مشاهدة النسخة كاملة : هوامش أمنية (مسلسل)
ود الأصيل
07-02-2013, 12:02 AM
هوامش أمنية (مسلسل)
نداء لكل مهتم :(نريد مداد أقلامكم).....
أتمنى على كافةمن يعنيهم الأمر بالمنتدى التعاون معي في بوست للتثقيف الأمني الذي أنا بصدده (حبذا لو مثبت) و تحت مسمى جامع و ماعون واسع "هوامش أمنية" لنطرح فية سلسلة من المواد نستهدف بها التوعية و رفع الحس الأمني بيننا و تبصير جمهرة العامة حول قضايا الأمن الشامل كقيمة أنسانية أزلية. ومدى دور الفرد والجماعة في صيانة النفس و العرض والتراب و الدين. فما رأيكم. من جانبي مستعد للإدلاء بجهد المقل. يا جماعة باكر بنموت وما دايرين شفعنا ديل يتملطشو في متاهات الألفية الرابعة الماشة علينا دي ربنا يحضرنا ولو مية سنة منها بس.(As long as you live, as much as you are supposed to learn)
مقدمــــــــة
(الأمن في معناه الواسع)
لقد من المولى عزوجل على خلقه بنعمة و قيمة الأمن في بدايات تنزيله المحكم. يقول جل شأنه "الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف" و روى الترمذي وابن ماجة في صحيحيهما عن النبي (ص) أنه قال:"من أصبح منكم آمناً في سربه, معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا (بحذافيرها)"
يقال إن الحياة ولدت من طينة الرغبة, دون اسم و عنوان و لا ذاكرة . كانت للحياة أياد و لسان و لكن لا فائدة و لا جدوى فلا أحد لتلمسه ولا لتخاطبه؛ إذن ولدت الحياة وحيدة يتيمة فلم تسو شيئاً وحدها. و يقال أيضاً إن البشرية لما خلقت من نفس واحدة كان أول ما انتابها شعور بالوحشة شديد , سرعان ما تحول إلى فضول غريب ولد لديها رهبة وخوفاً جبلياً من مجهول أو من لا شيء. فكان أول ما رغبت فيه هو أن تتعدد كي يكون للعيش طعم و معنى؛ فلعل الشيئ بضده يعرف. سرت تلك الرغبة في أوصال الحياة بليل, و كان لسهم الرغبة عنفوان قسم سلسلة الحياة الفقرية فانشطر ظهرها نصفين, ثم أشتق لآدم نصفه الآخر(حواء) وكانت من ضلعه (الأيسر بالذات وهي عوجاء ليرقد القلب تحتها بهدوء وسلام) كي ينشد كلاهما السكن والرحمة عند الآخر و يأنس بوجوده. و ماأبونا وسيدنا آدم عليه السلام أن يبصر كل شطره المعوج حتى ابتدر كل منها الآخر بابتسامة تحمل أوجهاً و تخفي أشياءً.. ثم ما لبثا أن تلامسا حتى استغرقا في ضحك عميق بريء طويل ثم هستيري متقطع في أحيان كثيرة على أوتار حساسة. ثم لما أن تغشاها حملت حملاً خفيفاً و ولدت منه؛ ثم بث الله منهما رجالاً كثيراً ونساءً. ظلت أحوالهم بعد ذلك تتراوح بين ضحك و بكاء و بين فرقة لقاء و فرقة ،ثم بؤس فشقاء ، فصراع فيه ضعف وكبرياء, إلى ارتكب أحد ابني آدم حماقته الشنيعة تلك بحق أخيه فقتله ثم عجز أن يوراي سوءته لجهله بثقافة الدفن التي بعث الله غراباً إليه ليعلمه إياها. و منذ تلك الكارثة صار القتل سنة سيئة و ظل هاجساً يؤرق الناس والكيانات والدول إلى أن تخلقت منه قضية شائكة عمرها الدهر هي الأمن في معناه الواسع.
