أبو غفران قصي محمد
25-12-2013, 06:07 PM
المؤلفة قلوبهم هم جماعة يرجى إسلامهم ، أو آخرون دخلوا في الإسلام حديثا ويرجى قوة إيمانهم أو جماعة يرجى نفعم للمسلمين، كان يدفع لهم جزءا من أموال الزكاة من أجل إعانتهم للوصول للمرحلة التالية والثبات عليها، وكان ذلك في بداية العهد الأول للإسلام، ولكن وبعد أن قويت شوكة المسلمين واشتد عوده، رأى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الاستغناء عنهم ،وأدرك أنهم لا يؤثرون في الإسلام شيئاً ولا مقدرة لهم على ذلك ، لأن الناس من حولهم صقل الإيمان نفوسهم، وقطع صلتها بجميع علائق الجاهلية، فلم ير لهؤلاء أي تأثير أن لو لم يعطوا من الزكاة ،وهذه نظرة منه إلى مقصد الشارع من فرض هذه الفريضة لهم، فإن مقصد الشارع النظر في مصلحة الإسلام وسد حاجة الإسلام، وعندما أصبح الإسلام غنياً عن هذا الجانب لم تكن هناك حاجة إلى هؤلاء.(راجع تفاسير الآية 60 من سورة التوبة).
ولكن كيف بمن يولدون من آباء مسلمين، تربوا وعاشوا وترعرعوا وسط بيئات مسلمة سليمة ونقية، تلقوا تعليمهم العام في مدارس مسلمة، يتنقلون من فهم إلى حفظ بين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، يؤدون جميع شعائرهم الدينية، الجماعية والفردية، في أوقاتها التي حددها الشرع، وبالطريقة الصحيحة التي تعلموها خلال مشوارهم التعليمي العام...
وما إن وصلوا إلى مرحلة النضج الذهني، والتكليف الشخصي، والتميز العقلي، والانفتاح الفكري، حتى بدأ اعتقادهم القوي بمنهج الإسلام الرباني وتعاليمه، وأوامره ونواهيه يتراجع للخلف خطوة خطوة، ليحل مكان كل خطوة للخلف خطوة أخرى للإمام من منهج فكري من صنع البشر، منهج لا تغذيه عقيدةٌ، ولا يَقْترن بشِقِّه التَّصوُّريِّ شقٌّ آخرُ رُوحي، وفكر ينقض بعضه بعضا، وضعه مجموعة من فلاسفة الكنيسة، الهدف الأساسي منه تأخير الدين عن مجالات الحياة وترك كل شعب يتفق على نظم يسير عليها ويتحاكم بها، وحولت الإنسان من بني آدم كرمه الله على سائر المخلوقات إلى حيوان لا يرى مصلحته إلا في ما يوافق غرائزه وشهواته، فسقطت عنهم الجوانب الأخلاقية والروحية – جهارا نهارا – وضاعت منهم قيم الإسلام الربانية ورسالته الإيمانية،والتبست عليهم معايير النفع والضر، العاجل منهما والآجل.
وفي ظل هذا التراجع الإيماني المستمر، والتقدم الفلسفي المتواصل، بدأ العديد منهم يظن ويعتقد أن المنهج الذي أنزل قبل أربعة عشرة قرنا أصبح لا طائل منه ولا فائدة ملموسة من الركض وراءه أو اتخاذه دليلا وقانونا يرجع إليه ويلتجأ لتوجيهاته وتعاليمه، سواءٌ في الجانب الثقافِيِّ أو العِلمي، أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، فهو – بحسب اعتقادهم – منهج يتبع لمخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف،بدعوى أنه نزل لجيل خاص أو لأمة خاصة ، أو بدعوى أنها مبادئ أخلاقية عامة ، أو مواعظ ورقائق روحية لا شأن لها بتنظيم الحياة ، ولا ببيان العلم وحقائقه.
