النور محمد يوسف
18-07-2013, 10:54 AM
مِنَ الآخر
كم من رمضان قد مر ونحن كما نحن نندب حظا ونبكي ماضيا ونغمض العين استحياءً من القادم من مقتبل الزمان
وهذه الجزيرة بخيراتها الوفيرة ما كانت تعرف هاجسا من ارتفاع لريال أو انخفاض لدولار
لأننا كنا بسواعدنا كنا بإيماننا كنا نتحدى كل المناخات وتقلباتها الطبيعية والاقتصادية والسياسية
نأكل ونلبس ونصنع ما تجود به أرضنا التي ما خذلتنا يوما ولكننا نحن من خذلناها
رمضان هذا قد أتى ووجدنا غيابا بمنظور الحياة وبمنظور التطور وبمنظور التطلعات
ومن وجهة نظر أخرى وجدنا في عالم الأموات
فقد مات كل ما كان حيا حولنا ....هكذا بدون مقاومة أو محاولة لدرء الموت عنه
فلا يحق بعد الآن القول بأننا من الأحياء
كيف ذلك؟؟ فانظر حولك سترى هذا الماء يغيض ولا يفيض
ينضب من تحت أقدامنا
وتتلاشى الموارد فتصبح الأرض قاعا صففا
وتلك المساحات البكر أضحت جرداء صحراء تذروها الرياح
ونحن ننظر
كلح وحزن وضيم وضنك
فهاهي اليوم تبكي
هذه الأميال الطولية الممتدة
قنوات من قلب بلادي الى جميع بلادي
قناة هنا وترعة هناك
أضحت جُردا وبوارا
هجرتها طيور السعد وسكنتها طيور البوم
هجرتها تطريبات الضفادع
وشقشقات العصافير
فأصبح إنساننا يحكي في مشيته شيخوخة
شيخوخة هذا الكيان هذا الوضع المنهار
يقولون ..."هكذا هي حالنا ...لأننا ليس لدينا بواكي في مواقع صنع القرار ولا وجيع "
ونحن من ملأنا الدنيا علما وعملا ونصحا وتوجيها
لو أن إنسانا اُعطي هذه المساحة الشاسعة وهذه القنوات برغم جفافها وهذا النهر الهادر في وسطها وهذا الإنسان الجزيري المتحضر ونفضنا عنه غبر السنوات ورواسب الماضي وظلم الأقارب وقلنا هيا اذهب واعمل دولتك واصنع عيشك وأمِّن مستقبلك لوجدنا أنفسنا في غضون سنوات قليلة دولة مهابة بإنسانها وبكرامتها واعتدادها بأصلها وكسب يد بنيها ولعمرت المدن عندنا وأضحت القرى مدنا بها كل لوازم ومستلزمات الحياة
إلى متى نظل واضعين أيادينا على خدودنا ننتظر المستحيل
ننتظر أن يمن علينا الآخرون ببواكي وبوجيع هناك في مراكز صنع القرار
إلى متى نظل حبيسي هواجسنا وآمالنا العراض كي تتحقق... ونحن ...نحن هنا في مكاننا نسير!!!! وإذا تقدمنا خطوة فتلك الخطوة حتما ستكون إلى مهرب والى فرار ....تاركين الديار، تاركين كل هذه الخيرات وراءنا .....لنبحث عن الخيرات في أماكن أخرى.... لا تكون بنفس كرم أرضنا ولا بنفس عزة وشهامة ساكن أرضنا
نعم نحن دولة مكتملة الجوانب من حيث الموارد الطبيعية والحيوانية والبشرية
لا تنقصنا إلا الإرادة والجهر بذلك بصوت عال نملأ بصوتنا كل الأرجاء ونسمع كل من على سطح هذه الأرض
أعطينا وما بخلنا وجاهدنا وبذلنا الغالي والنفيس إلى غيرنا .... وغيرنا تنكَّر وأنكر
أنقف مكتوفي الأيدي نسترحم من كان بالأمس يستجدينا لقمة العيش فنستجديها منه اليوم؟؟؟؟؟
لا بد أن يكون سقف مطالبنا عاليا
عاليا في وجه كل من أراد بقاءنا تحت ظل هذا الوطن المسكين
لا نرضى بان يكون كل مشروع في كل ولاية ملكا لتلك الولاية يعود ريعه لتلك الولاية فيرونه خدمات ومطارات وشوارع ومستشفيات ومدارس ومصانع وقنوات ...بينما تكون المشاريع التي بيننا اتحادية الملكية واتحادية الريع والمردود
جفت القنوات وغابت المحالج وورش المشروع وأبحاث المشروع وسكة حديد المشروع واتصالات المشروع وانتهى الري في بلدي وصارت القناطر تسكنها الهوام ..
