ياسر ود النعمة
06-11-2012, 11:07 AM
آخر واحد طالع من السودان يطفي معاه النور
• في مطلع سبعينات القرن الذي مضى بخيراته وشروره ومعاناته كان السودانيين قد اصطفوا صفوفاً طويلة أمام سفارات وقنصليات دول مجلس التعاون الخليجي وسفارة الجماهيرية ودول أوربية ولوتري بأمريكا قد حدث فعلاً .. وحتى أنني أتذكر تماماً أننا عبأنا فورمات كانت قد ملأت السودان ودول الخليج للسفر لجزيرة ( بوروناي) لو تذكروا ذلك .. حتى كانت هناك تعليقات كثيرة عن هذه الجزيرة وما تكتنزه من معادن وثروات هائلة في بواطن أرضها .. كما أكدت المعلومات بأن جزيرة بورناي جزيرة صغيرة يحكمها السلطان ( حسن دهب ) وهو كما جاء على ألسنة الناس زمان بأنه من أصل (يمني ) وله قصر من ثلاثمائة غرفة كل أبوابها وشبابيكها مصنوعة من الذهب عيار كم ما عارف !! وإن دخل الفرد فيها حكاية تصيب الانسان بالصدمة والدهشة معاً .. كما قالوا لمن يحظى بدخول بورناي قد فتحت عليه أبواب السعادة لدرجة تخيلنا بأننا قد دخلناها وأقمنا بها وسكنا في ( حي العمدة ) بتاع بروناي ..وهو حي حسب ما بالمخيلة غايةً من الجمال والنظافة والنظام والبلد تشرح الخاطر ورواتبنا مُبَالغ فيها وسكان الجزيرة يتمتعون بجمال آخاذ حتى إن هناك فتيات في الطاشرات قابلننا بابتسامات أحالتنا لدرجة الوله والولع والتيه والخفقان وفينا من بلغ درجة الأفق في الحب من أول كحلة .. هكذا كانت قلوبنا خضراء .. كل هذه كانت خيالات وأمنيات .. مضت فترة ليست قصيرة ننتظر الردود من المسئولين بالجزيرة حتى أتذكر إنني تطرقت في طلبي لمقدراتى الكتابية .. قلت لنفسي امكن يستوعبوني في صحافتهم نكتب لهم كلام الجن والعفاريت مقابل مثل هذه الأموال التي سمعنا بأنها مبالغ محترمة يتقاضاها الفرد هناك .. لكن تبددت آمالنا بالطناش الذي ضربوه عن طلباتنا فصرفنا النظر عن الجزيرة الدهشة .. وقلنا خلونا مع الخليج ..
• بعدفترة عادت النغمة مرة ثانية وقالوا إن الدخول لجزيرة بروناي عن طريق جزر فلبينية (يعني تهريب) قلنا بلا بروناي بلا نقوم جارين كمان جانا تهريب عن طريق جزر فلبينية يعني بعد أن نخوض تلك المغامرات نقعد نفتش ( للكسرة وأم رقيقة ) في جزر الفلبين (أحا يا ضابط الصحة )..حقيقة صرفنا النظر عن العشم ( لقشيرة بورناي دى ).. وسافرنا السعودية ونحنا كما انحنا !!
• سقت هذه المقدمة لأننا وفيما يبدو رعايا دولة الحياة المعيشية فيها ( بالحظ والصدفة والقدر ) !! فقدكنا نستورد البترول من دول كثيرة وكان وضعنا لا بأس به ..وقد وصفونا بسلة الغذاء للعالم ..والطماطم وبعض الخضروات طارت راحت .الآن نحن نصدر البترول ولدينا معادن نفيسة في بواطن الأرض في مقدمتها الذهب واليورانيوم ..والحديد .. وما شاكلها .. نحن الآن نعد الدولة امكن الثانية في العالم التي تصدر الماشية .. ونصدر الفواكه والصمغ والسمسم وعندنا جياد أكبر مدينة صناعية .. نحن كنا نملك مصنعين للسكر والآن أصبحت مصانع للسكر أكثر من سبع مصانع وكل ما أنشأنا مصنعاً زاد سعر السكر للمستهلك وكلما تم اكتشاف حقول بترول زادت قيمة الجالون للمستهلك . دهـ شنو دهـ؟ كيف نسمي هذه الدولة دولة .وكيف تفكر حكومتنا تجاه رعاياها.. انتظرنا نميري عليه رحمة الله إلى أن سلم الوديعة لصاحب الودائع ونحن كما كنا .. جاءت الديمقراطية عبر الانتفاضة وعمت السودان فوضى وعدم أمن وعدم طمأنينة وحال يغني عن السؤال ..حتى متى يا حكومة الشريكين الحاكمة يجد الانسان العيش الكريم فقط لا غير .. نحن شعب فقدنا الأمل في التطلعات التي تتطلع إليها شعوب العالم .. يا جماعة الشعوب العربية رعياها يسافرون سنوياً لدولٍ أنا أجزم إن الإنسان السوداني لا يعرف موقعها حتى في الأطلس .. والامريكان حجزوا مقاعدهم لرحلاتٍ فضائية لعامى 2014/ 2015وهكذا..ونحن نفرح بصحن فول بدون جبنة !!
• الآن عادت نغمة السبعينات وبدأ الناس في التفكير للسفر خارج السودان بالرغم من إن بعض دول الخليج قد بدأ عليها إنهيار اقتصادي كالذي يحدث في دبي مثلاً . وبدأت نغمة اللوتري لأمريكا تاني والناس تقدمت ودفعت الرسوم وتنتظر حظها والكل يفكر في مخرج والحياة المعيشية ضاغطة لدرجة الجن الأحمر !! والأولاد دخلوا الجامعات والبنات علي ( وش زواج) وهنالك ( دقدق ) يحتاجون للبن .. والأندومي والشاي بالحليب .. والعمل واقف والسيولة معدومة .. والناس حيارى .. سألني أحد أبالسة مدني عن هذه الحكومة وقال لي طيب نحن الشعب .. فقلت له وهم الحكومة .. قال لى طيب دايرين يعملوا لينا شنو ؟ قلت ليهو دايرين يقعدوا في السلطة أولاً ويقاتلون من أجل أن يكونوا هم الحكام .. فقال لي طيب نحن ما نخليهم يقعدوا في السلطة وينعمون بهذه الكراسي الدوارة ونسافر نحنا من البلد نشوف لينا دولة محترمة تأوينا أو تزلنا .. مافارقة معانا !! فقلت له نحن الآن بصدد أن نحزم حقائبنا ونغادر الوطن ونخليهو للحكومة .. قال لي نخليهم عشان يحكمو منو ؟ فقلت له هم مافارقة معاهم لأنهم قبل فترةٍ أو قل الإنقاذ كانت في غمرة تحديها وعنفوانها قالوا بالحرف الواحد .. يموتوا ثلثي هذا الشعب والبقاء للثلث الباقي ( الشعب السوداني الفضل يعنى ) فقال لي يا أخوي دي ما طريقة بتاعت حياة بني آدمين هيا نحزم حقائبنا ونهاجر فأرض الله واسعة .. فقلت له بالله كلم كل السودانيين المغادرين الوطن قول ليهم آخر واحد طالع من السودان يطفيء معاه النور عشان ما تبقى علينا هجرة وخراب ديار .
• وانتهت الحكاية والسودان معاً!!
وأبقوا معنا فهناك استراحات كثيرة ونوعدكم بأعدادنا القادمة ( مع جمعية السودانيين المديونين ومسجونين ) (وجمعية السودانين المخندقين بالخارج )
مدني / ياسر ود النعمة
0918140837
• في مطلع سبعينات القرن الذي مضى بخيراته وشروره ومعاناته كان السودانيين قد اصطفوا صفوفاً طويلة أمام سفارات وقنصليات دول مجلس التعاون الخليجي وسفارة الجماهيرية ودول أوربية ولوتري بأمريكا قد حدث فعلاً .. وحتى أنني أتذكر تماماً أننا عبأنا فورمات كانت قد ملأت السودان ودول الخليج للسفر لجزيرة ( بوروناي) لو تذكروا ذلك .. حتى كانت هناك تعليقات كثيرة عن هذه الجزيرة وما تكتنزه من معادن وثروات هائلة في بواطن أرضها .. كما أكدت المعلومات بأن جزيرة بورناي جزيرة صغيرة يحكمها السلطان ( حسن دهب ) وهو كما جاء على ألسنة الناس زمان بأنه من أصل (يمني ) وله قصر من ثلاثمائة غرفة كل أبوابها وشبابيكها مصنوعة من الذهب عيار كم ما عارف !! وإن دخل الفرد فيها حكاية تصيب الانسان بالصدمة والدهشة معاً .. كما قالوا لمن يحظى بدخول بورناي قد فتحت عليه أبواب السعادة لدرجة تخيلنا بأننا قد دخلناها وأقمنا بها وسكنا في ( حي العمدة ) بتاع بروناي ..وهو حي حسب ما بالمخيلة غايةً من الجمال والنظافة والنظام والبلد تشرح الخاطر ورواتبنا مُبَالغ فيها وسكان الجزيرة يتمتعون بجمال آخاذ حتى إن هناك فتيات في الطاشرات قابلننا بابتسامات أحالتنا لدرجة الوله والولع والتيه والخفقان وفينا من بلغ درجة الأفق في الحب من أول كحلة .. هكذا كانت قلوبنا خضراء .. كل هذه كانت خيالات وأمنيات .. مضت فترة ليست قصيرة ننتظر الردود من المسئولين بالجزيرة حتى أتذكر إنني تطرقت في طلبي لمقدراتى الكتابية .. قلت لنفسي امكن يستوعبوني في صحافتهم نكتب لهم كلام الجن والعفاريت مقابل مثل هذه الأموال التي سمعنا بأنها مبالغ محترمة يتقاضاها الفرد هناك .. لكن تبددت آمالنا بالطناش الذي ضربوه عن طلباتنا فصرفنا النظر عن الجزيرة الدهشة .. وقلنا خلونا مع الخليج ..
• بعدفترة عادت النغمة مرة ثانية وقالوا إن الدخول لجزيرة بروناي عن طريق جزر فلبينية (يعني تهريب) قلنا بلا بروناي بلا نقوم جارين كمان جانا تهريب عن طريق جزر فلبينية يعني بعد أن نخوض تلك المغامرات نقعد نفتش ( للكسرة وأم رقيقة ) في جزر الفلبين (أحا يا ضابط الصحة )..حقيقة صرفنا النظر عن العشم ( لقشيرة بورناي دى ).. وسافرنا السعودية ونحنا كما انحنا !!
• سقت هذه المقدمة لأننا وفيما يبدو رعايا دولة الحياة المعيشية فيها ( بالحظ والصدفة والقدر ) !! فقدكنا نستورد البترول من دول كثيرة وكان وضعنا لا بأس به ..وقد وصفونا بسلة الغذاء للعالم ..والطماطم وبعض الخضروات طارت راحت .الآن نحن نصدر البترول ولدينا معادن نفيسة في بواطن الأرض في مقدمتها الذهب واليورانيوم ..والحديد .. وما شاكلها .. نحن الآن نعد الدولة امكن الثانية في العالم التي تصدر الماشية .. ونصدر الفواكه والصمغ والسمسم وعندنا جياد أكبر مدينة صناعية .. نحن كنا نملك مصنعين للسكر والآن أصبحت مصانع للسكر أكثر من سبع مصانع وكل ما أنشأنا مصنعاً زاد سعر السكر للمستهلك وكلما تم اكتشاف حقول بترول زادت قيمة الجالون للمستهلك . دهـ شنو دهـ؟ كيف نسمي هذه الدولة دولة .وكيف تفكر حكومتنا تجاه رعاياها.. انتظرنا نميري عليه رحمة الله إلى أن سلم الوديعة لصاحب الودائع ونحن كما كنا .. جاءت الديمقراطية عبر الانتفاضة وعمت السودان فوضى وعدم أمن وعدم طمأنينة وحال يغني عن السؤال ..حتى متى يا حكومة الشريكين الحاكمة يجد الانسان العيش الكريم فقط لا غير .. نحن شعب فقدنا الأمل في التطلعات التي تتطلع إليها شعوب العالم .. يا جماعة الشعوب العربية رعياها يسافرون سنوياً لدولٍ أنا أجزم إن الإنسان السوداني لا يعرف موقعها حتى في الأطلس .. والامريكان حجزوا مقاعدهم لرحلاتٍ فضائية لعامى 2014/ 2015وهكذا..ونحن نفرح بصحن فول بدون جبنة !!
• الآن عادت نغمة السبعينات وبدأ الناس في التفكير للسفر خارج السودان بالرغم من إن بعض دول الخليج قد بدأ عليها إنهيار اقتصادي كالذي يحدث في دبي مثلاً . وبدأت نغمة اللوتري لأمريكا تاني والناس تقدمت ودفعت الرسوم وتنتظر حظها والكل يفكر في مخرج والحياة المعيشية ضاغطة لدرجة الجن الأحمر !! والأولاد دخلوا الجامعات والبنات علي ( وش زواج) وهنالك ( دقدق ) يحتاجون للبن .. والأندومي والشاي بالحليب .. والعمل واقف والسيولة معدومة .. والناس حيارى .. سألني أحد أبالسة مدني عن هذه الحكومة وقال لي طيب نحن الشعب .. فقلت له وهم الحكومة .. قال لى طيب دايرين يعملوا لينا شنو ؟ قلت ليهو دايرين يقعدوا في السلطة أولاً ويقاتلون من أجل أن يكونوا هم الحكام .. فقال لي طيب نحن ما نخليهم يقعدوا في السلطة وينعمون بهذه الكراسي الدوارة ونسافر نحنا من البلد نشوف لينا دولة محترمة تأوينا أو تزلنا .. مافارقة معانا !! فقلت له نحن الآن بصدد أن نحزم حقائبنا ونغادر الوطن ونخليهو للحكومة .. قال لي نخليهم عشان يحكمو منو ؟ فقلت له هم مافارقة معاهم لأنهم قبل فترةٍ أو قل الإنقاذ كانت في غمرة تحديها وعنفوانها قالوا بالحرف الواحد .. يموتوا ثلثي هذا الشعب والبقاء للثلث الباقي ( الشعب السوداني الفضل يعنى ) فقال لي يا أخوي دي ما طريقة بتاعت حياة بني آدمين هيا نحزم حقائبنا ونهاجر فأرض الله واسعة .. فقلت له بالله كلم كل السودانيين المغادرين الوطن قول ليهم آخر واحد طالع من السودان يطفيء معاه النور عشان ما تبقى علينا هجرة وخراب ديار .
• وانتهت الحكاية والسودان معاً!!
وأبقوا معنا فهناك استراحات كثيرة ونوعدكم بأعدادنا القادمة ( مع جمعية السودانيين المديونين ومسجونين ) (وجمعية السودانين المخندقين بالخارج )
مدني / ياسر ود النعمة
0918140837