المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجبات السريعة قنابل موقوتة!!



ود الأصيل
07-04-2013, 09:29 PM
الوجبات السريعة قنابل موقوتة
لا تكاد تخلو صحيفة سيارة من مرفق دعائي ..و إذا كنت ممن يبخل على نفسه بمطالعة الصحف اليومية أتاك بملصقات االدعاية من لم تزود. ذلك فضلاًَ عن التلفاز ، ذاك االمستوطن المزود بكذا لاقط و الذي غدونا نحن الضيوف وهو رب المنزل. وهنالك أيضاَ اللوحات البلورية المضيئة في المدن الراقية، منتصبة على رأس كل أشارة و حنك كل صينية (لفة). تروج كلها وتحكي عجباً عن أكلات لا جديد فيها سوى أسلوباً للعرض و حنكةً للجذب تؤمن بأن الهضم يبدأ (من أول نظرة). فما أن تقع عينك على واحدة من تلك الأفخاذ المربربة والمقرمشة حتى يترع اللعاب فم الراشد قبل أن يسيل على خدود القاصرين. نطلبها فتأتينا طائرة بلا حناحين و بأسرع من الصوت لنتناولها جميعاً بنهم و شره شديدين و نقضم أصابعنا من ورائها.
إننا بحق أوهن مما نتصور أمام هذه( التماطيق) التي جعلنا لها علينا سلطاناً مبيناً؛ و هي تفعل بنشئنا فعل السحر الأسود. لكن صدقوني ،إنها هلاميات لا تسمن و لا تغني من جوع؛ وهي لا تبني إلا أجساماً هشة فضفاضة كأنها بالونات توشك على الانبعاج . معظمها معدة من مكونات ذات قيمة غذائية رديئة أو هي منزوعة القيمة أصلاً؛ وهي محشوة في الغالب بمنكهات وملونات صناعية عسيرة الهضم و بمحدقات تنتزع العافية و تحل محلها. فحدث و لا حرج عن مواد إضافية مجهولة المصدر و مبهمة الصلاحية وع ن دهون حيوانية كاملة الدسم أو نباتية محروقة لدرجة التاكسد كي لا أقول التفحم الكامل، تماماً كزيت الرجيع ، و ما إلى ذلك من أحشاء طيور و مشروبات طاقة غازية أظنها غنية عن التعريف و أمور أخرى تعافها الآدمية السليمة.
متفقون جميعاً بأننا أمام ظاهرة لها مضار و متاعب ذات أذرع صحية، اقتصادية و اجتماعية محدقة بنا لا محالة. فهلا تساءل أحد عن: إلام ستظل جلودنا مكسوة بريش النعام و رؤسنا مدفونة بالرمل؟ متكئين على حزمة من مقولات جاهزة ومسلمات بأن الأمر بات شراً لا بد منه و مما عمت به بلوى التمدن و العولمة(ملعون أبوها) .
فهلا قام الناس و لو بجهد المقل لدرء الضرر وسد الذرائع كل من الثغرة التي تليه؟ فلنبدأ مثلاً بنفسي كعائل لأسرة و بها صغار، فما هو دوري في تنشئة هؤلاء على عادات غذائية ثبت نجاحها على يد من قاموا على تربيتي؟. ثم أنت يا أم العيال الرؤوم و ربة البيت الحنون ، نعاتبك و نسأل: عن دورك أنت؟ . فلماذا وضعت سلاحك وأعلنت هزيمة مائدتك أمام "منيوهات"دخيلة لا تجد حرجاً في أن تتسلل وتنزلق إليك من رقراق الباب؟!!!
إن لنا خير أسوة في دول متقدمة (شقيقة): حيث أقسام إعاشة المرضى بالمستشفيات( مسبقة دفع الفاتورة), تلك المؤسسات الجديرة بالإشادة حيث الحرص على أشده في كل ما يتعلق و يحيط بالنزيل من سبل الرعاية والنظافة والراحة التامة. حتى أنه لو جاز للمرض أن يصبح أمنية لتمناه الشخص هناك. إذاً ، فما الضير وما الصعوبة في أن نحذو مثالاً كهذا، حول مسألة ليست هامشية بل إنها حياة أو موت، طالما جارينا غيرنا في كل شيئ لدرجة لو دخلوا جحر ضب لاتبعناهم؟! و حسب علمي أن الغرب لم يصدر إلينا بلاويه إلا بعدا صار ملسوعاً بنارها قبلنا، فلنتنبه!
لا أتصور أحداً ينقصه قناعة بأن الفعل السليم في العقل السليم في الجسم السليم، لا السقيم , ولكن البعض فقط - وقليل ما هم- مستعدون للتفاعل مع حقائق و أرقام مخيفة في هذا الصدد وهي تدق ناقوس الخطر جراء افتتان سواد الناس بارتياد المطاعم أو جلب أطباقها إلى مضاجعهم خاصة صيفاً. حتى أن ما نسميها البيوت الحديثة الذكية كأنها ضاقت ذرعاً بما كنا تربينا عليه من مطابخ وغرف لتناول الطعام والتي أخشى ما أخشاه عليها أن تختفي شيئاً فشيئأ ، في ظروف غامضة و إلى غير رجعة.