صلاح محمد
29-04-2012, 02:15 AM
هــــــــل هجليج هي خاتمة المطاف ؟؟؟ !!!
صلاح محمد رحمة الله / أبريل 2012 م
__________________
موقعة هجليج حسب رأيي كشفت عن ضعف مريع في أركان النظامين في الدولتين اللّدودتين , فطريقة اقتحام قوات الحركة الشعبية لمدينة استراتيجية مثل هجليج كانت قبل أقل من عام تعتبر من مدن وسط السودان و كذلك لثقلها الاقتصادي الحالي باعتبارها روح الاقتصاد السوداني بعد انفصال الجنوب و احتلالها بهذه السهولة مع الوضع في الاعتبار بأن كل من ولايتي النيل الازرق و جنوب كردفان ملتهبتان أصلا منذ بواكير الانفصال بل أن بعض أجزائهما محتلة من قبل جارتنا الجنوبية ممّا يؤكّد بما لا يدع أي مجال للشك بأنّ حزبنا الحاكم قد أصبح واهنا أكثر من أي وقت مضى فنجده يحن لأيام حربه على التمرد و لمعاركه في منقلا و البيبور و توريت و صولات و جولات الدّبّابين قبل تشكّل النظام العالمي الجديد , فشتّان ما بين الفترتين فتلك الحروب كانت دفاعا عن السودان بلد المليون ميل مربّع و بموارد الجنوب النفطية ذاتها و بجيش كان قوامه في الغالب الأعم أبناء الجنوب أنفسهم أمّا الان نجده يدافع مستميتا عمّا تبقى من الوطن المبتور و بموارد شحيحة لا تقوى على اطعام المواطن المطحون و مداواته فضلا عن ادارة حرب ضد دولة ترسانتها العسكرية مدعومة بصورة مباشرة من أعتى دول النظام العالمي الجديد !
أمّا مظاهر ضعف الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا فلا تخفى على أحد و لا تحتاج لكثير عناء لاظهارها فيكفي ارتماءها و تسليم أمرها للأجنبي سواء كان ذلك الأجنبي الغرب أو اسرائيل أو بعض الدول الأفريقية مثل أوغندا و كينيا و اضافة لذلك افتقارها لأي مورد اقتصادي على الاطلاق بعد اغلاق آبارها النفطية و ضعف حيلتها في تصدير نفطها و الاستفادة من هذا المورد الهام و التي هي في أمس الحاجة اليه !
انّ حقد الجنوبيين على شعب السودان لا يحدّه حدود فقد جازفت حكومة الانقاذ باعطائهم الاستقلال منحة منها فأصبحت محنة عليها و على شعب السودان ! فها هي الان حكومة الجنوب تحتضن كــــــــــل ما هو معاد للسودان من حركات متمردة و دول معادية و تقوم بحرب الوكالة نيابة عنها جميعا فالخيار الأسوأ للاستفتاء و هو انفصال مع حرب قد وقع بالفعل و أصبح ماثلا أمام أعيننا و نراه الان رأي العين !
العدوان على هجليج عبارة عن حرب استنزاف تقودها دولة الجنوب بعد أن انقطعت بها السبل و توقفت عنها ايرادات النفط و هو المورد الاقتصادي الأوحد فأغلقت آبارها و أصبحت تستقبل المنح و الهبات من اعداء السودان و ها هي تقوم بتسديد الفواتير لتلك الدول و المنظمات الداعمة لها حربا على الشمال و لن تكون هجليج آخر هذه الحروب طالما استمرأ قادة الانقاذ لعب دور المدافع و تسليم زمام المبادرة للجيش الشعبي و ركونهم للعبتهم المفضلة القديمة الجديدة و التي تتمثّل في تخدير الشعب السوداني بادعاء بطولات و الرقص على دم الشهداء و زغاريد النساء الثكلى و المكلومات و استغلال الحالة النفسية التي يتسم بها شعب السودان السريع التأثر و الانفعال فرحا و حزنا ,,
ما يثير دهشتي بالفعل هو الوضع المحرج الذي تجد المعارضة نفسها فيه كلما ألمّت بالبلاد نكبة و كل نكباتنا في واقع الأمر ناجمة من سوء سياسة و تخطيط الحزب السياسي الحاكم و الذي أدخل بلادنا في هذه الدوّامة بتنازلاته الفادحة للجنوبيين في اتفاقية نيفاشا سيئة الصيت فباع جزءا عزيزا من الوطن من أجل الاستمرار في كرسي الحكم فنجده بعد كل هجمة على الوطن من الجهات المعادية يمارس التضييق على المعارضة الوطنية و يحشرها في الزاوية فامّا التأييد الذي لا استدراك معه أو الوصم بالخيانة بعد انتهاء العمليات فنجد بيانات أحزابنا الوطنية تقوم بادانة العدو الغازي و احتلاله لقطعة غالية من أرض الوطن و وقوفها مع القوات المسلحة و كل هذا شيء طيب و لكنّنا نجدها خالية من ادانة و شجب المتسبّب الرئيسي لهذا الهوان الذي نعيش فيه نتيجة سياساته الغير موفّقة و فشله الذريع في ادارة شئون البلاد !
السؤال العاجل هو : هل تدرك حكومة الانقاذ أن هذه الحرب هي حرب استنزاف لا هوادة فيها و لا نهاية لها و أن درس هجليج هو مجرّد حلقة من هذه الحلقات التي يؤكد معظم المراقبين على تواصل مفاجآتها ؟؟؟
و هل أعدّت الحكومة العدّة لهذه الحرب حرب الكر و الفر اللانهائية أم يتعامل ساستنا بالاسلوب السطحي الذي نراه و نسمعه ليل نهار في اجهزة الاعلام بأنهم دحروا الجيش الشعبي الى غير رجعة و يصدّقون هذه المزحة و يتمايلون طربا على اثرها في احتفالات لا نهائية كأنهم قاموا بتحرير المسجد الأقصى المبارك !
هنالك الكثير من الساسة و المراقبين السياسيين يعتقدون اعتقادا جازما بأن أجندة الحركة الشعبية لا تتوقف عند أرض شمال السودان المتاخمة لدولتهم الجنوبية فحسب و انما تعمل وفق أجندة مخطّط لها و مدروسة باكتساح السودان الشمالي يوما ما , فعدم تغيير الجنوبيين لاسم دولتهم الحديثة الى اسم لا يدخل لفظ السودان في تكوينه بالرغم من تداول العديد من الأسماء المقترحة ابان الفترة الانتقالية يعزّز هذه النظرية والمؤشر الاخر هو تمسكهم باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ,, فما شأنهم " بتحرير السودان " بعدما انفصلوا عنه ! و الملاحظة الأكثر اثارة للاهتمام هي اعتراف قادتهم بهذا الأمر و عدم نكرانهم له ! فأي بقعة باستطاعتهم الاستيلاء عليها تصبح تلقائيا من أراضيهم المحرّرة و ضمن حدود دولة جنوب السودان ! بل أن بعضهم شبّه هذه الدولة الوليدة باسرائيل من حيث أن كلا الدولتين لا تعترفان بحدود ثابتة و معروفة و انما الحدود في نظرهم هي ما يستطيعوا رسمها في مخيلتهم أو ما تصل اليها آلاتهم الحربية !
في اعتقادي يتوجّب علينا كسودانيين ان نقف في خندق واحد مع جيشنا الباسل و هو يدافع عن وطننا العزيز مع كشف كل ألاعيب الحزب الحاكم و التي يود من خلالها اطالة أمد التوتر هروبا الى الامام من وضع اقتصادي و اجتماعي و سياسي متردّ لا يلوح في الافق أي بصيص من أمل في معافاته الا بعون من الله عز و جلّ ...!
_______________________ فلتدم أنت أيها الوطن _________________________
صلاح محمد رحمة الله / أبريل 2012 م
__________________
موقعة هجليج حسب رأيي كشفت عن ضعف مريع في أركان النظامين في الدولتين اللّدودتين , فطريقة اقتحام قوات الحركة الشعبية لمدينة استراتيجية مثل هجليج كانت قبل أقل من عام تعتبر من مدن وسط السودان و كذلك لثقلها الاقتصادي الحالي باعتبارها روح الاقتصاد السوداني بعد انفصال الجنوب و احتلالها بهذه السهولة مع الوضع في الاعتبار بأن كل من ولايتي النيل الازرق و جنوب كردفان ملتهبتان أصلا منذ بواكير الانفصال بل أن بعض أجزائهما محتلة من قبل جارتنا الجنوبية ممّا يؤكّد بما لا يدع أي مجال للشك بأنّ حزبنا الحاكم قد أصبح واهنا أكثر من أي وقت مضى فنجده يحن لأيام حربه على التمرد و لمعاركه في منقلا و البيبور و توريت و صولات و جولات الدّبّابين قبل تشكّل النظام العالمي الجديد , فشتّان ما بين الفترتين فتلك الحروب كانت دفاعا عن السودان بلد المليون ميل مربّع و بموارد الجنوب النفطية ذاتها و بجيش كان قوامه في الغالب الأعم أبناء الجنوب أنفسهم أمّا الان نجده يدافع مستميتا عمّا تبقى من الوطن المبتور و بموارد شحيحة لا تقوى على اطعام المواطن المطحون و مداواته فضلا عن ادارة حرب ضد دولة ترسانتها العسكرية مدعومة بصورة مباشرة من أعتى دول النظام العالمي الجديد !
أمّا مظاهر ضعف الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا فلا تخفى على أحد و لا تحتاج لكثير عناء لاظهارها فيكفي ارتماءها و تسليم أمرها للأجنبي سواء كان ذلك الأجنبي الغرب أو اسرائيل أو بعض الدول الأفريقية مثل أوغندا و كينيا و اضافة لذلك افتقارها لأي مورد اقتصادي على الاطلاق بعد اغلاق آبارها النفطية و ضعف حيلتها في تصدير نفطها و الاستفادة من هذا المورد الهام و التي هي في أمس الحاجة اليه !
انّ حقد الجنوبيين على شعب السودان لا يحدّه حدود فقد جازفت حكومة الانقاذ باعطائهم الاستقلال منحة منها فأصبحت محنة عليها و على شعب السودان ! فها هي الان حكومة الجنوب تحتضن كــــــــــل ما هو معاد للسودان من حركات متمردة و دول معادية و تقوم بحرب الوكالة نيابة عنها جميعا فالخيار الأسوأ للاستفتاء و هو انفصال مع حرب قد وقع بالفعل و أصبح ماثلا أمام أعيننا و نراه الان رأي العين !
العدوان على هجليج عبارة عن حرب استنزاف تقودها دولة الجنوب بعد أن انقطعت بها السبل و توقفت عنها ايرادات النفط و هو المورد الاقتصادي الأوحد فأغلقت آبارها و أصبحت تستقبل المنح و الهبات من اعداء السودان و ها هي تقوم بتسديد الفواتير لتلك الدول و المنظمات الداعمة لها حربا على الشمال و لن تكون هجليج آخر هذه الحروب طالما استمرأ قادة الانقاذ لعب دور المدافع و تسليم زمام المبادرة للجيش الشعبي و ركونهم للعبتهم المفضلة القديمة الجديدة و التي تتمثّل في تخدير الشعب السوداني بادعاء بطولات و الرقص على دم الشهداء و زغاريد النساء الثكلى و المكلومات و استغلال الحالة النفسية التي يتسم بها شعب السودان السريع التأثر و الانفعال فرحا و حزنا ,,
ما يثير دهشتي بالفعل هو الوضع المحرج الذي تجد المعارضة نفسها فيه كلما ألمّت بالبلاد نكبة و كل نكباتنا في واقع الأمر ناجمة من سوء سياسة و تخطيط الحزب السياسي الحاكم و الذي أدخل بلادنا في هذه الدوّامة بتنازلاته الفادحة للجنوبيين في اتفاقية نيفاشا سيئة الصيت فباع جزءا عزيزا من الوطن من أجل الاستمرار في كرسي الحكم فنجده بعد كل هجمة على الوطن من الجهات المعادية يمارس التضييق على المعارضة الوطنية و يحشرها في الزاوية فامّا التأييد الذي لا استدراك معه أو الوصم بالخيانة بعد انتهاء العمليات فنجد بيانات أحزابنا الوطنية تقوم بادانة العدو الغازي و احتلاله لقطعة غالية من أرض الوطن و وقوفها مع القوات المسلحة و كل هذا شيء طيب و لكنّنا نجدها خالية من ادانة و شجب المتسبّب الرئيسي لهذا الهوان الذي نعيش فيه نتيجة سياساته الغير موفّقة و فشله الذريع في ادارة شئون البلاد !
السؤال العاجل هو : هل تدرك حكومة الانقاذ أن هذه الحرب هي حرب استنزاف لا هوادة فيها و لا نهاية لها و أن درس هجليج هو مجرّد حلقة من هذه الحلقات التي يؤكد معظم المراقبين على تواصل مفاجآتها ؟؟؟
و هل أعدّت الحكومة العدّة لهذه الحرب حرب الكر و الفر اللانهائية أم يتعامل ساستنا بالاسلوب السطحي الذي نراه و نسمعه ليل نهار في اجهزة الاعلام بأنهم دحروا الجيش الشعبي الى غير رجعة و يصدّقون هذه المزحة و يتمايلون طربا على اثرها في احتفالات لا نهائية كأنهم قاموا بتحرير المسجد الأقصى المبارك !
هنالك الكثير من الساسة و المراقبين السياسيين يعتقدون اعتقادا جازما بأن أجندة الحركة الشعبية لا تتوقف عند أرض شمال السودان المتاخمة لدولتهم الجنوبية فحسب و انما تعمل وفق أجندة مخطّط لها و مدروسة باكتساح السودان الشمالي يوما ما , فعدم تغيير الجنوبيين لاسم دولتهم الحديثة الى اسم لا يدخل لفظ السودان في تكوينه بالرغم من تداول العديد من الأسماء المقترحة ابان الفترة الانتقالية يعزّز هذه النظرية والمؤشر الاخر هو تمسكهم باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ,, فما شأنهم " بتحرير السودان " بعدما انفصلوا عنه ! و الملاحظة الأكثر اثارة للاهتمام هي اعتراف قادتهم بهذا الأمر و عدم نكرانهم له ! فأي بقعة باستطاعتهم الاستيلاء عليها تصبح تلقائيا من أراضيهم المحرّرة و ضمن حدود دولة جنوب السودان ! بل أن بعضهم شبّه هذه الدولة الوليدة باسرائيل من حيث أن كلا الدولتين لا تعترفان بحدود ثابتة و معروفة و انما الحدود في نظرهم هي ما يستطيعوا رسمها في مخيلتهم أو ما تصل اليها آلاتهم الحربية !
في اعتقادي يتوجّب علينا كسودانيين ان نقف في خندق واحد مع جيشنا الباسل و هو يدافع عن وطننا العزيز مع كشف كل ألاعيب الحزب الحاكم و التي يود من خلالها اطالة أمد التوتر هروبا الى الامام من وضع اقتصادي و اجتماعي و سياسي متردّ لا يلوح في الافق أي بصيص من أمل في معافاته الا بعون من الله عز و جلّ ...!
_______________________ فلتدم أنت أيها الوطن _________________________