتزج فيها
الواقع بالخيال والأسطورة والحلم والسحرالمرتبط بجغرافية في مخيلة طفل
وقيم جزلى ترتكز على عكاز وقناية وطفل ودكتور
بتفاصيل دقيقة طوعتها بحرفية عالية لا قبل لنا بها
ربما نستدرك قليلاً من كثيرها ...
استاذنك فانا لا زلت راكبا معك في نفس اللوري وبنفس الاشواق
واود ان ادخل يدي جوة خائف يمكن لوري أو بص يحك ليهو شجرة سنط
أو شجرة نبق أو شجرة طلح أو لالوب مليانة شوك
أو يجي لوري يعدي ويحك مع لورينا وتكون أول ضحية هي يداي .
كن بك الخير صديقي
أخي ود العركي سيدنا النبيل الوجيه الانيق خلقا واسلوبا ومعشرا وفكرا وتداخلا
أجد نفسي عاجزا اخي مرتضى في الرد على اسلوبك هذا الذي تتجافى عني كل الكلمات إزاءه اسعافا كي نقف امامك لكننا نطلب السماح بان تمهلني هنيهة استجمع فيها بعض قواي بعد أن ذبت كلي في حرفك البهيج
هكذا هي القلوب هنا وعندكم سواء في اللوري على الدقداق او في المستشفى تقاتل اسراب البعوض واهمال الولاة
سنظل نحلم بالسرب من السيارات تابع للمستشفى لاسعاف انسان الشتات (قرانا اهلكم ) حول المدن سكان الارياف ... فاذا نهضوا تنهض المدينة وينهض السودان
ستظل الذكريات تحكي اخي مرتضى ذلك العكاز الذي اسعف الدكتور مع قصره وتلك القناية التي خذلتني مع ما بها من طول حتى ننال العلم الذي اسعف العكاز ...فعادت المريضة طيبة معافاة لان المدينة كل البركة والرحمة واتساع الافق وسعة القلب فما ضاقت ابدا المكان
ستعود مدينتنا أقوى واجمل مما كانت بقلب انسانها الاول ونكون لها في كل الاوقات الرافد القوي السواعد والايمان ...سنحميها فهي بيتنا
ولذلك كتبت... لانني اخاف من سرقة مدينتي من تحت ايدينا ونحن ننظر بلا حراك
كتبت اخي مرتضى لانني اريدها ان تظل كما كانت بوابة للثقافة ولها راية وراي في كل الامور ...كتبت اخي مرتضى كي يبقى هذا الصرح منتدانا العظيم صرحا للمعرفة فلا تسكنه الهوام
فلا تنقطع اخي مرتضى فانت مثلي بها مهموم
النور محمد يوسف
30-04-2014, 03:57 AM
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/misc/quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
أستاذي النور محمد يوسف، يا فتى الأدغال، كم رجوتك حتى كدت أقطع العشم !
ثم ها أنت ذا .. تطلع لي فجأة متل شعاع شمش نعسانة تحت رقراق نيمة متكية..
متل تقابة شعر دوبيت في قعدة جبنة عصرية..متل صوت طفلة وسط اللمّة منسية.
.معاك يجيني زمن أمتع نفسيبالدهشة و طبول بتدق ..و ساحات لفرح نور و جمل للحزن ممشى ..
و متل قبطان دافر الليل، يناطح موج بحرْ لجيْ و يفتش لزورق ألحاني في فجةلي مرسى..
سعيد ببشرى وجودي في معيتك، مما يحفزني لنوغل معاً برفق عبر تراجيديا " تداعي الأشياء"..
اخي عابر سبيل
لا اجد هنا في هذه اللحظة خير معبر عني غير هذه الابيات ، ولي معك رد في كل فقرة في مداخلتك هذه (هنا) التي فتَّتَّني حتة حتة فما استطعت قياما البتة
ارقص وهل في الكون طائر جميل مثلك
بيهو الوجود مفتون
من درك المكنون اكشف كنوز حسنك
ما بين جمال وفنون
للزهو تصحو عيون تهدي الشذى واحيان
تهدي الهوى النديان للعاشق الولهان
افرد جناحك وميل حي الربيع يا جميل
خلي الشمس تسكب ذهب الاصيل في النيل
فأنت اخي عابر ملك الكلمة والمفردة والفكرة وملك الطريق لك التحية واني جد فخور بكلماتك وبصبرك وبقدرتك على الدخول جوة القلوب
النور محمد يوسف
30-04-2014, 04:26 AM
يا سلام يا أستاذ النور أيها الرجل المبدع وكما قال الأخوة أعدتنا لأيام جميلة جمال قلمك الممتع الذي لا يمل أبداً ..............
تقبل تحياتي وتقديري
اخي الغالي صابر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولي هنا اعتذاران اتمنى لو تقبلهما اولا تأخيري في الرد على مداخلتك الانيقة لمشغوليات لا اريد ازعاجكم بها وثانيا حدوث شيء ما في النت او في جهازي وغابت عن ناظري هذه المداخلة وانا قد دخلت خصيصا للرد عليك اخي صابر
لك العتبى حتى ترضى واني لسعيد بتواجدك هنا باستمرار في هذا المنتدى الذي تربينا على جميل كلامه واخلاص اعضائه وصفاء سرائرهم فلك مني التحية والف اشتياق ولن امل باذن الله حتى لو مللتم فانا منكم اخي صابر وساكون لكم بل انا لكم
فلك التحية مرات
ومرات
النور محمد يوسف
30-04-2014, 04:32 AM
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/misc/quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد
أستاذ النور
شكرا لهذا السرد الأنيق
شاركتنا برسم تفاصيل زمن جميل لم يسعدنا الحظ بمعانقة تفاصيله
ولكن دوما هناك كتاب مثلك
ممن يتجولون بين الأزمنة يحملون معهم عطورا وبخورا تزكم أنوف كل الأمكنة
أستمتعت جدا بكل حرف كتب هنا
وتأبى نفسي إلا و ان تطالب هل من مذيد
تحياتي و إحترامي العميقين
لو كان من تاج هنا بين يدي الان لالبستك له تغريد لانك تستحقين اكثر من ذلك ، كيف لا وكل هذه الاقلام التي تكتب الان والتي ستكتب غدا باذن الله هي نتاج دعائك الصادق وما مثابرة بعضنا الا لوقفتك هنا تشهدين ميلاد كل الحروف لسِت المدائن عروس السودان
التحية اليك وكل التقدير وسنظل نقدم ما نستطيع بلا منٍّ ولا تكاسل او خذلان
ويقيني أن زمانكم هذا احسن من كل الازمنة فيه استطاعت البشرية باذن الله قهر كل الصعاب
ويكفي ان يكون كل العالم الان بين يديك وكل الكتاب وكل كتاب وصحيفة الان رهن اشارتك لا مكتبة مقفولة لا كتاب مصادر لا لوري لا دقداق
فكوني هنا ايتها الدكتورة انسان مدني العتيق لننعم نحن ايضا من بحر زمانكم الملئ كل لحظة بالمفاجآت
تحياتي اليك يا رزمانة وأيقونة منتدانا الوريف
النور محمد يوسف
30-04-2014, 08:18 AM
ياااااخي ... هيجت فينا كوامن خلناها قد ضمرت وتلاشت ... جددت فينا شباب كنا نحسب أنه ضاع بالاهمال والتناسي والتراخي ... أعدت لنا أحلاما تبخرت مع هذا الزمان الجديد الذي لايوقر الكبير فيه الصغير ولا يحترم الصغير فيه الكبير ... كنت أظن أن دورة الزمان قد توقفت وصدأت تروسها من جراء الاهمال وكنت قد تيقنت أننا قد خلقنا لزمان ما هو هذا الزمان ... أتيت فنبتت البراعم فينا ثانيا وظهرت وريقة صغيرة طرية في خواصرنا ... وإمتلاءت خياشيمنا بدعاش نتذكر طعمه جدا .... لك الود والحب ولك السبق في إعادتي للبهاء والحب والحياة
اخي الغالي ابن الاكرمين الاستاذ الجليل خالد كم انا سعيد بلقياك ايها الامير ففي وجودك هنا بالمنتدى ياتينا كل الاطمئنان أن الدار فيها اسود مغاوير فارتاح لان دعاش الكلمة يذكرني بكل خريف السودان وخريف هذا المنتدى بالذات فشكرا اخي خالد ولك العتبى حتى ترضى بتاخيري الرد وليتني اوفيك بعضا مما تستحق ايها الخلق الجميل والخلق النبيل..اعتقد انني هنا في هذا البوست قد شبعت حتى اتخمت حيث ود الصول كلامه مترع بالمحبة الصادقة تملأ العقول والبطون
الله يكفيك شر كل دقداق وما تنقطع عليكم الكهرباء ابدا مدى الحياة بس ما ياخذك منا الفيس لكن برضو هناك انت كل النكهة وكل الكيف
ود الأصيل
01-05-2014, 12:51 AM
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/misc/quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
أستاذي النور محمد يوسف، يا فتى الأدغال، كم رجوتك حتى كدت أقطع العشم !
ثم ها أنت ذا .. تطلع لي فجأة متل شعاع شمش نعسانة تحت رقراق نيمة متكية..
متل تقابة شعر دوبيت في قعدة جبنة عصرية..متل صوت طفلة وسط اللمّة منسية.
.معاك يجيني زمن أمتع نفسي بالدهشة و طبول بتدق ..و ساحات لفرح نور و جمل للحزن ممشى ..
و متل قبطان دافر الليل، يناطح موج بحرْ لجيْ و يفتش لزورق ألحاني في فجةلي مرسى..
سعيد ببشرى وجودي في معيتك، مما يحفزني لنوغل معاً برفق عبر تراجيديا " تداعي الأشياء"..
اخي عابر سبيل
لا اجد هنا في هذه اللحظة خير معبر عني غير هذه الابيات ، ولي معك رد في كل فقرة في مداخلتك هذه (هنا) التي فتَّتَّني حتة حتة فما استطعت قياما البتة
ارقص وهل في الكون طائر جميل مثلك
بيهو الوجود مفتون
من درك المكنون اكشف كنوز حسنك
ما بين جمال وفنون
للزهو تصحو عيون تهدي الشذى واحيان
تهدي الهوى النديان للعاشق الولهان
افرد جناحك وميل حي الربيع يا جميل
خلي الشمس تسكب ذهب الاصيل في النيل
فأنت اخي عابر ملك الكلمة والمفردة والفكرة وملك الطريق لك التحية واني جد فخور بكلماتك وبصبرك وبقدرتك على الدخول جوة القلوب
لطفاً أستاذي نور، ثم صبراً على ثرثرتي التي أخشى عليك أن تملها أو تحثو في وجهي سبع حَثَيات إحداهن بالتراب..
ليس لكوني مدَّاح أقع في الزول شكر بالفيهو والما فيهو، لكن ربما لكوني بطبعي لا أكاد أرى من الكوب سوى نصفه
المترع بالوداد والفأل الحسن.. ولا أكاد أرى من كل ديك إلا تاج رأسه المزركش.
فكلنا كما قد يشتكي من ضير الجوع كما يفعل الشيء ذاته من فرط التخمة. و لست أرى هنا رسول ا لمحبة
بيننا إلا كمسرجة من زيت زيتون على مدرجة خير تنيرها قناديل العطاء. فلا أخالني بحاجة لأية مبررات
تستثيرها علامات استفهام أو تعجب إذ النفوس جنود مجندة و«المحبة» لازمة هي من أصل البوح المباشر.
كما نغدق في الوصف باتجاه الهوى ونرقيه باحتمالية أنه يسهم في السمو بالنفس و بالتحليق "اللا مشروط بها.
ود الأصيل
01-05-2014, 12:52 AM
«فالحبُّ هذا الحبُّ نَزْفُ دَمِي/ حتَّى أَمُوتَ و فَوحُه عَطِرُ/ ما الحبُّ إِلاَّ تَوقُ أجنحةٍ/لا البعدُ يَحْجبُها و لا السُّترْ».
فهل لي معك بسانحة لأفرغ جوفي فأبوء إليك برغبتي المعلنة في الانزواء قليلاً إلى داخل تلابيب روحي؟!
و قد أستدعى السفر كبساط ريح للهوى للاستفراد بخلوتي؟!. فقد أكون أدمنت هنا ربط شاشة ذهني
بأعين أخلائي.و لكن ،إمعاناً في وشايتي لكم بوصف حسن الصحبة من قبيل أن «المؤمن مرآة أخيه» .
ف«يَا لفتةً حسناءَ تأخُذُنا/ نَحْو الهَوى لاَ ينتهي السَّفرْ/ في رِحْلة الأشواقِ تسْكُنُني/عَينَان فيهما حورْ».
النور محمد يوسف
01-05-2014, 09:42 PM
و ها أنت ذا تستفزني لنهمس حزناً فنخوض مجدداً في سيرة مدينةٍ فضلى مستلً لها اسم على مسمى من عنق
قنينة تمدننا المقبور في رحم العراقةالأزلية،معتق نفسها بريحة العرق المهتف من جباه (الغبش أبان مسوحاً موية)
و مختمر لونها بسمرة الأبنوس من أرخبيل حضارات غبراء نيلية..ومغسول جواها بنقاء زهرة القطن المفرهد ،مسقية من
خلاصات العاج المنقع في غمامات الود الحميمية ..مغسولة بماء الطهر في محراب الأسلاف من عاشوا بسواعد عزم حديدية..