بلدنا بقعة مباركة تتوسط كبد العالم؛ و بها من الثروات والخيرات ما يفوق حاجة سكانها القليلين نسبياً والطيبين حد المسكنة بفطرتهم. نظراً لبوادر التنمية الحادثة حالياً أ اللائحة في الأفق صدقاً أو وهماً، ربما اتجهت أنظار القيمين لجلب عمالات أجنبية؛ هذا فضلاً عن كون بلدنا موبوءة ببؤر ساخنة تتهدد وجودها؛ و هي مفتوحة على مصاريعها التسعة على دول الجوار وتننازح إليها أعداد مهولة و بكثافة توشك أن تحدث ربكة في التركيبة السكانية و تشظية في التكوين الثقافي واللغوي لمجتمعنا المعروف بتماسكه الشديد والذي بت أخشى على أبنائه - إن هم ظلو متفرجين-إلى أن يأتي يوم وقد أصبحو لا أقول أقلية في هذا الخضم الوافد العظيم, بل حفنة في كف عفريت مارد.
ينخرط في أوساط االغرباء عناصر ربما تؤمن بالعنف الثوري و بينهم" رؤوس مدبرة" ذات نشاط خطير تعمل على تحريض الغوغاء, وتذكي فيهم روح المواجهة العنيفة. وليست أنوف وأصابع كبار اللاعبين الدوليين ببعيدة عن كل ذلك. فهم يرون أو يتوهمون في بلدنا إقطاعية (بترودولارية) ناشئة تنمو على أكتاف ذوي الأيدي الرخيصة الوافدة المستغلة مادياً ونفسياً (قايلين القبة فيها فكي) و(المدردم كلو ليمون). لا استبعد مع تساخن الوتيرة نحو التحول الحادث أن تبدأ حساسايات و منغصات عديدة تطفو إلى سطح المشهد و تقفز إلى واجهة الأحداث شيئاً فشيئاً, ممثلاً ذلك في انشقاقات و إضطرابات و أعمال شغب وعنف هنا وهناك، لم تعد كما سبق غريبة علينا. إن المهدد الأمني الأخطر لجموع الدخلاء هو نفاذهم غير المقنن واللا شرعي, متسللين عبر منافذ و ثغرات برية مهملة يصعب ضبطها. هذا فضلاً عن جلبهم ربما مآرب بعيدة و وسلوكيات خطيرة على أمن الوطن و المواطن. إنها قنبلة على قارعة الطريق تطل علينا برأس أمنية, لكنني لا أراها إلا حمالة لأوجه وأبعاد هي أعمق و أخطر من ذلك بكثير؛ ؟ فلمتين نفضل تلقي الحمالة برمتها على ظهر بشير و سلفاكير و نقول: (أدرعها في رقبة ظالم و اعمل نايم) ؟! اللهم كلا. فيا جماعة الخير! دي بلدنا, رأيكم نخليها لمنو.ألا قد بلغت اللهم فاشهد.
بدر الدين محمد
07-02-2013, 05:37 AM
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
بدر الدين محمد
07-02-2013, 05:38 AM
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
ود الأصيل
09-02-2013, 09:35 PM
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
تشكرات لأخي بدر الدين محمد ولتقديره الصائبل لموضوعك كهذا لما له من أثر حيوي على أمننا واستقرار أمتنا ، فلا حياة و لا تجارة ولا عبادة ولاصلاة في غياب الأمن والطمأنينة في قلوبنا .لذلك تجدني بحاجة لعونكم ومشاركة أقلامكم في نشر الوعي الأمني لأنفسنا ولأجيالنا .فهنيئاً لي بأمثالك ودخلاتك الموفقة ولك مني التجلة والتقدير. لأن الكتابة في مثل هذه البوسات مرهقة جداً، أحس وأنا أمارسها بأنني مثقل بحملها و عتالتها و في ذات الوقت مشفق على القاريء من عصر هضمها. زكع ذلك توكلت علي الله وقدمت الدعوة لكم بالإنضام لهذه البوتقة و لنواصل معاً ما دام في محابرنا بقية نطفات من مداد، لنريقها هتوناً على صفحات فخر المنتديات....
ولقد ذكرت غير مرة بأنني الأسعد بوجودي في معيتكم أحبائي وأنت صاحب الحمل الثقيل بجد وأول السباقين دوماً لمؤازرتي.. فشكراً لك من كل قلبي و نحن الآن بصدد قضية أكشف لك سراً بأن موضوعها بحث سبق لي و نافست به (عربياً) وهي تعني بالتوعية الأمنية ..صحيح أنني عامل مقدمة (وش ملاح) تعريفية عن الأمن بأسلوب تعريفي فلسفي فضفاض إلى حد ما حول الأمن كمسئولية فردية و جماعية قبل أن تكون حكومية؟؟ وأخيراً إضاءة من صديق لي قديم (على محمد علي)و لا أروع بإن الأمن مفتاح الإستقرار وأساس التنمية ... ومن هنا أتت الأهمية!! كون الأمن من ناحية عملية يأتي من معرفة الحدود وما أدراك ما الحـــــــــدود، بأن:-
* تعرف حدود وطنك..فلا تهدرها ولا تدع أحداً يعتدى على شبر منها؛
* تعرف حدود ملكيتك وملكية غيرك فلا تتعداها.
* تعرف واجباتك وواجبات غيرك فلا تتقاعس عنها قيد أنملة.
* تعرف حقوقك وحقوق غيرك فلا تفرط في شيء كبير أو صغير منها.
* معرفة الحق العام وكيفية أحقاقه لأهله فلا تغمطه و تتعاطي معه بصدق وشفافية.
و الأهم بعد معرفة هذه الحدود..معرفة كيفية الثواب و العقاب عليها..وكيفية ردها أو استرداد المغصوب منها) حتى لو كان الغاصب هو رجل القانون نفسه(و قد قيل إن الحجر المغصوب في الدار رهن بخرابها) .
فسلام عليك أخي بدر البدور و لا تتوقع مني إلا كل خير وأنا أستعين بك كجوهر سوداني نضيف و معدن نفيس أحيي فيك النخوة والشهامة، رغم أنك تعلم (دون سواك) بأنني عرضة لنوع غريب من الإرهاب الفكري ورغم أنني لا بخاف لا بعرف الخوف و لكن إن كشكش كديس تلقاني واقف صوف. خاصة عند سماع مثل هذه الكلمات الغليظة (ناس أمن و شرطة واحتياطي وهراوات و بيت أشباح، إلخ) لمان شعرت جلدي تكلب. لكن كلماتك بلسم و تاج فوق رؤوس الاصحاء لا يراه إلا المرضى...
دعني هنا ، أقول لها و لنفسي وقد طارت شعاعاً من الأعداء و يحك لن تراعي.البوست يا عزيزي معني في مقامه الأول با(الفضفضة) الأمنية و أما أن تكون تلك مسؤولية دولة أم مواطن؟ فتلك مسالة أظنهاواضحة للعيان كما (البدر) في الليلة الظلماء.
و لعلنا نجمل المعني في ضرورة معرفة: الحدود+ الحق+ الواجب+ القانون. أضف إلى ذلك أن يعرف المرء نفسه ، تلك التي يحملها بين جنبيه, ماذا تريد منه بالتحديد. ولا تنسى أنها متقلبة و ومتجهجهة بين الأمكنة و حمالة لكل الوجوه والكنايات الممكنة. فبين فينة هي مطمئنة و أخرى لوامة, ثم ثالثة آمارة بالسوء. صدقاً لكلامي هذا أضيف لك من عندي ما يلي:-
مفاهيم و مؤشرات أمنية
لعل مقاصد الشريعة الخمس تنطوي جميعها على مفاهيم ومؤشرات أمنية أساسية بامتياز, هي: أمن الدين والنفس والعقل و العرض وأمن المال , و كلها محاور هامة سوف نعرض لها تفصيلاً ضمن مضابط بوستنا هذا تباعاً. فالدين سلعة الله الغالية التي خلق الكون و بعث الرسل لأجلها. و النفس حرمها الله إلا بالحق. والمسلم على المسلم حرام كله (دينه, دمه , عرضه و ماله).
