ود الأصيل
23-09-2013, 09:10 PM
أحذورا الشقاق
إلى جميع الأحباب من قد يكون افتقدني أو تنبه لأنقطاع رجلي عن العبور من هنا ، أقول أولاً أن أخشى ما أخشاه أن يشعرأحدنا ذات يوم بأن ظله ثقيل على جماعته.
و كل ما نرجوه ألا تسبب مشاكساتنا عسر هضم لبعضنا بعضٍ أيها الأكارم؛ وقد أشرعت لنا (عدنٌ النيل) متصفحات قلبها قبل ضفاف نهرها الثائر لندخلها من أبوابها الثمانية؛
لأن هدفنا في نظري هو بالأساس منازلة الرأي بحكمة و موعظة حسنة و مقارعة الحجة بمحجة بيضاء مثلها ، في أسلوب ملؤه التسامح و تقبل الآخر بسعة صدر، بحيث لا ينسف الخلاف للود قضية.
خاصةً وأن المنتدى يضم لفيفاً من الوجوه النيرة ولها مشارب متقاربةغاية في الانسجام، لكننا نرجو لما قد يكون بين أجيالنا من فروق في الطرح أن يفتح الباب لما يمكن تسميه تلاقح أفكار وتناسق ألوان،
في جو من روح الجماعة والالتقاء على كلمة سواء هي لا إله إلا الله . وحتى لا نتوه فقد دفعني لهذا ما قرأته أمس من مراشقات بين البعض على إثر إيقاف قلم لا داعي لنبش ذكراه ا لعطرة ،
و لكنني كثيراً ما جلست أمامه القرفصاء ليهيل على هامتي سلسبيلاً من نطف مداده. فهذه دعوة مني للكل بأن نكون من صناع هذه الحياة التي ما صنعها الله إلا لتكون مطية للآخرة وشعاري أنا شخصياً هو أن:
كن كصندلةٍ تعطر فأس قاطعها
كن وردةً عطٍرها حتى لسارقها
لا دمنةً خبثها حتى لساقيها
فما أروع الشمل حين يجمعنا ببعضنا بعضٍ. بعد أن نكاد نصبح أثراً بعد عين. و قد ينسى الناس جيلاً و لكن ليس سرمداً، والشجر الخالد لا يموت إلا واقفاً مع تقلب أحوال الدنيا.
و من الناس من يشاهد نفسه في الآخرين و يحس نبضات قلبه في نبض سواه و يتلمس أشواق روحه في أشواق الهائمين , و يشعر بأوجاع جسده في أنين الغائبين .
هنالك تتخذ عواطفه الصماء لسانا من عواطف الرواة، وتتلبس أفكاره رداءً من نسج الأحاجي , فيرى في نفسه خباياً خارجةً من عتمات ثلاث، حين تحلو النجوى
و يطيب الاتكاء على واحة الوداد مع جلسة جبنة في ضل نيمة مرشوشة ، في حضرة لمة عصرية يديرها بكل حفاوة واحد مننا ، متل عمنا المحجوب،
فلرب خاطرةٍ تثير فيك عاصفةً من الأشجان أوتغريدةٍ تتفجر لها في وجدانك ينابيع من القوى الكامنة أو كلمةٍ تخلع عن وجهك نقاباً كثيفاً كان حائلاً دون الحقيقة،
أو حوارٍ يقلب إلحادك عقباً على رأس اليقين , و يبدل يأسك إلى أملٍ أخضر , و خمولك إلى عزيمةٍ وثابةٍ, و رذيلتك إلى فضيلةٍ غراء،
تلك شفافية نادرة قد خص المولى بها حفنة من عباده. وما سلطان التواصل إلا في أنه أبداً يجول في أقطار النفوس ، منقباً عن آثارها.
و ما شرف صاحب اليراع إلا أنه طالما يشاطر الناس في اكتشاف عوالمهم الخاصة ، و له في ذلك أطيب العزاء و عاطر الثناء،
إذن فليس الأخذ و الرد بين الناس إلا كفراشة حائرة محملة بعبق التفاهم، . رسولاً بين أنفس قد توفيت حين موتها، و أخرى لم تمت في منامها،
ثم ما تلبث أن ترحل تلك التي قضى عليها الموت؛ فيما تسترسل الأخرى إلى أجل غير مسمى وما النابغة سوى من يروى تلك المعاني من دم قلبه.
بوركتم و دمتم جميعاًأعزاء على قلب أخيكم،
عابر
إلى جميع الأحباب من قد يكون افتقدني أو تنبه لأنقطاع رجلي عن العبور من هنا ، أقول أولاً أن أخشى ما أخشاه أن يشعرأحدنا ذات يوم بأن ظله ثقيل على جماعته.
و كل ما نرجوه ألا تسبب مشاكساتنا عسر هضم لبعضنا بعضٍ أيها الأكارم؛ وقد أشرعت لنا (عدنٌ النيل) متصفحات قلبها قبل ضفاف نهرها الثائر لندخلها من أبوابها الثمانية؛
لأن هدفنا في نظري هو بالأساس منازلة الرأي بحكمة و موعظة حسنة و مقارعة الحجة بمحجة بيضاء مثلها ، في أسلوب ملؤه التسامح و تقبل الآخر بسعة صدر، بحيث لا ينسف الخلاف للود قضية.
خاصةً وأن المنتدى يضم لفيفاً من الوجوه النيرة ولها مشارب متقاربةغاية في الانسجام، لكننا نرجو لما قد يكون بين أجيالنا من فروق في الطرح أن يفتح الباب لما يمكن تسميه تلاقح أفكار وتناسق ألوان،
في جو من روح الجماعة والالتقاء على كلمة سواء هي لا إله إلا الله . وحتى لا نتوه فقد دفعني لهذا ما قرأته أمس من مراشقات بين البعض على إثر إيقاف قلم لا داعي لنبش ذكراه ا لعطرة ،
و لكنني كثيراً ما جلست أمامه القرفصاء ليهيل على هامتي سلسبيلاً من نطف مداده. فهذه دعوة مني للكل بأن نكون من صناع هذه الحياة التي ما صنعها الله إلا لتكون مطية للآخرة وشعاري أنا شخصياً هو أن:
كن كصندلةٍ تعطر فأس قاطعها
كن وردةً عطٍرها حتى لسارقها
لا دمنةً خبثها حتى لساقيها
فما أروع الشمل حين يجمعنا ببعضنا بعضٍ. بعد أن نكاد نصبح أثراً بعد عين. و قد ينسى الناس جيلاً و لكن ليس سرمداً، والشجر الخالد لا يموت إلا واقفاً مع تقلب أحوال الدنيا.
و من الناس من يشاهد نفسه في الآخرين و يحس نبضات قلبه في نبض سواه و يتلمس أشواق روحه في أشواق الهائمين , و يشعر بأوجاع جسده في أنين الغائبين .
هنالك تتخذ عواطفه الصماء لسانا من عواطف الرواة، وتتلبس أفكاره رداءً من نسج الأحاجي , فيرى في نفسه خباياً خارجةً من عتمات ثلاث، حين تحلو النجوى
و يطيب الاتكاء على واحة الوداد مع جلسة جبنة في ضل نيمة مرشوشة ، في حضرة لمة عصرية يديرها بكل حفاوة واحد مننا ، متل عمنا المحجوب،
فلرب خاطرةٍ تثير فيك عاصفةً من الأشجان أوتغريدةٍ تتفجر لها في وجدانك ينابيع من القوى الكامنة أو كلمةٍ تخلع عن وجهك نقاباً كثيفاً كان حائلاً دون الحقيقة،
أو حوارٍ يقلب إلحادك عقباً على رأس اليقين , و يبدل يأسك إلى أملٍ أخضر , و خمولك إلى عزيمةٍ وثابةٍ, و رذيلتك إلى فضيلةٍ غراء،
تلك شفافية نادرة قد خص المولى بها حفنة من عباده. وما سلطان التواصل إلا في أنه أبداً يجول في أقطار النفوس ، منقباً عن آثارها.
و ما شرف صاحب اليراع إلا أنه طالما يشاطر الناس في اكتشاف عوالمهم الخاصة ، و له في ذلك أطيب العزاء و عاطر الثناء،
إذن فليس الأخذ و الرد بين الناس إلا كفراشة حائرة محملة بعبق التفاهم، . رسولاً بين أنفس قد توفيت حين موتها، و أخرى لم تمت في منامها،
ثم ما تلبث أن ترحل تلك التي قضى عليها الموت؛ فيما تسترسل الأخرى إلى أجل غير مسمى وما النابغة سوى من يروى تلك المعاني من دم قلبه.
بوركتم و دمتم جميعاًأعزاء على قلب أخيكم،
عابر