قبل فترة ليست بقصيرة استفزني لقاء جمع المذيع بممثل أعضاء ولاية الجزيرة في البرلمان ، وأنا لا اشك في إخلاصه وصدق نواياه ولكن ما أحزنني جدا أن تمر أيام وأيام على ذلك اللقاء ولا يتحرك أبناء جزيرتنا الغراء .... فقد قالها عالية وبلا تردد .... نحن نشتكي ونجأر بالشكوى ولكننا لا نملك وجيعا ولا بواكي لنا في مراكز صنع القرار ....
ماذا تريدون من هذا الممثل ؟؟؟ أتريدون منه أن يحمل سلاحا لوحده ويقف هناك يقاتل من أجلكم وانتم هنا نيام؟؟ ولكني أقول له : ما قصرت .... والله ما قصرت .... لقد أوصلت الرسالة كاملة ... وهكذا هم أبناء الجزيرة .... لا يخافون ....لأنهم تربوا على العزة والشموخ والكبرياء ... لقد كان صادقا في كل كلمة قالها ....لكنكم ولكننا في نظره نحن المخذِّلون والمثبطون بل القاعدون ...خوالفَ وخسائرَ زُمُراً وأفرادا .
إلى متى نظل نندب حظنا العاثر ونجتر ذكريات منصات التتويج في العلم وفي الرياضة والفن والاقتصاد ؟
وحالة واحدة تلخص لكم هذا الضنك الذي يعيشه أهلي بالجزيرة .... ما حدث في مؤتمر الشهادة السودانية ..... فقط 7 من مائتين .... خمسة منهم من القسم الخاص
هل ستعود مدني وحنتوب والسني والحوش....هل سيعود قلة وسانتو وهواري وسامي وسنطة وحموري ووو......
وهل سيعود عمر بليل والجزولي وعمر خالد وووو.....ا
وهل سيعود الكاشف ووداللمين وابوعركي وعبدالعزيز وووو.......وهل سيعود المشروع؟
حتما سيرجع كل ذلك باذن الله ولكن بأيدينا لا بأيدي غيرنا الذين انكشفت نفوسهم ونواياهم نحونا
فالى ذلكم الموعد ووالله انه لقريب وقريب جدا
كم من رمضان قد مر ونحن كما نحن نندب حظا ونبكي ماضيا ونغمض العين استحياءً من القادم من مقتبل الزمان
وهذه الجزيرة بخيراتها الوفيرة ما كانت تعرف هاجسا من ارتفاع لريال أو انخفاض لدولار
لأننا كنا بسواعدنا كنا بإيماننا كنا نتحدى كل المناخات وتقلباتها الطبيعية والاقتصادية والسياسية
نأكل ونلبس ونصنع ما تجود به أرضنا التي ما خذلتنا يوما ولكننا نحن من خذلناها
رمضان هذا قد أتى ووجدنا غيابا بمنظور الحياة وبمنظور التطور وبمنظور التطلعات
ومن وجهة نظر أخرى وجدنا في عالم الأموات
فقد مات كل ما كان حيا حولنا ....هكذا بدون مقاومة أو محاولة لدرء الموت عنه
فلا يحق بعد الآن القول بأننا من الأحياء
كيف ذلك؟؟ فانظر حولك سترى هذا الماء يغيض ولا يفيض
ينضب من تحت أقدامنا
وتتلاشى الموارد فتصبح الأرض قاعا صففا
وتلك المساحات البكر أضحت جرداء صحراء تذروها الرياح
ونحن ننظر
كلح وحزن وضيم وضنك
فهاهي اليوم تبكي
هذه الأميال الطولية الممتدة
قنوات من قلب بلادي الى جميع بلادي
قناة هنا وترعة هناك
أضحت جُردا وبوارا
هجرتها طيور السعد وسكنتها طيور البوم
هجرتها تطريبات الضفادع
وشقشقات العصافير
فأصبح إنساننا يحكي في مشيته شيخوخة
شيخوخة هذا الكيان هذا الوضع المنهار
يقولون ..."هكذا هي حالنا ...لأننا ليس لدينا بواكي في مواقع صنع القرار ولا وجيع "
ونحن من ملأنا الدنيا علما وعملا ونصحا وتوجيها
لو أن إنسانا اُعطي هذه المساحة الشاسعة وهذه القنوات برغم جفافها وهذا النهر الهادر في وسطها وهذا الإنسان الجزيري المتحضر ونفضنا عنه غبر السنوات ورواسب الماضي وظلم الأقارب وقلنا هيا اذهب واعمل دولتك واصنع عيشك وأمِّن مستقبلك لوجدنا أنفسنا في غضون سنوات قليلة دولة مهابة بإنسانها وبكرامتها واعتدادها بأصلها وكسب يد بنيها ولعمرت المدن عندنا وأضحت القرى مدنا بها كل لوازم ومستلزمات الحياة
إلى متى نظل واضعين أيادينا على خدودنا ننتظر المستحيل
ننتظر أن يمن علينا الآخرون ببواكي وبوجيع هناك في مراكز صنع القرار
إلى متى نظل حبيسي هواجسنا وآمالنا العراض كي تتحقق... ونحن ...نحن هنا في مكاننا نسير!!!! وإذا تقدمنا خطوة فتلك الخطوة حتما ستكون إلى مهرب والى فرار ....تاركين الديار، تاركين كل هذه الخيرات وراءنا .....لنبحث عن الخيرات في أماكن أخرى.... لا تكون بنفس كرم أرضنا ولا بنفس عزة وشهامة ساكن أرضنا
نعم نحن دولة مكتملة الجوانب من حيث الموارد الطبيعية والحيوانية والبشرية
لا تنقصنا إلا الإرادة والجهر بذلك بصوت عال نملأ بصوتنا كل الأرجاء ونسمع كل من على سطح هذه الأرض
أعطينا وما بخلنا وجاهدنا وبذلنا الغالي والنفيس إلى غيرنا .... وغيرنا تنكَّر وأنكر
أنقف مكتوفي الأيدي نسترحم من كان بالأمس يستجدينا لقمة العيش فنستجديها منه اليوم؟؟؟؟؟
لا بد أن يكون سقف مطالبنا عاليا
عاليا في وجه كل من أراد بقاءنا تحت ظل هذا الوطن المسكين
لا نرضى بان يكون كل مشروع في كل ولاية ملكا لتلك الولاية يعود ريعه لتلك الولاية فيرونه خدمات ومطارات وشوارع ومستشفيات ومدارس ومصانع وقنوات ...بينما تكون المشاريع التي بيننا اتحادية الملكية واتحادية الريع والمردود
جفت القنوات وغابت المحالج وورش المشروع وأبحاث المشروع وسكة حديد المشروع واتصالات المشروع وانتهى الري في بلدي وصارت القناطر تسكنها الهوام ..
قبل فترة ليست بقصيرة استفزني لقاء جمع المذيع بممثل أعضاء ولاية الجزيرة في البرلمان ، وأنا لا اشك في إخلاصه وصدق نواياه ولكن ما أحزنني جدا أن تمر أيام وأيام على ذلك اللقاء ولا يتحرك أبناء جزيرتنا الغراء .... فقد قالها عالية وبلا تردد .... نحن نشتكي ونجأر بالشكوى ولكننا لا نملك وجيعا ولا بواكي لنا في مراكز صنع القرار ....
ماذا تريدون من هذا الممثل ؟؟؟ أتريدون منه أن يحمل سلاحا لوحده ويقف هناك يقاتل من أجلكم وانتم هنا نيام؟؟ ولكني أقول له : ما قصرت .... والله ما قصرت .... لقد أوصلت الرسالة كاملة ... وهكذا هم أبناء الجزيرة .... لا يخافون ....لأنهم تربوا على العزة والشموخ والكبرياء ... لقد كان صادقا في كل كلمة قالها ....لكنكم ولكننا في نظره نحن المخذِّلون والمثبطون بل القاعدون ...خوالفَ وخسائرَ زُمُراً وأفرادا .
إلى متى نظل نندب حظنا العاثر ونجتر ذكريات منصات التتويج في العلم وفي الرياضة والفن والاقتصاد ؟
وحالة واحدة تلخص لكم هذا الضنك الذي يعيشه أهلي بالجزيرة .... ما حدث في مؤتمر الشهادة السودانية ..... فقط 7 من مائتين .... خمسة منهم من القسم الخاص
هل ستعود مدني وحنتوب والسني والحوش....هل سيعود قلة وسانتو وهواري وسامي وسنطة وحموري ووو......
وهل سيعود عمر بليل والجزولي وعمر خالد وووو.....ا
وهل سيعود الكاشف ووداللمين وابوعركي وعبدالعزيز وووو.......وهل سيعود المشروع؟
حتما سيرجع كل ذلك باذن الله ولكن بأيدينا لا بأيدي غيرنا الذين انكشفت نفوسهم ونواياهم نحونا
فالى ذلكم الموعد ووالله انه لقريب وقريب جدا