في معنى المسؤولية التضامنية عن الأمن بأبعاده الشاملة و مقاصده البعيدة تشع لنا من مشكاة النبوة حكم بالغة و أمثلة جامعة ساقها لنا مهذب الإنسانية و مربي البشرية على الخير. ضربها لأولئك الذين قد يزيغ فهمهم فينطلقون خبط عشواء في هذه الحياة تحدوهم أهواؤهم و تدفعهم شهواتهم و يعملون بعكس مقتضى أن: "حرية الفرد يجب أن تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين" . فالحرية لا تعني العبث والخروج عن مألوف القيم؛ و إنما هي منضبطة بضمان حقوق الناس من حولنا و مراعاة منافع الغير وعدم إيذائهم. المشكلة لا تكمن في هؤلاء فقط و إنما من يرى الانحراف فيغض الطرف و ينصرف. لقد كانت فتنة بني إسرائيل في أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. فكان أحدهم إن رأى من أخيه منكراً بواحاً يزجره ذات مرة واحدة ، ثم يأتي و يجالسه و يآكله. لذا قدم الرسول (ص) المثل المادي لإيضاح المفاهيم و تربية الناس ليكون أوقع في النفس و أدعى للقيام بالواجب نحو المنحرف عن طريق الأخذ على يده و منعه من السعي بحافريه إلى حتفه. عن النعمان ابن بشيير(رضي الله عنهما ) أن رسول الله (ص) مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها؛ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذي من فوقنا؛ فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعاً, وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً.
إن لترويع الآمنين مخاطر جمة كنزع الثقة والرحمة بين الناس و نشر ضروب من الجريمة المنظمة وغير المنظمة. و في الحديث الذي رواه أبو بكر (رضي الله عنه), أن النبي (ص) قال:"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" لقوله تعالى أيضاً: (و اتقوا فتنةلا تصبين الذين ظلموا منك خاصةً).
من هنا ربما ينشأ خلط لدى العامة ما بين تغيير المنكر باليد و بين إرهاب صاحب المنكر, الأمر الذي قد يجر إلى مفاسدأكبر و ينذر بشرور مستطيرة. لذا و من باب ترجيح مبدأ المصالح المرسلة ، قدم شرعنا الحنيف دفع المفسدة العامة على جلب المنفعة الخاصة.
مع خالص موتدتي الشديدة؛ ودام الجميع آمنين في سربهم حائزين على قوت يومهم اللهم آآآآآميييييييين
ود الأصيل
13-02-2013, 10:17 PM
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
صديقي ود كرموش يأخذ علي دوماً بأن بوستاتي رغم تشويقها فكلها جادة وأني أشبعها تنقيباً و بحثاً وأقتلها وتشعيباً لدرجة أنني لا أدع لقارئ شيئاً ليضيفه فيصبح لا داخل ولا مارق . وأنا أقول لأخي بدر الدين لا بل أبقى لا داخل و نم في الكندشة نوم قرير العين هاينها. علا لاكين لا تطول النومة؛ لأنو موضوعنا دا كبير و داير لو همة شوية خاصة إنو المادة منومة أصلاً و فيها جوانب بحث علمية بحتة تتطيب الكثير من صبر القارئ ناهيك عن الكاتب والمشارك و العشم فيكم يا نشامى ما بتقصرو. يلا بندا على بركة اللله وندخل في الغريق:-
أركان و أسس أمنية
الأمن أمانة منا و إلينا:-
لعلي أقع في زلة قلم فادحة لا تغتفر لو تناولت موضوع الأمن بصفته مجموعة قوانين صماء مبوبة و معدة للتنفيذ والتنزيل على أرض الواقع في سبيل درء شرور الجريمة و ردع المتلبسين؛ بقدرما ينبغي أن يكون الحديث عن الحس والدور الأمني لكل فرد و جماعة بحكمه قيمة إنسانية ضاربة في الرقي والحضارة و متجذرة في مفاصل الحياة اليومية بأدق فصولها و تفاريعها. ذلك مع ملاحظة هامة و ملفتة جداً هي أنه بقدرما يكون التفاف الغموض و تشابك الخطوط على مسارح الجريمة بقدرما يكون النمو و التطور على مدارج السلك الأمني. حتى يقال على سبيل التندر إن الفضل في تطوير العلوم و الأنظمة الأمنية أول من ينسب إلى معتادي الإجرام الأكثر فلتاناً و أشد هرباً من العدالة, كرجال عصابات المافيا و أصحاب السوابق. لعل للمفارقة أن يكون لهؤلاء قصب السبق والقدح المعلى في كل ما تتفتق عنه قرائح خبراء الجريمة من عقائد أمنية دائمة التحديث والتجدد و كأنه واجب علينا أن ندين لهؤلاء "اللصوص"بفضل غير متعمد و نقلدهم عليه بأوسمة استحقاق وأنواط جدارة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها؛ أو يأتي اليوم الذي نشهد فيه الجريمة المنظمة و العفوية و قد انحسرت لأضيق حدودها و انقطع دابرها و جف معينها إلى أبد الأبدين.؛ اللهم آآآآآمييييين.
إن الشأن الأمني مسؤولية والتزام ذو خطوط متشابكة و أبعاد متراكبة خاصة وعامة. فمعلوم بالبداهة أن ولي الأمر هو أول من تتبادر صورته للذهن عندما يأتي الحديث عن مسؤولية صون الحق والدم والعرض و تحقيق الاستقرار لكل من يشاركه العيش على ترابه. ذلك لأن الراعي منوط به حماية حمى رعيته؛ و من المفترض ألا يهدأ له بال إلا بتأمين الحاجات الأساسية لكل فرد كبير و صغير، بعيد و قريب. ولكننا نتساءل: أين دور الرعية في بسط الأمن و زرع الأمان لذواتهم و لمن حولهم ؛ لا يعقل أن علينا فقط أن نربع أيدينا ونتفرج في زمان ولى فيه نظام الاتكال على أبوية الدولة و انظار الإطعام بالملعقة !؟ يقول عز من قائل: " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله". ذهب بعض المفسرين إلى أن من حكم الشريعة الأسلامية وأسرار مقاصدها في مشروعية الزكاة في مال التاجر أنها اقتضت جعل الأولية في إخراجها لمصارفها في نفس بلد إقامة صاحب المال. و عللوا ذلك بنصيبهم (كقوة شرائية) ساهمت في نمو تجارته ؛ فضلاً عن كونهم أعين ساهرة حارسة لماله بالتلقاء ودونما قصد.
بنظرة عامة و ثاقبة تتجاوز الرسميات سنجد أن الأمن أمانة ليست فقط في عنق الشرطي المجند حارساً أمينًا على ثغور تراب وطنه و إنما هي أمانة في كل الأعناق. فالجميع شركاء أساسيون لا هامشيون، لا بل و أصحاب حق و واجب في عملية بسط الأمن الاستقرار والزود عن حياض الوطن و مقدرات الأمة, كل في ثغرته و حسب دوره : فالمثقف والفلاح و الصانع كما الأديب و التشكيلي لا تخفى أدوارهم على عاقل فطن. هؤلاء جنود مجندة لذات المهمة. فالشاعر مثلاً قيثارة عصره و لسان حال زمانه الذي لا ينفلت منه وإن حاول الإفلات من قيوده و تمرد على بعض تفاصيل أوضاعه..وجند نفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة الكراهية وتأسيس وعي مسكون بقضايا مجموعته, ملتزم بها. ليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً..يعيش يومه و يشرئب إلى غده ..و هو يدون لنا شهادة عين رأت و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على عري كل ستر رآه يهتك أو ظلم رآه يقع أو حق سمعه يستلب. و الأمن أمانة في الأعناق و له مفاتح يحظى بها على خارطة الإصلاح في كل أمة و النضال لنصرة كل قوم يريدون البقاء. وأخيرا ليس بآخر لا ننسى أننا في زمان الشائعات المغرضة والشمارات الحارة و الفتن التي هي أشد من القتل: فتن يضائل بعضها بعضاً؛ و في زمان تعوذ منه نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال {....... وأعوذ بك من جار تراني عيناه و تسمعني أذناه؛ إن رأى خيراً دفنه ، و إن سمع شراً طار به}
.مع خالص موتي وللحديث بقايا و للأخذ والرد كما الحذف و الإضافة هوامش و مساحات مترعة بالوداد وسوف لن تفسد للود قضية.
ود الأصيل
20-02-2013, 01:44 AM
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
عندي بعض الاسئلة االمحرجة ولكن لا بد من طرحها
1- تأمين المواطن من السرقة هل يعتبر أمناً؟ ولكن الأمن الآن بات يحمي السلطة ضد المواطن فمن أحق بالأمن من الخوف؟
2-متي يحق للمواطن حمل السلاح والدفاع عن نفسه، كما هو حالنا في الربيع العربي؟
-3التأمين علي الحياة وشركات التأمين ، أهي داخلة في نطاق تعريف الأمن؟
و كذلك عندي إجابات مختصرة لأسئلتي البايخة.. وهي تكاد تكون دق مسامير لمحاور للنقاش أكثر من كونها إجابات..
وذلك بعد إذن صديقي وشريك في هذه الورطة/ علي محمد علي، أضيف ما يلي نصه:.
الأمن كغيره من الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع المتحضر، لها مراحل متتالية لتطبيقها بالطريقة المثلى و يشبه الأمن الرعاية الصحية في ذلك :-
1/ المرحلة الوقائية( preventive ) : وهي المرحلة التي تختص بمنع حدوث الكوارث والإنتهاكات الأمنية وتشمل تعزيز الأمن في مضمونها (وهي أهم المراحل).
2/ العلاجية ( curative ) : مرحلة تختص بالتعامل مع الكوارث عند حدوثها وإعادة الإستقرار..
3/ إعادة التأهيل ( rehabilitation ) : وتختص هذه المرحله بإعادة الوضع الأمني الى الإستقرار بعد معالجة حالة الفلتان التي تعرض لها. كما تتضمن إزالة عقابيل الكوارث والآثار السالبة لها ,وتعويض المتضريين وإعمار الأرض المحروقة.(وأما التأمين ضد الكوارث بأنواعه يندرج تحت هذه المراحل..وعموماً التأمين في بلادنا لايهتم إلا بالمرحلة الأخيره وهي إعادة التأهيل والتعويض بعد حدوث المشاكل (هذا إن خلصت الضمائر وجرت السيولة مجرها الصحيح)..أتمنى ألا أكون قد أطلت الحديث..تحياتي..
ثم إن صمتكم و صبركم علي استطرادي في هذه القضية أعتبره نوع من التواضع الذي في في غير محله.. فلله دركم يا أخوة.. لا أبالغ إن قلت إنكم أجدر مني بإدارة زمام هذا البوست.. الظاهر وقعتي سودة و لودة.. هسة كمان يقوم يطلع من بيناتكم واحد ألواء معاش (لكن معاش اللزعلكم) ..معاش شنو الما متزورج لسة دا؟ ما ..علينا.