يا من و شحوك فارهة بين أسرابالظباء و ألبسوك تاجاً من بيادر شموس العزالمدارية ..
تعالوا اخوتي انظروا معي تمعنوا معي ماذا قال اخي عابر سبيل في مدني وأهلها، كيف رسمها بالكلمات، وكيف أضحت من بعد ذلك موشحة بأجمل زينة لعروس ،
يقول هذا الفتى الموسوعة والجامعة "اونلاين" ، يقول عن مدني الحبيبة:
" مدينةٍ فضلى مستلً لها اسم على مسمى من عنق
قنينة تمدننا المقبور في رحم العراقة الأزلية،
معتقٌ نفسُها بريحة العرق المهتف من جباه (الغبش أبان مسوحاً موية)
و مختمر لونُها بسمرة الأبنوس من أرخبيل حضارات غبراء نيلية..
ومغسول جواها بنقاء زهرة القطن المفرهد ،
مسقية من خلاصات العاج المنقع في غمامات الود الحميمية ..
مغسولة بماء الطهر في محراب الأسلاف من عاشوا بسواعد عزم حديدية..
يا من و شحوك فارهة بين أسراب الظباء
و ألبسوك تاجاً من بيادر شموس العز المدارية "
بالله قولوا لي اي مدينة في هذا الكون وجدت مثل هذا العشق الدراويشي الذائب حتى الاندماج المنغمس حتى اخمص القدمين في تاريخها في اهلها في حبها مع ولهٍ جارف يكنس ما ران من فعل هذا الزمان ، يجليها من غبر هجر البنين وينسيها جور وتنكر الاقربين ...مدني لقد انجبتِ ما يكفينا لو أكتفيتِ به عابر سبيل
ود الأصيل
03-05-2014, 10:37 PM
تعالوا اخوتي انظروا معي تمعنوا معي ماذا قال اخي عابر سبيل في مدني وأهلها، كيف رسمها بالكلمات، وكيف أضحت من بعد ذلك موشحة بأجمل زينة لعروس ،
يقول هذا الفتى الموسوعة والجامعة "اونلاين" ، يقول عن مدني الحبيبة:
" مدينةٍ فضلى مستلً لها اسم على مسمى من عنق
قنينة تمدننا المقبور في رحم العراقة الأزلية،
معتقٌ نفسُها بريحة العرق المهتف من جباه (الغبش أبان مسوحاً موية)
و مختمر لونُها بسمرة الأبنوس من أرخبيل حضارات غبراء نيلية..
ومغسول جواها بنقاء زهرة القطن المفرهد ،
مسقية من خلاصات العاج المنقع في غمامات الود الحميمية ..
مغسولة بماء الطهر في محراب الأسلاف من عاشوا بسواعد عزم حديدية..
يا من و شحوك فارهة بين أسراب الظباء
و ألبسوك تاجاً من بيادر شموس العز المدارية "
بالله قولوا لي اي مدينة في هذا الكون وجدت مثل هذا العشق الدراويشي الذائب حتى الاندماج المنغمس حتى اخمص القدمين في تاريخها في اهلها في حبها مع ولهٍ جارف يكنس ما ران من فعل هذا الزمان ، يجليها من غبر هجر البنين وينسيها جور وتنكر الاقربين ...مدني لقد انجبتِ ما يكفينا لو أكتفيتِ به عابر سبيل
ما أسخاك و ما أبدعك أستاذي نور بعبارات ثنائك العاطر لشخصي الفقير و أنا لم أفعل شيئاً سوى واجبي بأن
سرحت و همت بعيداً في عشق مسقط رأسي فيما يشبه عزلة راهب في صومعته أو انغماسة درويش في بواطن
أمره. و مجنون يرمي ليلاه بـسهام حبه العذري الذي«قد» لا يُصيب منها أي مقتل فلا ينجب أطفالاً و لو كانو خدجاً..
ثم إن"قد" هذه قد لا تنفي الجزم بأن عشق الوطن زائر حتمي لكل ذي كبد رطب. فلتتذكِّر معي كل ما اعتصرناه في بعدنا من سِيَر العاشقين
وما تفتقتنا عنه من البديهيات كعدم القدرة على صد اكتساح الهوى. أو تشغيل حس الانتباه لعدم أخذ هذه النفس الآمنة المطمئنة على حين غرة.
و هذا عمق لا يترجِم الشعور بالعجزأمامه إلا من استعَمل هكذا عتاد قبل أن يعرف أنها أسلحة غير مُجدية و أن زئبقية الهوى أكبر من أن يُتملص منها.
ود الأصيل
03-05-2014, 10:58 PM
و لربما جاز لنا الذهاب لنسبر أناطومية حالة من صبابة الهوى يتخبط مسً منها كلاً لمسقط أخمص قدميه في أي واد و لو كان غير ذي زرع ،
لعلنا نفرز خردتها بأنها تستحوذ على كُّليتنا و التي نستعيض عنها هنا بوخز «الضمير» تماشياً مع معنويته السامية و لا محدوديةمغاصاته
أو تفشيه كما هو فعل الاستفحال الذي يمارسه الهوى في نفس كل عاشق على قياس السم المدسوس في دثامة العسل. وحيث إنه بهكذا تغلغل
يدوزننا من جهة في خانة العشق كمجانين لليلي و هم كثرٌ . ومن أخرى يزيد فيروس الهوى اطمئناناً بأن النفس المقتحَمة هي في اضطراد دائم
على مستوى الالتحام و قبولها بالجسم الغريب والمدعو بالحب والذي يجري من كل محب مجرى الدم في العروق. و كاستراحة محارب ليلتقط
أنفاسه بعد فرٍ وكرٍ؛ و على نفس السياق الاستسلامي ليُقرُّ أحدنا بسيطرة العشق الذي كان حلماً كما هو في تفكيرنا الجمعي بحكم توافر كل منّا
على مخزون عاطفي يجعلنا نستمرأ استثماره في أن يظل ذهننا معلقاً بأهداب مجرد فكرة اسمها الوطن..
ك(عصفورتين) في الحجاز حلتا على فنن
بينا هما تنتجيان سحراً على الغصن
مرّ على أيكهما ريحٌ سرى من اليمن
حيّا و قال درتان في وعاءٍ ممتهن
لقد رأيت حول صنعاء وفي ظل عدن
خمائلَ كانها بقيةً من ذي يزن
الحب فيها سكر و الماء شهدُ و لبن
لم يرها الطير ولم يسمع بها إلا افتتن
هيا أركبا فنأتها في ساعة من الزمن
قالت له أحداهما و الطير منهن الفطن
يا ريح أنت ابن السبيل ما عرفت ما السكن
هب جنة الخلد اليمن،،،،لاشيء يعدل الوطن
فما أروعك و أبدع نظمك يا (شوقي) . يا أمير!!
ود الأصيل
03-05-2014, 11:32 PM
..حقاً ، لا شيء يعدل الوطن. و عبر التتبع لشُعاعات بُعده الميتافيزيقي الفضفاض تأخذ تأثيرات الحالة كل ولهان بوطنه
إلى أن تطأ أقدام الهوى به كل المناحي و تمارس ضده جل الطقوس. و تصيره بعرف ضراوة الاشتعال المستحدث على
النفس قابلاً و منفتحاً على كل الاحتمالات ..و حمالاً لأوجه كل الكنايت الممكنة .
هَوى نجد بلادي قَدَرٌ يحُلُّ بِنَالاَالعقْل يَدْفَعُهُ ولاالحذَرْ
سُلطانُهُ يَغْشَى ضَمَائِرَنا بالجُرح يكتُبُنا وينْحَفرْ
قَدْ سطَّرَت ريحُ الهَوى حُلمي فأغْدو سَحاباً ثمَّ أنهَمِرْ
ذلك لاعتقاد مني شخصياً بأن قوة عشق كائنٍ من كان لموطنه تعد مسألةً سهلةً ، لوكنها ممتنعة
بحيث قد يصعب على نابغة نظمها شعراً أو نطقها نثراً في حين قد يسهل على راعي أغنام أن يخرجها
لحنا حزائنياً من مزمارٍ بدائي ( زمبارة من القصب) يجسد الحس الإيقاعي بقوة التناغم مع تباريح الهوى.
النور محمد يوسف
09-05-2014, 01:27 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/buttons/viewpost-left.png (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?p=724418#post724418)
سوف لن أنتظر طويلاً عوتدتك يا حبيب.بل سألحق بك حيثما كنت.يكفيني منك سؤألٌ:
ما تلك بيمينك يا غلام ، لأقول لك هي أعز أشيائي ممثلة في ريشتي ، قنينة حبري و دوايتي،
ثم أعدك لأفرغنَّ لك كل ما بجعبتي من قنا أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب آخرى.سأسمترأ الوقوف على نقاط حروفك المترعة بالألق..
من وحي طيفك المشبع بدفءٍ لا يقاوم و معين ودٍ لا ينضب و ها قد دعوناك، بل نطيل الوقوف حين دعائك حتى نلملم شمل الشوق عن أجفانك ،
فهلا دنوت مني يا ابن جيلي، فشملتني بفيض إحساسٍ عنيفٍ و لا أمتع؟!
لتبقى أنفاسك الدافئة معي قنديلَ عطاءٍ و نبراسَ نورِ على درب الأمل
لمزيد من التفاني بالأداء ، ودرءاً لمدعاة التثاؤب . و لأن ليس لقرين التجلي طقوس و لا للبوح نقاط تفتيشٍ على مداخل النفوس فلنلتقي من غير ميعاد،
اخي عابر سبيل تجدنا نلهث ولا نستريح نلتقم اللقمة (الفكرة الحكمة النصح الرشيد) من يدك الكريمة مضمخة بحبر قنينة الحبر تسكبها ينعا مفرَّغا لنا فيه كل المآرب نحو بنيان صامد عتيد فندنو وندنو لننهل ونطلب المزيد على درب الامل طردا لكل تثاقل أو تثاؤب بأدائك الفريد...فوالذي لم يجعل لقرين التجلي طقوسا ولا للبوح نقاط تفتيش لأتبعن كلِمَكَ حرفاً حرفا استجلي مقاصده الميمونة بكل تأكيد.... فبميعاد ألتقيك ومن غير ميعاد أكون جلوسا عندك ولديك لتشملني بفيض احساسك الحميد
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/buttons/viewpost-left.png (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?p=724418#post724418)
في غمرات همسي الحزين مع ود الجزولي نكأت له لواعج حسرتنا على أنا ذهبنا ذات يوم كظل أعوج فارق عوده ، و ها نحن نعود كهبوب ريح يغشى جلمود صخر. فما من شعور أفتك بقلب غريب عائد من أن يأتي أطلال منزل": كان يضم ذات يوم حفنة من يباب عمره..
جئنا نزرع الأرض جيئة و ذهاباً، يلفنا الحنين من كل حدب و صوب.. تغرورق أعيننا بدموع فرحة لم و لن تتم .. و لكن لا حياة لمن نناجي. نسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات.. نتسلل كاللصوص من نوافذ مشرعة للريح
فلا نجد سوى بقايا أطياف باردة كصقيع إحساسنا المتجمد.. و بضع حصيّات فوق الرمال نلتقطها لنرجم بها مارداً وقف يذكرنا بأن عقارب ساعتنا لن تعود القهقرى..و أن أقسى شيء على قلب عاشق لوطنه أن يأتيه عائداً فلم يجد منه شيئاً، إذ تبخر سدىً!
