نزار احمد كوارتي
10-08-2012, 03:55 AM
في عمودها تواصل أوردت الاستاذة انعام محمد الطيب قصة إنسانية، كأنها سقطت سهواً من دفاتر فيكتور هيجو صاحب البؤساء،
قصة تعكس تفاصيلها الحزينة المبللة بالدموع والأسى أبعاد ما تعانيه كثير من الأسر في مواجهة متطلبات العيش الكريم في العاصمة الخرطوم، وبالطبع في المدن والقرى الولائية البعيدة والقريبة.
طفلة بمرحلة الأساس وضعتها حادثة سرقة صغيرة داخل الفصل في ظرف أكبر من طاقتها للاحتمال، حادث السرقة دفع بإدارة المدرسة نحو الفصل مجموعة من الأساتذة يحملون في أياديهم سياط تنذر بعقوبات صارمة ستطال السارق ، قرار الإدارة كان تفتيش حقائب التلميذات لاكتشاف اللص الصغير.
وبدأت حملة التفتيش لتتوقف أمام طفلة صغيرة هزيلة الجسد شاحبة الوجه، كانت تتشبث بحقيبتها بخوف وفزع.
مشهد الطفلة أثار شكوك الأساتذة، فوضعت في دائرة الاتهام. باءت بالفشل كل محاولات إقناعها بإخضاع حقيبتها للتفتيش. لم تجدِ عبارات التهديد والوعيد والسياط.
أخذت الطفلة من الفصل الى مكتب مديرة المدرسة وهي تضم حقيبتها الى صدرها، كان تشبثها بالحقيبة يزداد مع تصاعد التهديدات وارتفاع درجة اليقين لدى المعلمين بأنها هي السارقة!!
مضى الوقت وهي على موقفها، عندها اضطرت المديرة لنزع الحقيبة من بين يديها. كانت المفاجأة التي أبكت الحضور اكتشاف سر رفض التلميذة تفتيش حقيبتها!!
لم يجدوا المسروقات بالحقيبة ولكنهم وجدوا أن الصغيرة كانت تقوم بجمع بقايا طعام زميلاتها لتذهب به الى أسرتها في ضواحي أم درمان!!
وعندما اكتشف السر انهارت الطفلة وانخرطت في نوبة بكاء هستيري مرير، فجرح كبريائها كان أعمق من أن تضمده عبارات المواساة!
عندما نشرت القصة توقعت أن تلفت انتباه جهات عديدة معنية بالإسناد الاجتماعي للأسر الفقيرة وفي مقدمتها ديوان الزكاة!!
مرت القصة دون أن يهتز لها وجدان جهة رسمية واحدة او تفتح باب التأمل في واقع اقتصادي شديد الوطء على حال شرائح مجتمعية تنام على قسوة الجوع وتصحو على هموم ثقال وتستر حالها بالتعفف والصبر الجميل، لا تزورها الابتسامات إلا نادراً ولا تعرف للأفراح طريقا ولا عنوانا !!
مع القرارات الاقتصادية الأخيرة واشتعال الأسعار، تمنيت لو أن مشروع الزيارات المسائية المعد من وزارة مجلس الوزراء لرئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه لبعض مشاهير كرة القدم وأهل الفن والأدب من رجالات ونساء الأمس، استهدف هذا العام أسر من غمار الناس البسطاء الذين تحسبهم أغنياء من التعفف، من الذين يجلسون بعيداً عن دوائر الاهتمام الرسمي من أمثال أسرة تلك الطفلة التي رفضت العودة للمدرسة بعد اكتشاف نشاطها السري في توفير قوت أهلها من بقايا طعام زميلاتها. أسر لا تزال تنتظر نضوج الحجارة على نار الصبر قبل أن يطرق عمر بن الخطاب أو من ينوب عنه على الباب..!
قصة تعكس تفاصيلها الحزينة المبللة بالدموع والأسى أبعاد ما تعانيه كثير من الأسر في مواجهة متطلبات العيش الكريم في العاصمة الخرطوم، وبالطبع في المدن والقرى الولائية البعيدة والقريبة.
طفلة بمرحلة الأساس وضعتها حادثة سرقة صغيرة داخل الفصل في ظرف أكبر من طاقتها للاحتمال، حادث السرقة دفع بإدارة المدرسة نحو الفصل مجموعة من الأساتذة يحملون في أياديهم سياط تنذر بعقوبات صارمة ستطال السارق ، قرار الإدارة كان تفتيش حقائب التلميذات لاكتشاف اللص الصغير.
وبدأت حملة التفتيش لتتوقف أمام طفلة صغيرة هزيلة الجسد شاحبة الوجه، كانت تتشبث بحقيبتها بخوف وفزع.
مشهد الطفلة أثار شكوك الأساتذة، فوضعت في دائرة الاتهام. باءت بالفشل كل محاولات إقناعها بإخضاع حقيبتها للتفتيش. لم تجدِ عبارات التهديد والوعيد والسياط.
أخذت الطفلة من الفصل الى مكتب مديرة المدرسة وهي تضم حقيبتها الى صدرها، كان تشبثها بالحقيبة يزداد مع تصاعد التهديدات وارتفاع درجة اليقين لدى المعلمين بأنها هي السارقة!!
مضى الوقت وهي على موقفها، عندها اضطرت المديرة لنزع الحقيبة من بين يديها. كانت المفاجأة التي أبكت الحضور اكتشاف سر رفض التلميذة تفتيش حقيبتها!!
لم يجدوا المسروقات بالحقيبة ولكنهم وجدوا أن الصغيرة كانت تقوم بجمع بقايا طعام زميلاتها لتذهب به الى أسرتها في ضواحي أم درمان!!
وعندما اكتشف السر انهارت الطفلة وانخرطت في نوبة بكاء هستيري مرير، فجرح كبريائها كان أعمق من أن تضمده عبارات المواساة!
عندما نشرت القصة توقعت أن تلفت انتباه جهات عديدة معنية بالإسناد الاجتماعي للأسر الفقيرة وفي مقدمتها ديوان الزكاة!!
مرت القصة دون أن يهتز لها وجدان جهة رسمية واحدة او تفتح باب التأمل في واقع اقتصادي شديد الوطء على حال شرائح مجتمعية تنام على قسوة الجوع وتصحو على هموم ثقال وتستر حالها بالتعفف والصبر الجميل، لا تزورها الابتسامات إلا نادراً ولا تعرف للأفراح طريقا ولا عنوانا !!
مع القرارات الاقتصادية الأخيرة واشتعال الأسعار، تمنيت لو أن مشروع الزيارات المسائية المعد من وزارة مجلس الوزراء لرئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه لبعض مشاهير كرة القدم وأهل الفن والأدب من رجالات ونساء الأمس، استهدف هذا العام أسر من غمار الناس البسطاء الذين تحسبهم أغنياء من التعفف، من الذين يجلسون بعيداً عن دوائر الاهتمام الرسمي من أمثال أسرة تلك الطفلة التي رفضت العودة للمدرسة بعد اكتشاف نشاطها السري في توفير قوت أهلها من بقايا طعام زميلاتها. أسر لا تزال تنتظر نضوج الحجارة على نار الصبر قبل أن يطرق عمر بن الخطاب أو من ينوب عنه على الباب..!