المهم قمت بمساعدة صديقي المفقود والمشار إليه عاليه، و بمنتهى الفزلقة لخصنا ليكم الأمر في أهمية معرفة الحدود+ ا لحقوق+ القانون. . ثم هسة دخلنا بيكم على مرحلية الوقاية + العلاج+الترميم.فما هو رأيكم أنا عارف في ناس شغلا سمح؛ ونضميها قصير بس(أنت تمسك لي و أنا بقطع ليك). يعني 1) 2) 3) ختو لي سؤال عن مدى مسؤولية الدولة عن حماية الناس (و يا ما في الحبس مظاليم). وطوالي خفست مشت لحمل السلاح !!! أعوذ بالله.. يا جماعة الخير هل قلتو حمل سلاح؟ هسة منو الجاب السيرة دي .. يا جماعة أنتو سادة العارفين. والقطارة مليانة مفتشين (و حتروب البليلة مليان حصى)؟؟
طيب أنا عندي أقتراح لأخي بدر الدين محمد وبرضو يشمل الأخوان وكل من تسول له نفسه الدخول بمشاركة.. دايرين قبال ما ندخل في مضابط التناول المهني للأمن عايزين بعد شورتكم نبدل العنوان الحالي للبوست لأنو مععم جداً ولا يحمل أي إشارة للمحاور الأمنية التي نحن بصدد قتلها بحثاً. فبحاجة لعنوان جاذب كي تعم الفائدة . وأنا عندي عنوان مقترح أصلاً هو(دورالفرد والجماعة في صون الأمن كقيمة أنسانية شاملة). لو موافقين يلا طوالي نتلاقا على البوست المقبل لمواصلة ما انقطع من حديث.فماذا قلتم؟شاكر لكم من كل قلبي.مع مودتي الشديدة.
ود الأصيل
21-02-2013, 02:15 AM
.........يتبع:-
ثم سلسلة من أسئلة أخرى مشروعة لعلها تطل برأسها من هنا أو هناك، فمثلاً:-
هل ما ذكرناه موجود في كل بلاد العالم؟ بمعني إنو دا تعريف الأمن الأصلي أم حصري فقط في قوانين بلادي؟الأمن الشامل و الأمن الشعبي مصطلحات أمنية لعله ينفرد بها السودان و لا توجد في بلدان أخري؟؟؟.....هل الأمن قوامه أفراد من المجتمع (متنكرون)مندسون وسط العامة ثم ماذا يعتمد من وسائل لتحري و كشف و ردع الجريمة ؟ وإلي ماذا يهدفون ؟؟؟؟؟؟ ثم من و ممن يحمون؟؟؟.. لعل فرق وأجهزة حماية كهذه يتم إنشاؤها تحت مسمي الأمن ا لداخلي العام(بمعنى أمن الدولة) وهي ضرورة إلي حد ما، ولكن أليست أولوية هي حماية الفرد و معرفة ثم تأمين حقوقه؟؟
ما علينا، المهم نحن نضع الآيديل,, وبعدين يطبق وين و كيف و كم، دي أدواتها ذاتا أفتكر ما في إيدنا.. مثلاً عندنا شعارات فضفاضة (متل ناكل مما نزرع و نلبس مما نحلج وننسج) عاجباني شديد. ولكن بالتأكيد إنو لها مالها و عليها ما عليها ، بس برضو مبتكرة و فيها تفتيحة شوية لمخ الناس و حفظ لماء الوجه..طيب نرجع لموضوعنا.. وهو آخذ في التثاقل وأخشى على من يقرأ ، أن يداهم الملل اوصاله ويدب النعاس إلى أجفانه. خاصة وأن هنالك من يسأل ويقول:يا أستاذ، أنت قصدك جهاز الأمن و لا حاجة ثانية ياخي ما تجيبا على بلاطة و تريحنا من اللف والدوران!!
إذاً، على أن أفرمل لأأرفع قبعتي أمام سائلي و حساسيته العالية ضد أي ريحة للظلم و القهر.. أتفهم كل هذا وأحسب له 1000 حساب
][b]
[CENTER][COLOR=#FF8C00][SIZE=5][B]ثانياً أديه "الأمان" و أود طمأنة القارئ بأن المادة علمية بحتة، سبق لي و قدمتها في شكل بحث أكاديمي ضمن مسابقة خارجية لا ناقة لها في أجهزة "أمننا" و لا جمل في سودان تأبطنا في (بقجة) و هربنا به قبل مجيء هؤلاء النفر بخمس سنوات و يزيد..
ولكي أثبت ما أقول، إليكم السرد التحليلي أدناه في هذا المضمار، فقط بحاجة إلى من يقرأ و يتابع بصبر و نفس طويل، نظراً لجمود المادة:-تعاريف للجريمة وعلة التجريم والعقاب(من هنا نبدأ):- لنواصل.......
ود الأصيل
25-02-2013, 12:27 AM
(الجريمة):(مقومات, أنماط, مستويات ,آثار)
مبحث في القانون الجنائي لوصف الجريمة
في الحديث الطويل المروي في صحيح مسلم عن الني (صلى الله عليه و سلم) أنه قال في خطبة الوداع " ألا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"
لكي يتسنى لنا بناء مجتمع معافىً و صناعة فرد فعال متمتع بحس أمني ناضج ، لنضعه مباشرةً أمام مسؤولياته و التزاماته تجاه مقدراته الذاتية و مصالح أمته, فقد وجب علينا بادئ ذي بدء أن نحيط ذلك الفرد و المجتمع بصورة ذهنية بينة المعالم و متكاملة الأبعاد نستهدف بها تبصيره بما يعنيه من عديد مفردات تتعلق بالشأن الأمني و ماهية المخاطر الأمنية التي قد تحدق به كفرد و تهدد كيانه كجماعة و محيطه البيئي الذى يعيش في كنفه كبيئة.
من هنا لا بد للحديث أن يسقونا مباشرةً إلى شرح مفصل لمنغصات الأمن والسلم بأشكاله ومزعزعات الاستقرار بمعناه الواسع و الشامل . يأتي على رأسها ما يعرف ب"السلوك الإجرامي" الذي ظل شغلاً شاغلاً لخبراء القانون والمهتمين وحتى باحثي اللغة, ممن اجتهدوا فاشتقوا للجريمة اسماً من مادة جرم(عظم) و هي الإتيان بكل فعل شاذ عن السوية في نظر الشرع أو العرف و من شأنه إلحاق الأذي بالنقس أو الإضرار بالممتلك الشخصي أو االعام ؛ بصرف النظر عما إذا كان ذلك نابعاً من دوافع مبيتة( وإن خلصت) مع إصرار مسبق أم كان وقع خطاً, مادام مرتبطاً بنوع مع التهور, خاصة مع ورود مظنة الاستهتار وعدم الاكتراث للعواقب.
..............................
ود الأصيل
27-02-2013, 01:33 AM
................يتبع:-
هنا أولاً: مدخل علمي عام:-
تعرف الجريمة إجمالاً بأنها إتيان جانح ينطوي على انتهاك لحق أو خرق للائحة ما، و يضع فاعله تحت طائلة الجزاء قانوناً إو عرفاً؛ أو هو ترك فعل واجب و معاقب على تركه؛ بمعنى كل فعل أو ترك نصت الشريعة على تحريمه أو القانون/ العرف على تجريمه و فرض له جزاء، و جمعه أجزية، فإن لم تكن على الفعل أو الترك عقوبة أو جزاء فليسا بجريمة.
و رغم ما يشاهد من انسجام لهذا التعريف مع مختلف قانون السماء و معظم القوانين الوضعية ، إلا أنه لا يخلو من هنات ، شأنه شأن جميع التعاريف في مجال العلوم الإنسانية، وأهم هذه العيوب:-
• أن بعض المجتمعات لا توجد لديها قوانين مكتوبة حتى اليوم.
• يصعب على المشرعين الإحاطة بكل الأفعال الإجرامية الضارة بالمجتمع و بالتالي يستعصي وضع تشريع لكل شيء.
• أن القانون قد يكون مفروضاً من سلطة محتلة أو أخرى مستبدة، و في هذه الحالة لا يعبر سوى عن رغبة السلطة التي سنته في التشفي ، مما يجعل شرعيته الدستورية محلاً للطعن، بعيداً عن قناعة المحتكمين و إرداتهم .
• لايجوز التعميم بأن كل جنحة أو مخالفة جريمة، و لا كل جانح أو مخالف مجرماً. فالقانون قد يحظر أفعالاً غير إجرامية كثيرة، و قد يقوم بها أشخاص لا يوجد لديهم أي دافع أو تكوين إجرامي.
فاصل، ثم نواصل..............
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir