مشاهدة النسخة كاملة : سوء فهم قاتل
مرتضى يوسف العركي
08-05-2012, 01:20 AM
بعيدا عن اللجنة القانونية نعود
مارك سيلجاندر والقرآن
اتخذ الكثير من رجال الدين اليهودي والمسيحي الآيات القرآنية التي تنسب إلى أنبياء الله جميعاً وتحديداً
إبراهيم وموس ىوعيسى عليهم السلام قولهم أنهم مسلمون، منطلقا لتسويغ التكذيب بالقرآن العظيم، على
اعتبار أنه لايوجد ثمة شك لدى اليهود والنصارى بأن موسى كان يهودياً لأنه جاء باليهودية، وعيسى نصرانياً
لأنه جاء بالمسيحية.
من هنا فإن هناك أهمية هائلة للكتاب الذي أصدره مؤخراً عضو الكونغرس الأمريكي مارك سيلجاندر
بعنوان ” سوء فهم قاتل”، والذي خصص بشكل أساسي للإجابة على السؤال التالي ” هل كان عيسى
مسلماً أم مسيحياً؟ “.
في برنامج ” لقاء اليوم “، الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية الذي إستضاف سيلجاندر، تعرض السيناتور
الأمريكي لما أسفرعنه بحثه الضخم الذي إستغرق إعداده سنوات عديدة، حيث قال أنه درس معمقاً الإنجيل
باللغة الأرامية وهي اللغة التي كان يتحدثها المسيح عليه السلام ونزل بها الإنجيل، فوجد أن عيسى كان يعرف
نفسه والأنبياء من قبله على أنهم ” مسلمون “، ليس هذا فحسب، بل أن الإنجيل بهذه اللغة لم يأت على
ذكر المسيحية تماماً.
ويؤكد سيلجاندر أن أخطاءً كبيرة وقعت عندما ترجم الإنجيل للغات الأوروبية.
ويؤكد سيلجاندر أن موقف العالم المسيحي الحالي من الإسلام ناجم بشكل أساسي من الجهل بحقيقة القرآن.
ولكي يدلل على ذلك ينوه سيلجاندر إلى أنه جمع 200 من كبار المبشرين المسيحيين في إحدى الكنائس
بولاية فيرجينيا، وقال لهم أنه سيتلوا على مسامعهم ما جاء في الكتاب المقدس بشأن المسيح،
دون أن يبلغهم من أي كتاب مقدس سيتلو، فاعتقدوا أنه سيتلو عليهم من العهد الجديد ( الإنجيل )، لكنه
تلا عليهم ترجمة الآيات ( 45-50) من سورة آل عمران، التي جاء فيها
” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
ويكلم الناس فيالمهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك
الله يخلق مايشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون………….”، إلى آخر الآيات.
وينوه سيلجاندر إلى أنه عندما كان يتلو عليهم ترجمة هذه الآيات كانت مظاهر الإرتياح والسعادة بادية على
وجوه المبشرين الذين كانوا يسبحون الرب، لكنه سرعان ما صعقهم، عندما قال لهم “هل تدرون أن الآيات التي
تلوتها كانت من القرآن وليست من الإنجيل “، مشيراً إلى أن صمتاً أطبق على المكان وشعر المبشرون بالحرج
الشديد ولم يستطيعوا الرد ولو بكلمة واحدة.
إن أهمية هذاالبحث العلمي الضخم تكمن أيضاً في هوية مؤلفه، فسيلجاندر كان نائباً عن الحزب
الجمهوري، وكان أحد منظري المحافظين الجدد.
وكما يقول سيلجاندرعن نفسه أنه كان يشعر بعداء شديد للإسلام والقرآن لدرجة أنه أرسل في العام 1998رسالة
احتجاج شديدة اللهجة للبيت الأبيض لأنه سمح بتلاوة آيات القران الكريم في احتفال إفطار نظمه الرئيس
الأسبق بيل كلنتون لعدد من ممثلي الجالية المسلمة في واشنطن.
ويهاجم سيلجاندر في كتابه بشدة إزدواجية المعايير لدى الغرب ومنظريه وتحديداً مستشرقيه الذين يهاجمون
الإسلام بسبب الآيات التي تتحدث عن الجهاد، مشيراً إلى أن كلمة ” الجهاد ” وردت في النسخةالأصلية
للإنجيل باللغة الأرامية.
وينوه إلى أن تركيز الغرب على ما يسميه بالآيات التي تحث على ” العنف “، وتحديداً التي وردت في
سورة ” التوبة ”تدلل على النفاق الغربي، مشيراً إلى أنه منظري الغرب يتجاهلون ما جاء في الإنجيل حيث
ورد على لسان المسيح ” إذهب إلى قرية كنعان اقتل الرجال والنساء “، وما جاء في سفر ” صموئيل ”من
العهد القديم (التوراة )، حيث جاء ” اقتل قوم علقيم، إقتل الرجال والنساء والأطفال، لاتترك بقراً أو حميراً “.
تعليق خارج النص:
تحتاج صراعات المصالح لتغطية فكريه لإضفاء الشرعية على صراعها من أجل مصالحها ويقع الدين كضحية ثم الناس
منقول
بدر الدين محمد
08-05-2012, 01:30 AM
التحية مرتضي ... كنا منتظرين تقلع الروب عشان نسلم عليك
وفي القانونية الله يعينكم
اما هذا المقال فهو اضاءة مهمة ولك عليه الشكر وقد ذكرني بمناظرات احمد ديدات والقس سواقارت والذي انتهت حياته الكهنوتية بفضيحة
اكرر شكري
الريح الحسين
08-05-2012, 02:15 AM
السلام عليكم جنابو مرتضي طالت الفتره واظنك قد نسيتنا موضوع جميل لكن الحقد على الاسلام ملاء قلوبهم وهو يعلمون الحق اكثر منا ولكنهم يكابرون
المسافر
08-05-2012, 11:42 AM
تحياتي يا جنابو
وحمدلله على السلامة
ونورت من جديد
إن الخوض في المسائل الروحية المعنوية وبعيدا عن تداخلها بالمسائل السياسية والاجتماعية والمصلحية، من شأنه ألا يهدد الإيمان الفطري بأي شائبة مادية ظاهرية تعرقل طريقه ومسيره ، لذلك نحن بحاجة إلى الدهاء وبعض المكايد أحياناً كما فعل (سيلجاندر) لمحاولات الإقناع وتصحيح الفهم وبالتالي يكون كوجا من التدخلات المختلفة حتى نضمن حماية الدين والناس من هذا التغول.
محمد المأمون
12-05-2012, 03:22 AM
تحياتي يا جنابو
وحمدلله على السلامة
ونورت من جديد
إن الخوض في المسائل الروحية المعنوية وبعيدا عن تداخلها بالمسائل السياسية والاجتماعية والمصلحية، من شأنه ألا يهدد الإيمان الفطري بأي شائبة مادية ظاهرية تعرقل طريقه ومسيره ، لذلك نحن بحاجة إلى الدهاء وبعض المكايد أحياناً كما فعل (سيلجاندر) لمحاولات الإقناع وتصحيح الفهم وبالتالي يكون كوجا من التدخلات المختلفة حتى نضمن حماية الدين والناس من هذا التغول.
الدين ضحية لصراع -الهوية- السني الشيعي
اخر 4سطور بالموضوع إن بناء علاقة إيمانية ومعنوية متميزة في المجتمع تحتاج إلى نشر فهم للدين تصب مخرجاته في هذا الإطار، فهم يخدم الجانب القيمي والمعنوي والأخلاقي للإنسان، في حين أن ما نراه ونتلمسه من تصرفات وسلوكيات أنصار المدرسة الفقهية التقليدية وأتباع التأكيد على الهوية الدينية هو عكس ذلك تماما.[/
COLOR] [COLOR="#FF0000"]فالخوض في المسائل الروحية المعنوية، بعيدا عن تداخلها بالمسائل السياسية والاجتماعية والمصلحية، من شأنه ألا يهدد الإيمان الفطري بأي شائبة مادية ظاهرية تعرقل طريقه ومسيره.
رابط الموضوع http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=93566
التصالح مع الذات هبة من محيط النشأة والتكوين ولن نتعلمها بعد ان تكونت رؤانا
مرتضى يوسف العركي
12-05-2012, 05:24 AM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
مرتضى يوسف العركي
12-05-2012, 06:22 AM
التحية مرتضي ... كنا منتظرين تقلع الروب عشان نسلم عليك
وفي القانونية الله يعينكم
اما هذا المقال فهو اضاءة مهمة ولك عليه الشكر وقد ذكرني بمناظرات احمد ديدات والقس سواقارت والذي انتهت حياته الكهنوتية بفضيحة
اكرر شكري
الحبيب استاذنا بدر الدين
قناة الجزيرة تناولت الامر وقد فاتني بحق تنميت المتابعة فهذ االكتاب ربما يحدث تاثيرا اكثر مما احدثة فندلي في كتابة who can talk في فضح النفوذ اليهودي على صناع القرار الامريكيين
طالما الامر يمتد الى المعتقدات الي يحرص عليها اليمين المتطرف والذي هو راس الرمح في سناريو التخطيط الامريكي وما يكنه من عداء للاسلام
كن بكل الخير صديقي
محمد المأمون
12-05-2012, 10:02 AM
5و29؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟
بدر الدين احمد الطائف
12-05-2012, 11:36 AM
5و29؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟
عادى يا حبيب؟؟
المسافر
12-05-2012, 01:21 PM
الدين ضحية لصراع -الهوية- السني الشيعي
اخر 4سطور بالموضوع إن بناء علاقة إيمانية ومعنوية متميزة في المجتمع تحتاج إلى نشر فهم للدين تصب مخرجاته في هذا الإطار، فهم يخدم الجانب القيمي والمعنوي والأخلاقي للإنسان، في حين أن ما نراه ونتلمسه من تصرفات وسلوكيات أنصار المدرسة الفقهية التقليدية وأتباع التأكيد على الهوية الدينية هو عكس ذلك تماما.[/
COLOR] [COLOR="#FF0000"]فالخوض في المسائل الروحية المعنوية، بعيدا عن تداخلها بالمسائل السياسية والاجتماعية والمصلحية، من شأنه ألا يهدد الإيمان الفطري بأي شائبة مادية ظاهرية تعرقل طريقه ومسيره.
رابط الموضوع http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=93566
التصالح مع الذات هبة من محيط النشأة والتكوين ولن نتعلمها بعد ان تكونت رؤانا
أكرر تحاياي يا جنابو
ومعليش سوف أضطر أسفاً أن أرد خارج موضوع البوست .
عن أي موضوع نقل تتحدث !؟ هذه عبارة التي تسرعت في قرأتها والواضح أنك لم تستوعب وتدرك الفرق بينها وبين ما أشرت إليه وإن كان هي ، ما هي إلا جزء قليل جداً من مقال طويل ، ولو تعمقت في فهم الكاتب لأدركت بأن الأفكار مختلفة تماماً . . . ولكن هذا السوء ليس بغريب عليك ، إنما الغريب حقاً أن جل ما كتبته هو منقول بالمعنى والحرف من شعراء وأدباء حتى أجزمنا بأن الوطن التي تتحدث عنه دائماً هو ليس بوطنك بل مجموعة أوطان مختلفة ولا تدري عنه شيئاً سواء (copy Paste) وما هو إلا وطن لمحمود درويش أو الصادق المرضي أو خلافهم ، والعبارات الغريبة التي تستهوي مزاجك لا تعرف متى وأين تضعها .
للأسف حتى في إجتهداك في الإستخفاف من الآخرين تريد أن تسلك طريق غيرك بأسلوب ساذج يدينك أنت أولاً أكثر مما يقلل من شأن أحد.
محمد المأمون
12-05-2012, 01:32 PM
أكرر تحاياي يا جنابو
ومعليش سوف أضطر أسفاً أن أرد خارج موضوع البوست .
عن أي موضوع نقل تتحدث !؟ هذه عبارة التي تسرعت في قرأتها والواضح أنك لم تستوعب وتدرك الفرق بينها وبين ما أشرت إليه وإن كان هي ، ما هي إلا جزء قليل جداً من مقال طويل ، ولو تعمقت في فهم الكاتب لأدركت بأن الأفكار مختلفة تماماً . . . ولكن هذا السوء ليس بغريب عليك ، إنما الغريب حقاً أن جل ما كتبته هو منقول بالمعنى والحرف من شعراء وأدباء حتى أجزمنا بأن الوطن التي تتحدث عنه دائماً هو ليس بوطنك بل مجموعة أوطان مختلفة ولا تدري عنه شيئاً سواء (copy Paste) وما هو إلا وطن لمحمود درويش أو الصادق المرضي أو خلافهم ، والعبارات الغريبة التي تستهوي مزاجك لا تعرف متى وأين تضعها .
للأسف حتى في إجتهداك في الإستخفاف من الآخرين تريد أن تسلك طريق غيرك بأسلوب ساذج يدينك أنت أولاً أكثر مما يقلل من شأن أحد.
الاخ رفقا بنفسك واتهاماتك مهما انتفخت فهى فقاعات كسابقاتها...
حقا المكابرة ليست بغريبة عليك وان حمتك طيور الظلام حين سبحت بغيك فى محاولة تشويه من لاتساوى سطرا من فيضهم لاهاماتهم وهى بعيدة عنك كثيرا اخى...دعنا نتوقف عن محاولة علاج القبح المستوطن جوانبك بانكار سرقتك جزء من مقال ولاننى حين اكتب اغنية او شعرا يعلمه كل سودانى لانحتاج لتعريف صاحبه فقط ارجوك ااتنى بحرف واحد كتبته من مواضيعى ومقالاتى الشخصية منهوب وانصحك الاستعانة بطيور الظلام ويستحضرنى المثل بقراءة اخرى (( من لم يستحى يفعل مايشاء ))
المقال هو الدين ضحية لصراع -الهوية- السني الشيعي
فاخر السلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
Share on facebook Share on favorites Share on google Share on twitter More Sharing Services
هل يمكن الدفاع عن شريحة من المسلمين تحاول أن تعيد أو تفلتر أو حتى تقطع علاقتها بتاريخ الدين؟ حيث هي في الواقع لم تقطع علاقتها بالله أو بالوحي ولا بعقائدها الإيمانية والمعنوية، وإنما أرادت أن تضع حدا لعلاقتها التقليدية والمادية المصلحية بالتاريخ الديني، فهي رفضت قبول التبعية للتاريخ وعارضت الخضوع للماضي الاجتماعي الديني الساعي إلى أن يصبح أساسا لحياتها في الحاضر، وأبت منهج التقليد، تقليد الإمام والفقيه غير المنتمي للواقع الراهن ولأسس الحياة الجديدة.
لا يمكن بناء تلك العلاقة والدفاع عن تلك الشريحة إلا بطرح نهج للتدين يستمد أسسه من أصل رئيسي بعثت من أجله الأديان، ومن ضمنها الدين الإسلامي، وهذا الأصل هو ما ينتج الإيمان الطبيعي المتحرر من الزوائد التي أدخلت عليه غصبا عبر التاريخ، الإيمان الهادف إلى بناء علاقة فطرية مع الله، لا الإيمان الفقهي الساعي قبل أي شيء إلى استغلال الظروف والمصالح في الدنيا لتثبيت هوية المسلم الدينية وإلى إلغاء الآخر الرافض لهويته، وهو ما نرى انعكاساته في صراع الهوية المرتبط بالمصالح الدنيوية، ومن ضمنها السلطوية، في المجتمعات الإسلامية، ومنها في المجتمع الكويتي، بين جماعات التشدد السني والتشدد الشيعي، أو كما يسميه البعض بين السلفية السنية والسلفية الشيعية، وهو صراع تافه وسطحي يستند إلى قضايا وأحداث سياسية تاريخية دينية، وباتت نتائجه مؤثرة بشكل سلبي على أصل الدين أي الإيمان، وتهدد بتفكك المجتمع، وبدأت تؤثر سلبا على المصالح الوطنية، فأصبحنا نشاهد الدفاع عن تلك القضايا والأحداث التاريخية - وليس عن نهج التديّن - يحظى بأولوية عند تلك الجماعات، ولو أدى ذلك إلى زعزعة الأمن والسلم الاجتماعيين.
فهل يمكن - مثلا - وصف الدفاع السني السلفي أو الهجوم الشيعي السلفي على صحابة نبي الإسلام بأنه أصل من أصول الدين وأحد أركانه، أم أن ذلك يعكس فحسب ما جرى من صراع تاريخي اجتماعي وسلطوي وكان يجب ألاّ يقحم الدين فيه، مثلما يحصل الآن؟ فلا همّ لمعظم المنتمين إلى ضفتي السنة والشيعة إلا الدفاع أو الهجوم على القضايا التي تحفظ هويتهم الدينية التاريخية، ولو أدى بهم الأمر إلى استخدامهم أساليب غير أخلاقية نهى الدين والعقل عن استخدامها.
هل هذا الدفاع أو الهجوم يصب في مصلحة المجتمع والوطن، أم أن السلفيين والمتشددين في الجهتين غير مبالين إلا بتلك الأحداث التي لا تعكس سوى مسألة الهوية لكل طرف، فيما مصلحة الوطن وأمن المجتمع يأتيان في مرحلة متأخرة من اهتماماتهم؟
فإذا ما واصلت المدرسة الفقهية التقليدية، لدى السنة والشيعة، والتي تتبنى نشر منهج الهوية الدينية وتعتبره أحد مهامها الرئيسية في الحياة، في الظهور على هذه الشاكلة من دون السعي إلى إعادة إحياء نهج التدين المعبّر عن العلاقة الفطرية بين الإنسان وباريه ورفض الزوائد التي أدخلت على الدين عبر التاريخ، فإن أكثر المتضررين من ذلك هو الدين نفسه، ثم المواطن وأمن الوطن وسلامة المجتمع المحلي.
إن التديّن المصلحي والمادي المستند إلى الهوية الدينية يعبر في أبرز تجلياته عن الطائفية البغيضة، إذ لا هم لأصحاب هذا النوع من التديّن إلا الاستناد إلى التاريخ للدفاع عن وجودهم وهويتهم والسعي لإلغاء الهويات الدينية المذهبية المنافسة التي عادة ما يسمى أصحابها بالخوارج الجدد أو المرتدين الجدد، فيما قضية الإيمان والعلاقة الفطرية مع الله تأتي في مرحلة لاحقة، بل قد لا تأتي، إذ يكفي لهؤلاء دفاعهم عن هويتهم الدينية، وهو دفاع يجلب لهم "الحسنات" للحصول على ضمانات تعينهم على مسألة الحساب في يوم الآخرة، حيث هنا تتحول العلاقة الإيمانية مع الله من علاقة فطرية قلبية معنوية، إلى علاقة مادية ومصلحية صرفة، ومن صور تحقيقها التأكيد على الطائفية وعلى التمسك بالخزعبلات والخرافات بهدف تقوية الوجود والهوية!!
فليس مهماً لدى هؤلاء المتمصلحين من الدين السعي لتهيئة ظروف اجتماعية ونفسية تجعل الإنسان قادرا على بناء علاقة إيمانية ومعنوية مميزة، ليس فقط لأصحاب الدين الإسلامي، وإنما لجميع الأديان، بل ما هو مهم بالنسبة إليهم في الدرجة الأولى هو التأكيد، من خلال استغلال المساجد والحسينيات وغيرها من الوسائل الدينية والاجتماعية، على الهوية الدينية التي تؤدي إلى حصولهم على "حسنات" بطرق متعددة ومنها الطرق غير الأخلاقية، كالسب والشتم والغيبة والنميمة وحتى القتل والإلغاء، حيث نشاهد أمثلة متعددة على ذلك في مختلف المجتمعات العربية والإسلامية، وأبرزها تلك التي تتجلى شواهدها في العراق اليوم من إلغاء أنصار المذهبين السني والشيعي لبعضهم بعضا، ومن تمادي الطرفين على الموت في سبيل الدفاع عن الهوية الدينية ولو أدى الأمر إلى انهيار الوطن والمجتمع وإبادة الأسر وتحول الإنسان إلى قاتل بالمطلق من دون أي رحمة، بل إلى تضعضع موقع الدين نفسه، إذ سيطغى على الدين طابع العنف لأن مهامه ستكون منصبة على تأكيد قضايا الهوية والمصلحة، في حين كان على أصحابه أن يهيئوا الأجواء للحريات، الدينية وغير الدينية، لحماية موضوع الإيمان، لكن للأسف فإن ما يحصل على أرض الواقع هو عكس ذلك تماما.
إن بناء علاقة إيمانية ومعنوية متميزة في المجتمع تحتاج إلى نشر فهم للدين تصب مخرجاته في هذا الإطار، فهم يخدم الجانب القيمي والمعنوي والأخلاقي للإنسان، في حين أن ما نراه ونتلمسه من تصرفات وسلوكيات أنصار المدرسة الفقهية التقليدية وأتباع التأكيد على الهوية الدينية هو عكس ذلك تماما. فالخوض في المسائل الروحية المعنوية، بعيدا عن تداخلها بالمسائل السياسية والاجتماعية والمصلحية، من شأنه ألا يهدد الإيمان الفطري بأي شائبة مادية ظاهرية تعرقل طريقه ومسيره.
محمد المأمون
12-05-2012, 01:37 PM
عادى يا حبيب؟؟
وماليس عادى ياجميل تواصل السقوط
بت أم درمان
12-05-2012, 09:59 PM
الأخ محمد المأمون
الأخ المسافر
ارجو الالتزام بموضوع البوست
وعدم الخوض في اي تفرعات او تصفيات خاصة
والا سأضطر اسفة لحذف مشاركتكما
مع خالص تحياتي
محمد المأمون
13-05-2012, 06:16 AM
الأخ محمد المأمون
الأخ المسافر
ارجو الالتزام بموضوع البوست
وعدم الخوض في اي تفرعات او تصفيات خاصة
والا سأضطر اسفة لحذف مشاركتكما
مع خالص تحياتي
الاخت بت امدرمان سلام...بصفتك مشرفة كيف تسمحيت بتعليق مسروق والادلة بين يديك؟؟؟؟؟؟؟
اعدلى لتطاعى ياسيدتى
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir