المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السودان والأربعون مليون حرامي!!



ود الأصيل
09-02-2013, 08:52 PM
السودان والأربعون مليون حرامي!!
يؤسفني ألا أجد مدخلاً غير هذا يناسب حالة التردي و التآكل التي ظللنا منذ قبل التاريخ و قبل أن يحفر البحر و لا نزال و سوف نستمر بصددها إلى أن يرث الله أرضه و من عليها.. إنها جريمة محققة و تهمة ثابتة بقرائن دامغة تم كشفها و التبليغ عنها ضد مجاهيل منذ أزمنة سحيقة..
البيت المنكوب هو جمل جريح شايل السقى و عطشان.. بلد كان يغطي 1000.000ميلاً مربعاً(على الأقل قبل 9/يوليو2011، حيث جرت عملة بيع بالتجزئة علناً ؛ وجرس دلالة ﻻ يزال يلعلع)
و هو بلد يسع الجميع. و لا ينقصه شيء: تشقه شبكة من أنهر و روافد متحدرة من سلالات الفراديس و يهطل عليه وابل، وإن لم يكن وابل فطل شبه طوال العام و به أطياف من مناخات عديدة: غابات إستوائية و مدارية مطيرة و سافنا غنية و فقيرة و فلوات صحاري شاسعة، و به عديد من مصادر للماء عذباً و مالحا ، تليها خيران فوديان فسهول و جبال و رمال فبطاح و وهاد لا تحدها حدود.
و أما المسروقات فلا تقدر بثمن مادي و لا معنوي و هي تشمل كافة الموارد الطبيعية والأثرية والكفاءات البشرية العلمية و الأدبية و الأخلاقية التي تتم المتاجرة فيها على عينك يا تاجر،في في بورصات و نخاسات العالم لتهدر و تهرب محنطة و مصندقة بلا رقيب و لا حسيب و لا هم يحزنون.
و أما اللصوص فهم الجميع.. أنا و أنت و (الآخرون هم الجحيم) ، على رأي جان بول ساتر؛ و أنا بكل صراحة لا استثني أحداً من حاضرين و لا سابقين و لاحقين.. حتى القاصرين والصبيان والصبايا المتحنكشين، حتى الرضع و من سوف يولدون، كلهم في الجرم شركاء و في هواء المسائلة سواء.. ولو قدر لي أن أستثني من هؤلاء واحداً فقط، فهو العبد الفقير إلى الله .. و ذلك ليس لانتفاء التهمة عني أو ثبوت براءتي من لطعة دم وجدت عالقة بذراعي من قميص ابن يعقوب! حين قد من دبره؛ بل ليس لسبب آخر سوى لكوني أقف شاهد ملك على ما حدث و يحدث. ولو بدأت برصد الوقائع و تلاوة التهم على كافة المتورطين فسوف يطول السرد، و أخشى أن تملوا. يأتي في طليعة المتهمين الطبقة المتعلمة و "المتثاقفة" من من أبناء جيلي و من سبقهم و انتفع بمجانية التعليم و التواكل على حساب أبوية الدولة.. نعم لا بد أن نعترف و الاعتراف سيد الأدلة و هو أول خطوة صحيحة على طريق الانصلاح المعبد بالشوك والمسامير..ذنبنا و ذنب من علمونا أننا اكتسبنا معلومات (ولكن بدون علم ولا أخلاق) في مجالات شتى و تربينا على كل شيء عدا شيئاً واحداً و هاماً جداً هو التربية الوطنية..يلينا على لائحة الاتهام من يقال لهم الساسة والمشتغلون بالمسايسة وخلافهم من المسوسين الجدد و المتسلقة و القافزين بالزان و ركاب صهوات الخطب العصماء، والمتاجرين في أسواق النخاسة بأحلام الغوغاء و الرعاع و الدهماء.. ثم يليهم الرعاة و قبلهم الفلاحون (يشهد مشروع جزيرتنا القائم بين بحرين و مخدر منذ 1913 و لا يجيد أهله و لا يحسنون شيئاً سوى التزحزح من ضل إلى ضل و لعب (السيجة و المنقلة و صفرجت). ثم يليهم التجار و السماسرة و السمار و المداحون والدراويش و قائمة بنود العطالة المقنعة لسة مطولة و الساقية لسة مدورة.