فتح الرحمن عبد الباقي
24-09-2012, 01:58 AM
المعارضة العميلة
معارضي الإنقاذ على مختلف طوائفهم وتوجهاتهم اليسارية واليمينية ، من أحزاب تقليدية تنشطر صباح مساء ، وأحزاب جديدة تتلمس الطريق للظهور ، ومن قيادات ديناصورية متشبثة بكراسي وقيادة هذه الأحزاب ولن تتخلى عن هذه الكراسي إلا بالموت ، أو العجز الجسمي ، أو العقلي الكامل . مسؤولون مسؤولية كاملة ، كما تُسْأل حكومة المؤتمر الوطني التي ، ضيعت البلاد والعباد ، فانفصل الجنوب ، والغرب يتبعه ، والشرق يمر بنفس ما يمر به بقية أقاليم السودان ومناطقه وأريافه ومدنه تكابد المرض الذي أنهك الجميع ، حيث شح ا الدواء وتردي الرعاية الصحية ، الغلاء الفاحش الذي أثر على الفقراء دون أن ينظر إليهم الأغنياء ، فبدٌد ديوان الزكاة أموال الزكاة في التطاول بالبناء ، والتبرع لإنشاء القنوات الفضائية ، والتي لا يدري أحد حتى الآن أين أموال هذه القناة؟ ناهيك عن إضافة مصرف جديد من مصارف الزكاة ـــ الجميع حكومة ومعارضة مسؤولون عما يعاني منه محمد احمد الغلبان .
مرٌت الأيام وقضت الإنقاذ بالحكم ( 23 سنة ) وحال المواطن اليوم أسوأ من أي يوم قبل العام 1989م فالإنقاذ مشغولة يتنصيب نفسها حاكماً أبدياً مدى الحياة ، بكل الوسائل والطرق ، ومهرجي المعارضة يهرجون أحيانا ويغردون خارج السرب أحيانا أخرى ، والأمر الغريب أن غالبية هذه المعارضة تقتات من موائد الإنقاذ ، وعاشت داخل البلاد ، مما أثار الشكوك عن جدية هذه المعارضة وأن غالبيتها معارضة عميلة وصنيعة إنقاذية . تخدم نفسها في المقام الأول ، وتخدم الإنقاذ بعد أن تخدمها الإنقاذ .
ضاقت الدنيا بإنسان السودان ، والذي يختلف كثيرا عن إنسان الإنقاذ ، أو إنسان المعارضة ، فقد قَلٌتْ الموارد وخاصة بعد خروج البترول من موازنة الدولة ، وجف الضرع ، ومات الزرع في مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الأخرى ، تململ الشارع ، ووجد في عربية ( البوعزيزي ) وحرق جسده المتهالك السلوى والنجوى ، فخرج إنسان السودان إلى الشارع يهتف بسقوط الإنقاذ ، ويطلب حق العيش الحر ، وكان يتمنى أن يجد زعماء المعارضة أو الحكومة معه في الشارع ، فخرج يوم ويومين وثلاثة ، أسبوع وأسبوعين وأكثر ، ولكن للأسف لم يجد أحدا ـــ رغم أن الخروج والتظاهر دون المساس بالممتلكات حق يكفله له الدستور ـــ خرج إنسان السودان ورجع ولم يجد غير سياط الإنقاذ تلهب ما تبقى من جسده النحيل .ونظرات المعارضة الخجولة التي تلمحه لحظة وتحنى رأسها خجلا منه . ورجع بكل خيباته إلى بيته يجرجر أذياله غضبان أسفا ، غضبان على ضياع حقه ممن يدعون بأنهم يعملون على إعادة حقه المسلوب ، وأسفا لأنه يريد أن يعرف من الذي سلبه حقه .
مرت أيام ربيع السودان سريعة كانت الدروس والعبر وكانت الاحباطات ، ولكن لماذا فشل هذا الربيع هذه ليست القضية ولكن ما المستفاد من فشل الربيع ، ولقد علمت المعارضة التي تدعي بأنها تريد إسقاط حكومة المؤتمر الوطني بأن هذا الطريق هو أصعب الطرق ، ولقد ضمنت حكومة المؤتمر الوطني بقاءها مدى الحياة في ظل هذه الظروف الغامضة ، والتي سعت فيها ومن خلال ما أسمته بالحكومة العريضة والتي أرادت منها أن تحشد كل قوى المعارضة المؤثرة إلى داخل بيتها ، فكان أن ضمت إلى ديكور قصرها ديكورين جديدين هما أبناء السيدين المبجلين ، والذين أضاعا البلاد والعباد قبل الإنقاذ
حزب الأمة المثير للجدل والشكوك بزعامة الصادق المهدي والمسؤول الأول عن ضياع الديمقراطية الثانية ، والتي قضاها في البحث عن تعويضات آل المهدي ، وجعل السودان إمبراطورية للأنصار ، ونسي انه يحكم باسم كل السودان والسودانيين ، إلى أن اسلم السودان للعسكر ، والذين دخلوا إلى السودانيين من بوابة العطف والعاطفة الدينية ، والتي صدقهم بها بعض السودانيين آملين في أن ينصلح الحال والمآل الذين كانوا يرونه أعوجا أيام الديمقراطية الثانية
.الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي يعاني من مرض عضال بداخله ، ويعاني من الانشقاقات شأنه شان الأحزاب الأخرى ، ما بين الأصل والتقليد ، ولقد شرب من نفس الكأس التي شرب منها نده حزب الأمة بأخذ قطعة ديكور ووضعها داخل القصر الجمهوري ، وان كان الحزبان قد تنكرا من أن دخول أبناء السيدين للقصر لا يمثل إلا أنفسهم ، ولكن كعادة هذين الحزبين فإنهم دائما ما يقدمون رجلا ليؤخروا الأخرى . أما قوى اليسار مثل الحزب الشيوعي وغيره من أحزاب اليسار الأخرى التي لا تحمل السلاح فهي تراوح مكانها جيئة وذهابا متأملة في استجابة الشارع من خلال الصحف الالكترونية بعد أن توقفت صحيفتهم الرئيسية ( الميدان ) في نشر بعض الحقائق
طوال حكم الإنقاذ لم تقم المعارضة غير المسلحة بفعل أي شيء يقلق ويحرج حكومة المؤتمر الوطني ، ولولا خروج المؤتمر الشعبي من حكومة المؤتمر الوطني وانفصاله بعد المناصحة في العام 1999م لما استطاعت المعارضة غير المسلحة حتى النجاح في فضح ممارسات حكومة المؤتمر الوطني في ملف ( الفساد ) وهو الملف الوحيد الذي اقلق حكومة المؤتمر الوطني ، والذي عجزت إعلاميا رغم امتلاكها للآلة الإعلامية الضخمة والتي كان باستطاعتها أن توقف الحملات المتكررة من دعاوى الفساد ، ونسبة لوجود المؤتمر الشعبي وشراكته لحد كبير في كثير من قضايا الفساد فقد خرجت الوثائق الحكومية التي تفضح ممارسات حكومة المؤتمر الوطني ، ورغم أن إعلام المؤتمر الشعبي لم يكن قويا ، وقد تفوق إعلام اليسار عليه ، فالتهم هذه المستندات وخرجت هذه المستندات إلى الشارع ليرى فساد حكومته . وتركها إعلام المؤتمر الشعبي لإعلام اليسار ليوصلها إلى عامة الشعب السوداني ، وبالتالي يكون المؤتمر الشعبي قد أوصل المعلومة دون أن يتحمل تبعاتها
تعاملت حكومة المؤتمر الوطني مع الفساد بعدة زوايا ، ففي البداية حاولت ألا تستجيب لهذه الاستفزازات ، وان تفرض طوقا امنيا محكما على كل من يحمل وثيقة فساد وتحاول إخفائها ، وبعد أن فشلت هذه الإستراتيجية ، اتبعت إستراتيجية أخرى وهي عدم التعرض لما يثار من قضايا الفساد ، حتى لا تضع نفسها في مقام الاتهام ، ولكن حتى هذه لم تستطع أن تنجح ، فقد زاد التململ بين بعض خلصاء المؤتمر الوطني وواجهوا قيادتهم بقضايا الفساد ، فتغيرت الإستراتيجية مرة أخرى وتم تكوين إلية لمحاربة الفساد وتحولت إلى مفوضية واختفت من الأنظار ، ولكن كل من يسال عن قضايا الفساد أصبحت هنالك إجابة ، بأنه قد تم تكوين مفوضية وان المفوضية سوف تنشر تقاريرها في القريب العاجل .
في سبيل بقاء الإنقاذ مدى الحياة تحركت عبر طريق آخر بعد أن نجحت في إزالة كل العقبات التي وقفت في طريقها ، وكل العقبات التي حاولت محوها من الأثر ، والتي كان آخرها حمى الربيع العربي ، والتي مرت دون أن تصيبها حتى بالصداع الخفيف .بل كانت داعما قويا لعيشها مئات السنين
بعد أن تأكد للإنقاذ ألٌا خطر من حمى الربيع العربي ، وبعد ان تأكد للشارع السوداني ، بألا أمل في اقتلاع الانقاذ بالقوة ، استكان وصمت من جانبه بينما كرٌست الحكومة كل جهودها للانتخابات القادمة ، وكان من المفترض أن تهتم بهذه الخطوة المعارضة ، وليست الحكومة فبعد أن فشلت المظاهرات وكل طرق استخدام القوة من الحركات المسلحة وغير المسلحة ، وبعد أن فشلت المعارضة في قيام انتخابات مبكرة ، فعليها الاهتمام الأخير بالانتخابات القادمة ، وأن تنظم نفسها لهذه الانتخابات منذ الآن ، وأن تقنع العالم الخارجي بضرورة إدارة هذه الانتخابات ، حتى لا نحكم عليها بالتزوير قبل قيامها ، وعلى المعارضة أن تحاول وبشكل قوي المشاركة في الدستور ، وذلك بالاعتراض على النقاط التي تخدم المؤتمر الوطني ، ولا تخدم الشعب السوداني ، وان لم تستطع فعل ذلك ، عليها بعد ذلك بالانسحاب على عشم أن يكون للسودان دستور دائم ، وانتخابات دورية معروفة ، وأن تكون المعارضة من اجل الوطن والحكومة من اجل الوطن ، وينام محمد احمد السوداني ملء جفونه أمنا ، ويهنأ بالعيش الرغيد ، ويطرد الفقر والجهل والمرض .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
23/9/2012
Fathiii555@gmail.com (Fathiii555@gmail.com)
معارضي الإنقاذ على مختلف طوائفهم وتوجهاتهم اليسارية واليمينية ، من أحزاب تقليدية تنشطر صباح مساء ، وأحزاب جديدة تتلمس الطريق للظهور ، ومن قيادات ديناصورية متشبثة بكراسي وقيادة هذه الأحزاب ولن تتخلى عن هذه الكراسي إلا بالموت ، أو العجز الجسمي ، أو العقلي الكامل . مسؤولون مسؤولية كاملة ، كما تُسْأل حكومة المؤتمر الوطني التي ، ضيعت البلاد والعباد ، فانفصل الجنوب ، والغرب يتبعه ، والشرق يمر بنفس ما يمر به بقية أقاليم السودان ومناطقه وأريافه ومدنه تكابد المرض الذي أنهك الجميع ، حيث شح ا الدواء وتردي الرعاية الصحية ، الغلاء الفاحش الذي أثر على الفقراء دون أن ينظر إليهم الأغنياء ، فبدٌد ديوان الزكاة أموال الزكاة في التطاول بالبناء ، والتبرع لإنشاء القنوات الفضائية ، والتي لا يدري أحد حتى الآن أين أموال هذه القناة؟ ناهيك عن إضافة مصرف جديد من مصارف الزكاة ـــ الجميع حكومة ومعارضة مسؤولون عما يعاني منه محمد احمد الغلبان .
مرٌت الأيام وقضت الإنقاذ بالحكم ( 23 سنة ) وحال المواطن اليوم أسوأ من أي يوم قبل العام 1989م فالإنقاذ مشغولة يتنصيب نفسها حاكماً أبدياً مدى الحياة ، بكل الوسائل والطرق ، ومهرجي المعارضة يهرجون أحيانا ويغردون خارج السرب أحيانا أخرى ، والأمر الغريب أن غالبية هذه المعارضة تقتات من موائد الإنقاذ ، وعاشت داخل البلاد ، مما أثار الشكوك عن جدية هذه المعارضة وأن غالبيتها معارضة عميلة وصنيعة إنقاذية . تخدم نفسها في المقام الأول ، وتخدم الإنقاذ بعد أن تخدمها الإنقاذ .
ضاقت الدنيا بإنسان السودان ، والذي يختلف كثيرا عن إنسان الإنقاذ ، أو إنسان المعارضة ، فقد قَلٌتْ الموارد وخاصة بعد خروج البترول من موازنة الدولة ، وجف الضرع ، ومات الزرع في مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الأخرى ، تململ الشارع ، ووجد في عربية ( البوعزيزي ) وحرق جسده المتهالك السلوى والنجوى ، فخرج إنسان السودان إلى الشارع يهتف بسقوط الإنقاذ ، ويطلب حق العيش الحر ، وكان يتمنى أن يجد زعماء المعارضة أو الحكومة معه في الشارع ، فخرج يوم ويومين وثلاثة ، أسبوع وأسبوعين وأكثر ، ولكن للأسف لم يجد أحدا ـــ رغم أن الخروج والتظاهر دون المساس بالممتلكات حق يكفله له الدستور ـــ خرج إنسان السودان ورجع ولم يجد غير سياط الإنقاذ تلهب ما تبقى من جسده النحيل .ونظرات المعارضة الخجولة التي تلمحه لحظة وتحنى رأسها خجلا منه . ورجع بكل خيباته إلى بيته يجرجر أذياله غضبان أسفا ، غضبان على ضياع حقه ممن يدعون بأنهم يعملون على إعادة حقه المسلوب ، وأسفا لأنه يريد أن يعرف من الذي سلبه حقه .
مرت أيام ربيع السودان سريعة كانت الدروس والعبر وكانت الاحباطات ، ولكن لماذا فشل هذا الربيع هذه ليست القضية ولكن ما المستفاد من فشل الربيع ، ولقد علمت المعارضة التي تدعي بأنها تريد إسقاط حكومة المؤتمر الوطني بأن هذا الطريق هو أصعب الطرق ، ولقد ضمنت حكومة المؤتمر الوطني بقاءها مدى الحياة في ظل هذه الظروف الغامضة ، والتي سعت فيها ومن خلال ما أسمته بالحكومة العريضة والتي أرادت منها أن تحشد كل قوى المعارضة المؤثرة إلى داخل بيتها ، فكان أن ضمت إلى ديكور قصرها ديكورين جديدين هما أبناء السيدين المبجلين ، والذين أضاعا البلاد والعباد قبل الإنقاذ
حزب الأمة المثير للجدل والشكوك بزعامة الصادق المهدي والمسؤول الأول عن ضياع الديمقراطية الثانية ، والتي قضاها في البحث عن تعويضات آل المهدي ، وجعل السودان إمبراطورية للأنصار ، ونسي انه يحكم باسم كل السودان والسودانيين ، إلى أن اسلم السودان للعسكر ، والذين دخلوا إلى السودانيين من بوابة العطف والعاطفة الدينية ، والتي صدقهم بها بعض السودانيين آملين في أن ينصلح الحال والمآل الذين كانوا يرونه أعوجا أيام الديمقراطية الثانية
.الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي يعاني من مرض عضال بداخله ، ويعاني من الانشقاقات شأنه شان الأحزاب الأخرى ، ما بين الأصل والتقليد ، ولقد شرب من نفس الكأس التي شرب منها نده حزب الأمة بأخذ قطعة ديكور ووضعها داخل القصر الجمهوري ، وان كان الحزبان قد تنكرا من أن دخول أبناء السيدين للقصر لا يمثل إلا أنفسهم ، ولكن كعادة هذين الحزبين فإنهم دائما ما يقدمون رجلا ليؤخروا الأخرى . أما قوى اليسار مثل الحزب الشيوعي وغيره من أحزاب اليسار الأخرى التي لا تحمل السلاح فهي تراوح مكانها جيئة وذهابا متأملة في استجابة الشارع من خلال الصحف الالكترونية بعد أن توقفت صحيفتهم الرئيسية ( الميدان ) في نشر بعض الحقائق
طوال حكم الإنقاذ لم تقم المعارضة غير المسلحة بفعل أي شيء يقلق ويحرج حكومة المؤتمر الوطني ، ولولا خروج المؤتمر الشعبي من حكومة المؤتمر الوطني وانفصاله بعد المناصحة في العام 1999م لما استطاعت المعارضة غير المسلحة حتى النجاح في فضح ممارسات حكومة المؤتمر الوطني في ملف ( الفساد ) وهو الملف الوحيد الذي اقلق حكومة المؤتمر الوطني ، والذي عجزت إعلاميا رغم امتلاكها للآلة الإعلامية الضخمة والتي كان باستطاعتها أن توقف الحملات المتكررة من دعاوى الفساد ، ونسبة لوجود المؤتمر الشعبي وشراكته لحد كبير في كثير من قضايا الفساد فقد خرجت الوثائق الحكومية التي تفضح ممارسات حكومة المؤتمر الوطني ، ورغم أن إعلام المؤتمر الشعبي لم يكن قويا ، وقد تفوق إعلام اليسار عليه ، فالتهم هذه المستندات وخرجت هذه المستندات إلى الشارع ليرى فساد حكومته . وتركها إعلام المؤتمر الشعبي لإعلام اليسار ليوصلها إلى عامة الشعب السوداني ، وبالتالي يكون المؤتمر الشعبي قد أوصل المعلومة دون أن يتحمل تبعاتها
تعاملت حكومة المؤتمر الوطني مع الفساد بعدة زوايا ، ففي البداية حاولت ألا تستجيب لهذه الاستفزازات ، وان تفرض طوقا امنيا محكما على كل من يحمل وثيقة فساد وتحاول إخفائها ، وبعد أن فشلت هذه الإستراتيجية ، اتبعت إستراتيجية أخرى وهي عدم التعرض لما يثار من قضايا الفساد ، حتى لا تضع نفسها في مقام الاتهام ، ولكن حتى هذه لم تستطع أن تنجح ، فقد زاد التململ بين بعض خلصاء المؤتمر الوطني وواجهوا قيادتهم بقضايا الفساد ، فتغيرت الإستراتيجية مرة أخرى وتم تكوين إلية لمحاربة الفساد وتحولت إلى مفوضية واختفت من الأنظار ، ولكن كل من يسال عن قضايا الفساد أصبحت هنالك إجابة ، بأنه قد تم تكوين مفوضية وان المفوضية سوف تنشر تقاريرها في القريب العاجل .
في سبيل بقاء الإنقاذ مدى الحياة تحركت عبر طريق آخر بعد أن نجحت في إزالة كل العقبات التي وقفت في طريقها ، وكل العقبات التي حاولت محوها من الأثر ، والتي كان آخرها حمى الربيع العربي ، والتي مرت دون أن تصيبها حتى بالصداع الخفيف .بل كانت داعما قويا لعيشها مئات السنين
بعد أن تأكد للإنقاذ ألٌا خطر من حمى الربيع العربي ، وبعد ان تأكد للشارع السوداني ، بألا أمل في اقتلاع الانقاذ بالقوة ، استكان وصمت من جانبه بينما كرٌست الحكومة كل جهودها للانتخابات القادمة ، وكان من المفترض أن تهتم بهذه الخطوة المعارضة ، وليست الحكومة فبعد أن فشلت المظاهرات وكل طرق استخدام القوة من الحركات المسلحة وغير المسلحة ، وبعد أن فشلت المعارضة في قيام انتخابات مبكرة ، فعليها الاهتمام الأخير بالانتخابات القادمة ، وأن تنظم نفسها لهذه الانتخابات منذ الآن ، وأن تقنع العالم الخارجي بضرورة إدارة هذه الانتخابات ، حتى لا نحكم عليها بالتزوير قبل قيامها ، وعلى المعارضة أن تحاول وبشكل قوي المشاركة في الدستور ، وذلك بالاعتراض على النقاط التي تخدم المؤتمر الوطني ، ولا تخدم الشعب السوداني ، وان لم تستطع فعل ذلك ، عليها بعد ذلك بالانسحاب على عشم أن يكون للسودان دستور دائم ، وانتخابات دورية معروفة ، وأن تكون المعارضة من اجل الوطن والحكومة من اجل الوطن ، وينام محمد احمد السوداني ملء جفونه أمنا ، ويهنأ بالعيش الرغيد ، ويطرد الفقر والجهل والمرض .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
23/9/2012
Fathiii555@gmail.com (Fathiii555@gmail.com)