ahmed algam
13-12-2013, 01:39 PM
د. عماد الدين عبد الله آدم بشر
خريج الدفعة 11 تكنولوجيا – أمين أمانة الأفرع بمنظمة خريجي جامعة الجزيرة
http://i41.tinypic.com/qqqpo9.jpg
لا يختلف اثنان في أهمية دور خريج أي جامعة في ترقية و بناء جامعته التي ما بخلت عليه و لم تمتن عليه بالعلم و المعرفة فكانت له كالأم الحنون التي لم تنجبه و لكن رعته و قدمت له و سلحته بكل وسائل و أدوات بناء الذات و تكوين الشخصية الناضجة التي يمكنها أن تفتي و تقدم الناجع من الحلول المسنودة بحجج و براهين علمية ، و المعروف في كل جامعات العالم لا تنقطع صلة الخريج بجامعته بعد تخرجه بل تظل العلاقة متينة و يظل التواصل بينهما حتي في حالة تغيير الخريج لعنوانه، و بالتالي تصل كل دوريات و اصدارات الجامعة لخريجيها باستمرار حيث تستقوى الجامعة بخريجيها و أماكن توظيفهم و هو ما يعتبر نوع من انواع دعم الخريج لجامعته و يحضرني هنا أن بعض أساتذتنا و زملاءنا بالجامعة ممن درسوا بالجامعات الأوربية و الأمريكية، مازالت تصلهم اصدرات جامعاتهم التي تخرجوا فيها قبل أكثر من اربعين عاماً ، هذا التواصل الجميل ينقصنا حقاً في جامعاتنا السودانية، فمعظم الخريجون تنقطع صلتهم بالجامعة بعد وضع آخر ورقة إمتحان حتى أن الجامعة لا تعرف شئ عن خريجيها الإ عددهم، فلا بد من تواصل الخريج مع جامعته و لا بد أن يكون دعمه للجامعة "حاضرا" في هذا الزمن القاسي الذي تكتفي فيه وزارة المالية بمنحة للجامعات على أن تكون كافة منصرفات الجامعة و احتياجاتها داخلها بما في ذلك الفصل الأول " المرتبات "على أن تتكفل الجامعة بتغطية أي عجز من مواردها الخاصة و هنا يبرز دور الخريج و دعمه، فكما هو معروف أن دعم الخريج لجامعته لا يقتصر على الدعم المادي فقط و ان كان هذا النوع يتصدر مراتب الدعم ، بل أن إضافة اسم الجامعة للشخص في أي من المحافل، فيه دعم للجامعة و تميز الخريج في عمله فيه دعم لجامعته، و نيل الخريج لشهادات عليا أو جوائز، فيه دعم للجامعة و كلها تصب في تصنيف و ترقية ترتيب الجامعات عالمياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة و أيضا في ذلك دعم للجامعة ،
و لكي تتضح الرؤية و يتم إبراز دور الخريج في دعم الجامعة ، دعونا نأخذ جامعة الجزيرة مثالاً و ليس حصراً، و إختياري لجامعة الجزيرة يأتي بحكم العشق و الإنتماء فهي الحضن الذي منحنا الدفء و هي الأم الحنون التي لا تشتكي و الكل ينتظر أن يُزجل لها بالعطاء، فعشقي للجزيرة لا يشاطره الا عشقي لمدينتي كوستي ثغر السودان "الباكي" جراء الإنفصال .. فجامعة الجزيرة منحتني كل شهاداتي، البكالريوس و الماجستير و الدكتوراة ، بالرغم من أن البعض يراه ضعفاً و بعيداً عن التنوع و لكني أراه قوةً و بعيداً عن الجفاء، جامعة الجزيرة هي التي إخططت لها شعاراً منذ انشاءها في العام 1975 بأن تكون " بذرة التغيير و جذوة التنوير ". تنادى نفر كريم من خريجي جامعة الجزيرة و انشأوا منظمة