هوِّن عليك اخي عابر سبيل فلو كانت أعيننا في الماضي قد تغشاها النعاس فتلك كانت أمَنة بعدها نستفيق لنفتح الأذرع مشرعة لاحتصان صاحب هذا القلب الكبير صاحب هذه العبارات التي تشتكي ظلم أولى القربى وأولو القربى لم يطل عليهم السبات فهاهم ينتشرون باحثين عن من أفلتتهم أياديهم في وقت تيه وصفوه بالعموم ...يصحون فيجدون الطارق على أبوابهم ابن جلدتهم فلذة كبدهم على الباب يحمل لهم كل الخير وكل الشوق ...ولسان حالهم يقول واحسرتاه على ما فرطنا في جنبك عابر سبيل...جاء العاشق لوطنه يحمل كل البشريات كل الاشواق فما عاد الاحساس صقيعا متجمدا بعد هذا الطرق المحبوب ... بقلم مشبع بالحب نبراس نور اضاء كل الارجاء فبه تعود بإذن الله مدني منارة للعلم ورائدة في كل الميادين ...تستبشر مدني ساعةَ اللقيا فقد تراءت بمجيئك لها صورٌ من كل الزمن الجميل سنطة وحموري وسامي عزالدين وقلة وسانتو والديبة ولمعت في مخيلتها ساعة اللقيا بالكاشف ابوعركي ووداللمين ...فانت ابنها وربيبها وولدها الأمين ... اشتمُّ فيك عابرسبيل كلَّ نسمةٍ جميلة استنشقتُها في حنتوب فلا تهجر التسكينَ فبه قلوبُنا تسْكنُ كما سكَّنتَ أنت كلَّ معلومةٍ حدَّ التمكين...ونرجم معك كل مارد يقف ليذكرنا بأن عقارب الساعة لن تعود لكنك لكننا نعود فاهلا بك عابر سبيل
ود الأصيل
11-05-2014, 02:19 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/buttons/viewpost-left.png (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?p=724418#post724418)
اخي عابر سبيل تجدنا نلهث ولا نستريح نلتقم اللقمة (الفكرة الحكمة النصح الرشيد) من يدك الكريمة مضمخة بحبر قنينة الحبر تسكبها ينعا مفرَّغا لنا فيه كل المآرب نحو بنيان صامد عتيد فندنو وندنو لننهل ونطلب المزيد على درب الامل طردا لكل تثاقل أو تثاؤب بأدائك الفريد...فوالذي لم يجعل لقرين التجلي طقوسا ولا للبوح نقاط تفتيش لأتبعن كلِمَكَ حرفاً حرفا استجلي مقاصده الميمونة بكل تأكيد.... فبميعاد ألتقيك ومن غير ميعاد أكون جلوسا عندك ولديك لتشملني بفيض احساسك الحميد
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
http://www.wadmadani.com/vb/m3n/buttons/viewpost-left.png (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?p=724418#post724418)
هوِّن عليك اخي عابر سبيل فلو كانت أعيننا في الماضي قد تغشاها النعاس فتلك كانت أمَنة بعدها نستفيق لنفتح الأذرع مشرعة لاحتصان صاحب هذا القلب الكبير صاحب هذه العبارات التي تشتكي ظلم أولى القربى وأولو القربى لم يطل عليهم السبات فهاهم ينتشرون باحثين عن من أفلتتهم أياديهم في وقت تيه وصفوه بالعموم ...يصحون فيجدون الطارق على أبوابهم ابن جلدتهم فلذة كبدهم على الباب يحمل لهم كل الخير وكل الشوق ...ولسان حالهم يقول واحسرتاه على ما فرطنا في جنبك عابر سبيل...جاء العاشق لوطنه يحمل كل البشريات كل الاشواق فما عاد الاحساس صقيعا متجمدا بعد هذا الطرق المحبوب ... بقلم مشبع بالحب نبراس نور اضاء كل الارجاء فبه تعود بإذن الله مدني منارة للعلم ورائدة في كل الميادين ...تستبشر مدني ساعةَ اللقيا فقد تراءت بمجيئك لها صورٌ من كل الزمن الجميل سنطة وحموري وسامي عزالدين وقلة وسانتو والديبة ولمعت في مخيلتها ساعة اللقيا بالكاشف ابوعركي ووداللمين ...فانت ابنها وربيبها وولدها الأمين ... اشتمُّ فيك عابرسبيل كلَّ نسمةٍ جميلة استنشقتُها في حنتوب فلا تهجر التسكينَ فبه قلوبُنا تسْكنُ كما سكَّنتَ أنت كلَّ معلومةٍ حدَّ التمكين...ونرجم معك كل مارد يقف ليذكرنا بأن عقارب الساعة لن تعود لكنك لكننا نعود فاهلا بك عابر سبيل
أستاذي نور،،، يا لك من نحات بارع، حباك الله بإزميل فدياسَ و روحاً عبقرية ، إذ تجيد نقش الجراح و نكأ الدمامل على مسامات النفوس..
فبذكرك حنتوبَ فقط،تكون قد سقتني بعيداً و قهقرتني لسنينَ ضوئيةٍ عبر طيات الزمان إلى أيام روضتي الغناء و فردوسي المفقود و ليلة عرسي!
و و الله لا أخجل ، بل حق لي الفخر لأذيع سرا مرة و إلى الأبد،بأنني واحد من مخرجات حنتوب, تلك الصبية (الحبلى) التي أنجبت من قبلي أجيالاً
ذائعة الصيت كما طرحت (طيشاً) دانت له أعناق الأوائل والعباقرة في (قارة) مثل بلادي؛ ثم علمت بعد حين بأنها ماتت واقفة؛ كشجرة ظلت تطرح
الثمار كلما حدفوها بالحجارة! و يبقى العزاء في أن أصولها ثابتة محفورة في ذاكرة العراقة.تلك شجون أثارها لدي ضيف عزيز على
(ظلال الأصيل) ذات يوم على شاشة الشروق، هو إبراهيم البزعي. كان لقاءً و لا أمتع؛ عاد بنا لأيام ظرفاءحنتوب:ناس باديرا ،
ود أب ظن- أحمد عبد االله حنقة- و للأمانة، فمن هؤلاء منم سبقني بقليل و لكن ظلت تجمعنا بهم سنوياً ليالي الخريجين الملاح.
فرجاء ممن لايزال منهم على قيد الحياة أن يذكرني خالياً بكل خير..
ود الأصيل
11-05-2014, 02:21 AM
حكي عمنا الصول ود الزبير إنها مُتجذرة في ذاكرة الوجدان الشعبي( ما ينهاز ا لآن خمسين سنة إلا عاماً ونيف هي عمرها المتمادي عبر جوف الزمان)، مما يثير في النفس جذوات الشجن و يشعل قناديل الحنين للزمن القديم! ومن من أبنائها لا تحركه تلك الذكريات؟! هي محطة لم تكن عابرة بل نقطة تحول تشكلت منها ملامح الهوية و فاح الهوى. و من فاته شيء من زخم حنتوب، فقد ضيَّع عمراً لا يعوض إلا بضريبة باهظه.. هكذا علمتنى السنون اللاحقه. كمأذكر من حكايا و مواقف و جوقة من أسماء في حياتي هي مفخرة لسيرة ذاتي ، نفر كنتحيث كانوا ثم خرجوا للدنيا يصنعون الأحداث الجسام على نطاق بلادي والعالم.علىقناعة بأن هنالك من هو أجدر منى بذكر تلك الساقية التي طالما ظلت مدورة مع جوقة منرصيفاتها ردحاً من الزمان. خاصة و أن طفشاني في بلاد اللهلحقبممتده ، حالت دون متابعة التوثيق و وأدت رغبة المشاركة في حمالة بحجم جبال راسياتبتلك القامة.. وما يغص في حلقي الآن أن تجد حنتوب وأخواتها قد محيتتماماًمنذاكرة الوطن و خبا فيها سنا الإبداع ( من بعد التماع) و قدكانت ذات يوم في منازل القمر.
بالأمس استفزني مشهد في تلفزيون مصر ؛ إذ ببعثةً آثار تنقب عن هرم جديد يعودلسبعة آلاف سنة تم اكتشافه وهم لا تنقصهم أهرامات ولكنها المكابدة لإشباع شقفهمبإحياء القديم. فاذا كانت حنتوب و صويحباتها من رموز مجدنا الحاضر فلماذا حثوناالتراب عليها حتى ولو كانت لدينا أهرامات أخرى حديثة فهي لن تغنى عن تراثنا الذىما ضاقت به أرض كان مقدارها مليون ميل مربع (قبل محاصصة التجزئة)،فلوأردنا تحويلها إلى موقع آخر، فسوف لن يضيق به المكان ذرعاً، (و لكن أحلام الرجال تضيق).
ود الأصيل
11-05-2014, 02:21 AM
تحضرني بعض الطرائف ، هنا:-
بعدأن تخلص ثوار مايو من السادة و قضوا على مجالس السيادة وسيادة الوفادة والرفادةجمعتهم جلسة في مزعة ل(ود الناظر)، السيد إبراهيم منعم منصور ببترى. كانوازمرةمن دفعة 1951م تلاقوا هناك للسمر ونبش المحن ودفن الاحزان ولعق شطائر الذكريات.بينهم أب عاج (جعفر نميري) ذاكالهاربمن (القراية أم دق)؛ ليدق فيلهب بسياطه ظهور الرجال الأحرار؛ و حسن الترابي (ناسكمتحوصل في صومعة الانزواء)؛ قبل أن يستأسد ليدلق محتويات الطاولة على رؤوس الرفاق؛ ثم محمد إبراهيم نقد ذاك (المحيط المتجمد اليساري) الذي لم يخلع رداءه الكاكيحتى رحيله. أثناء تلك الجلسة دارت بين هؤلاء و نسة دقاقة و شائقة حد الظرافة عنذكريات تلك الودود الولود. التي لم تأكل جناها قط ، بل ظلت تدفع بهم عالياً علىمدارج العلا لتضعهم في منازل القمر.
في العام 1973م طلبت لجنة الاحتفال باليوبيل الفضي لحنتوب من جميع خريجى المدرسةتشريف المدرسة، فحضر الرئيسوقتها جعفر نميري وعندما دخل الىالغرفةالعامة ل(داخلية أبو عنجة) التى كان يرأسها ، طلب منه أحدهم أن يعطي الأمان لـ(نقد) الذي كان في واحدة من نوبات بياته الشتوي، فلما أعطوه الأمان. خرج الرفيقمحمد إبراهيم نقد من مخبأه و حضر الاحتفال و شارك بإدارة المباراة الودية كحكم خطونميري لاعب رأس حربة. من طرائف ذاك اللقاء أنه و عند استلام نميري الكرة بصدره وقبل أن يمزق بها الشباك كان اللاين مان( نقد) يرفع رايته لحكم الساحة لم ينتبه لهحتى أحرز نميري الهدف، فحضر حكم اللقاء إلى مساعده/ نقد و الذي صرخ في وجههقائلاً::ياخي ماك شايف الراجل دا؟ما كان سارق..! لكنهيهاتفالحكم لم يأخذ برأيه واحتسب الهدف، فالتفت نقد إلى جمهور المسطبة المغطاة بأشجاراللبخ و قال ساخراً بعبارة لا تخلو من تورية ، وهو يبطن شيئاً من المكر السياسي؛ حتى حكام الزمن العلينا دا بقو ما بسمعوا الكلام؟؟
ود الأصيل
11-05-2014, 02:25 AM
في واحدة من زيارات نميري للندن قدمت له الملكة اليزابيث الدعوة لتناول وجبة الغداء و سمحت له بدعوة مواطنين انجليز من معارفه (إن كان لديه)،
فدعى المستر براون (أولناظر لحنتوب) الذي حين جاء أجهش بالبكاء في حضرة الملكة وضيفها الكبير. حيث اعتبر الناظر براون تلك الدعوة
بمثابة لحظة وفاء نادرة من تلميذ عرف كيف يحفظ الود صافياً لمن كان علمه حرفاً.
و من تصاريف القدر و عجائب المفارقات أيضاً أنه في أربعينات القرن الماضي كان السيد/ إسماعيل الأزهري يعمل معلماً بمدرسة أم درمان الأميرية ،
و لمّا اشتم المستعمر منه رائحةالمشاكسة و خشي منه أن يشكل خطراً وطنياً، هددوا بنفيه إلى حنتوب الوليدة آنذاك فقد أطلق الأزهري
بتلك المناسبة سخريته الشهيرة: (في حنتوب برضو مُش ح (نتوب).
ود الأصيل
11-05-2014, 02:27 AM
أخيراً ، يذكر ود الزبير من أعلامها أيضاً عبدالله زكريا (مؤسس الحركة الأسلامية ثم، لاحقاً،بتاع لجان ثوريةو عراب الكتاب الأخضر) و أما المدعو/حسن الترابي
فيقال إنه كان أنبه و أذكي وأنجب طالب يمر عليها. كان يحفظ القصيدةالطويلة جداً بتلات قريات(يعني أشطر زول وجنَّو صلاة). كان الترابي عنقالياً رمادياً فلا
هو إسلامي و لا شيوعي ، والحركة فيحنتوب قامت على جهد عبد الله زكريا و جعفر شيخ إدريس. كانا يجمعان الطلاب ليلاًأمام رتينة مستلفة من قهوة عمك
هباني المجاورة في إطار حملة لتجنيد البرالمة للحركة التي عندما سئل الشيوعيون عنها قالوا بخبث: إنها واجهة سيئة للإسلام و بطة يكفيها عرج أن الناطق
باسمها جعفر شيخ إدريس، في تلميح سخيف لعاهة عرج طفيف في إحدى رجليه
النور محمد يوسف
13-05-2014, 07:20 PM
أستاذي نور،،، يا لك من نحات بارع، حباك الله بإزميل فدياسَ و روحاً عبقرية ، إذ تجيد نقش الجراح و نكأ الدمامل على مسامات النفوس..
قبذكرك حنتوبَ فقط،تكون قد سقتني بعيداً وقهقرتني لسنينَ ضوئيةٍ عبر طيات الزمان إلى أيام روضتي الغناء و فردوسي المفقود و ليلة عرسي!
