ود الأصيل
08-06-2013, 11:24 PM
امرأة كبقرة بني إسرائيل
(يسوى مهرها ثقلها ذهباً)
برعي شاب في نهايات العقد الثالث من عمره،
منذ كم سنة كدا ، تقدم لخطبة فتاة من محيط العائلة. كان
حينها محدود الدخل براتب هزيل يناهز 700 ألف ،أهل الفتاة طلبوا منه
مهراً يفوق 4 ملايين ، فولى مدبراً و لم يعقب لما اشتم منهم من رائحة المغالاة.
لكنه لم يقنط من روح الله لأول ضربة ، مضى لشأنه، ثم جمع مالاً و عدده و تقدم لخطبة
ست ستها بمعنويات عالية و جاء مزفوفاً بدعوات أمه و زغاريد أخواته البنات. هذه المرة لم تكن أسرتها
المتحفظة هي العائق ، بل هي ذاتها التي وضعت له الحصان خلف العربة و حشرت له العصي بين عجلاته،
إذ رفعت سقف مهرها إلى 5 ملايين فقط ، دون باقي التكاليف التي تركت(مفتوحة. رجع صاحبنا كسير الحناح
مهدود الحيل «خبطة تلو أخرى كفيلة بأن تفت في عضدته، فتوهن قواه ». ثم قعد يقلب كفيه في الأمور من جاي
لجاي، دون فائدة، حاول عبثاً مفاصلة الفتاة ، يهديك يرضيل ، يفتح الله يستر الله ،لكي ترضى بالنزول إلى 3 ملايين.
لكن صمتها لم يكن علامةً للرضى، بل لكون ضآلة عرضه لم تستحق منها العناء بقولة : ( الما عندوش ما يلزموش). و لم
تنفد شحنة إصراره لإقناعها بأن حبه إياها جدير بخلق المعجزات. وهي عاملة «أضان الحامل طرشاء»، مدياه بالشلوت رمته،
فلم يكن ثمة داعٍ للرغي الفاضي عن حب لا يرجى منه أن يملأ بطناً لجائع أو ينجب أطفالاً خُدّجاً. انقهر صاحبنا أمام واقع ضربات
موجعة ، سلم أمره لله رمى أسلحته و استسلم ، موضوع الزواج بات نسياً منسياً وخبراً لكان «إن شاء الله من اليوم داك قرر قطع كل
لسان ينبس له ببنت شفةٍ عنه. لزم الجميع الصمت بما فيهم أمه وأبوه و إخوته، و انتظروا فرجاً لعله يكون قريباً و لما أيس الشاب من
نصف دينه قرر الشاب إكمال نصف تعليمه، و وجه المبلغ المدخر مهراً لـ»حسناء الجبل» لأقساط الجامعة و الكراسات و المحاضرات، ثم و
هو على عتب التخرج، عاد يمني النفس بوظيفة لا بأس بها، و عروس لم تطأ الأرض مثلها حسناً ورقةً طبع. و عاد شبح العزوبة يطارده.
و كم من فاتنة وددت لنيل قلبه،و هو لا يريد أن يسلك لذلك فجاً غير سوي، يحلم بيت حلال تملأ حياته، يتقاسمان رغيف الخبز المغمس
بالعرق، ينجبان دستة كاملة من الأطفال، كشأن أسلافه. و لكن هيهات بعدما ولى قطار العمر بأخينا المسكين و باءت كل خططه
العشرية بالفشل دون الفوز ببنت ناس تقبله زوجاً . و راح موقفه يتأزم عاماً بعد عام. و أموره آخذة في التدهور الشديد. فقد
وهن العظم منه و اشتعل الرأس شيباً يغطيه ك(بياض الثلج) ، و الجلحات البسيطة بقت سارحة عميقاً لتشغل حيزاً كييراً
من فاخورته لتحيلها إلى بيت نمل، و سبيب أذنيه صار هباءً منثوراً لتعبث به النسمات و تذروه الرياح كيف تشاء.
وهو يوشك على طي يوبيله الذهبي، و طارت نفسه شعاعاً من حنايا عشق يحتضر في حطام إنسان..
صورة حالكة جعلته حساساً تجاه النساء، ناشطاً قوقاً بقضايا العزوبة مع حال أمثاله ممن بات
الزواج لديهم ترفٌ يُشتهى، في حكم(الغالي متروك)، نسبة «لجشع أولياء الأمور. هذا
مع وجود جيوش جرارة من ضحايا العنوسة بسبب فلكية المهور، فيا لها من كارثة
اجتماعية لا يقوى على الصمود أمامها شباب ليبدؤوا من تحت الصفر، و ليسوا
كأبناء الطبقة المخملية، و من يولدون وبأفواههم ملاعق من ذهب ، و كأن الحديث
النبوي الشريف «التمس ولو خاتماً من حديد» لم يعد يصلح لزماننا هذا في شيء.
*************************$$$$$$$$***************** ****
(يسوى مهرها ثقلها ذهباً)
برعي شاب في نهايات العقد الثالث من عمره،
منذ كم سنة كدا ، تقدم لخطبة فتاة من محيط العائلة. كان
حينها محدود الدخل براتب هزيل يناهز 700 ألف ،أهل الفتاة طلبوا منه
مهراً يفوق 4 ملايين ، فولى مدبراً و لم يعقب لما اشتم منهم من رائحة المغالاة.
لكنه لم يقنط من روح الله لأول ضربة ، مضى لشأنه، ثم جمع مالاً و عدده و تقدم لخطبة
ست ستها بمعنويات عالية و جاء مزفوفاً بدعوات أمه و زغاريد أخواته البنات. هذه المرة لم تكن أسرتها
المتحفظة هي العائق ، بل هي ذاتها التي وضعت له الحصان خلف العربة و حشرت له العصي بين عجلاته،
إذ رفعت سقف مهرها إلى 5 ملايين فقط ، دون باقي التكاليف التي تركت(مفتوحة. رجع صاحبنا كسير الحناح
مهدود الحيل «خبطة تلو أخرى كفيلة بأن تفت في عضدته، فتوهن قواه ». ثم قعد يقلب كفيه في الأمور من جاي
لجاي، دون فائدة، حاول عبثاً مفاصلة الفتاة ، يهديك يرضيل ، يفتح الله يستر الله ،لكي ترضى بالنزول إلى 3 ملايين.
لكن صمتها لم يكن علامةً للرضى، بل لكون ضآلة عرضه لم تستحق منها العناء بقولة : ( الما عندوش ما يلزموش). و لم
تنفد شحنة إصراره لإقناعها بأن حبه إياها جدير بخلق المعجزات. وهي عاملة «أضان الحامل طرشاء»، مدياه بالشلوت رمته،
فلم يكن ثمة داعٍ للرغي الفاضي عن حب لا يرجى منه أن يملأ بطناً لجائع أو ينجب أطفالاً خُدّجاً. انقهر صاحبنا أمام واقع ضربات
موجعة ، سلم أمره لله رمى أسلحته و استسلم ، موضوع الزواج بات نسياً منسياً وخبراً لكان «إن شاء الله من اليوم داك قرر قطع كل
لسان ينبس له ببنت شفةٍ عنه. لزم الجميع الصمت بما فيهم أمه وأبوه و إخوته، و انتظروا فرجاً لعله يكون قريباً و لما أيس الشاب من
نصف دينه قرر الشاب إكمال نصف تعليمه، و وجه المبلغ المدخر مهراً لـ»حسناء الجبل» لأقساط الجامعة و الكراسات و المحاضرات، ثم و
هو على عتب التخرج، عاد يمني النفس بوظيفة لا بأس بها، و عروس لم تطأ الأرض مثلها حسناً ورقةً طبع. و عاد شبح العزوبة يطارده.
و كم من فاتنة وددت لنيل قلبه،و هو لا يريد أن يسلك لذلك فجاً غير سوي، يحلم بيت حلال تملأ حياته، يتقاسمان رغيف الخبز المغمس
بالعرق، ينجبان دستة كاملة من الأطفال، كشأن أسلافه. و لكن هيهات بعدما ولى قطار العمر بأخينا المسكين و باءت كل خططه
العشرية بالفشل دون الفوز ببنت ناس تقبله زوجاً . و راح موقفه يتأزم عاماً بعد عام. و أموره آخذة في التدهور الشديد. فقد
وهن العظم منه و اشتعل الرأس شيباً يغطيه ك(بياض الثلج) ، و الجلحات البسيطة بقت سارحة عميقاً لتشغل حيزاً كييراً
من فاخورته لتحيلها إلى بيت نمل، و سبيب أذنيه صار هباءً منثوراً لتعبث به النسمات و تذروه الرياح كيف تشاء.
وهو يوشك على طي يوبيله الذهبي، و طارت نفسه شعاعاً من حنايا عشق يحتضر في حطام إنسان..
صورة حالكة جعلته حساساً تجاه النساء، ناشطاً قوقاً بقضايا العزوبة مع حال أمثاله ممن بات
الزواج لديهم ترفٌ يُشتهى، في حكم(الغالي متروك)، نسبة «لجشع أولياء الأمور. هذا
مع وجود جيوش جرارة من ضحايا العنوسة بسبب فلكية المهور، فيا لها من كارثة
اجتماعية لا يقوى على الصمود أمامها شباب ليبدؤوا من تحت الصفر، و ليسوا
كأبناء الطبقة المخملية، و من يولدون وبأفواههم ملاعق من ذهب ، و كأن الحديث
النبوي الشريف «التمس ولو خاتماً من حديد» لم يعد يصلح لزماننا هذا في شيء.
*************************$$$$$$$$***************** ****