خريجي جامعة الجزيرة و تم تسجيلها ضمن منظمات العمل الطوعي في العام 2009 و التي بدورها انشأت فرع لها بمدني تحت اسم رابطة خريجي جامعة الجزيرة و من أهم أهدافها الاسهام فى خلق الروابط المتينة بين الجامعة والخريجين وضمان استمرار روح الولاء والانتماء و كذلك العمل على الاستفادة من امكانيات الجامعة العلمية والبحثية ومراكزها المتخصصة فى تدريب وبناء قدرات الخريجين وتجويد ادائهم ، فالخريجين يعتبرون موارد مستدامة لطاقات ذاتية متجددة تمنح الجامعات القوة و الصمود و الإستمرار في الوقت الذي عجزت فيه الدولة بالإيفاء بالتزاماتها كاملة تجاه الجامعات فكان العجز في الموازنات و من ثم الميزانيات و على الجامعات أن تسد الفجوات من مواردها سواءأكانت ناضبة أو متجددة فمثلا أجاز مجلس جامعة الجزيرة مؤخراً موازنة جامعة الجزيرة للعام 2014م بعجز يقارب التسعة عشر مليوناً من الجنيهات و من المعروف أن العجز في الموازنات ليس بالضرورة أن يكون بسبب التبزير و عدم الترشيد و اهدار الموارد و ربما يكون بسبب التزام المؤسسة بتنفيذ أهدافها وفق ما ينبغي و يحضرني هنا موازنة إمارة دبي ذات الإمكانيات العالية ، فقد أجازت موازنتها للقطاع الحكومي فقط للعام 2014م ، بعجز يقارب المليار درهم و ذلك بسبب عدم الإخلال بالأهداف الإستراتيجية للحكومة ،
و نحن على ثقة أن العجز في ميزانية جامعة الجزيرة ليس بالمزعج في ظل وجود خريجين متميزين و ملهمين و صفة التواصل لغة جميلة بينهم خاصة بين قدامى الخريجين ، و هنا يحضرني أيضا نموذجين من النماذج المشرفة التي تدثرت بجمال و روعة جامعة الجزيرة ، الباشمهندس أمجد عبده و الذي ولج الى جامعة الجزيرة عبر بوابة دفعتها الخامسة، فهذا الرجل و معه نفرٌ كريم ممن يعشقون الجامعة بمكتب الجامعة بالخرطوم يحملون عبئاً ثقيلاً في سبيل ترقية و تطوير جامعة الجزيرة، و إن فتر هذا الرجل و ابتعد تجد صورة جامعة الجزيرة الأنيقة حاضرة في خياله و أيضا في يقظته و منامه ، فهو مثال للذي يقدم جامعته على حساب أسرته الصغيرة و الكبيرة ، فهو أحد الذين كان لهم إسهام مقدر في أن تنال جامعة الجزيرة قرض من بنك التنمية الإسلامي جدة لإنشاء قاعات ومعامل و مكتبات و مراكز بالجامعة. و النموذج الآخر الذي نذكره هنا هو الباشمهندس عاطف عثمان " ديدي " و الذي دخل جامعة الجزيرة عبر بوابة الدفعة العاشرة، فهو يعتبر مهندس العلاقات الإجتماعية بين خريجي جامعة الجزيرة خاصة القدامى منهم - مشكلة كل الجامعات العريقة في السودان هي معرفة أماكن تواجد خريجيها – فهذا الرجل يؤكد لك دوما عظمة جامعة الجزيرة و خريجيها لحظة وقوع الحدث خيره و شره – ففي تقديري أن منحة للدراسات العليا بالجامعة هو أقل تقدير يمكن ان يقدم لهذا الرجل العظيم – خاصة اذا علمنا أن منصرفات كل هذا التواصل الجميل تكون من حر مال الرجل في زمن يصعب أن يكون للمرء فيه فائض مال، و هو ما نعتبره قمة مراتب الدعم للجامعة ، فطرق دعم الخريج