وهكذا، رويدا رويدا، استبدل العديد منهم تلكم الآيات والأحاديث التي لازمتهم طوال أثنتا عشرة سنة تعليمية ونيف، بنظريات ومقولات فلاسفة الغرب والنظريات الفكرية المضادة للدين الإسلامي، حتى بات الكثير منهم يحفظ – وعن ظهر قلب – ذاك المنهج البشري، وصاروا مرجعية لإتباعهم وأنصارهم ، يجادلون عنهم في الله وفي الحق بعد ما تبين، و جميعهم نسي أن لا أحد سيجادل الله عنهم يوم القيامة ولا أحد سيكون عليهِم وكيلا في ذاك اليوم.
وفي ظل ذاك التقدم الرجعي، بات الدين الإسلامي غريبا على مجموعة منهم، وأصبحت تعاليمه (أوامره و نواهيه) تثير غضب العديد منهم، وأضحى نفر منهم يشمئز إذا ذكر الله وحده، وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون، فتساقطت عنهم كل الجدر التي تربطهم بدين آبائهم وأجدادهم ولم يتبقى إلا بابه ومدخله(الشهادتين)، فقل نفعهم الظاهر والباطن للدين الإسلامي، فتبع ذلك – وبلا أدنى شك – ضعف كثير في الإيمان بأن شرع الله ودينه لم يعد المنهج المناسب لتلبية كل متطلبات النفس البشرية المحسوسة منها والملموس.
وهكذا، وعلى ذات المنوال التقهقري منذ زمن طويل، كادت معتقدات الكثير منهم بالدين الإسلامي وتعاليمه السمحة تتشابه وتتلاقى مع أولئك الذي دخلوا في دين الله حديثا، فتساوى فهم حديثو العهد الإسلامي المتقدمين في فقهه وشرائعه وأحكامه وتعاليمه مع أولئك المتقهقرين، وأيضا، عن الإيمان بفقه الإسلام وشرائعه وأحكامه وتعاليمه، فهل ستصل خطوات أولئك - سالكي منهج الفكر البشري – إلى مرحلة تعيدهم إلى زمان يحتاجون فيه – في المقام الأول – إلى إعادة تأليف قلوبهم إلى الإسلام في سبيل تقوية إيمانهم بما جاء في الكتاب والسنة قبل إقناعهم ببدء رحلة عكسية أخرى – وعلى ذات الطريق - تعود بهم،وأيضا خطوة خطوة إلى حيث الفقه والفكر الذي أوصلهم آباءهم وأجدادهم المسلمين إليه ؟ أم أن هذا المنهج البشري الفلسفي سيبقى هو الفكر والقانون الذي سيتحاكم و يتفاصل به البشر فيما بينهم حينا من الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو أن يشاء الله شيئا؟
ولكن كيف بمن يولدون من آباء مسلمين، تربوا وعاشوا وترعرعوا وسط بيئات مسلمة سليمة ونقية، تلقوا تعليمهم العام في مدارس مسلمة، يتنقلون من فهم إلى حفظ بين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، يؤدون جميع شعائرهم الدينية، الجماعية والفردية، في أوقاتها التي حددها الشرع، وبالطريقة الصحيحة التي تعلموها خلال مشوارهم التعليمي العام...
وما إن وصلوا إلى مرحلة النضج الذهني، والتكليف الشخصي، والتميز العقلي، والانفتاح الفكري، حتى بدأ اعتقادهم القوي بمنهج الإسلام الرباني وتعاليمه، وأوامره ونواهيه يتراجع للخلف خطوة خطوة، ليحل مكان كل خطوة للخلف خطوة أخرى للإمام من منهج فكري من صنع البشر، منهج لا تغذيه عقيدةٌ، ولا يَقْترن بشِقِّه التَّصوُّريِّ شقٌّ آخرُ رُوحي، وفكر ينقض بعضه بعضا، وضعه مجموعة من فلاسفة الكنيسة، الهدف الأساسي منه تأخير الدين عن مجالات الحياة وترك كل شعب يتفق على نظم يسير عليها ويتحاكم بها، وحولت الإنسان من بني آدم كرمه الله على سائر المخلوقات إلى حيوان لا يرى مصلحته إلا في ما يوافق غرائزه وشهواته، فسقطت عنهم الجوانب الأخلاقية والروحية – جهارا نهارا – وضاعت منهم قيم الإسلام الربانية ورسالته الإيمانية،والتبست عليهم معايير النفع والضر، العاجل منهما والآجل.
