مشاهدة النسخة كاملة : قصة مشاتل ونجود
ياسر ود النعمة
24-01-2013, 03:35 AM
قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للنساء فقط!
بقلم/ ياسر ود النعمة
قصة حقيقية أو من نسج الخيال في تقديري أنها تقع في دائرة حصافة واهتمامات القارئ الكريم، وقد تستغرب لها النساء المتزوجات وقد تثير حفيظة الفتيات المتأهبات لدخول الحياة الزوجية وأيضاً قد تخيف الكثيرات منهن!! بالرغم من أنني قد قلت آنفاً إنها للنساء المتزوجات فقط!!
في تقديري أن هذه القصة امتزجت ما بين الواقعية من جهة وبالخيال من جهةٍ ثانيةٍ ولا أريد أن أبحر أكثر من ذلك.
إمرأةٌ في أواخر الأربعينات من عمرها تُدعى (مشاتل) عاشت مع زوجها (ساجد) قصة حب لا مثيل لها فتوّجاها بزواجٍ سعيدٍ إحتفظت به أسرتيهما وعمّ الفرح أرجاء الحارة وزغردن النساء وهلّل الرجال وإرتجّ المكان وتزخرف وتزيّن ثم إنفضّ السامر لينفرد ساجد بأمورته (مشاتل) في أحد فنادق العاصمة ليقضيا أمتع لحظات العمر لشهر عسلٍ إمتدّ لأكثر من ذلك.. ثم عادا لذويهما فوجدا أن الفرح الذي تركاه لا زال يملأ الأمكنة ولا زال (يرقش في عيون الصبايا والصبيان والنساء والرجال) وحيارى الحب ولا زالت (دارة الرقص) حامية من الذي كان عليها!!.
مضت حياتهما عادية بسعادةٍ تغمرهما يوماً تلو يوم إلى أن تُوجت هذه السعادة بأيقونةٍ ملأت عليهما الدنيا فرحاً وسروراً ثم أردفاها بولدٍ يشرح الخواطر ويسُر النوّاظر واستمر التكاثر من البنين والبنات.. كان محدود الدخل يجابد في حياته المعيشية اليومية بسترة حال استطاع (ساجد) أن يخرج بأولاده (الخمس) إلى بر الأمان إلى أن كبر إبنه (تاجر) وبلغ مرحلة الثانوية ثم جلس لامتحانات الشهادة السودانية فأحرز نتيجةً مشرّفةً أهّلته لدخول (كلية الطب).. بعد مسيرةٍ حياتيةٍ زوجيةٍ إستمرت لثلاثين عاماً لم تشوبها شائبةً غير بعض الهنّات اليومية المعروفة التي يعيشها الإنسان السوداني وزوجته.. هنا ظهرت في حياة ساجد فتاةٌ ساحرةٌ جذّابةٌ أخاذةٌ فاتنةٌ وعلى مسحةٍ من الجمال يأخذ العقل والقلب معاً!! لاحت هذه الفتاة في حياته لعلاقةٍ قديمةٍ كانت قد وقعت بينهما زمان أرادت أن تحددها معه فقالت لعشيقها الأول أن إشارة من المخ جاءت للقلب عن طريق الشرايين حدّثتها بأن تعيد تلك الأيام الخوالد والروائع.. قال لها (ساجد) أنه لا ينسى تلك العلاقة العاطفية التي كانت تؤجج قلبيهما أيام الدراسة ثم أردف لها بأن قطار العمر قد مضى وبحياته امرأةٌ أنجب منها خمسة بطون ما بين (الأولاد والبنات) وقد يصعب عليه الأمر لكنه وفي ذات الوقت يخفق قلبه عند ما يتذكرها أو تحدّثه.. جلسا مع بعضهما جلسةً غزليةً كانت قد اقترحتها له (نجود) تلك الفتاة التي استطاعت أن تُحافظ على جمالها ردحاً من الزمان.. طلبت منه أن يستمع لحديثها ولإقتراحها بتأنٍ لكنه يتحجّج بِحججٍ فيها الكثير من المنطق والعقلانية.
بالمناسبة نسينا أن نحدّث القراء بأن (نجود) من عائلة ثرّية جداً وقد ورثت المال والبنايات والأسهم وغير ذلك... إقترحت عليه بأن يتزوّجها بحالته الراهنة وبشلهتته التي لازمته طيلة سنين حياته لكنه رفض ذلك بحجة أن الأمر قد يصعب تنفيذه وأنه مشغولٌ بدراسة الأولاد ومصاريفهم وعذابات الحياة المعيشية اليومية وقد سدّ في وجهها كل أمل كانت تأمله.. لكنها ومن فرط حبها لـ(ساجد) جاءت لزوجته بفكرةٍ غريبةٍ على مجتمعنا إعتقدت إنها نيّرة أدخلتها في تفكيرٍ عميقٍ لدرجة أنها ظلّت طيلة اليوم منزعجة في كيفية إستيعاب تلك الفكرة المعقّدة التي أدخلتها في حساباتٍ لم تك بحسبانها على الإطلاق.. فقد طرحت لها (نجود) فكرة زواجها من زوجها (ساجد) نظير تكفّلها بدراسة إبنها (تاجر) في مدينة (الضباب لندن) بأفضل الجامعات هناك.. إضافةً إلى ذلك قد إلتزمت بشراء منزلٍ فاخرٍ بإسم (مشاتل) زائداً مصوغات ذهبية كاملة زائداً تكفّلها أيضاً بمصاريف المدارس لبقية أولادها وبناتها بالعاصمة زائد سيارة جديدة باسمها.. بدأت مشاتل في تفكيرٍ عميقٍ جداً لتلك المغريات لكنها وفي ذات الوقت تفكّر ملياً بأنها ستفقد (ساجد) شريك حياتها لمسيرةٍ طويلةٍ!! أزعجتها الفكرة كثيراً وظلت حبيسة التفكير ما بين زوجها والمغريات التي طُرحت عليها إذا تقبّلت الفكرة.. ثم طرأ عليها سؤالٌ مهمٌ جداً فأخذت موبايلها بسرعة البرق ثم اتصلت (بنجود) وقالت لها: لم أفهم قصدك بالتحديد عن زوجي (ساجد) أتريدينه زوجاً لك لتبقي الزوجة الثانية أم أنك تريدين أن تنفردي به بطلاقي منه؟
ردّت عليها نجود رداً بليغاً جداً ثم جاوبتها بأنها ستكون الزوجة الثانية له لكنها وفي ذات الوقت طلبت من (مشاتل) زوجة ساجد بأنها ستأخذه لفترةٍ زمنيةٍ معقولةٍ يُتفق عليها تكفي لإطفاء نيرانها القديمة والمشتعلة في دواخلها أيام الدراسة.. ثم تلعثمت بكلماتٍ غير مفهوماتٍ لكنها كانت تقصد أن يكون هناك إتفاق ليُعدِل بينهن خوفاً من أن ترفض (مشاتل) طلبها بالمرة. ثم قالت لها (مشاتل) غداً أو بعده سأرد على طلبك... ثم لاحقتها (نجود) بكلامٍ جميلٍ على أنها ستكون زوجةً ثانيةً لـ(ساجد) وصديقةً لها وأكدّت أيضاً على أن المسؤولية والهم مشتركاً بينهن لتربية الأولاد خوفاً من أن ترفض (مشاتل) الفكرة من أصلها.. وللأمانة أن (نجود) كانت تضمر لها شيئاً في نفسها وسر رفضت أن تبوح به لأي إنسانٍ مقربٍ منها عرف قصتها التي رمت إليها وكأنما لديها سلاحاً فتّاكاً ومحظوراً ستخوض به كل الإحتمالات مع مرور الزمن!!.
عزيز القارئ لا تستغرب لما يحدث عندنا بالوطن العربي فكل ما يخطر ببالكم قد يحدث بغياب المُثل والأخلاق السودانية التي كانت تميّزنا عن سائر الشعوب العربية والإسلامية.
فقط أبقى معنا بالحلقة الثانية لهذه القصة تحت عنوان (قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للنساء المتزوجات فقط)!!.
*******************************
مايسة
24-01-2013, 09:00 AM
تحياتي يا سر ود النعمة
يجود واقعنا بأمثلة إن لم تكن مثل هذه الاحداث - فقريب منها
حالنا الاقتصادي فرض علينا أشياء جعلت البعض يرضخ لها
ويعتبرها حل من الحلول
أستغرب من تصرف مشاتل فكونها قبلت الفكرة اصلا من البداية :rolleyes:
واصل النشوف نوايا نجود الخفية
حاتم عمر
26-01-2013, 10:50 PM
يا ود النعمة يا اخ دائما مشوقنا لقصصك الجميلة دي واصل اوعك تقيف وتواصل الليلة للصباح
يديك العافية ونحن في انتظار الباقي
ساريه
27-01-2013, 12:46 AM
متابعين ......
تحياتى ود النعمة ...
ياسر ود النعمة
10-02-2013, 09:48 AM
الحلقة الثانية (2)
(قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للنساء المتزوجات فقط).
بقلم/ ياسر ود النعمة
****
كنّا قد وقفنا في الحلقة الأولى عندما طلبت (مشاتل) من (نجود) أن تمهلها يومين للتفكير والرد على طلبها والذي أربكها وأدخلها في حيرةٍ من أمرها مضى أكثر من أسبوع وظلّت نجود منتظرة الرد على فكرتها لـ(مشاتل) زوجة (ساجد).
أرهقها التفكير كثيراً فمن جهةٍ تفكّر في المغريات ومن جهةٍ ثانيةٍ تفكر في (ساجد) الذي أمضى معها أحلى وأجمل أيام العمر وتحتاجه بشدة ليمضيا في الحفاظ على أولادهما... راودتها فكرةً بأن تصارح (ساجد) بتلك الفكرة التي طرحتها عليها نجود فحدّثته لتأخذ رأيه بالرغم من أنه على علم بكل شيء... ثم قالت له: أن نجود التي كانت تربطها بك علاقة أيام الدراسة جاءتني بمقترح غريب وعجيب جداً إن لم يك يدعو للحيرة والإستغراب في آنٍ واحدٍ ثم استرسلت (مشاتل) لبعلها بأن (نجود) قد قدمت لها مُغريات نظير أن تكون زوجةً ثانيةً لك (أي بمعنى ضرةً لي) وساومتني على ذلك بمغريات في مقدمتها دراسة إبني بإحدى كليات الطب بعاصمة الضباب لندن إلى أن يتخرّج طبيباً ثم شراء منزلاً بإسمى وسيارة وحلى ذهبية على مزاجي ودفع رسوم الدراسة لباقي الأولاد بأفضل المدارس الخاصة. ثم قاطعها (ساجد) وقال لها بماذا رديتي على تلك المغريات؟ قالت مشاتل وعدتها بالرد خلال يومين وقد مضى حتى تاريخه أسبوعاً كاملاً وأنا في حيرةٍ من أمري.. فقال لها ساجد: وأنا كمان... ثم صمتت مشاتل برهةً ثم عادت للحديث وقالت لزوجها (ساجد) بماذا تنصحني وأنا التي عاشرتك لسنينٍ طويلةٍ... بربك ما هو ردك أو نُصحك لي... أرجوك يا ساجد أن تنصحني بكل أمانةٍ فقد تعذّبت كثيراً ما بين أن تشاركني إمرأةٌ أخرى في زوجي وما بين مغريات يسيل لها اللعاب قدمتها لي نظير أن تكون لك زوجةً ثانيةً دون أن أتأثر بذلك على حد قولها؟
قال لها ساجد: هذه سابقةً لم أعهدها من قبل.. وصحيحٌ أن هناك علاقة حب قديمة كانت تربطني بها أيام الدراسة وصحيحٌ أنها كانت قصةً لاهبةً بيني وبينها من سنينٍ عديدةٍ مضت لكنني لم أعد أقوى على ذلك فقد تقدم العمر ثم باغتها بكلمةٍ (جرحتها جرحاً عميقاً) عندما قال لها: لقد خفق قلبي عندما إلتقتني صدفةً وحرّكت مواجعي بتلك الأيام الخوالد التي جمعتني بها أيام كنا طلاّب علم. إندهشت زوجته (مشاتل) لحديثه ثم قالت له: هل أنت توافقها فيما ذهبت إليه؟ قال لها (الكرة في ملعبك) يا مشاتل ثم بعد ذلك وقبل أن تنصرف لعمل المنزل قالت له الموضوع يخضع لمزيدٍ من التفكير والعقلانية والتأني.. هنا رنّ موبايل (مشاتل) فتأكدت أنها (نجود) وبالفعل كانت المتحدثة (نجود).. فباغتتها بسؤالٍ يدعو مرةً أخرى للتلعثم والحيرة فالأمر ليس سهلاً كما يعتقد الجميع.
ثم قالت لها ويّحك (يا مشاتل) وأنا انتظر منك رداً قد يحيل حياتنا لسعادةٍ ورفاهيةٍ كلنا معاً، فأوعدتها بوعدٍ قاطعٍ أن تمنحها مدة (48) ساعة أخرى للرد الأخير ثم دخلت مرةً ثانيةً في التفكير الذي سبّب لها إرهاقاً شديداً وسهراً لم تعتده على الإطلاق وقد بان عليها الإعياء والإرهاق حتى سألها أولادها وقال لها أحدهم: فيما تفكرين يا ماما إنّا قد تلاحظ لنا أنك تكثرين في التفكير الذي نراه قد إنعكس على صحتك ثم أردف لها ابنها (تاجر) إن كنتِ تفكرين في الكيفية التي ستجابهي بها مصاريف الكلية ومصاريف البيت فأنا سأضحي من أجل أخواني وسأعمل بأي عملٍ يضمن لنا الكسب الحلال والحياة المعيشية الكريمة وسأساعد والدي على حمل هذه المسؤولية فلا تفكري ولا تشفقي؟ لتقول هي في سّرها أن ابنها (تاجر) لا زال في مرحلة براءة الأطفال.. ثم تجاوبه سراً أن الموضوع أكبر من ذلك يا (تاجر).. ثم يمضي لحال سبيله فتدخل مرةً عاشرة في نوبةٍ شديدةٍ وفي مزيدٍ من دراسة المقترح.. ذات مرةٍ قادها تفكيرها لمصارحة (نجود) عبر الهاتف وقالت لها: لقد وصلت لحلٍ أمثلٍ يُرضي كل الأطراف غداً سأحدثك عنه ثم أغلقت الموبايل وخلدت للراحة.
ونواصل الحلقة الثالثة
===========
الحلقة الثالثة للقصة الغريبة جداً تحت عنوان:
(قف قبل متابعة هذه القصة.. فإنها للنساء المتزوجات فقط!!)
مايسة
10-02-2013, 09:54 AM
ود النعمة سلامات
ما تغيب كتير لأنو كدا شحتفه ثمح
ياسر ود النعمة
11-02-2013, 10:56 AM
"](الحلقـة الثالثـة)
(قف قبل متابعة هذه القصة.. فإنها للمتزوجات فقط)
= ياسر ود النعمة
كنّا قد وقفنا بالحلقة الثانية عندما وصلت (مشاتل) لحلٍ أمثلٍ يُرضي كل الأطراف ووعدت (نجود) بأن تحدّثها غداً ثم أغلقت الموبايل وخلدتْ للراحة...
بعد ذلك رتّبت نفسها بدراسةٍ متأنيةٍ لمستقبل أولادها ثم هاتفت (نجود) وقالت لها: لقد فكّرت ملياً وبعد معاناةٍ شديدةٍ وصلتْ لقناعةٍ تامةٍ بالموافقة على مقترحك.. ثم قالت لها وأذيدك علماً بأنني راضيةً عنّك تماماً ومقدرة لظرفك ولحبك الذي وقع بينك وبين (ساجد) أيام الدراسة وأنا إمرأةٌ أعرف التعلّق بالحبيب جيداً لذا راعيتك وقبلت بأن تكوني زوجةً ثانيةً ناصحة لي ولزوجك (ساجد).. وقفت قليلاً عن الحديث ثم سمعت زغرودةً داويةً من (نجود) على موبايلها أطلقتها إعلاناً لفرحٍ عارمٍ في مكامنها أخرجته على الهواء دون اكتراث لعواقبه الشيء الذي أكّد لـ(مشاتل) الحب الذي كان بينهما أيام الدراسة.. ثم لغِيرتها الشديدة لزوجها أزعجتها تلك الزغرودة المستفزة لكنها عادت لرشدها وقالت لنفسها أنا قد فكّرت واقتنعت بوجودها في حياتنا.. لم تُخف (مشاتل) حقيقة ما قُدّم لها من (مُغريات) فدرست الأمر جيّداً وبعقلانيةٍ وقالت لذاتها واقنعتها تماماً بأن (ساجد) قد يُقدِم ذات مرةٍ على زوجةٍ ثانيةٍ دون هذه المغريات وقد يحدث ذلك فماذا كنت سأفعل غير أنني سأغضب عنه في بداية زيجته الثانية وستعود العلاقة كما كانت لتربية الأولاد في كنف والدهم.. هكذا فكّرت (مشاتل) وأقنعت نفسها بذلك لكنها أخفت كل ما دار عن مُغريات (نجود) عن أولادها وبناتها تحوّطاً للحرج الذي قد يلحقها.. هنا احتفلت (نجود) بموافقة (مشاتل) على الزواج من (ساجد) الحب الأول أيام المراهقة والهيجان فقد حدّثت كل من كان معها وأجرت اتصالاتها لزميلاتها اللائي أودعتهن أسرارها ويعرفن عنها الكثير خاصةً عندما صادفت (ساجد) بعد كل تلك الفترة.. وبفرحٍ كبيرٍ احتفلت (نجود) مع صديقات عمرها وهي غير مصدّقة أن من كان يخفق له قلبها زمان قد عاد لحياتها مرةً ثانيةً فبدأ قلبها في زيادةٍ واضحةٍ في الخفقان!!
أثناء ذاك الفرح العارم جاءتها صديقةً عزيزةً لها سمعت بحكايتها مع حبها الأول (ساجد) وكانت تعرف ذلك جيداً وتعرف كل تفاصيل الحب الذي كان قد وقع بين صديقتها (نجود) و(ساجد) بل تعرف أدقّ تفاصيل تلك العلاقة فقالت لصديقتها (نجود) بهمسٍ خفيفٍ بعيداً عن أعين الناس قالت لها أكملي اتفاقيتك مع (مشاتل) زوجة (ساجد) بأسرع ما يمكن ثم أردفت لها بأنها ستحدثها بسرٍ مهمٍ جداً بعد اكتمال مراسم الزواج.. أي أن صديقتها (عقود) لديها فكرة نيّرةً لمصلحة (نجود) لكنها لم تتبلّور بعد.
هرعت (نجود) نحو موبايلها (الجلكسي) المتطوّر فحدّثت (مشاتل) وشكرتها على مستوى فهمها الرفيع لقصتها ولظروفها ثم وعدتها اليوم الثاني لبدء تنفيذ كل ما وعدتها به فاتفقتا على ذلك.
حان موعد التنفيذ الذي قطعته معها فذهبتا إلى مكتب عقاري راقٍ تعرفه (نجود) جيداً فقالت لصاحبه: أريد منزلاً محترماً مهما غلا سعره.. فردّ عليها في وجود (مشاتل) إنه مستعدٌ لذلك على أن تمنحه يومان أو ثلاث لتنفيذ طلبها وبعد أن وافقت بمنحه هذه الفرصة قادت معها (مشاتل) ناحية سيارتها الـ(b.m.w) الفارهة وقالت لها هيّا بنا لأكبر أسواق المجوهرات الآن، فاتجهتا ناحيته بسرعةٍ شديدةٍ ووصلتا لأكبر المحلات شهرةً فاندهشت (مشاتل) من لمعان المجوهرات والحُلى الذهبية ثم خيّرتها (نجود) ما بين...
(في الحلقة الرابعة نواصل...)