و و الله لا أخجل ، بل حق لي الفخر لأذيع سرا مرة وإلى الأبد،بأنني واحد من مخرجات حنتوب, تلك الصبية (الحبلى) التي أنجبت من قبلي أجيالاً
ذائعة الصيت كما طرحت (طيشاً) دانت له أعناق الأوائل والعباقرة في (قارة) مثل بلادي؛ ثم علمت بعد حين بأنها ماتت واقفة؛ كشجرة ظلت تطرح
الثمار كلما حدفوها بالحجارة! و يبقى العزاء في أن أصولها ثابتة محفورة في ذاكرة العراقة.تلك شجون أثارها لدي ضيف عزيز على
(ظلال الأصيل) ذات يوم على شاشة الشروق، هو إبراهيم البزعي. كان لقاءً و لا أمتع؛ عاد بنا لأيام ظرفاءحنتوب:ناس باديرا ،
ود أب ظب ظن- أحمد عبد االله حنقة- و للأمانة،فكل هؤلاء سبقوني و لكن ظلت تجمعنا بهم سنوياً ليالي الخريجين الملاح.
فرجاء ممن لايزال منهم على قيد الحياة أن يذكرني خالياً بكل خير..
أخي عابر سبيل كنت أعرف ان هذا الحنين الذي يشدني الى حرفك صادر من ذلك الكنز الصافي الذي نما وشب وبرع بجهد اساتذة أجلاء سقونا من نفس الحوض.. وكنت أحس بأن المسافة ليست بعيدة بيننا في سنوات الشرب من حنتوب ... وتأكدت ولكن ليس يقينا عندما ذكرت أخي الاستاذ أحمد عبدالله حنقة فهو دفعتي وكنا في نفس الداخلية داخلية الزبير فقد كنت الرئيس الاول فيها وكان نعم الاخ والزميل ولكن تفرقت بنا السبل فلم نشاهده الا على الشاشات بعد أن كبرت جلحاتنا وبوخ العصيدة بدأ أعماله ....
في تلك الفترة جاءنا المرحوم محمد اسماعيل الازهري ملتحقا بحنتوب بعد بداية الدراسة بفترة ... وسمعنا ان ود ازهري جابوه حنتوب ... وتعال شوف اخوانك الغنامة مشينا نشوف ود أزهري في أول يوم يمشي الفصل ... الولد لكن ماااا ولد .... ود أزهري ... جاء لابس ومنقشر آخر قشرة كأنه عرف اننا سوف نتدافع الى النظر اليه ... بصراحة قميصه ما كان زي قمصاننا ولا رداؤه ...ياااا خ أنا أول مرة اشوف الترلين ....كل اقمصتنا كانت بوبلين أو دبلان مكرفس ومعفص ... وأول مرة اشوف القاش ...الحزام ... وكمان كان لامع بشكل .... وكمان كان لابس شرابات مع الجزمة ...انا ما شفت زي الجزمة ديك ابدا في حياتي...تلمع ولا فيها حبة علالة ....والود ماشي وقايل نفسو في جامعة الاحفاد .... المهم شفناهو ومشينا قرايتنا عادي .... وسكن في داخلية المك نمر جيراننا مباشرة وجيران السفرة .... وانت عارف الفرِم في حنتوب كيف .... بالله يومين ثلاثة اشوف ليك زولنا شايل بطانيتو وماشي السفرة بالليل بعد الساعة 10 مساءا كي يذاكر (يزرع ...يسكِّن ) فوق ترابيز الاكل ولابس عراقي ساكوبيس ومركوب أحمر ... وهاك يا اندراشة .... والحمد لله دخل محمد اسماعيل جامعة الخرطوم من أول مرة بمجهوده وبمثابرته .... يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته ويرحم والده العلم الفذ بقدر ما قدم للسودان ولاهل السودان .
ود الأصيل
13-05-2014, 11:00 PM
أخي عابر سبيل كنت أعرف ان هذا الحنين الذي يشدني الى حرفك صادر من ذلك الكنز الصافي الذي نما وشب وبرع بجهد اساتذة أجلاء سقونا من نفس الحوض.. وكنت أحس بأن المسافة ليست بعيدة بيننا في سنوات الشرب من حنتوب ... وتأكدت ولكن ليس يقينا عندما ذكرت أخي الاستاذ أحمد عبدالله حنقة فهو دفعتي وكنا في نفس الداخلية داخلية الزبير فقد كنت الرئيس الاول فيها وكان نعم الاخ والزميل ولكن تفرقت بنا السبل فلم نشاهده الا على الشاشات بعد أن كبرت جلحاتنا وبوخ العصيدة بدأ أعماله ....
في تلك الفترة جاءنا المرحوم محمد اسماعيل الازهري ملتحقا بحنتوب بعد بداية الدراسة بفترة ... وسمعنا ان ود ازهري جابوه حنتوب ... وتعال شوف اخوانك الغنامة مشينا نشوف ود أزهري في أول يوم يمشي الفصل ... الولد لكن ماااا ولد .... ود أزهري ... جاء لابس ومنقشر آخر قشرة كأنه عرف اننا سوف نتدافع الى النظر اليه ... بصراحة قميصه ما كان زي قمصاننا ولا رداؤه ...ياااا خ أنا أول مرة اشوف الترلين ....كل اقمصتنا كانت بوبلين أو دبلان مكرفس ومعفص ... وأول مرة اشوف القاش ...الحزام ... وكمان كان لامع بشكل .... وكمان كان لابس شرابات مع الجزمة ...انا ما شفت زي الجزمة ديك ابدا في حياتي...تلمع ولا فيها حبة علالة ....والود ماشي وقايل نفسو في جامعة الاحفاد .... المهم شفناهو ومشينا قرايتنا عادي .... وسكن في داخلية المك نمر جيراننا مباشرة وجيران السفرة .... وانت عارف الفرِم في حنتوب كيف .... بالله يومين ثلاثة اشوف ليك زولنا شايل بطانيتو وماشي السفرة بالليل بعد الساعة 10 مساءا كي يذاكر (يزرع ...يسكِّن ) فوق ترابيز الاكل ولابس عراقي ساكوبيس ومركوب أحمر ... وهاك يا اندراشة .... والحمد لله دخل محمد اسماعيل جامعة الخرطوم من أول مرة بمجهوده وبمثابرته .... يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته ويرحم والده العلم الفذ بقدر ما قدم للسودان ولاهل السودان .
ياااااااااااه ، يا خي هسة أنا في بلد جوها مطير (مطر الوسمي) و شام الدعاش دا جايب لي ريحة فول السفرة المسوس( جنب الزبير)..و غنانا فيها:
(نطي فوق يا فولة نطي.. ونطي لي قبال تمطي..جني ما ملزمني حدي بس يشيل فيني و يعضي). طبعاً نحن شفوت جماع (حنتوب خارجي
(كما يحلو بعض الحناكيش)..والباقي بتكون عارفو براك. و بنعتبر ناس عدلان و دقنة و الزبير سنة ناعمة ، شوية أولاد برجوازية صغيرة
و مصارين بيض .. محمد الأزهري كان مك نمر ، لكن شبه ساكن جماع لأنو عندنا هناك ناس حاتم بشير عبادي و ابن خاله عامر بذكر
كان خاتين ليه دولاب في غرفة تويترنا ( بلة عبد الفراج/ من أب قمري) و الدولاب دا كان عبارة عن مجمع مول راسو عديل يعني
خليك من ناس مربات وجنب رومي ياخ المانكتوش و الكافيار ظاطو بتلقاه! و نحن الواحد كان لقى علبتو مجدوعة في الشارع
يمكن يشلتها متل الشي الكعب عشان قالو الما بتعرف ليه و لا أسفا عليه !!
ود الأصيل
13-05-2014, 11:25 PM
بصراحة الكلام كتير لدرجة مرتبك خالس و ما عارف زاتو نمسك ليك من وين خلينا نبدأ ببعض من عاصرناهم في عجالة ومنهم:
* دفعتنا محسن حسن عبد الله هاشم. كان رياضيات أدشنل، حافظ كل معادلات الكيمياء عن ظهر قلب، و كمان ماخد معانا فرنساوي عاشان
يعدل بيه النسبة على أمل ينافس بأوائل الشهادة الأوائل رغم إنو عندو ضعف نظر،بسافر مصر سنوياً للعلاج و مع ذلك كان رئيس المك ن
مر، و لاعب في تيمها للطايرة و السلة ومرات لو غاب فنانهم في ،مسابقات الداخليات كان يطلع المسرح (سد طلب) يغني لحمد الريح رغم إنو
كان كوز على السكين(حتى الكوزنة فيه طاعمة) ، يعني إنسان شامل بمعنى الكلمة. آخر مرة لاقيتو معيد في كلية العلوم و مسفرنو
بريطانيا يحضر و رجع بقا عميد.
* عبد الباقي شكينية: قدامنا بسنتين ,و هو بالأساس علمي أحياء ولكنه نابغة لن يتكرر في شوارد بنت عدنان بصرفها ونحوها وبيانها و
بديعها وعروضها لدرجة أنه أول (فارابي) الذي دخل طب الخرطوم آنذاك عن بكرة أبيه و لم يدع فيه موطئ قدم لأحد. وصديقه اللدود و
و منافسه الشديد/ صالح عبد العزيز الذي بلغ به الغرور حد أنه فرغ من مقرر الشهادة ليفرع مقرر كلية الطب قبل أن يصلها ، و كان
يحمل مكبراً للصوت ليذيع آخر ما وقع في يده من مستجدات عالم الطب مردداً عبارته الشهيرة (أضف لمعلوماتك).
* محمد الغزالي سليمان : ابن مدرس للتاريخ ، من ود راوة و هو أول السودان لعام 1980 و كان (ترزياً) مجافية جنوبه للمضاجع في بيت أهله العامر
بالمدرسة ليرابط بفصله ليل نهار في (الكب). يعني الأكل إلا يجيه بالعمود أو يتوكح معانا بفتة القرع البايت و الفاصوليا المعصعسة من أيدي ناس عم جاد الرب
و أبو عاقلة حمد النيل ود الدحيش. و نشدها ليك بكوزين موية ومنها برفاس عم عبدو والبرنامج: نخش سنما ونضرب فول أبو ظريفة + سمك عم حسن جاد الله
* محمد المبارك: من الفريجاب ، تالت السودان لسنتنا 1981 وكان شايل برضو فرنساوي زاد بيه ودخل طب الخرطوم بأعلى (بوكسن).
ود الأصيل
14-05-2014, 12:35 AM
تدليفة بسيطة:
كان هذا غيض من فيض ذكريات حنتوب و لسة ما وريتك الحبيب نور من الديك إلا رأسه.. رغم أنني على يقين بأنك جراب حاوي مليان بما لذ منها و طاب
(يكفي كونك كنت ليس ثالث ، بل أول ثلاثة من رؤساء الزبير).. أما العبد لله فكنت فوضجي متلما أنا هسي متل ود أبرق لا أستقرعلى غصن واحد و جني و
جن أبقى ألفة لأنها بتحرمني من الهرجلة..و كان ألفتنا في أولى بطوطة و تانية فيساغورث إبراهيم (خبرة) و الذي اشتهر بهذا اللقب حتى في الجامعة ثم لبقية
عمره الذي أمضاه كما علمت بين داعية و(دباب) في الجنوب ..و كنت تداخلت بطرف من مذكراتي ضمن بوست بعنوان "خريجو حنتوب أين هم" للأخ عادل
سيد أحمد (و هو إن لم تخني الذاكرة ابن جنايني مخضرم و من الذين جملوا للفرح ممشى في حنتوب بكل نجائلها و ردهاتها و أروقتها الممتدة و كأنها سراديب
طاعنة في جوف عراقة التاريخ.. وأذكر أنني أضفت للائحة شرفه التي أعدهابهذا الخصوص ما يربو على 500 شخصيتة ممن عاصرته في حنتوب ولا أنك أخي/ نورك
نت تمثلواسطة عقدهم بكل تأكيد ولا بد أننا تزاحمنا على حلل القوز و هي تفيض بلبن البدرة (for dogs & cats). و لكن الشاهد أن مداخلتي و للأسف لم تجد من
الأخ عادل سوى التجاهل و الإهمال! لكن معليش.
ود الأصيل
14-05-2014, 01:43 AM
أخي عابر سبيل كنت أعرف ان هذا الحنين الذي يشدني الى حرفك صادر من ذلك الكنز الصافي الذي نما وشب وبرع بجهد اساتذة أجلاء سقونا من نفس الحوض.. وكنت أحس بأن المسافة ليست بعيدة بيننا في سنوات الشرب من حنتوب ..
في تلك الفترة جاءنا المرحوم محمد اسماعيل الازهري ملتحقا بحنتوب بعد بداية الدراسة بفترة ... وسمعنا ان ود ازهري جابوه حنتوب ... وتعال شوف اخوانك الغنامة مشينا نشوف ود أزهري في أول يوم يمشي الفصل ... .
على ذكر أستاتذتنا الإجلاء ، أهديك طرفة حلمنيشية حنتوبية كانت متداولة
مر على حنتوب كوكبة من أساتذة اللغة العربية المبدعين في مجالات الشعر الفصيح، كالهادي آدم. سمعنا برضو بأستاذ/
محمد علي الحاج يوسف، كان صاحب "حلمنتيشيات" ظريفة. و ميالاً في حصصه لحشر مجادعاته مع زملائه بالعامية. ومما
ذُكر لنا كانت دعابة هجائية نظمها بحق زميل له اسمه مبارك. كان يتبجح ويتباهى بموسوعيته وشمولية تدريسه لمادة
التاريخ إلى جانب العربية بينما شاعرنا حاصر نفسه في تخصصه . لكن يبدو أن ذاك المبارك لم يكن أكثر سد نقص في معلمي
اللغة العربية. حيث يكتفي بحصص الإنشاء. فخاطبه محمدعلي الحاج يوسف مستخدما مصطلحات الطلاب:
يا مبارك أخوي خلي الكلام والدوشة
ما تشوف ليك عمل، خليه وبيع "الكرشة"
التاريخ شنو، الخردة حديد في ورشة
ماسك حصتين، في ذمتك،مِنْ إنشا؟!!
.
ود الأصيل
14-05-2014, 01:51 AM
لكن حتة الغنامة دي عجبتني شديد و تذكرني من ظرفاء شعبة اللغة العربية أستاذنا /عبد اللطيف (حديدة) ،
و صنوه اللدود هببنا نسبة لقريته بغرب الكنار، و التي يتخذ منها الطلاب مادة للتندرعلى (على |أنه مهبب).
ومنهم أيضاً أستاذ الجيلي برضو من جيهة العزازي كان يلقب بكأس العالم(لقصر قامته)الملفت ولكنه كان حساني
حمش و هو حفيان فوق النار بمش..
فكان مرة مدينا ليك درس كارب في باب التصغير . قام كتب على السبورةمفردات مصغرة يريد إعادتها سيرتها الأولى ومن ضمنها (قُفيل)،
و لما فشل الجيمع في إيجاد الإجابة قام ليك أخونا نهر موسى ملك الدار والذي رحل مؤخراً بعلة قاتلة ( نتيجة شراهته في التدخين حماكم الله)
من منطقته(العريجاء)ثمقال ليه:بالله في ظمتكآآآجنا ، ماك عارف الإجابةو لا بتتغترشساااي؟!فقام موسى رحمه الله قال ليه بنو ع من القهنبة :
قُفُل يا أستاذ قُفُل ، هنا هتف أساذ الجيلي قائلاً : أها آآآجماعة ، شوفو الغنامة ما ظهرو؟!
كمان كان أستاذنا عبد الرحمن عكود لمن يجي لحصة العربي و يلقى عثمان أب صلعة لسة مندمج مع اللترتشةلدرجة يخرت العرق من صلعته
على المسطبة، و لمان يمرق يدخل عكود ليعلق بسخريته المعهودة :بالله عليكم مين القرف الوسخان القاعد يبزق لينا هنا دا!!!
ابوالنور
17-05-2014, 11:09 PM
ماشاءالله عليكم ياخ عيني بارده
ود الأصيل
21-05-2014, 02:39 AM
ماشاءالله عليكم ياخ عيني بارده
يعجبك جديد أولادك (بعد عمر طويل) قول يامين.و بصراحة يكفيك سعادةً إدراكك أخيراً بأنك تحت (Sun-shine)
و ما بدا من حديثنا و كأنه مطلق على عواهنه شذر مذر، فإذا فوضني صاحب (القناية) لقلت لك: إنه مترابط تماماً
إذ يعكس حالٍ حالمٍ كوتر مشدود بين ماضٍ أنا حزين عليه و غدٍ أنا خائف منه، لا يهم كم فرطَّتُ أم أسرفتْ ؛ و لكن
جاذبية أفقية تدفعني بقوة حصانية إلى غياهب مجهول قادم من فصول دراما لم تكتمل، بدأتُها، و لا أزال أبحث لها عن
خواتيم. سمّوني عابراً حالماً لفلسفة لديَّ، بأن خير وسيلة للصمود هي التزحزح، و للكر هي الفر، و للاقتراب هي الاغتراب،
و للأحلام أن نفسرمنها ما لا نراه. فقيل: تلك طريقة العاجز و بضاعة النادم. فهل ندمنا حقاً على خطى مشيناها و هي
لم تكتب علينا؟! و هل كان عليك أن تصارع موجاً يلاطم سارية قاربك؟! هوامش الغربة كوة في جدار العالم، و لها مشكاة،
و لك أن تميز منها قمة رأسك من أخمص قدميك. فالغربة زنزانة بلا جدران، و هوامشها عدسات لاقطة تأخذ من المشهدما
قد يعجز عنه سيف بيد جبان. و ليس صحيحاً أنّ من يصرخ عويلاً يكسب أخيراً ! لكن الكتابة تحتاج لا لمخالب قط لتخربش كيف
تشاء، بقدر حاجتها لأزميل فدياس بيد نحات بارع، حباه الله روحاً عبقرية ، ليجيدنقش الجراح و نكأ الدمامل على مسامات الأرواح!!
النور محمد يوسف
21-05-2014, 09:03 AM
كلامك صحيح اخي عابر سبيل فكل هذا الكم مترابط مع بعضه وكما بدأت هذا البوست بذلك اللوري الذي سار بي وانا طفل في طرف ثوب امي مدسوس احدثك اليوم عن لوري آخر وانا في حنتوب فافتح لي اضانك وانا عارف أن هذه القصة ستذكرك باشياء آن لها أن تخرج الان نتصفحها معك فكفاها تخزين فالى قصة:
لوري حنتوب:
في داخلية الزبير ، اقرب الداخليات في حنتوب إلى المشرع ، جاءتني زهجة كدا وقلت لاخي عثمان جلد وهو ورانا بسنة لكننا مع بعضنا بحكم انه سيكون الرئيس الاول للداخلية خلفا لي العام القادم وغير ذلك فهو صديق عزيز...قلت له ايه رأيك ياعثمان نمشي مدني للسنما الدور الثاني؟ هذا اقتراح مجانين ....طبعا الكبري لم يكن موجودا ...والسينما ياااالله تلحق الدور الاول وأنت جائي من حنتوب فكيف نطمع في الدور الثاني... وبعدين ممنوع الخروج من المدرسة ، والدور الثاني معناها ينتهي بعد عشرة مساء والبنطون آخر دور ليهو هو التاسعة والنصف فكيف نمشي؟ المهم أخي عثمان راجل حربي جدا واظن انه كان زهجان أكثر مني فوافقني على الفكرة ومتأكدين اننا سنبيت برة في جنينة المديرية لان الوقت سيكون متأخرا والبنطون والرفاص انتهت وردياتهما ...نبيت في النجيلة وفي الصباح نعود للمدرسة قبل الطابور .... وفعلا ذهبنا مدني في الليل وليس اليوم خميسا أو جمعة ....ممنوع ممنوع وهذا كرت احمر .... دخلنا السينما الدور الثاني وكان الفلم ايطاليا .... وقد كان رائعا يستحق المجازفة ....انتهت السينما وخرجنا لمصيرنا المجهول .... قلنا نمشي المشرع نحاول نبيت قريب من البنطون أو نبيت في البنطون نفسه بدلا من نجيلة المديرية ... وصلنا المشرع .... ولقينا البنطون وااااقف ...... مافيش أي حركة ....خلاص الناس نائمة استعدادا ليوم غد..... دخلنا وحاولنا الحصول على مكان واسع للمبيت ..... لم نجد مكانا واسعا .....كان هناك لوري طوييييل ....واقف في صدر البنطون مالي كل المكان .... اللوري دا جايبينو الان ليه ....مااايخلوه لبكرة ...بس عشان يملأ المكان ؟؟؟....
(بكرة نواصل باذن الله)
النور محمد يوسف
21-05-2014, 06:08 PM
تكملة لوري حنتوب (الجزء الثاني)
كان ليلا دامسا....الدنيا امام عيوننا كلها ظلام ....لا حركة ولا حتى مجرد همس .... وهذا اللوري ملأ كل المكان ... سنحاول ايجاد مكان لنا بجانب اللوري داخل البنطون نبيت فيه حتى الصباح ....يا لها من زهجة قوية أوصلتنا إلى هذه الحالة ... سنجد طريقة ننام بها .... فدخلنا إلى أعمق في البنطون في الفراغ الذي تركه هذا اللوري في اطراف البنطون من الداخل ... كئيبا جدا كان المنظر ... ظلام شديد وهدوء مخيف ....لا توجد أي اضاءة ....الحمد لله لن يرانا أحد فيوشي بنا إلى ادارة المدرسة وتكون هي النهاية بالنسبة لكلينا .... رغم ذلك بدا الجو مقلقا بالنسبة الينا ....فقد كنا نشم رائحة الموت ... نعم نشم رائحة الحنوط تنبعث من داخل اللوري .... الدنيا ظلام لا نكاد نرى شيئا ولكن الرائحة بدت تزداد قوة كلما تقدمنا إلى مقدمة اللوري داخل البنطون ... ما هذا ... هنالك شخص يرقد داخل اللوري .... نعم يا عثمان هناك شخص بالداخل ....دققنا النظر ...هناك سرير كبير عليه شخص ممدد ملفوف بثوب ابيض ....هذه جنازة ... نعم هذا اللوري يحمل جنازة ....كيف لنا أن ننوم هنا في هذا الظلام مع جنازة ...دي زهجة شنو دي وموديانا وين ؟؟؟ جنازة في الليل دا ؟ ونحن معاها برانا؟ دا يوم شنو دا ؟ .... مهلا مهلا هناك ولد حي يجلس في اللوري عند راس الجنازة ....براهو قاعد مع الجنازة .... فأعدنا النظر بقوة ودقة نتمعن ذلك الولد الذي يجلس عند راس الجنازة .... هذا زميلنا موسى أحمد عبدالله ...ذلك الشاب الانيق في الصف الأول في داخليتنا .... نعم هو موسى ....ماذا اتى بموسى هنا .... سالناه باستغراب هل انت موسى؟ قال بصوت خافت نعم انا موسى وهذا ابي توفي هذا المساء في مستشفى مدنى ....وانا ذاهب به إلى قريتنا شرق النيل كي ندفنه هناك .... احسن الله عزاءك ...انها فاجعة كبيرة ....الله يرحم اباك ..... ومن معك الآن ؟ لا احد ، انا وحدي...لأن أبي كان في صحة لا باس بها حتى قبل وقت قليل ولم يكن هناك خوف عليه ولكن تدهورت بعد ذلك حالته فجأة وفارق الحياة .....يااااااه ....ما اقسى هذه الدنيا ؟؟؟ موسى ذلك الشاب الانيق الخلوق المهذب الآن وحده هنا مع جثة والده ولا احد معه الا الله ....فسالنا رغم مصابه...ماذا جاء بكم الآن إلى هنا وتاخرتم حتى هذا الوقت ....كنا زهجانين وقلنا ندخل السينما الدور الثاني...وبعد أن انتهت السينما جينا هنا وعارفين البنطون مش ح يتحرك الا بكرة فقلنا ننام هنا حتى بكرة .... البنطون سيتحرك بعد شوية لان الجثة لا يمكن أن تنتظر حتى الغد .... وفعلا بعد شوية نشوف ليك سواق البنطون جابوه في الليل داك ومعاه الكمسنجي ودوروا البنطون وتحرك بنا نحو حنتوب وكانت تقريبا الساعة قبل منتصف الليل بقليل ..... صرنا ثلاثتنا داخل اللوري حول الجثمان ...انا من ثالثة وعثمان من ثانية وموسى من اولى ...وثلاثتنا من داخلية الزبير ...جلسنا الثلاثة حول الجثمان.... في هذه الاثناء كان كل تفكيري كيف لنا أن نتصرف ... هذا ولد صغير ووالده امامه جثمان مسجىً ولا أحد معه هل نتركه يذهب إلى قريته عمارة البنا القريبة من رفاعة لوحده في هذا الليل مع جثمان ابيه ام نذهب معه؟ طيب لو مشينا معه فاكيد امرنا ح ينكشف والادارة ستعرف اننا ذهبنا السينما وفي هذا عقوبة كبيرة، عقوبة الخروج من المدرسة بلا اذن في غير خميس أو عطلة.. ومن الفاعل؟ رئيس الداخلية الحالي والرئيس المنتخب ....والله مشكلة ...وعقوبتها الرفد ... وبعدين نحن ما لابسين كويس عشان نمشي لبلدة كضيوف ولاول مرة ونحن مبهدلين ....انا بالذات كان بنطلوني زيتي ومفتوق مخيط بخيط ابيض ظاااااهر... ح يقولوا شنو علينا ...ديل اصحاب موسى وهذا رئيس داخليته والرئيس المنتخب شوفوهم مبهدلين كيف...وبعدين ما معانا أي فلوس سوى حق البنطون ح نرجع من هناك كيف ...هل سنشحت منهم حق الرجعة .... فكل القرائن تقول أن علينا ألا نذهب مع الجثمان ... وبعدين عمارة البنا دي تقع وين ومتين ح نصلها ولو وصلناها كيف ح نرجع ومتين ح نرجع وبـ "كم" ومن وين... طيب لو ما مشينا معاه ....لا لا هذه فضيحة اكبر ....وين الشهامة وين المروءة ....يلا ...بلا مدرسة بلا جامعة ....نقيف مع اخينا ولن نتركه وحده وما هو مكتوب سيحصل .... نحن سنذهب معك يا موسى لن نتركك وحدك ...سنذهب معك والكاتبو الله يكون....لا يا جماعة هذه مجازفة منكما وانا يكفيني شعوركما هذا وثقوا انني لن انهار فهذه سنة الله ....كلام كبير جدا ...هذا الطالب في اولى ولا اعتقد انه قد بلغ سن الرشد انذاك ويقول هذا الكلام بهذه القوة والثبات ... سنذهب معك ...لن نتركك....
"سنواصل في الجزء الثالث"
ود الأصيل
21-05-2014, 08:22 PM
كلامك صحيح اخي عابر سبيل فكل هذا الكم مترابط مع بعضه وكما بدأت هذا البوست بذلك اللوري الذي سار بي وانا طفل في طرف ثوب امي مدسوس احدثك اليوم عن لوري آخر وانا في حنتوب فافتح لي اضانك وانا عارف أن هذه القصة ستذكرك باشياء آن لها أن تخرج الان نتصفحها معك فكفاها تخزين فالى قصة لوري حنتوب:
في داخلية الزبير ، اقرب الداخليات في حنتوب إلى المشرع ، جاءتني زهجة كدا وقلت لاخي عثمان جلد وهو ورانا بسنة لكننا مع بعضنا بحكم انه سيكون الرئيس الاول للداخلية خلفا لي العام القادم وغير ذلك فهو صديق عزيز...قلت له ايه رأيك ياعثمان نمشي مدني للسنما الدور الثاني؟ هذا اقتراح مجانين ....طبعا الكبري لم يكن موجودا ...والسينما ياااالله تلحق الدور الاول وأنت جائي من حنتوب فكيف نطمع في الدور الثاني... وبعدين ممنوع الخروج من المدرسة ، والدور الثاني معناها ينتهي بعد عشرة مساء والبنطون آخر دور ليهو هو التاسعة والنصف فكيف نمشي؟ المهم أخي عثمان راجل حربي جدا واظن انه كان زهجان أكثر مني فوافقني على الفكرة ومتأكدين اننا سنبيت برة في جنينة المديرية لان الوقت سيكون متأخرا والبنطون والرفاص انتهت وردياتهما ...نبيت في النجيلة وفي الصباح نعود للمدرسة قبل الطابور .... وفعلا ذهبنا مدني في الليل وليس اليوم خميسا أو جمعة ....ممنوع ممنوع وهذا كرت احمر .... دخلنا السينما الدور الثاني وكان الفلم ايطاليا .... وقد كان رائعا يستحق المجازفة ....انتهت السينما وخرجنا لمصيرنا المجهول .... قلنا نمشي المشرع نحاول نبيت قريب من البنطون أو نبيت في البنطون نفسه بدلا من نجيلة المديرية ... وصلنا المشرع .... ولقينا البنطون وااااقف ...... مافيش أي حركة ....خلاص الناس نائمة استعدادا ليوم غد..... دخلنا وحاولنا الحصول على مكان واسع للمبيت ..... لم نجد مكانا واسعا .....كان هناك لوري طوييييل ....واقف في صدر البنطون مالي كل المحلات .... اللوري دا جايبينو الان ليه ....مااايخلوه لبكرة ...بس عشان يملأ المكان ؟؟؟....
(بكرة نواصل باذن الله)
كدي أول حاجة خلينا نمد الإيد و نتسالم.. و الله ليك و حشة و لما تطول الغيبة بكون يومنا معاك كألف سنة مما يعدون!!
هذا البوست أيقونة بحد ذاته و قد استمرأت البرطعة فيه وكأن لسان حال أريحيتك يقول لي:"يا ضيفنا لو جشتنا لو جدتنا
نحن الضيوف و أنت رب المنزل"
و كيف لا تذكرني بأشياء و أنت مركبني معاك(ترتار) لنجوب دهاليز ثامنةً لعجائب الدنيا السبعة ومش ح (نتوب) و لا نكف
عن سرد سيرتها على لحى الأشجار و نحت ماضيها على صم الحجارة حتى و لو كلفنا ذلك شرخاً أبدياً في أقراص ذاكرتنا
شبه المفقودة..
عثمان جلد دا كان بالظبط متخارج مارق و نحن جايين يا دوب برالمة.و إن لم تخني الذكرة هو من جيهة المسلمية تحديداً
(شادلي أو مريود أو أم جلود) كان لاعب كورة معروف و ممن عاصروه في جماع كان رئيسها/ عبد الباقي برير(من المناقل/
تحديداً و د الشقل أو دار نايل أو كشكوش) و نائباه الرقل أخوان (برضهم عرب كدي من جيهة غرب الكنار).
كدي أرح نكمل معاك حكاية اللوري و راجع ليك بنوادر تبول من الضحك مع ناس ود أب ظن و أحمد منقة و أساتذتنا ناس
الطيب علي عبد الرحمن (القضارف) و أحمد بابكر/ جو( وادي حلفا) و عكود الشايقي المسيخ و عثمان عبد الرحمن أب صلعة، إلخ.
ود الأصيل
22-05-2014, 12:27 AM
و الله أدمعتني بفاجعة أخينا موسى وهو احتمال يكون قدامي بسنة ، ومن عمارة البنا بذكرعثمان عبد الرحيم (بقى فيما بعد منتج للجبنة في حلال الرهد)
و من الحديبة (أبو الحسن) مهندس الكترونيات/ محمد على عبد الله و من عبدلاه دكتور/محمد و د البيه . و من التبيبات/محمد المهدي محمد هاشم.
يلا نرجع لو أبظن واحداً عربياً كدي مشوطن خلاس من كدايس أبو لكيلك جنو مهابشة مع البعرفو و المابعرفو.و جسمو خفيف متل التيوة بحيث لا أحد
يقدر على مدافسته في حلل القوز وكتين يختوهن مترعات لبن من الكانت بتتصدق بيها علينا الأمم المتحدة ليس لنا و لكن مخصص ل(Dogs & cats).
فمرة في أحدى ليلي المسرح ود أب ظن دا كان طالع الخشبة و حب يخرج من النص و بدا يشاغل في الجمهور، فشاف ليه و احد هنوووك اسمو أحمدمنقة
عربياً كدي ليه تتاليش، شكلو يوحي بإنو شرامي أو ربطاي بتاع دروة.. لاكنو بالعكس زول مسالم لمان السخلة تلس خشمو والنملة تاكلعياه .
و كان ترزي جنو كسر، وعلىما أظن كان في تالتة ماخد رياضيات تخصص (أدشنل).. فود أب ظن قام يكورك ليه من بعيد:
- اسمع يا أحمد منقة، جيب معاك سفة لو سمحت
- يا ود أب ظن ياخي منو القال ليك: إني قاعد بسف؟!
-مالك؟ ما هدي المعطيات كلها عندك ، بس أنت الماك قادر تبرهن!!
النور محمد يوسف
22-05-2014, 09:19 PM
الجزء الثالث - لوري حنتوب
خلاص عقدنا العزم ...سنذهب مع موسى إلى عمارة البنا .... وتوقف البنطون في مشرع حنتوب ...طلبت من السائق أن يمر بنا إلى الداخلية حتى نخبرهم باننا سنذهب مع موسى ولكن السائق رفض بحجة أن هذا الجثمان لا يتحمل أي تاخير فمن هنا والى العمارة ...طيب ياااخي انتظرنا هنا نمشي نحن جريا ونخبر أي واحد نلقاهو في الشارع ...برضو رفض خوفا من حدوث أي تاخير ...فبسرعة نزلت واسرعت لواحدة من القهاوي في المشرع كان نورها مضيئا مما يدل على أن اصحابها ما ناموا ...سلمت عليهم وشرحت لهم الحال كله ...وتعاطفوا جدا معنا وقالوا لنا اذهبوا ونحن الآن سنذهب إلى الداخلية ونخبرهم ...قلت لهم هناك اسالوا عن عبدالرحمن المبارك عثمان (دكتور الآن في كسلا وهو من نايل الحبيبة ) أو الحافظ عبدالرحمن عبدالله (محاضر الآن في امريكا وهو من البرياب) لا تخبر واحدا غيرهما ...لانهما يخافون علينا أكثر من خوفهما على انفسهما ...وسيصل الخبر إلى الإدارة بشكل مريح بالنسبة لنا ...فقد كان الاستاذ المسئول عن الزبير هو استاذي العزيز عكود...والاستاذ المقيم استاذي العزيز ياسين الامين ... وشعرت بان هؤلاء الناس من المشرع سيذهبون بالخبر الآن إلى الداخلية ... وتوكلنا على الله وتحرك بنا اللوري ....سرعة جنونية ....لا شيء في الطريق الا القطط والكلاب الضالة وشققنا الارض نطويها بصوت اللوري بكوز حنين كان مناسبا لحالة الحزن التي نعيشها ...ظلام في ظلام لا يشق لجته الا شعاع النور من لورينا بقوة في احشائه فيحيله قنالا ضوئيا طويلا بين طودي سواد .... لا نلوي يمينا ولا شمالا ....خط مستقيم بوتيرة ثابتة ...وبعد أكثر من ساعة ونصف من عراك مع الدقداق والحفر ...دخلنا العمارة .... هذه القرية المدينة ...كانت هادئة تغط في نوم عميق ....لا تعرف ماذا كان القدر مخبئا لها .... تعرف احساسهم بالامن في نومهم خارج الغرف بلا اسوار ولا اسلاك شائكة ... ما إن نصل إلى بيت أو حي حتى ينهض الناس مذعورين من هذا القادم في هجعة الليل ... الكل يعرف انها مصيبة ....فيهرعون إلى داخل غرفهم جريا من هذا الذي لا يمهل في سرعته ليتجهزوا باثواب الخروج....وأخيرا وقف اللوري في بيت اهل موسى ... وتجمع كل اهل العمارة ...وبدا الصياح والعويل ....بكينا مثلهم طويلا فقد كان منظرا حزينا حزينا وحزينا ....والساعة الآن تقريبا الثانية صباحا .... لا بد من ستر المرحوم الآن يا جماعة الخير ....المرحوم متوفي من وقت صلاة العصر ....
عثمان ياااااخوي نحن ما لينا قعاد تب مع الناس هنا....لازم نمشي مع الحفارين ....هناك في الحفِر ما في زول بجيب لينا خبر لا يشوفوا هدومنا دي ولا يعرفوا بنطلوني المفتوق دا ....نمشي الحفر بس .... فرح عثمان للفكرة ..وبدينا نتطلع في الناس ...وين الماشين للحفر عشان نمشي معهم ...واخيرا لقيناهم ...مجهزين بوكسي ....وشايلين معاول الحفر ....على طووووول توووفك معاهم ..... وين وين ؟ ماشين وين ؟ ....شوفوا يا جماعة دا مشوار نحن بديناهو ولازم نتمو .... وما عاوزين أي كلام في الحتة دي ....موسى اخونا ونفديهو بدمنا ... بس يا جماعة انتو تعبانين ....خليكم مع موسى على الاقل يتصبَّر شوية معكم.... لا يا جماعة موسى دا ابدا ما تخافوا عليه ....دا ارجل من كل الرجال ....خلونا يا جماعة معكم نحن اولاد مزارعية بنعرف الكوريق والعزمة والطورية ....يلا ...على الاقل نتعرف بيكم أكثر ....وسار بنا البوكس مسرعا أيضا حتى وصلنا المقابر ...وبدينا الحفر .....
(نواصل)
النور محمد يوسف
24-05-2014, 12:56 PM
كدي أول حاجة خلينا نمد الإيد و نتسالم.. و الله ليك و حشة و لما تطول الغيبة بكون يومنا معاك كألف سنة مما يعدون!!
هذا البوست أيقونة بحد ذاته و قد استمرأت البرطعة فيه وكأن لسان حال أريحيتك يقول لي:"يا ضيفنا لو جشتنا لو جدتنا
نحن الضيوف و أنت رب المنزل"
و كيف لا تذكرني بأشياء و أنت مركبني معاك(ترتار) لنجوب دهاليز ثامنةً لعجائب الدنيا السبعة ومش ح (نتوب) و لا نكف
عن سرد سيرتها على لحى الأشجار و نحت ماضيها على صم الحجارة حتى و لو كلفنا ذلك شرخاً أبدياً في أقراص ذاكرتنا
شبه المفقودة..
عثمان جلد دا كان بالظبط متخارج مارق و نحن جايين يا دوب برالمة.و إن لم تخني الذكرة هو من جيهة المسلمية تحديداً
(شادلي أو مريود أو أم جلود) كان لاعب كورة معروف و ممن عاصروه في جماع كان رئيسها/ عبد الباقي برير(من المناقل/
تحديداً و د الشقل أو دار نايل أو كشكوش) و نائباه الرقل أخوان (برضهم عرب كدي من جيهة غرب الكنار).
كدي أرح نكمل معاك حكاية اللوري و راجع ليك بنوادر تبول من الضحك مع ناس ود أب ظن و أحمد منقة و أساتذتنا ناس
الطيب علي عبد الرحمن (القضارف) و أحمد بابكر/ جو( وادي حلفا) و عكود الشايقي المسيخ و عثمان عبد الرحمن أب صلعة، إلخ.
وأمدُّ اليد نتسالم اخي عابر سبيل...ونحن الضيوف وأنت حقا رب المنزل فانداح اخي بعد أن جعلتَ لهذا البوست طعما خاصا ونكهة محببة إلى نفسي، وما قصة لوري حنتوب الا واحدة من كثيرات غالبهن التخزين فآثرن الانعتاق جراء تحريكك لهن بهذه المداخلات التي تصدر من قلبك الكبير ...واليوم باذن الله اختتم رحلة لوري حنتوب فكن قريبا اخي عابر واكون ممتنا لو استخلصت لنا العبر منها في نقاط ...فمعك كل المعطيات .
النور محمد يوسف
24-05-2014, 02:06 PM
لوري حنتوب - الجزء الاخير ....
بدانا الحفر .... وبدا الشباب يتسابقون على المشاركة ووجدنا فرصة في ذلك التدافع وبهمة نسينا وقتها كل تلك الافكار التي كانت تساورنا من حيث الملابس وما قد يحدث لنا من عقوبة وكيفية الرجعة فقد كان الموقف سوداني وايماني مائة في المائة بكل ما يحمله السوداني في مثل هذه المواقف من ايمان... تعفرنا تغبرنا ولكنه كان اجمل غبار واجمل بصمة على وجوهننا ...تلك الارض التي تحمل أطهارا يودعهم الناس بمثل ما ودعوا به والد موسى يرحمه الله ...والله لو كان بامكانهم احياؤه لفعلوا ...ولكن سنة الله في خلقه فإنا لله وإنا إليه راجعون ....
انتهى الحفر ...وبعد قليل جاء اهلنا يحملون الجثمان ...وقبرناه إلى مثواه الاخير...يرحمه الله وكل موتى المسلمين ....وعدنا إلى العمارة ...اقترب موعد أذان الفجر ... وجلسنا جميعنا في الصالون ...وجاء الناس يسلمون علينا ويشكروننا وبصوت عال على الذي قمنا به ...وكنا نردد لهم أن هذا واجبنا ولو أن كل زملاء موسى من الطلاب عرفوا بهذا المصاب لجاءوا كلهم معنا ... ولله حكمة في خلقه فقد كان مجيئنا فعلا شاغلا لاخينا موسى وتلطيفا له في مصابه ...فرأيناه يرتب لمبيتنا وأول ما قام به أن يأخذ ملابسنا كي تغسل... ورفضنا بشدة ولكننا تحت اصرارهم استلمنا الغيار منهم واعطيناهم ملابسنا ... ورفضوا بان يتركوننا ننام في الصالون بل أفردوا لنا بيتا كان جميلا ومرتبا ...وبعد قليل صلينا الفجر ... وسرعان ما تقاطر الناس من كل العمارة يحملون الشاي والزلابية من بيوتهم بشتى الانواع والاشكال وكل واحد يصر بأن نشرب من براده ...لم اذق احلى من زلابيتهم ولا الذ من شاهيهم فنحن نتناولها ونشربه ونذوق فيهما طعم الطيبة وطعم الكرم وطعم النية الصافية والصادقة ...أحببناهم واحبونا فكنا نرى ذلك في عيونهم وفي كلماتهم وفي تعابيرهم وفي سلامهم علينا ... خاصة بعد أن عرفوا بقصتنا من اخي موسى والزهجة التي اخرجتنا من الداخلية إلى مدني في ذلك الليل ... والملابس التي لبسناها كنوع من التمويه حتى لا يعرفوا اننا ذاهبين إلى مدني ...وكانوا يعرفون اننا يجب أن نرجع المدرسة اليوم وفي اول بص إلى مدني ...
ودَّعانهم وهم يبكون وبكينا معهم كما لو اننا عشنا معهم أكثر من سنوات .... غادرنا العمارة تلك البلدة الطيبة وأهلها الكرم والضيافة والكلمة الطيبة ودماثة الاخلاق ...ركبنا البص راجعين إلى حنتوب ... لم نخبر احدا باننا لا نملك حق المواصلات ...ولكن هذا الهاجس لم يمنعنا في استكشاف الطريق الذي قطعناه البارحة في الظلام فمررنا على قرى وعلى دنيا كبيرة حية باناس من بلدي يقهرون كل الارض والوديان ويغالبونها في كسب القوت .... اقتربنا من حنتوب ...فبدا الكمساري يجمع في الحساب من الركاب ... ومن هناك نرى واحدا من الركاب من اهلنا من العمارة يشير الينا وكانه يقول للكمساري وهذا حق الشابين الجالسين هناك .... فيرفض الكمساري أن ياخذ شيئا وذلك الشاب يلح عليه وهذا يرفض ... فبعد الحاح شديد يخبره الكمساري أن حق هذين الشابين تم دفعه هناك في العمارة قبل أن يتحرك البص من العمارة .... يااااه ما اكرمكم اهلي بعمارة البنا ...والله انتم فعلا اهل اصول واهل عرض ...وكل الكرم انتم وكل الشهامة انتم...وصلنا الآن فنزلنا من البص وودعنا من كان معنا وذهبنا ...وفجاة يلحق بنا الكمساري... تعالوا تعالوا انتو ماشين وين ؟ الفطور !!!! انا ادوني حق مشواركم وكمان معاه الفطور ...والله يا تفطروا يا تشيلوه .... ما اكرمكم اهلي ....والله أن اللسان ليعجز عن شكركم وتأبى هذه اللغة بكبرها وعظمتها أن تعبر عن امتناننا لكم واعجابنا بكم ... وصلنا الداخلية وكانت الساعة تقريبا التاسعة والنصف أو العاشرة صباحا ... والطلاب خرجوا من السفرة بعد تناول الافطار .... نحن لا مجال لدينا للقمة واحدة ... لقد حملنا من العمارة في بطوننا ما يكفينا لبقية هذا اليوم ....يجب أن نغير ملابسنا ونلحق ببقية دروس اليوم وننتظر العقوبة .... لم نجد احدا بالداخلية كي نساله ...هل عرفوا بفعلتنا هذه أم لا ... فاذا عرفوا هل تحددت العقوبة ..... لا احد .... انتظرنا قليلا ولم يات احد ... ماذا حدث اين هؤلاء الناس ؟ اين زملاؤنا .... ذهبنا إلى السفرة وهي قريبة منا وهناك سألنا أحد الطباخين... ماذا حدث فداخلية الزبير فاضية ما فيها أي شخص... والله الجماعة ديل عندهم زميلهم توفي والده اليوم وكلهم غادروا إلى العمارة من الصباح ...تقريبا ثلاث بصات وشالوا معهم سكر وحليب ورغيف وفول وزيت ...يعني حق الفُراش ومشوا العمارة..... ومشى معهم عدد كبير من الاساتذة ورافقهم واحد من الطباخين .... يااااااه ما اجملك ايها السودان ما اكرمك ....والله أن شعبك لعظيم وما ليهو شبيه ....والحمد لله انا سوداني
هذا المجتمع يظل يكرِّم مثل هذه المواقف حتى في الثكنات العسكرية .... وفعلا تلقينا من زملائنا ومن اساتذتنا ما يفوق التكريم ...وظلت عمارة البنا مثلا دقيقا في حياتنا لترتيب الاقدار وكل شيء بقدر ....
وبعد سنتين التحق بنا موسى في جامعة الخرطوم وسكن معنا في نفس الداخلية في الجامعة ... له التحية ولاهلنا في العمارة هذا المجتمع المعلم كل التحية وكل التقدير .
"انتهى"
ود الأصيل
24-05-2014, 08:38 PM
وأمدُّ اليد نتسالم اخي عابر سبيل...ونحن الضيوف وأنت حقا رب المنزل فانداح اخي بعد أن جعلتَ لهذا البوست طعما خاصا ونكهة محببة إلى نفسي، وما قصة لوري حنتوب الا واحدة من كثيرات غالبهن التخزين فآثرن الانعتاق جراء تحريكك لهن بهذه المداخلات التي تصدر من قلبك الكبير ...واليوم باذن الله اختتم رحلة لوري حنتوب فكن قريبا اخي عابر واكون ممتنا لو استخلصت لنا العبر منها في نقاط ...فمعك كل المعطيات .
(خميرة سودنة!!)
أستاذي/ نور،تجبرني على الوقوف طويلاً لأوفيك عرفاناً وتبجيلاً و قد حملني بساط ذكرياتك كأخف من وزن ريشة على متن حمام زاجل بين ثنايا الغمام الراحل.
و ها أنت تغالبني لاستخلص العبر فتثقلني بكلفة باهظة دونها العرق بوضعي بين شاخصين لأتنشق عبقاً من عطر التثاء نثرته كما الطل على وجنات الورود ؛ حتى
كدت أصدق أننيأنطوي على قيمة لم أدركها بعد؛ فلعلي أعرف منك من أكون، و ما أذا كنت جديراً بأن تنكس البيارق لغيبتي أو يقرع النحاس لمقدمي! إذاً ، هيا
معاً نرمي بذور العطاء لتبزغ أزاهير الأقحوان! و لكن لا ننسى كيف تعاهدهابالرعاية و الحفاظ.. كما تقول لي دقات قلبي إن الحياة دقائق وثوانٍ.. وأغلى كنوزها صحبة
و تفانٍ.. و أن علينا أن نعيشها دونما فقدان لرمانة الاتزان. حين تزل بي قدمي على عثرات الطريق فتسوقني الخطى إلى غيهب النسيان، أنت من يسعفني كطوق أمان!
قادرٌ أنا على رسم التبسم بوجه طلق على ملامح البشر. لكن عجزي تامٌ عن مسح دموعي كي أبتسم! تعلمت جيداً نكأ جراحي وجهلت مداواتها لتلتئم! و لا كيف أرش
الملح عليها لتقاوم العفن! تماماً مثلما أرضعتني أمي محجةً بيضاء لرفض كوابل الوهن..و لم تدلني لتحطيمها على صخرة الصمود مع الزمن! ولدتني أمي حراً طليقاً
ثم أباحت لي تعاطي كل شيء،و قول كل شيء ما أمكن؛ ثم نسيت إفهامي أنه ليس كل ما يفهم جائز البوح على رؤوس اللئام. دربتني كيف أتنفس الحروف جميعاً! و لم
تلفت نظري لأن ثقب يراعي أضيق من التهام ثمانية وعشرين حرفاً كلها حبلى بعنفوانٍ ملهب لجنوني العنيد؛ علموني أنني طالما أفكر،إذاً فأنا كائن موجود وحي أرزق..و
سوفلن يثنيني أحد عن مغبة أن "أكون" لكون لكل شيء حدود و للكون حدود. كلماتحسستقلبي وجدته زهرة قطن بيضاء من غير سوء؛ وعلي ألا أهوده أو أمجسه بالكتابة
عليه بالسواد..ليبقى على سجيته كفؤاد أم موسى فارغاً من كل حقد. نبهتني أمي لأن فرساً جامحاً يسكنني! لكنها ضنت علي بكيف يكون الترويض على أيدي الأيام؛ كما
ربتني مدرسة الدنيا على أن ثمة بغلةتطل برأسها من رقراق الأبريق..لكنني خائفٌ من مجرد الإشارة لوجودها هناك، لكونها حقيقةعصية على التصديق؛ و كون البغلة أكبر
من عنق إبريق.. تتأهب حواسي الست لمتى يستأذن الفجر للرحيل..لكنها لم تهيأني لمفاجآت يومي الطويل و لا حين يحل مسائي المحزون ، و لا متى يئين لليلي أن ينجلي بصبح ؛
و إن كان إصباحي ليس منه بأمثل! ثم بعد فوات الأوان دربتني سقطاتي على معانقة الأحزان..لكنني ظللت أرفض دوماً التهاون في بيع الأوطان في أسواق النخاسة بزهيد الأثمان.
ود الأصيل
25-05-2014, 12:00 AM
(خميرة سودنة!!)
زهاء ثلث قرن بين دفتي الزمان بيننا الآن و بين أم رؤوم و حقبة زاهية زاخرة بأمنيات صغيرة وأحلام فضفاضة
مجهضة.جئت تُغوينا لنتقاسم النواح على دوح حنتوب، كنوع انفلات من سير طواحين المشاغل و انعتاق و هجرة لما وراء بحار
المحدود، فهيهات لحنتوب أن تقوم لها قائمة من مرقدها كما ل(أليس) أن تُبعث من رمادها كشأن أي مدينة فضلى فُقدتْ ،
أو لا وجود لها سوى في يوتوبيا أفلاطون؟ فيا له من أسلوب ماكر للفزع إلى الماضي، بإسقاطه أواستنساخه في ثوب الحاضر؟و إلا
فلماذا الرغبة في أن تعود حنتوب و أخواتها في سرب من طيور الفينيق بعد ان استحالت رماداً؟هنا، أشد ما يشد يُشد انتباهي
إلى سمة جديرة بالبحث، ميَّزَتْ أبناء جيلنا ، ألا و هي البحث عن ذواتنا و هُوِيَّاتهم في كومة من حطام الجغرافيا و التاريخ.
سبقنا بذلك رواد الغابة و الصحراء: انظر إلى محمد عبد الحي في (عودته إلى سنار ) صلاح أحمد إبراهيم في (غابته الأبنوسية)،
و النور أبكر في ( صحو كلماته المنسية)، و محمد المكي إبراهيم في "بعض رحيقه" و عمر الدوش في (ساقية لسة مدورة)
و سند في (بحره القديم) عمر عبد الماجد في (جزيرة القرنفل) فما الذي يجعلنا أَسارَى لحالة عبثية كأننا منساقون
إليها سوقاً بخطام خفي و منجذبون نحوها بعزم دفع ربعاي لا إراد. و المتأمل لحالنا، إنما يتنشق عبق التاريخ في
ثيابنا ،و حاضرنا يبحث عن عنقاء و خلٍ و فيٍّ في كومة أسرار دفنت مع (كوش) و ( تمبكتو) الفتية في عنصرين
لازمين هما الزمان و المكان، نظل نعيشهما بأوجاع تلامس بلاريب وتر الحنين لماضٍ نحن منغمسون فيه.
ود الأصيل
25-05-2014, 12:58 AM
لوري حنتوب - الجزء الاخير ....
...ركبنا البص راجعين إلى حنتوب ... لم نخبر احدا باننا لا نملك حق المواصلات ...ولكن هذا الهاجس لم يمنعنا في استكشاف الطريق الذي قطعناه البارحة في الظلام فمررنا على قرى وعلى دنيا كبيرة حية باناس من بلدي يقهرون كل الارض والوديان ويغالبونها في كسب القوت .... اقتربنا من حنتوب ...فبدا الكمساري يجمع في الحساب من الركاب ... ومن هناك نرى واحدا من الركاب من اهلنا من العمارة يشير الينا وكانه يقول للكمساري وهذا حق الشابين الجالسين هناك .... فيرفض الكمساري أن ياخذ شيئا وذلك الشاب يلح عليه وهذا يرفض ... فبعد الحاح شديد يخبره الكمساري أن حق هذين الشابين تم دفعه هناك في العمارة قبل أن يتحرك البص من العمارة .... يااااه ما اكرمكم اهلي بعمارة البنا ...والله انتم فعلا اهل اصول واهل عرض ...وكل الكرم انتم وكل الشهامة انتم...وصلنا الآن فنزلنا من البص وودعنا من كان معنا وذهبنا ...وفجاة يلحق بنا الكمساري... تعالوا تعالوا انتو ماشين وين ؟ الفطور !!!! انا ادوني حق مشواركم وكمان معاه الفطور ...والله يا تفطروا يا تشيلوه .... ما اكرمكم اهلي ....والله أن اللسان ليعجز عن شكركم وتأبى هذه اللغة بكبرها وعظمتها أن تعبر عن امتناننا لكم واعجابنا بكم ... وصلنا الداخلية وكانت الساعة تقريبا التاسعة والنصف أو العاشرة صباحا ... والطلاب خرجوا من السفرة بعد تناول الافطار .... نحن لا مجال لدينا للقمة واحدة ... لقد حملنا من العمارة في بطوننا ما يكفينا لبقية هذا اليوم ....يجب أن نغير ملابسنا ونلحق ببقية دروس اليوم وننتظر العقوبة .... لم نجد احدا بالداخلية كي نساله ...هل عرفوا بفعلتنا هذه أم لا ... فاذا عرفوا هل تحددت العقوبة ..... لا احد .... انتظرنا قليلا ولم يات احد ... ماذا حدث اين هؤلاء الناس ؟ اين زملاؤنا .... ذهبنا إلى السفرة وهي قريبة منا وهناك سألنا أحد الطباخين... ماذا حدث فداخلية الزبير فاضية ما فيها أي شخص... والله الجماعة ديل عندهم زميلهم توفي والده اليوم وكلهم غادروا إلى العمارة من الصباح ...تقريبا ثلاث بصات وشالوا معهم سكر وحليب ورغيف وفول وزيت ...يعني حق الفُراش ومشوا العمارة..... ومشى معهم عدد كبير من الاساتذة ورافقهم واحد من الطباخين .... يااااااه ما اجملك ايها السودان ما اكرمك ....والله أن شعبك لعظيم وما ليهو شبيه ....والحمد لله انا سوداني
"انتهى"
(خميرة سودنة!!)
كلا لم ينته بعد، بل في جعبتك الكثير من القنا لتطلقه، و قد أشعلت قريحتي لنعاود السرد لما سبق لي و سميته:
(خميرة سودنة)،دعني أسرد لك منها درساً كنت تلقنته عبر فيافي الربع الخالي
ففي حوالي منتصف تسعينات القرن الماضي ، كنت نويت حجة و زوغة ،فركبت البر ثم البحر مسافراً من حفر الباطن عبر الرياض
ثم القصيم حيث توجد عقبة كؤود تحطمت زاملتي على قمتها و لو ما ربك لطف بي و بعائلتي حتى لما هبطنا الأرض بسلام.
مرت بنا حافلة ركاب سورية متجهة حائل و تبوك. رأف بنا السائق و حملنا إلى قرب بريدة أو عنيزة بالقصيم ، زاعماً أن هنالك
ورشة معلمها سوري سيصلح لنا السيارة100%. وصلنا هناك و لم نجد المعلم و وجدنا صبيه . كان شاباً سودانياً عشرينياً.اسمه
لا يزال محفوراً في سويداء ذاكرتي الخبربة المفقودة (عاطف عبدو- من أبناء الأبيض).بصراحة لو العبرة بالمظهر, و الله بتعريفة
ما تشتريه؛ عليه أثواب رثة وملطعة بالزفت و زيوت الرجيع, و لكن بداخلها يقبع أسد هصور. أها الجنا مما شاف الحريم قام
مسردب قدامنا سااااه و أخذنا فوراً إلى منزل مجاور لا يملكه و لا إمرة له عليه, لكنها المروءة و (خميرة السودنة) في عروقه.
ود الأصيل
25-05-2014, 01:03 AM
(خميرة سودنة!!)
كان البيت ، (سودانياً) عبارة عن تكيل مجدوع هناك و حيداً كخاتم في فلاة ؛ يلاصقه مسجدصغير و محطة بترول و بقالة فقط
كانت تلك كل منشآت تلك الناحيةالمقفرة، إذ لا يتجاوز تعداد قاطنيها أصابع اليدين و لا يؤمها سوى قليل من رعاة الماشية
من العزَب و المزارع المترامية. طرق الصبي/ عاطف باب الدار و نادى من بعيد: يا ناس البيت هوي: جوكم ضيوف:و لم يلبث
الرد طويلاً حتى جاءه فورياً كأنما كان يتربص بمجيئنا و يتحين مقدمنا. مرحب بالضيوف،حباكبكم عشرة, هكذا قالتها ست
البيت بنبرة بطانة لا تخطؤها أذناي نظراً لتشبعها للنخاع بنخوة أهل عَصَّار و ريرة و الصُفَية(حفدة محمود ود زايد شحم ألبل)
و هي امرأة بعشرة رجاجيل (من النوع الهي بتدرش تقول قضا). ثم من هناك زوجها الشاب (أحمد حسن جمعة) عطل أعماله
و أقفل حانوته و هرول نحونا و أقبل علينا و هو يرمل رملاً و يخب خبيباً،و نسبة لقصر قامته تشابى ليتعلق برقبتي فاستلم
بعضنا بالأحضان بعضاً؛ كما لو كنت أخاه الغائب بالسنين والذي عدت حينئذ أدراجي لنذوب في عناق طويل لم يقطع سكونه
سوى أطيط الحناجر و أزيز صدرونا بالبكاء ؛ قلت لنفسي لن أندهش ..فبلادي كلها كدا ؛ بس نحن اللي طولنا البعاد شوية. ثم
من حيثه و قبل أن نعتب، أصدر الرجل فرمانه لأهل بيته أن: اقسموا الدار دارين مناصفة بينا و بين أخونا الشيخ/ ثم التفت
يسألني: مَنْ؟ قلت فلان بن فلان من ناحية كذا ( ليست بعيدة من عمارة البنا). دخلنا العيال ثم بعد جمة النفس استنفرونا
لسحب السيارة المعطوبة حيث تم إصلاحها خلال أسبوع مكثناه بين ظهراني هولاء الناس العجيبين. ثم و دعونا بدموع عز على
الأرض مثلها ،و لو نزلت على جلمود صخر لأنبت زعفراناً. ما أثار حفيظتي رغم كل هذا عندما اكتشفت أن نصف قيمة التصليح
تُكُفل بسداده مناصفة بين البقال/ أحمد و صبي الميكانيكي/عاطف. طبعاً غضبت و أرغيت و أزبدت ثم قلت: أنا مش فقير ليكم
عشان تصلحو لي على حسابكم؛ رد علي الاثنان بحجة أقوى، إذ قالا: نعم لست محتاجاً و لكنك ابن سبيل؛ فنشفت دماغي وحلفت
60 ألف يمين لن أقبل حتى رضخوا أمام إصراري فتواطأنا على حل وسط: بأن أدفع لهما المبلغ ريث وصولي أهلي. لكنهما أغضباني
ثانية حين أرسلت إليمها لاحقاً من هناك بحوالة على صرافة الراجحي و لكنها أُرجعتْ لي نسبة لعدم صحة العنوانن، ليتبين لأنهما
عمداً أمداني بعنوان فشنك؛فلم أترك للمتآمرين فرصة للتهرب إلى أن خالصتهما رغم أنف الرجالة العاجباني لمن تكون في محلها.
ود الأصيل
25-05-2014, 01:08 AM
(خميرة سودنة!!)
بعد فراغنا من مشاعر الحج و مناسك عمرته قصدنا الباخرة و عبرنا سالمين بعون الله إلى سواكن من هناك خلصنا
ثم انطلقنا مسافرين عن طريق كسلا مروراً بهيا ف(سمكات) ثم (درديب)هناك في الاستراحة قابلنا شاب أدروب سائق
شاحنة ثقيلة.رأى سيارتنا كرولا صغيرة فأشفق على حجمها: فقال لي ممازحاً :يا مولانا ،كيف جيتو شاقّين الصحاري و
الوهاد دي كلها بمثل هذه القرمبعة؟!!! و كيف كمان دايرين تكطعوا بها فيافينا الوعرة مع الهبباي؟ ثم أشار علينا
بالسير تحته متل أبو الدرداق مع القمراء ليتكفل بحراستنا متحركاً. على الطريق خرج لنا من الجبال أولائك الفتية
الضامرون كأنهم عقارب الجمال.يطؤون الرمضاء بلا نعل و يسعون بلا ظل .. يتأبطون الخناجر و الشوتالات و يغرزون
في قباب شعورهم خلالات كأشطان بئر في لبان الأدهم (خيل إلى أنك لو استحلبت منهم رهطاً أو قرية كاملة ما تطلع
بفنجان دم). مسالمون لا يسألونك أكثر من شربة ماء أو فتات بسكوت,حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن 300 ميل.
ود الأصيل
25-05-2014, 01:12 AM
(خميرة سودنة!!)
بعد كبري حنتوب واصلنا شمالاً و في آخر محطة (الكاملين) قبيل الخرطوم اعترضنا شبان يشدون حبلاً على دفتي الطريق ليوقفوا المارة..
حسبناهم من جماعة أمن الطرق أو قبانة. ولم يبق للشمس سوى مقدار الرمح حتى تجب من مغربها و يحين إفطار الستوت. تبين لنا أنهم
قطاع طرق.لكن من صنف شريف و بمزاياً نادرة, فهم يتوددون لكل من استوقفوه أن يدلف و يتفضل بكل هدوء, و من يعارضهم يوشك أن يثير
حفائظهم حتى لم يتركوه ولو دعا الأمر لاستخدام العنف. كنت مطاوعاً و لم أشأ أن أخرجهم عن أطوارهم؛ خاصة أن العطش و الإعياء قد نال منا.
ثم لا أفشي سراً إن قلت إن شيئاً من اللهفة وضيق ذات العين و قع في نفسي الأمارة بالسوء فقلت: لماذا يعني الإصرار على استيقاف جميع من هب
و دب! ثم من أين لهؤلاء بطعام يكفي كل هذه الخلق؟.لم نتلبث بتلك الحالة إلا قليلاً،قبل أن ترخي الشمس رموشها و يسدل الليل عليها أجفانه
فتخرج علينا الكاملين بكاملها و عن بكرة أبيها.. أعماها شايل المكسر ..بشيبها و شبابها و رجالها و نسوتها وصباياها، أتوناجميهم حفاةً بخيرات
و صنوف الطعام و الصواني المدنكلة سدت عين القمر. ولقد خاب ظني وخسأت عيني, إذ أكلنا و شبعنا حتى تترعنا و أكل الحضور كلهم أجمعين
و جعلالمارة يتعاقبون أفواجاً ثم جاء دور الأغنام و الكلاب لترتع وترعى من فضلهم؛ إلى أن انفض سامرنا و ذهبنا جميعاً, و لكن دون أن يذهب
من زاد أحبابنا (الكاملين) إلا بمقدار ما يأخذه المخيط بسّم حياطه حين يغمس في خضم المحيط..
ربنا يخلف عليهم بالبركة ويزيدهم من فضله آميـــــــــــــــــــــن....و تاني جاييك راجع
(بي الدرب القبيل جاي شاق الدوكة و مارق فوق المقطاع تجاه ربوع سنجة يا السيق الفيات)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir