احمد ابو امنة
14-09-2012, 12:53 PM
إنه المرض الخبيث والسرطان القاتل الذي هشم أضلع العالم الإسلامي على إثر الجريمة التي ارتكبت في عمق نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001، وتوفي على إثرها مايقارب الثلاثة آلاف بريء. واعتبرت الإدارة الأمريكية أنذاك هذا الفعل جرح كرامة واعتداء على سيادتها وإعلان حرب قوي وواضح عليها، فتململت واستشارت من حولها وقال رئيسها المحافظ أنذاك، قولته المشهورة "من ليس معنا فهو ضدنا"، ''نعلن الحرب على الإرهاب، وعلى من يأويه ومن يساعده حيثم كان وأينما وجد". جميع الدول تقريبا وبدون استثناء، لم تناقش متطلبات أمريكا ولاقرارتها، بل أصبحت تتعاون وتنفد كل مايلزم بل في كثير من الحالات نجد اجتهادات وابداعات لإرضاء السيد الأمريكي.
لم يكن العام الإسلامي من أدناه إلى أدناه إلا مسرحا للانتقام الأمريكي، واتهام المتطرفيين الإسلاميين أينما وجدوا وكيفما كانت أفكارهم بأنهم خلف مآسي ضحايا نيويورك، ولذالك لم تشفع لهم لاصدقاتهم القديمة مع المخابرات الأمريكية في مواجة المد الشيوعي عبر العالم الإسلامي ولا تعاونهم ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان. فمن خطط لهكذا سيناريو، كان يعرف عن قرب صديقي الأمس، أرادهما أعداءا بالنار والدم، ولكن بعداوة فيها غالب ومغلوب، فيها القوي يدعي التهديد والمس بكرامته وقيمه، وفيها الضعيف يدعي أنه مستهدف في عقيدته وقيمه، غير أن صاحب سيناريو المواجهة لايهدأ له بال، بل يستغل كل مناسبة لصب الزيت على النار، نار وقودها استغلال جهل معظم أبناء العالم الإسلامي وردود أفعالهم المتشنجة وغير المحسوبة، دون إدراك تام للمآلات ومن المستفيد الحقيقي، نار حطبها كيفية جعل واستغلال ذكرى 11 سمبتمبر، لتكون رعبا حقيقيا بالنسبة للمواطن الأمريكي المسالم، والتفكير في النبش عن كل مايثيره ليستحضرفي ذهنه، على أن كل الشر يأتيه من الإسلام والمسلمين عموما.
وما ظهور هذا الفيلم السينمائي المقيت " براءة المسلمين"، الذي يضرب في أكبر مقدسات الدين الإسلامي، وعدم احترامه للنبي محمد "ص"، لخير مثال على ماسبق ذكره؛ إنه ضرب مجموعة عصافير بحجرواحد، إنه أتى في الوقت المدروس لينسف كل التقارب الحادث مؤخرا مابين دول الربيع العربي، وباقي العالم الإسلامي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية. توقيت ذا مغزى دلالي واستراتيجي في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، ذكرى 11 سبتمبر، فقاعة جوفها نار ودمار وتزامنها هذه السنة مع الحملات الإنتخابية المزمع اجراؤها أواخر هذه السنة، لتحديد رئيس الدولة للأربع سنوات القادمة.
إن ماعناه العالم الإسلامي بسب آلام أحداث 11 سيتمبر، لم يكن إلا سرطانا ضرب أفغانستان وباكستان والعراق والسودان،وفلسطين ولبنان... فقتل من قتل وبتر وجرح ويتم، وشل وأعاق وفعل ماأراد، هلك البلاد والعباد. إنه سرطا انقض على جسم كانت به علل، فعوض أن يبحث عن الدواء، استدرج إلى هذا الوباء الفتاك، شافانا الله وإياكم منه. أثار المرض الآن تتجلى للعيان، والعاهات أصبحت متفاقمة، فاستبشر الكل خيرا بانتفاضة الكرامة أو ماسمي بالربيع العربي، وأزيحت بعض الديكتاتوريات وحاولت الإدارة الأمريكية التبرئ منهم ومساندة الحكام المحتملين الجدد، إلا أن هذا التقارب الأمريكي العربي الجديد استنفر من هم لايرضونه بديلا للعداء، وآثروا ترتيب إعداد وإنجاز الفيلم السينيمائي المطول وفي ساعتين " براءة المسلمين" لمخرج حامل لجنسية إسرائيلية "، يدعى ''سام باسيل''، بميزانية وصلت إلى 5 ملايين دولار أمريكي جمعها لدى مايربو عن 100 يهودي أمريكي.
لقد عانى العالم الإسلامي الويلات والحروب والمواجهات، بتدبير أعدائه ليل نهار، واسغلال سداجة أبنائه وعدم بعد نظرهم. العالم الإسلامي دائما، كان ولايزال ضحية الإستفزازات، وغرور بعض الغلاة المدعين تطفلا ومراهقة الدفاع عن الدين الحنيف ومقدساته. أم آن الأوان، لكي نستحضر الأحداث ونحين التاريخ ونستقرئ النتائج ونعرف على أن أعداءنا ليسوا أدكياء ولاأوقوياء أكثر مما نتصور، إن قوتهم نتاج ضعفنا، وهيمنتهم نتاج تخاذلنا، وتقدمهم نتاج تأخرنا، ومبادرتهم نتاج تواكلنا.
لتكن مناسبة 11 سبتمبر، وقفة تأمل، واستجلاء الأحداث والنتائج، لتجاوز الآلام، وتقديم صورة سليمة عن الإسلام بعدم الإستفزاز وترك الغلو أثناء رد الفعل، وتقديم صورة الإسلام الحقيقية، كعقيدة روحية نقية تربط بين الإنسان وخالقه لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. الإسلام دين المساوات والعدل بين جميع البشر، ذكور وإناث، أغنياء وفقراء، مؤمنين وأعجميين، يكفل الحقوق والواجبات للجميع و بالقسطاس المستقيم، الإسلام دين المحبة والرحمة والتآخي والتعاون بين بني البشر، دين العهد وحفظ النفوس والأموال، دين السلم والسلام، دين العلم والمعرفة والجمال والعمران....أيها المسلمون غيروا خطابكم ، تجدون جحافل الغربيين عل أعتابكم، يريدون معرفة القيم النبيلة لهذا الدين العظيم وهذه العقيدة السمحة.
شكرا لك أيتها الفنانة المثقفة الممثلة، المواطنة الأمريكية ''انجلينا جولي''، تخرج للتعبير عما يتضمنه الفيلم السينيمائي " براءة المسلمين" من إساءة للمسلمين عبر العالم، و هي ترتدي الحجاب تضانا، و تدافع هي أيضا على الاسلام و القران الكريم، رغم انها ليست مسلمة و تقول" ان الفيلم الذي نزل الآن ما هوا إلا حرب على الاسلام فدافعو على دينكم ايها المسلمون.". اذن واجب الدفاع عن الإسلام يكون بالدراسة والتروي وبرودة الدم لابالفزع والهرج والمرج والجهل والتطرف، فالدين دين الله والخلق خلق الله والإختلاف سنة الله، والعقل والعلم نعمة من نعائم الله والإيمان فضل كبير من الله.
موضوع منقول
لم يكن العام الإسلامي من أدناه إلى أدناه إلا مسرحا للانتقام الأمريكي، واتهام المتطرفيين الإسلاميين أينما وجدوا وكيفما كانت أفكارهم بأنهم خلف مآسي ضحايا نيويورك، ولذالك لم تشفع لهم لاصدقاتهم القديمة مع المخابرات الأمريكية في مواجة المد الشيوعي عبر العالم الإسلامي ولا تعاونهم ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان. فمن خطط لهكذا سيناريو، كان يعرف عن قرب صديقي الأمس، أرادهما أعداءا بالنار والدم، ولكن بعداوة فيها غالب ومغلوب، فيها القوي يدعي التهديد والمس بكرامته وقيمه، وفيها الضعيف يدعي أنه مستهدف في عقيدته وقيمه، غير أن صاحب سيناريو المواجهة لايهدأ له بال، بل يستغل كل مناسبة لصب الزيت على النار، نار وقودها استغلال جهل معظم أبناء العالم الإسلامي وردود أفعالهم المتشنجة وغير المحسوبة، دون إدراك تام للمآلات ومن المستفيد الحقيقي، نار حطبها كيفية جعل واستغلال ذكرى 11 سمبتمبر، لتكون رعبا حقيقيا بالنسبة للمواطن الأمريكي المسالم، والتفكير في النبش عن كل مايثيره ليستحضرفي ذهنه، على أن كل الشر يأتيه من الإسلام والمسلمين عموما.
وما ظهور هذا الفيلم السينمائي المقيت " براءة المسلمين"، الذي يضرب في أكبر مقدسات الدين الإسلامي، وعدم احترامه للنبي محمد "ص"، لخير مثال على ماسبق ذكره؛ إنه ضرب مجموعة عصافير بحجرواحد، إنه أتى في الوقت المدروس لينسف كل التقارب الحادث مؤخرا مابين دول الربيع العربي، وباقي العالم الإسلامي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية. توقيت ذا مغزى دلالي واستراتيجي في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، ذكرى 11 سبتمبر، فقاعة جوفها نار ودمار وتزامنها هذه السنة مع الحملات الإنتخابية المزمع اجراؤها أواخر هذه السنة، لتحديد رئيس الدولة للأربع سنوات القادمة.
إن ماعناه العالم الإسلامي بسب آلام أحداث 11 سيتمبر، لم يكن إلا سرطانا ضرب أفغانستان وباكستان والعراق والسودان،وفلسطين ولبنان... فقتل من قتل وبتر وجرح ويتم، وشل وأعاق وفعل ماأراد، هلك البلاد والعباد. إنه سرطا انقض على جسم كانت به علل، فعوض أن يبحث عن الدواء، استدرج إلى هذا الوباء الفتاك، شافانا الله وإياكم منه. أثار المرض الآن تتجلى للعيان، والعاهات أصبحت متفاقمة، فاستبشر الكل خيرا بانتفاضة الكرامة أو ماسمي بالربيع العربي، وأزيحت بعض الديكتاتوريات وحاولت الإدارة الأمريكية التبرئ منهم ومساندة الحكام المحتملين الجدد، إلا أن هذا التقارب الأمريكي العربي الجديد استنفر من هم لايرضونه بديلا للعداء، وآثروا ترتيب إعداد وإنجاز الفيلم السينيمائي المطول وفي ساعتين " براءة المسلمين" لمخرج حامل لجنسية إسرائيلية "، يدعى ''سام باسيل''، بميزانية وصلت إلى 5 ملايين دولار أمريكي جمعها لدى مايربو عن 100 يهودي أمريكي.
لقد عانى العالم الإسلامي الويلات والحروب والمواجهات، بتدبير أعدائه ليل نهار، واسغلال سداجة أبنائه وعدم بعد نظرهم. العالم الإسلامي دائما، كان ولايزال ضحية الإستفزازات، وغرور بعض الغلاة المدعين تطفلا ومراهقة الدفاع عن الدين الحنيف ومقدساته. أم آن الأوان، لكي نستحضر الأحداث ونحين التاريخ ونستقرئ النتائج ونعرف على أن أعداءنا ليسوا أدكياء ولاأوقوياء أكثر مما نتصور، إن قوتهم نتاج ضعفنا، وهيمنتهم نتاج تخاذلنا، وتقدمهم نتاج تأخرنا، ومبادرتهم نتاج تواكلنا.
لتكن مناسبة 11 سبتمبر، وقفة تأمل، واستجلاء الأحداث والنتائج، لتجاوز الآلام، وتقديم صورة سليمة عن الإسلام بعدم الإستفزاز وترك الغلو أثناء رد الفعل، وتقديم صورة الإسلام الحقيقية، كعقيدة روحية نقية تربط بين الإنسان وخالقه لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. الإسلام دين المساوات والعدل بين جميع البشر، ذكور وإناث، أغنياء وفقراء، مؤمنين وأعجميين، يكفل الحقوق والواجبات للجميع و بالقسطاس المستقيم، الإسلام دين المحبة والرحمة والتآخي والتعاون بين بني البشر، دين العهد وحفظ النفوس والأموال، دين السلم والسلام، دين العلم والمعرفة والجمال والعمران....أيها المسلمون غيروا خطابكم ، تجدون جحافل الغربيين عل أعتابكم، يريدون معرفة القيم النبيلة لهذا الدين العظيم وهذه العقيدة السمحة.
شكرا لك أيتها الفنانة المثقفة الممثلة، المواطنة الأمريكية ''انجلينا جولي''، تخرج للتعبير عما يتضمنه الفيلم السينيمائي " براءة المسلمين" من إساءة للمسلمين عبر العالم، و هي ترتدي الحجاب تضانا، و تدافع هي أيضا على الاسلام و القران الكريم، رغم انها ليست مسلمة و تقول" ان الفيلم الذي نزل الآن ما هوا إلا حرب على الاسلام فدافعو على دينكم ايها المسلمون.". اذن واجب الدفاع عن الإسلام يكون بالدراسة والتروي وبرودة الدم لابالفزع والهرج والمرج والجهل والتطرف، فالدين دين الله والخلق خلق الله والإختلاف سنة الله، والعقل والعلم نعمة من نعائم الله والإيمان فضل كبير من الله.
موضوع منقول