المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "ثرثرة فوق النيل"



عبدالله علقم
09-06-2013, 02:43 AM
(كلام عابر)
"ثرثرة فوق النيل"
أثارت أقوال قادة الأحزاب السياسية المصرية في اجتماعهم إلى رئيس الجمهورية المصري محد مرسي لبحث مسألة سد النهضة الأثيوبي، أثارت ردود أفعال غاضبة لدى الأقلام السودانية،ليس بسبب ما اتسمت به من استعلائية تقليدية على السودانيين، وهو أمر لا ينتقص شيئا من أي سوداني، ولكن لإجماع المتحدثين،إلا من رحم ربي، على خطاب واحد لا يختلف عن خطاب الممثلة هالة صدقي والمذيع علاء أديب وغيرهما عقب هزيمة المنتخب المصري لكرة القدم أمام نظيره الجزائري في أم درمان.هي 0نفس السوقية و(فرش الملايات)على طريقة عصام الحضري،و(رقصني يا جدع). يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، أشار إلى ما أسماه بضعف الموقف السوداني تجاه بناء السد(ضعف الموقف السوداني يعني عدم إنسياق السودان وراء وجهة النظر المصرية)، ووصفه بأنه غير واضح ملوحا بأنه يبدو أن للسودان مصالح من وراء بناء هذا السد(وكأنه ليس من حق السودان كدولة مستقلة ذات سيادة أن تكون له مصالح ويسعى لتحقيقها أو الحفاظ عليها، وليس بالضرورة أن تكون هذه المصالح متطابقة مع المصالح المصرية)، ويجب التوصل معها(أي التوصل مع السودان الذي يؤنثونه دائما،رغم أن الكلمة في أصلها جمع لمذكر) لاتفاق. الدكتور هاني رسلان،رجل المخابرات المتخفي في ثوب رئيس وحدة السودان وحوض النيل في مركز الإهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،والذي يتقمص دوما دور الخبير بالشؤون السودانية والصديق لأهل السودان، قال إن سد النهضة يحقق حلم أثيوبيا للعب دور سياسي بين دولتي شمال وجنوب السودان، وبالتالي أصبحت أثيوبيا دور مصر في السودان(وكأن السودان كم مهمل وأرض بلا شعب). أما أيمن نور،رئيس ما يسمى بحزب غد الثورة المحسوب على الليبرالية، فقد دعا إلى القيام بعمل مخابراتي للضغط على أثيوبيا بالتعاون مع اريتريا والصومال، ووصف الموقف السوداني(الذي لم يبصم بالعشرة، حتى الآن، على موقف مصر) بأنه مقرف. أيمن نور أمضى فترة في السجن في أيام حسني مبارك بتهمة التزوير، بعد أن ثبت أنه زوّر في أسماء أعضاء حزبه لاستكمال العدد المطلوب لغرض تسجيل الحزب،ولكن أيمن (الخرع) لم يستطع مع السجن صبرا،فكتب الإسترحام وراء الإسترحام للرئيس الأسبق حسني مبارك ليفك أسره، تماما مثلما فعل زعيم(خرع) آخر هو أحمد عرابي عندما توسل للخديوي توفيق مرة بعد أخرى ليفرج عنه من سجنه في جزيرة سيلان (جمهورية سيريلانكا الحالية). لم يفعل أيمن نور، ولا عرابي من قبله، مثلما يفعل عظماء الرجال أمثال ديدان كيماثي وعبدالقادر ودحبوبة ونلسون مانديلا ومحمود محمد طه وهم يواجهون السجن والموت.(إيش جاب لجاب)؟
وعندما جاء دور أهل العلم والتخصص للحديث،عدد الخبير والمرجع الدولي في المياه، الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان الفوائد التي سيجنيها السودان من سد النهضة ، وقلّل من احتمالات انهيار السد التي تقل عن احتمال انهيار السد العالي أو انهيار أي سد آخر في العالم، لكن النشاز،او (المشاتر) وسط هذه الهجمة، كان صوت سفيرنا في القاهرة الذي انساق وراء الموجة الإعلامية المصرية فوصف تحويل مجرى النيل الأزرق في أثيوبيا بأنه صادم. هو بالتأكيد ليس في قامة من سبقوه في الجلوس على كرسي نفس السفارة بدءا ببابكر الديب ومرورا بمحمد ميرغني ومحمد سليمان وانتهاء بأحمد عبدالحليم، لكنه سفيرنا على كل حال، أيا كانت الظروف والإعتبارات التي جاءت به إلى منصبه. ليته ينتقي كلماته بدقة أكثر،والأفضل أن يترك الحديث في مسألة سد النهضة بالذات لأصحاب الشأن من الخبراء والعلماء، فحواء السودانية ما زالت ولودا.
(فزّاعة)إسرائيل التي يحاولون ربطها بسد النهضة،أمر في غاية السخف،فما الضير في أن يرفرف العلم الإسرائيلي في منابع النيل،وهو يرفرف بكل أريحية في مصبه،ويرفرف في أكثر من عاصمة عربية شرقا وغربا؟لماذا إزدواجية المعايير هذه؟ أو لماذا لا ننظر نحن لمسألة الدولة العبرية بعقلانية أكثر تتجاوز العنتريات،ونعيد ترتيب أولوية قضايانا المحورية والاستراتيجية التي لن يكون على رأسها بكل تأكيد الصراعات العربية العربية أو الصراعات العربية الاسرائيلية التي جرتنا إليها عضويتنا في الجامعة العربية،وهي العضوية التي يتخوف بعض السذج من فقدانها إن وقفت بلادنا مع مصالحها التي تتقاطع مع مصالح أثيوبيا والبلدان الأفريقية.إن كانت الذاكرة الجمعية الفلسطينية ما تزال تحتفظ بدير ياسين، فالذاكرة السودانية المغيبة تحتفظ هي الأخرى،أو ستحتفظ في يوم من الأيام، بدير ياسينها الخاصة التي كان مسرحها ميدان مصطفى محمود في القاهرة،وإن جاءت واقعة الميدان بعد أكثر من نصف قرن على واقعة دير ياسين.
وقـفـة:
في طريقي من جدة إلى لاغوس عام 1994م، هبطت بي الطائرة الأثيوبية في مطار أديس أبابا، وبقيت ساعات قليلة هناك ثم أقلعت بي بعدها طائرة أثيوبية أخرى إلى لاغوس، وتكرر نفس المشهد في طريق العودة بعد أيام قلائل من لاغوس إلى جدة. في المرتين كان صوت فنان أفريقيا محمد وردي يستقبل الداخلين لصالة القدوم في مطار أديس أبابا ينثر الفرح والدهشة في المكان.ربما كان الأمر مجرد صدفة في مطار أديس أبابا، لكنها بالتأكيد من مستحيلات الدنيا أن نسمع صوت وردي في مطار المحروسة أو في أي مطار عربي آخر في يوم من الأيام. و(ارقص يا حضري).
قبل الختام:
كسرة(نقلا عن الأستاذ جبرا)أتمنى ألا تصبح ثابتة:
أخبار جهاز(الساوند سيستم)المصادر من منتدى شروق الثقافي في القضارف، شنووو؟؟؟
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com