أبو غفران قصي محمد
08-11-2013, 12:51 PM
"قرب نهاية حسم التمرد"
عبارة قديمة أكل الدهر عليها وشرب، تقال فقط في مقامين لاثالث لهما. فالأول عندما يكون هنالك هجوم وشيك يستعد له على بلدة معينة لاعتقال أو طرد أو قتل الخارجين عن الحكومة المهاجمة وذلك بهدف رفع الروح المعنوية للقوة المهاجمة، والثاني في وسائل الإعلام لبث المزيد من عبارات التخدير لأرواح الشعب المشترك بينهما و المغلوب على أمره ولرفع الروح المعنوية للقوات الأمنية(التابعة لتلك الوسيلة الإعلامية) في كافة أرجاء البلاد المتهالكة. وأصبح حتى قطع غيارها وبدائلها من الألفاظ منتهية الصلاحية بسبب كثرة التلفظ بها دون إدراك لما تحتها من معاني، وكذلك بسبب ما طرأ عليها من صدأ عامله الأساسي هو تغلغل متمردي الأمس(سكان الغابة) وسط صانعي قرار اليوم(سكان العاصمة)!
فإذا دققنا النظر إلى الهيكل العام للحكومة الحالية، بدأ من مساعدي الرئيس ومرورا بالوزراء حتى آخر مسئول رسمي، لوجدنا أن عددا منهم ليس بالقليل قضى فترة من الزمان متمردا على ذات حكومة 89 ،وبطريقة أو بأخرى، وفي فترات متتالية، وصلوا إلى ما هم عليه الآن، ولا يزال الكثير منهم يحن لغابته وأفقه الشاذ، بدليل العبارات العائمة التي يطلقونها في تصريحاتهم ، أو بمعنى أصح ، بدليل مسكتهم للعصا من وسطها، فهم يدركون تماما أن لا خلود لحكومة، و أن دماء الشباب ما تزال تجري في عروقهم، وأن ما آت- بالتأكيد - أكثر من الذي مضى،وبالرغم من أنهم ما يزالون تحت حكم هؤلاء، إلا أنهم لم ييئاسوا من خيرات أولئك!
فالمتمردون ليسوا هم في الأصل أشخاص ولدوا كذلك حتى نسمع من فترة لأخرى بالعبارة الساخرة "قرب حسمهم"، وأن مناطق التمرد ليست هي أراضي بها تفلتات أمنية ناتجة عن خروج بعضا من القوات الأمنية عن سلطة العاصمة حتى يدعي بعضا من الأشخاص قرب تطهيرها و"حسم التمرد فيها"!
إذا كل مواطن - مدني ، عسكري ، أمني، ضابط - يتبع للسلطة الحاكمة قد يعد في أي لحظة من الزمان من قبل ذات الحكومة متمردا نتيجة لسلوك مضاد لها. وأن التمرد ما هو إلا سلوك معاكس يتخذه شخص ما بعصيان التعليمات أو بعمل مضاد للجهة التي تحكمه بسبب إحساسه بالظلم منها، أو لطمعه في الوصول لمقام أرفع في أسرع وقت ممكن ، وقد تكون تلك الجهة الحاكمة هي نفسها متمردة على سلطة العاصمة،ليتحول في نظر حكومة الدولة لمؤيد ومناصر وبالتالي وجب حمايته ودعمه وتوجيهه نحو مسارها، بعد أن كانت تسعى لاعتقاله أو تصفيته، وتتغير نظرة حكومته السابقة (المتردة) له بأنه أصبح متمردا وخارجا عن القانون وبالتالي وجب اعتقاله أو تصفيته بعد أن كانت مجتهدة في حمايته ودعمه و - أيضا - توجيهه نحو مسارها، وتظل كل من الفئتين تصيح في الأخرى"قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"ويظل الشعب المسكين(موطأ المجموعتين و قتيل الفئتين وساحة نقاشهما) هو العتبة التي يقف عليها وينادي منها زعماء كل من الفئتين، حتى في حال تحولات كل منهم للطرف الآخر، لطالما أن ثوب التمرد(السحري) يناسب كل الفئات والأعمار، ويستطيع أن يرتديه أي شخص ويخلعه متى ما أراد ذلك!!!
عبارة قديمة أكل الدهر عليها وشرب، تقال فقط في مقامين لاثالث لهما. فالأول عندما يكون هنالك هجوم وشيك يستعد له على بلدة معينة لاعتقال أو طرد أو قتل الخارجين عن الحكومة المهاجمة وذلك بهدف رفع الروح المعنوية للقوة المهاجمة، والثاني في وسائل الإعلام لبث المزيد من عبارات التخدير لأرواح الشعب المشترك بينهما و المغلوب على أمره ولرفع الروح المعنوية للقوات الأمنية(التابعة لتلك الوسيلة الإعلامية) في كافة أرجاء البلاد المتهالكة. وأصبح حتى قطع غيارها وبدائلها من الألفاظ منتهية الصلاحية بسبب كثرة التلفظ بها دون إدراك لما تحتها من معاني، وكذلك بسبب ما طرأ عليها من صدأ عامله الأساسي هو تغلغل متمردي الأمس(سكان الغابة) وسط صانعي قرار اليوم(سكان العاصمة)!
فإذا دققنا النظر إلى الهيكل العام للحكومة الحالية، بدأ من مساعدي الرئيس ومرورا بالوزراء حتى آخر مسئول رسمي، لوجدنا أن عددا منهم ليس بالقليل قضى فترة من الزمان متمردا على ذات حكومة 89 ،وبطريقة أو بأخرى، وفي فترات متتالية، وصلوا إلى ما هم عليه الآن، ولا يزال الكثير منهم يحن لغابته وأفقه الشاذ، بدليل العبارات العائمة التي يطلقونها في تصريحاتهم ، أو بمعنى أصح ، بدليل مسكتهم للعصا من وسطها، فهم يدركون تماما أن لا خلود لحكومة، و أن دماء الشباب ما تزال تجري في عروقهم، وأن ما آت- بالتأكيد - أكثر من الذي مضى،وبالرغم من أنهم ما يزالون تحت حكم هؤلاء، إلا أنهم لم ييئاسوا من خيرات أولئك!
فالمتمردون ليسوا هم في الأصل أشخاص ولدوا كذلك حتى نسمع من فترة لأخرى بالعبارة الساخرة "قرب حسمهم"، وأن مناطق التمرد ليست هي أراضي بها تفلتات أمنية ناتجة عن خروج بعضا من القوات الأمنية عن سلطة العاصمة حتى يدعي بعضا من الأشخاص قرب تطهيرها و"حسم التمرد فيها"!
إذا كل مواطن - مدني ، عسكري ، أمني، ضابط - يتبع للسلطة الحاكمة قد يعد في أي لحظة من الزمان من قبل ذات الحكومة متمردا نتيجة لسلوك مضاد لها. وأن التمرد ما هو إلا سلوك معاكس يتخذه شخص ما بعصيان التعليمات أو بعمل مضاد للجهة التي تحكمه بسبب إحساسه بالظلم منها، أو لطمعه في الوصول لمقام أرفع في أسرع وقت ممكن ، وقد تكون تلك الجهة الحاكمة هي نفسها متمردة على سلطة العاصمة،ليتحول في نظر حكومة الدولة لمؤيد ومناصر وبالتالي وجب حمايته ودعمه وتوجيهه نحو مسارها، بعد أن كانت تسعى لاعتقاله أو تصفيته، وتتغير نظرة حكومته السابقة (المتردة) له بأنه أصبح متمردا وخارجا عن القانون وبالتالي وجب اعتقاله أو تصفيته بعد أن كانت مجتهدة في حمايته ودعمه و - أيضا - توجيهه نحو مسارها، وتظل كل من الفئتين تصيح في الأخرى"قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"ويظل الشعب المسكين(موطأ المجموعتين و قتيل الفئتين وساحة نقاشهما) هو العتبة التي يقف عليها وينادي منها زعماء كل من الفئتين، حتى في حال تحولات كل منهم للطرف الآخر، لطالما أن ثوب التمرد(السحري) يناسب كل الفئات والأعمار، ويستطيع أن يرتديه أي شخص ويخلعه متى ما أراد ذلك!!!