وفي ظل هذا التراجع الإيماني المستمر، والتقدم الفلسفي المتواصل، بدأ العديد منهم يظن ويعتقد أن المنهج الذي أنزل قبل أربعة عشرة قرنا أصبح لا طائل منه ولا فائدة ملموسة من الركض وراءه أو اتخاذه دليلا وقانونا يرجع إليه ويلتجأ لتوجيهاته وتعاليمه، سواءٌ في الجانب الثقافِيِّ أو العِلمي، أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، فهو – بحسب اعتقادهم – منهج يتبع لمخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف،بدعوى أنه نزل لجيل خاص أو لأمة خاصة ، أو بدعوى أنها مبادئ أخلاقية عامة ، أو مواعظ ورقائق روحية لا شأن لها بتنظيم الحياة ، ولا ببيان العلم وحقائقه.
وهكذا، رويدا رويدا، استبدل العديد منهم تلكم الآيات والأحاديث التي لازمتهم طوال أثنتا عشرة سنة تعليمية ونيف، بنظريات ومقولات فلاسفة الغرب والنظريات الفكرية المضادة للدين الإسلامي، حتى بات الكثير منهم يحفظ – وعن ظهر قلب – ذاك المنهج البشري، وصاروا مرجعية لإتباعهم وأنصارهم ، يجادلون عنهم في الله وفي الحق بعد ما تبين، و جميعهم نسي أن لا أحد سيجادل الله عنهم يوم القيامة ولا أحد سيكون عليهِم وكيلا في ذاك اليوم.
وفي ظل ذاك التقدم الرجعي، بات الدين الإسلامي غريبا على مجموعة منهم، وأصبحت تعاليمه (أوامره و نواهيه) تثير غضب العديد منهم، وأضحى نفر منهم يشمئز إذا ذكر الله وحده، وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون، فتساقطت عنهم كل الجدر التي تربطهم بدين آبائهم وأجدادهم ولم يتبقى إلا بابه ومدخله(الشهادتين)، فقل نفعهم الظاهر والباطن للدين الإسلامي، فتبع ذلك – وبلا أدنى شك – ضعف كثير في الإيمان بأن شرع الله ودينه لم يعد المنهج المناسب لتلبية كل متطلبات النفس البشرية المحسوسة منها والملموس.
وهكذا، وعلى ذات المنوال التقهقري منذ زمن طويل، كادت معتقدات الكثير منهم بالدين الإسلامي وتعاليمه السمحة تتشابه وتتلاقى مع أولئك الذي دخلوا في دين الله حديثا، فتساوى فهم حديثو العهد الإسلامي المتقدمين في فقهه وشرائعه وأحكامه وتعاليمه مع أولئك المتقهقرين، وأيضا، عن الإيمان بفقه الإسلام وشرائعه وأحكامه وتعاليمه، فهل ستصل خطوات أولئك - سالكي منهج الفكر البشري – إلى مرحلة تعيدهم إلى زمان يحتاجون فيه – في المقام الأول – إلى إعادة تأليف قلوبهم إلى الإسلام في سبيل تقوية إيمانهم بما جاء في الكتاب والسنة قبل إقناعهم ببدء رحلة عكسية أخرى – وعلى ذات الطريق - تعود بهم،وأيضا خطوة خطوة إلى حيث الفقه والفكر الذي أوصلهم آباءهم وأجدادهم المسلمين إليه ؟ أم أن هذا المنهج البشري الفلسفي سيبقى هو الفكر والقانون الذي سيتحاكم و يتفاصل به البشر فيما بينهم حينا من الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو أن يشاء الله شيئا؟