للجامعة كثيرة فيمكن أن يكون الدعم في شكل أجهزة أو معامل أو كتب أو فرص تدريب أو خلافه حيث أن الجامعات عانت الأمرين جراء الحصار المفروض على سوداننا الحبيب و الذي قد لا يحسه المواطن العادي و لكننا في الجامعات نحسه و نراه جلياً و ظاهراً و مع ذلك تتلمس الجامعات خطى السير خدمةً للمجتمع، فمثلا من ضمن مراكز جامعة الجزيرة التي أنشأتها ، مركزين حديثين أحدهما لتكنولوجيا الطاقة المتجدة و الآخر للألياف و الورق و معالجة المخلفات، فمن خلال هذين المركزين يمكننا أن نعالج كل أنواع المخلفات - و التي تعتبر عدواً البيئة الأول و مثبط وتيرة الحضارة و الجمال - مخلفات منزلية و صناعية و مستشفيات و غيرها، و تدويرها و تحويلها الى طاقة و أشياء أخرى مفيدة ، و لا أبالغ لو قلت أن حتي المخلفات الآدمية يمكن تحويلها الى طاقة ، و بذا نكون قد حولنا النفايات من نغمة الى نعمة ، فقط و كجامعات أخرى تنقصنا الأجهزة . و أيضا يمكن أن يدخل الدعم من باب الوقف و هو بالتأكيد من الأبواب المشرعة و التي يمكن أن تشمل الخريجين و غيرهم من المحبين والمريدين للجامعات المعنية حيث يمكن أن يكون الوقف للبحث العلمي بتفاصيله المختلفة أو كما يراه الواقف كما هو معلوم ، و يحضرني هنا أن أحد خريجي جامعة الملك فهد للبترول و المعادن دعم وقف جامعته بمبلغ 25 مليون ريال و تبرع ببناء برجين تجاريين لصالح الجامعة. و الولوج من باب الإستثمار أيضا فيه دعم للجامعات حيث أن معظم الجامعات لديها خارطة إستثمارية طموحة ينقصها فقط الأخذ بيد هذا الإستثمار .
من المعلوم حقاً أن دعم الخريج لجامعته يعتبر أسمى انواع التكافل بين الناس حيث يظهر في نوعية و جودة خريجي الجامعات و أيضا يوفر مساحة مقدرة لإدارات الجامعات لتخفيض رسوم الطلاب الدراسية بصفة عامة و لأبناء الخريجين من الجامعة المعنية بصفة خاصة حيث أنه للأسف تعتمد معظم الجامعات في تسيير أمورها علي رسوم الطلاب الدراسية في غياب تام للدولة في تحقيق الهدف الأسمى و هو تخريج خريج مميز يمكن أن يسهم في دفع عجلة الإنتاج و الإرتقاء بالبلاد.
و ختاماً ، نأمل أن تتمدد أواصر التواصل بين الخريج و جامعته و أن يعلم الخريج أن للجامعة عليه حق و هو أن يسعي لتطويرها و الإرتقاء بها ، و أن نجعل التنادي الأنيق لخريجي جامعة الخرطوم الأماجد لعقد مؤتمر لدعمها حمل شعار " الإستثمار طريقاً والوقف نموذجاً "، أساس جميل لكل الخريجين لتطوير جامعاتهم و كذلك نأمل أن تضع اللجان التنفيذية الجديدة لمنظمة و رابطة خريجي جامعة الجزيرة – من المتوقع تكوين لجان تنفيذية جديدة في الأيام القليلة القادمة – ربط الخريجين بجامعتهم من اولوياتها و نأمل كذلك ان ترى وحدة خريجي جامعة الجزيرة و مثيلاتها من الجامعات الأخري النور للإضطلاع بمهامها التي لا يمكن لسواها القيام بها .
و أخيراً ، هلا حلمنا بخريج يستقطع من قوت يومه " المتهالك " جُعلاً ليدعم به جامعته و لو كان تحويل رصيد مقداره واحد جنيه !!!
و الله المستعان
خريج الدفعة 11 تكنولوجيا – أمين أمانة الأفرع بمنظمة خريجي جامعة الجزيرة
http://i41.tinypic.com/qqqpo9.jpg
لا يختلف اثنان في أهمية دور خريج أي جامعة في ترقية و بناء جامعته التي ما بخلت عليه و لم تمتن عليه بالعلم و المعرفة فكانت له كالأم الحنون التي لم تنجبه و لكن رعته و قدمت له و سلحته بكل وسائل و أدوات بناء الذات و تكوين الشخصية الناضجة التي يمكنها أن تفتي و تقدم الناجع من الحلول المسنودة بحجج و براهين علمية ، و المعروف في كل جامعات العالم لا تنقطع صلة الخريج بجامعته بعد تخرجه بل تظل العلاقة متينة و يظل التواصل بينهما حتي في حالة تغيير الخريج لعنوانه، و بالتالي تصل كل دوريات و اصدارات الجامعة لخريجيها باستمرار حيث تستقوى الجامعة بخريجيها و أماكن توظيفهم و هو ما يعتبر نوع من انواع دعم الخريج لجامعته و يحضرني هنا أن بعض أساتذتنا و زملاءنا بالجامعة ممن درسوا بالجامعات الأوربية و الأمريكية، مازالت تصلهم اصدرات جامعاتهم التي تخرجوا فيها قبل أكثر من اربعين عاماً ، هذا التواصل الجميل ينقصنا حقاً في جامعاتنا السودانية، فمعظم الخريجون تنقطع صلتهم بالجامعة بعد وضع آخر ورقة إمتحان حتى أن الجامعة لا تعرف شئ عن خريجيها الإ عددهم، فلا بد من تواصل الخريج مع جامعته و لا بد أن يكون دعمه للجامعة "حاضرا" في هذا الزمن القاسي الذي تكتفي فيه وزارة المالية بمنحة للجامعات على أن تكون كافة منصرفات الجامعة و احتياجاتها داخلها بما في ذلك الفصل الأول " المرتبات "على أن تتكفل الجامعة بتغطية أي عجز من مواردها الخاصة و هنا يبرز دور الخريج و دعمه، فكما هو معروف أن دعم الخريج لجامعته لا يقتصر على الدعم المادي فقط و ان كان هذا النوع يتصدر مراتب الدعم ، بل أن إضافة اسم الجامعة للشخص في أي من المحافل، فيه دعم للجامعة و تميز الخريج في عمله فيه دعم لجامعته، و نيل الخريج لشهادات عليا أو جوائز، فيه دعم للجامعة و كلها تصب في تصنيف و ترقية ترتيب الجامعات عالمياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة و أيضا في ذلك دعم للجامعة ،
و لكي تتضح الرؤية و يتم إبراز دور الخريج في دعم الجامعة ، دعونا نأخذ جامعة الجزيرة مثالاً و ليس حصراً، و إختياري لجامعة الجزيرة يأتي بحكم العشق و الإنتماء فهي الحضن الذي منحنا الدفء و هي الأم الحنون التي لا تشتكي و الكل ينتظر أن يُزجل لها بالعطاء، فعشقي للجزيرة لا يشاطره الا عشقي لمدينتي كوستي ثغر السودان "الباكي" جراء الإنفصال .. فجامعة الجزيرة منحتني كل شهاداتي، البكالريوس و الماجستير و الدكتوراة ، بالرغم من أن البعض يراه ضعفاً و بعيداً عن التنوع و لكني أراه قوةً و بعيداً عن الجفاء، جامعة الجزيرة هي التي إخططت لها شعاراً منذ انشاءها في العام 1975 بأن تكون " بذرة التغيير و جذوة التنوير ". تنادى نفر كريم من خريجي جامعة الجزيرة و انشأوا منظمة خريجي جامعة الجزيرة و تم تسجيلها ضمن منظمات العمل الطوعي في العام 2009 و التي بدورها انشأت فرع لها بمدني تحت اسم رابطة خريجي جامعة الجزيرة و من أهم أهدافها الاسهام فى خلق الروابط المتينة بين الجامعة والخريجين وضمان استمرار روح الولاء والانتماء و كذلك العمل على الاستفادة من امكانيات الجامعة العلمية والبحثية ومراكزها المتخصصة فى تدريب وبناء قدرات الخريجين وتجويد ادائهم ، فالخريجين يعتبرون موارد مستدامة لطاقات ذاتية متجددة تمنح الجامعات القوة و الصمود و الإستمرار في الوقت الذي عجزت فيه الدولة بالإيفاء بالتزاماتها كاملة تجاه الجامعات فكان العجز في الموازنات و من ثم الميزانيات و على الجامعات أن تسد الفجوات من مواردها سواءأكانت ناضبة أو متجددة فمثلا أجاز مجلس جامعة الجزيرة مؤخراً موازنة جامعة الجزيرة للعام 2014م بعجز يقارب التسعة عشر مليوناً من الجنيهات و من المعروف أن العجز في الموازنات ليس بالضرورة أن يكون بسبب التبزير و عدم الترشيد و اهدار الموارد و ربما يكون بسبب التزام المؤسسة بتنفيذ أهدافها وفق ما ينبغي و يحضرني هنا موازنة إمارة دبي ذات الإمكانيات العالية ، فقد أجازت موازنتها للقطاع الحكومي فقط للعام 2014م ، بعجز يقارب المليار درهم و ذلك بسبب عدم الإخلال بالأهداف الإستراتيجية للحكومة ،
و نحن على ثقة أن العجز في ميزانية جامعة الجزيرة ليس بالمزعج في ظل وجود خريجين متميزين و ملهمين و صفة التواصل لغة جميلة بينهم خاصة بين قدامى الخريجين ، و هنا يحضرني أيضا نموذجين من النماذج المشرفة التي تدثرت بجمال و روعة جامعة الجزيرة ، الباشمهندس أمجد عبده و الذي ولج الى جامعة الجزيرة عبر بوابة دفعتها الخامسة، فهذا الرجل و معه نفرٌ كريم ممن يعشقون الجامعة بمكتب الجامعة بالخرطوم يحملون عبئاً ثقيلاً في سبيل ترقية و تطوير جامعة الجزيرة، و إن فتر هذا الرجل و ابتعد تجد صورة جامعة الجزيرة الأنيقة حاضرة في خياله و أيضا في يقظته و منامه ، فهو مثال للذي يقدم جامعته على حساب أسرته الصغيرة و الكبيرة ، فهو أحد الذين كان لهم إسهام مقدر في أن تنال جامعة الجزيرة قرض من بنك التنمية الإسلامي جدة لإنشاء قاعات ومعامل و مكتبات و مراكز بالجامعة. و النموذج الآخر الذي نذكره هنا هو الباشمهندس عاطف عثمان " ديدي " و الذي دخل جامعة الجزيرة عبر بوابة الدفعة العاشرة، فهو يعتبر مهندس العلاقات الإجتماعية بين خريجي جامعة الجزيرة خاصة القدامى منهم - مشكلة كل الجامعات العريقة في السودان هي معرفة أماكن تواجد خريجيها – فهذا الرجل يؤكد لك دوما عظمة جامعة الجزيرة و خريجيها لحظة وقوع الحدث خيره و شره – ففي تقديري أن منحة للدراسات العليا بالجامعة هو أقل تقدير يمكن ان يقدم لهذا الرجل العظيم – خاصة اذا علمنا أن منصرفات كل هذا التواصل الجميل تكون من حر مال الرجل في زمن يصعب أن يكون للمرء فيه فائض مال، و هو ما نعتبره قمة مراتب الدعم للجامعة ، فطرق دعم الخريج للجامعة كثيرة فيمكن أن يكون الدعم في شكل أجهزة أو معامل أو كتب أو فرص تدريب أو خلافه حيث أن الجامعات عانت الأمرين جراء الحصار المفروض على سوداننا الحبيب و الذي قد لا يحسه المواطن العادي و لكننا في الجامعات نحسه و نراه جلياً و ظاهراً و مع ذلك تتلمس الجامعات خطى السير خدمةً للمجتمع، فمثلا من ضمن مراكز جامعة الجزيرة التي أنشأتها ، مركزين حديثين أحدهما لتكنولوجيا الطاقة المتجدة و الآخر للألياف و الورق و معالجة المخلفات، فمن خلال هذين المركزين يمكننا أن نعالج كل أنواع المخلفات - و التي تعتبر عدواً البيئة الأول و مثبط وتيرة الحضارة و الجمال - مخلفات منزلية و صناعية و مستشفيات و غيرها، و تدويرها و تحويلها الى طاقة و أشياء أخرى مفيدة ، و لا أبالغ لو قلت أن حتي المخلفات الآدمية يمكن تحويلها الى طاقة ، و بذا نكون قد حولنا النفايات من نغمة الى نعمة ، فقط و كجامعات أخرى تنقصنا الأجهزة . و أيضا يمكن أن يدخل الدعم من باب الوقف و هو بالتأكيد من الأبواب المشرعة و التي يمكن أن تشمل الخريجين و غيرهم من المحبين والمريدين للجامعات المعنية حيث يمكن أن يكون الوقف للبحث العلمي بتفاصيله المختلفة أو كما يراه الواقف كما هو معلوم ، و يحضرني هنا أن أحد خريجي جامعة الملك فهد للبترول و المعادن دعم وقف جامعته بمبلغ 25 مليون ريال و تبرع ببناء برجين تجاريين لصالح الجامعة. و الولوج من باب الإستثمار أيضا فيه دعم للجامعات حيث أن معظم الجامعات لديها خارطة إستثمارية طموحة ينقصها فقط الأخذ بيد هذا الإستثمار .
من المعلوم حقاً أن دعم الخريج لجامعته يعتبر أسمى انواع التكافل بين الناس حيث يظهر في نوعية و جودة خريجي الجامعات و أيضا يوفر مساحة مقدرة لإدارات الجامعات لتخفيض رسوم الطلاب الدراسية بصفة عامة و لأبناء الخريجين من الجامعة المعنية بصفة خاصة حيث أنه للأسف تعتمد معظم الجامعات في تسيير أمورها علي رسوم الطلاب الدراسية في غياب تام للدولة في تحقيق الهدف الأسمى و هو تخريج خريج مميز يمكن أن يسهم في دفع عجلة الإنتاج و الإرتقاء بالبلاد.
و ختاماً ، نأمل أن تتمدد أواصر التواصل بين الخريج و جامعته و أن يعلم الخريج أن للجامعة عليه حق و هو أن يسعي لتطويرها و الإرتقاء بها ، و أن نجعل التنادي الأنيق لخريجي جامعة الخرطوم الأماجد لعقد مؤتمر لدعمها حمل شعار " الإستثمار طريقاً والوقف نموذجاً "، أساس جميل لكل الخريجين لتطوير جامعاتهم و كذلك نأمل أن تضع اللجان التنفيذية الجديدة لمنظمة و رابطة خريجي جامعة الجزيرة – من المتوقع تكوين لجان تنفيذية جديدة في الأيام القليلة القادمة – ربط الخريجين بجامعتهم من اولوياتها و نأمل كذلك ان ترى وحدة خريجي جامعة الجزيرة و مثيلاتها من الجامعات الأخري النور للإضطلاع بمهامها التي لا يمكن لسواها القيام بها .
و أخيراً ، هلا حلمنا بخريج يستقطع من قوت يومه " المتهالك " جُعلاً ليدعم به جامعته و لو كان تحويل رصيد مقداره واحد جنيه !!!
و الله المستعان