*************************[/color]
حاتم عمر
12-02-2013, 04:31 AM
الله يخليك يا عرفات ويخلي قلمك السنين ده ، متابعييييييييييييييييين
ياسر ود النعمة
12-02-2013, 05:53 AM
الحلقة الرابعة
(قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للمتزوجات فقط)
* ياسر ود النعمة
في الحلقة الثالثة وقفنا عندما ذهبتا (نجود ومشاتل) إلى أكبر محلات المجوهرات والحُلى الذهبية فخيّرتها (نجود) ما بين عقود ذهبية بحرينية وغوائش من عيار (21) بحريني الصُنع أيضاً وكذلك كل ما تريده من مجوهرات فاختارت لنفسها طقوم من المجوهرات وغوائش من أجود أنواع الذهب البحريني ومن أجمل الموضات والموديلات الحديثة وبعد أن اكتفت (مشاتل) بمجموعة من الذهب الخالص والمجوهرات النفيسة ذهبتا معاً لأكبر معارض السيارات بالعاصمة.. فقالت (نجود) لـ(مشاتل): إختاري السيارة التي تناسبك وبالفعل قد إختارت سيارةً فارهةً يابانية الصُنع ثم قامت (نجود) بتحرير شيك مصرفي بكامل مبلغ السيارة بلغ (95.000) خمسة وتسعون ألف جنيه وبلغة السودانيين التي أبوا أن ينسونها (خمسة وتسعون مليوناً من الجنيهات)!! ثم غادرتا المعرض بسيارة (نجود) الـ(b.m.w) السوداء ناحية منزل (مشاتل) على أمل أن يلتقيا اليوم الثاني لاستلام السيارة ولتكملة ما وعدتها به نظير الصفقة الأولى من نوعها في الوطن... عموماً كان الفرح سيّد الموقف رغم اختلافه من (نجود) لـ(مشاتل) فالأولى غمرتها الفرحة على أنها ستتزوّج من كانت تحبه وتهواه أيام الدراسة.. و(مشاتل) فرحة بالمغريات التي تنفّذت بالفعل وعرفت من خلال هذا التنفيذ جدّية (نجود) حول الصفقة التي قد تكون الأولى من نوعها بمجتمعنا السوداني... ولو يذكر القارئ المتابع للقصة أن هذا الفرح الذي عمّ الجميع سبق وأن قالته (نجود) آنفاً.
وفي اليوم التالي على التوالي وقبل أن تجري (نجود) إتصالاً هاتفياً بـ(مشاتل) كانت قد ذهبت لوحدها لإحدى وكالات السفر والسياحة تسأل عن كيفية الحصول على التأشيرات من (السفارة الإنجليزية) تمكّنهم من الدخول لعاصمة الضباب ثم سألت عن الطريقة التي تمكّن الطالب (تاجر) من الدخول لأكبر كليات الطب (بلندن)... وجدت (نجود) من يرسم لها خارطة طريق السفر وإلتحاق الطالب (تاجر) بإحدى كليات الطب فكلّفته بهذه المهمة نظير مبلغٍ ماليٍ وعدته به بحيث يمضي لإكمال إجراءات سفرها هي و(مشاتل) وإبنها (تاجر).. رتّبت هذا الأمر جيداً وبعد أن فرغت منه تماماً أجرت إتصالها بـ(مشاتل) التي أفرحها الإتصال عندما رأت على شاشة موبايلها إسم (نجود) فردّت عليها بفرحٍ شديدٍ ثم إعتذرت لها (نجود) عن التأخير دون أن تحدّثها بأنها كانت بالسفارة (الإنجليزية) تُشرع في تنفيذ أحد بنود الاتفاقية فيما يختص بدراسة (تاجر) بعاصمة الضباب (لندن).. ثم إسترسلت معها في حديثٍ طويلٍ ومهمٍ بخصوص الأولاد والبنات واتفقتا على أن تذهبا لمدارسٍ خاصةٍ ليكملا إجراءات الأولاد والبنات وقد إتفقتا تماماً على ذلك وقد تمّ إختيار المدارس الممتازة وقامت (نجود) بدفع مبالغٍ ماليةٍ لعامٍ دراسيٍ كاملٍ للأربعة أبناء.. لم يهدأ لـ(نجود) بال إلاّ بتنفيذ كل بنود الإتفاق ومضت في ذلك بنصيحة زميلتها (عقود) التي نصحتها ذات مرةٍ بإكمال هذه الإتفاقية لتنتهي هذه الصفقة المهمة جداً وقد كان ذلك... دارت الأيام دورتها فاتصل من كلّفته بأمر (السفارة) يفيدها على إنه رتّب لها كل الأمور وينتظر منها (جوازات السفر) لإنهاء التأشيرات وحدّثها بأن هناك مكتب بلندن سبق وأن إتصل به بخصوص دراسة (تاجر) الذي طالبوه بترجمة شهادته الثانوية (باللغة الإنجليزية) وقد تم ذلك فعلاً وسط دهشة أبناء (مشاتل) في مقدمتهم (تاجر) نفسه الذي إستغرب لذلك، لكنه ولصغر سنه لم يعر الأمر الإهتمام الكافي بل ظلّ فرحاً بسفره للندن دون أن يسأل عن الطريقة التي قادته للسفر... بعد مضي فترة قصيرة كانت كل الأمور قد ترتّبت كما أرادت لها (نجود) فسافروا إلى مدينة الضباب (لندن) التي لم تكن غريبةً على (نجود) فقد سبق لها أن سافرت لعواصمٍ أوربيةٍ كثيرةٍ في مقدمتها (لندن)... وصلوا إلى هناك وأقاموا في فندقٍ مميّزٍ.. خلدوا فيه للراحة من السهر وعدد ساعات الطيران من الخرطوم عبر القاهرة روما إلى لندن... لا نخفي على القارئ الصدمة الحضارية التي أصابت مشاتل وإبنها تاجر بعد هذه النقلة التي دعتها تقارن فيما بين الخرطوم ولندن..
عموماً في اليوم الثاني أجرت (نجود) اتصالاتها مع من تربطها بهم علائق وطيدة وكذلك بالمكتب الذي سيقوم بتنفيذ إجراءات دراسة الطالب (تاجر) ثم بدأت تحركات سريعة استطاعوا من خلالها وفي ظرف عشرة أيام إنهاء كل الإجراءات التي تعنى دراسة (تاجر) وقد قامت بدفع الرسوم كاملةً ولمدة عام دراسي كامل، كما أنهت إجراءات سكنه مع إحدى العوائل الإنجليزية ثم سلّمته مبلغ من المال وفتحت له حساباً بأحد البنوك ثم سلّمته جهاز موبايل متطّور ومكثوا معه ثلاثة أيام مع تلك العائلة الإنجليزية حتى يتعوّد على حياةٍ غريبةٍ عليه وبعد أن اطمأنتا عليه ذهبتا لأكبر وأجمل أسواق العاصمة (لندن) لشراء الهدايا.. فقد كان ذلك أن اشتروا أجمل أنواع الأزياء وغيرها ثم عادتا للفندق مرة ثانية خلدتا لراحةٍ واجبةٍ بعدها فكرتا في مغادرة (لندن) وقد تم الحجز وأكملتا كل الإجراءات والترتيبات ثم ذهبتا لمطار (هيثرو) الدولي ثم غادرت رحلتهما متجهة للخرطوم وهنّ في حالة إنشراحٍ خاصةً (مشاتل) التي ضمنت أولى وأهم خطوات بنود الإتفاق مستقبل إبنها (تاجر) والذي بعد دخوله كلية الطب صارت تناديه بـ(يادكتور).. في إشارةٍ واضحةٍ لضمان مستقبله.
قلنا أن (مشاتل) قد إنشرح خاطرها على سعته وبدأت علاقتها تتوطّد كل يوم مع (نجود) التي أوفت بما وعدتها به ولا زالت تهتم بها.. في أثناء إنشراحة (مشاتل) كانت هناك لقاءات يومية تتم بين (ساجد ونجود) تحدّثه عن كل الخطوات التي إتخذتها نحو شريكة حياته (مشاتل) حتى تُرضيها.. هنا سرح (ساجد) بخياله كثيراً إلى أن ربّتت (نجود) على كتفه ثم قالت له: ويّحك يا (ساجد) فيم تفكر وأين ذهبت بخيالك؟ فانخضّ واعتدل في جلسته وقال لها: رجّعتيني إلى الخرطوم بعد أن كنت في بلاجات (شاطىء بتايا بتايلاند) فضحكت وانشرح خاطرها في إشارةٍ لرضائه بخطوة الزواج المرتقب ثم قالت له حبيبي (ساجد) هل أنت (......؟).
ياسر ود النعمة
12-02-2013, 05:54 AM
تابعوني في الحلقة الخامسة
mahagoub
12-02-2013, 09:05 PM
كيد نساء
دى التصور الطلعته بيه
واصل
نزار احمد كوارتي
12-02-2013, 09:35 PM
ود النعمه يا رائع،
واصل واصل من دون فواصل
ام خالد
14-02-2013, 09:24 AM
متابعييييييييييين وبشده شديده
ياسر ود النعمة
14-02-2013, 09:45 AM
الحلقة الخامسة (5)
قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للمتزوجات فقط!!
بقلم/ ياسر ود النعمة
وقفنا في نهاية الحلقة الرابعة بأن سَرح (ساجد) بخياله بعيداً إلى أن لفتته (نجود) وقالت له: أين ذهبت بخيالك يا حبيبي؟ فأجابها سريعاً بأنها أعادته للخرطوم بعد أن كان (بشاطئ بتاتا بتايلاند) ثم سألته سؤالاً قالت له فيه: حبيبي (ساجد) هل أنت راضٍ عن ما فعلته لزوجتك (مشاتل) وإبنك (تاجر) وبقية أولادك لأجل أن أكون زوجتك الثانية؟ فأجابها بحنكةٍ وحكمةٍ وقال لها: صدق الشاعر المصري الكبير الراحل/ أحمد شوقي عندما قال بمقطعٍ لإحدى قصائده: (الحبُ سلطانٌ له الغلبُ).. فاكتفت بهذه الإجابة.. ثم بدأت تشتعل نيران حبها لـ(ساجد).
بعد ذلك اللقاء قررت (نجود) التحرّك العاجل لإكمال مراسم الزواج بدفعةٍ قويةٍ من صديقتها (عقود) التي كان تتعجّل ذلك فجلسوا جلسةً كبيرةً للتفاكر إلى أن وصلوا لقناعةٍ تامةٍ بتحديد موعدٍ قاطعٍ لإكمال مراسم الزواج خلال شهر من تاريخ جلسة التفاكر وحدّثت (ساطع) بذلك ووعدته بأنها ستلتقيه (بفندقٍ شهيرٍ) خلال يومين وفي خاطرها شيء ستقوله له عند اللقاء... ثم بعد ذلك بدأوا في ترتيب وتجهيز (فلّتها) التي ستشهد مراسم الزواج وبدأوا أيضاً في شراء العديد من مستلزمات الزواج التي كلفتهم كثيراً.. كانت صديقتها (عقود) هي التي تقود كل التجهيزات والترتيبات لإكمال مراسم الزواج وفي نفسها شيء تضمره في سرّها لا تريد أن تبوح به إلاّ بعد (عقد القران) وقد سبق أن قلناه آنفاً بإحدى حلقات هذه القصة كانت قد وعدت به صديقتها (نجود)... يا تُرى ما الذي تضمره (عقود) لصالح صديقتها (نجود)؟.
مضت الأيام مسرعةً وقد بلغت التجهيزات قمتها وقبل أن يقترب موعد الزفاف وقبل أن تُحبس (نجود) بالمنزل كما جرت عاداتنا.. اتصلت بـ(ساجد) وهي تقبع بفندقٍ شهيرٍ وسط العاصمة ترغب في تناول وجبةٍ مع (ساجد) وهي في الحقيقة قد حجزت له جناحاً بالفندق وكذلك دفعت لإدارة الفندق مبلغاً مقدّراً من المال لراحة (ساجد) كما حجزت له (الساونا) طيلة فترة الأسبوع الذي دفعت قيمته مقدماً.. جاء (ساجد) في الموعد المضروب بينهما فقال لها بعد أن تناولا وجبة إفطار دسمة: كُنِت قد وعدتيني بأن هناك حديثاً ضرورياً ستحدثيني به. فأجابته بأنها قد حجزت له جناحاً بالفندق ذاته تريد راحته استعداداً لمراسم الزواج ثم قالت له ما رأيك؟ قال لها (ساجد) قد توّسعتي كثيراً وصرفتي مبالغاً كبيرةً لهذه الزيجة ولا داعي لذلك.. لكنه ومع إلحاح (نجود) وافق على أن يلبي لها طلبها ويبقى ما بين (الفندق والساونا) وما بين منزل أسرته حتى لا يشعر الأولاد بغيابه عنهم أو يفكّروا مجرد تفكير بأن هناك مخطط هو بصدده!! ثم تجاذبا الحديث كثيراً فودّعته وحدّثته بأن الموعد المضروب (لليلة الزفاف) قد أوشك أن يحين.. ثم انصرفت لحال سبيلها منطلقة بسيارتها الـ(b.m.w) السوداء ناحية (الفيلّة) التي قد امتلأت على سعتها بصديقاتها اللائي غمرهن فرحٍ شديدٍ بزفاف صديقتهن (نجود) وكانت (عقود) على رأسهن وفي مقدمتهن تتحرّك على كل النواحي والاتجاهات وتخطط بدقةٍ على أن لا تعرف أسرة (ساجد) وعائلته هذه الزيجة تحوّطاً لأي طارئ قد يُفسد عليهن زيجة صديقتهن التي كلفتهن الكثير من الجهد والمال والمغامرة.
ثم بعد ذلك دخلت (نجود) في حبسٍ إجباريٍ بإيعازٍ من صديقتها (عقود) إيذاناً بتجهيزها ليوم زفافها فقد تعاقدت مع مصففة شعر مصرية الجنسية لها خبراتً كبيرةً في تجهيز العروسات وكذلك مصممة أزياء شهيرة ثم أعلنت لصديقاتها اللائي من حولها بأنهن قد دخلن كلهن في حالة طوارئ.
الحلقة السادسة.. نواصــــل...
ياسر ود النعمة
16-02-2013, 10:50 AM
الحقلة السادسة
قف قبل متابعة هذه القصة فإنها للمتزوجات فقط؟
يرويها/ ياسر ود النعمة
كنّا قد توقفنا في الحلقة الماضية بأن هناك حالة طوارئ معلنةً بعد حبس (نجود بالفلّة) لتزيينها بكل أنواع وألوان الزينة وصفصفة الشعر وما إلى ذلك، فميا يعني العروسات المتأهبات لزفافهن.
فعلاً قد بدأت عملية تجهيز وتزيين العروسة (نجود) فامتلأت (الفلّة) بصديقاتها وبنات أهلها وجيرانها وارتجّ المكان بالغناء والرقص والزغاريد وفرحاً عارماً ما بعده فرح عمّ المكان.. استمر هذا الحال لإسبوعٍ كاملٍ سهروا من خلاله الليالي ورقصت فيه العروس بصحبة (فنانة الدلوكة الشهيرة) وبلغت الاستعدادات ذروتها حيث قامت (عقود) بحجز أفخم صالات الأفراح وعدد من الفنانين ذائعي الصيت فقد اقترب الزفاف وجرت اتصالات مكثفة بين (نجود وساجد) الذي أولوه عنايةً فاقت حد الوصف إلى أن خرج من جناحه بالفندق الشهير وهو في كامل هندامه.. إلى تلك اللحظات لم يشعر أولاد (ساجد) بأن والدهم على وشك (الزوجة الثانية)!! لكنهم يقرأون شيئاً ما في عيون والدتهم (مشاتل) التي عرفت كل شيء.. ليس ذلك وفقط بل راودها تفكير بأن (تنسف) كل الاتفاقية التي تمت لإكمال الصفقة لغِيرتها الشديدة.. لكنها فكّرت بعقلانية وتذكّرت أن (تاجر) يا دوبك قد بدأ بعتبة (الطب) الأولى وقد يقودها تفكيرها وغيرتها لظروفٍ قد تتسّبب في تشتيت الأسرة ودخول أولادها وبناتها لنفقٍ قد يكون مظلم!! ثم تراجعت أيضاً بعقلانيةٍ وهدأت دواخلها وأقنعت نفسها بما سيحدث ورضيت بالمقابل (المغريات).
هنا أعلنت (عقود) بأن كل الترتيبات قد إكتملت وأن يوم غدٍ الخميس سيتم عقد القران وتنتقل ليلة (الدخلة) إلى تلك الصالة الفخيمة ثم تناول وجبة العشاء التي أُعدت بأجود أنواع اللحوم والأسماك والفراخ وغيرها من المطايب ثم أعلنت للملأ بأنهم سيعودون بعد نهاية الحفل إلى (الفلّة) لإكمال (الجرتق)... ثم ذهبت بسيارتها الفارهة إلى مكانٍ مخصصٍ لتجهيز (العريس) بعد موعدٍ متفقٍ عليه فتقابلت مع (ساجد) فأدخلته للمكان على أن يخرج منه يوم الخميس ليذهب الجميع ناحية المكان الذي تتواجد فيه (نجود) ليقودها زوجها وسط زغاريد وفرح صديقاتها بسيارةٍ كانت قد أُعدت لتلك اللحظة وقد كان ذلك فهاجت الدنيا وما هدأت إلى أن وصل (العريس والعروس) للصالة مع زفةٍ لم تهدأ أبداً ووسط زغاريد ودموع فرح بللت المكان وتباريك غير مسبوقة فصدح المغني برائعته التي هيّجت قلوب العذارى (قلبين ضمّاهم غرام.. اثنين دنياهم سلام) فكان الفرح سيّد اللحظة وكانت (عقود) نجمة الحفل دون منازع لم يهدأ لها بال منذ أن عرفت اللقاء الذي تم بين صديقتها (نجود) و(ساجد) استمر الحفل الصاخب الذي قدموا فيه أجود أنواع الخدمات للضيوف إلى أن حان الموعد المحظور لينتهي الحفل وتتحول كل تلك الجماهير ناحية (الفلّة) لإكمال عادة الجرتق وقد سهروا هناك إلى الساعات الأولى من الصباح وهم في حال إرهاقٍ شديدٍ.. هنا وفي هذه اللحظة وبشيءٍ متفقٍ عليه جهّزت عقود شنطة صديقتها وأيضاً شنطة (ساجد) ثم أخذتهما بسيارتها الفارهة ناحية (الفندق الشهير) الذي حجزوا فيه جناحاً كاملاً لقضاء شهر العسل ثم ودعتهما (عقود) بعد أن تمنت لهما عسلاً مباركاً ثم عادت إلى منزلها وهي في غاية الإرهاق لكنها راضيةً بما أنهكها وأرهقها لأنها رأت أن سعادة صديقتها (نجود) هي سعادتها ثم أغلقت عليها باب غرفتها وغطّت في نومٍ عميقٍ لم تفتح عينيها إلاّ بعد ساعاتٍ طوال.
لم تصدق (نجود بأنها وساجد) في غرفة نومٍ واحدةٍ بعد تلك الأيام الخوالد التي عاشتها مع (ساجد) أيام الدراسة ثم فارقها ثم إلتقته بعد سنينٍ عديدةٍ ليعقدا قرانهما باتفاقٍ مع زوجة (ساجد) يُعد الأول من نوعه في مجتمعاتنا العربية خاصةً عندنا بالسودان عموماً قضيا أسبوعان من أجمل أيام العمر وعادا (للفلّة) مرةً ثانيةً وعاد الفرح ينطلق من جديد وإلى تلك اللحظة لم يعلم أولاد ساجد بهذه الزيجة لكنه قد قرر بينه وبين نفسه أن يعلنها لجميع أفراد أسرته الكبيرة في مقدمتهم أولاده، وقد كان ذلك أن حدّثهم فأخذوا أولاده وبناته في خاطرهم لكنهم تعاملوا مع الأمر كواقعٍ كان لزاماً عليهم أن يعايشونه ثم قالت لهم والدتهم (مشاتل) أن زواج والدكم (ساجد) لن يقف عقبةً في مسيرة حياتنا وسنمضي على أجمل ما يكون وهذه سنّة الحياة الدنيا.. لم يندهشوا لحديثها وتعايشوا مع الأمر بواقعية إلى أن جاءتهم (نجود) في زيارةٍ فجائيةٍ فاستقبلوها ورحّبوا بها وتحدثوا معها بكل احترام وتقدير إلى أن ودّعتهم فخرجوا معها وعندما فتحت باب سيارتها أخرجت من شنطّتها مبالغ مالية أعطت الأولاد والبنات كل منهم (خمسمائة جنيه) ثم أدارت محرك السيارة وانطلقت ناحية (فلّتها) واعتقد أنها على موعدٍ مع (عقود) قطعته معها لسرٍ وعدتها أن تحدثها به بعد عقد القران فوصلت إلى هناك وبعد دقائق معدودات وصلت (عقود) وتناولا العصائر ثم القهوة ثم باغتتها (نجود) بأن تحدثها بالسر الذي وعدتها أن تحدّثها به عقب الزواج.. قالت لها (عقود): بعد أن رسمنا الخطة الأولى ونجحت بزواجك من (ساجد) يجب أن نبدأ بالخطة الثانية والتي تكمن في ضمان استمرارية حياتك الزوجية لوحدك!!
نواصل في الحلقة السابعة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir