المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خرج ولم يعد ، أم بَلَعَ وسكت ؟



فتح الرحمن عبد الباقي
10-04-2012, 02:21 AM
خرج ولم يعد ، أم بَلَعَ وسكت ؟

الدكتور أبو قناية الذي تم انتدابه من وزارة المالية ، ليتولى مفوضية الفساد في فبراير 2011 ومن ثم تم تجديد القرار ، من قبل السيد رئيس الجمهورية مرة ثانية في فبراير / 2012 ، وخرج إلينا هذا الرجل يحمل قنايته ، رافعا إياها ، ليباشر عمله في اكتشاف الفساد الذي يرى بالعين المجردة ، ولا يحتاج إلى مجاهر ومكبرات ، نظر أو صوت للسمع ، فخرج إلينا أبو قناية بإجراءات جديدة ، وهي رقم مجاني ( 6996 ) وقال بأنه بصدد عمل موقع اليكتروني لتلقي البلاغات عن شبهات الفساد . وصمت شيخنا العزيز كغيره من الشيوخ الأجلاء ، ولم نسمع له صوت . وانتظرنا تشغيل الموقع لنكتب عن الفساد والمفسدين وشبهات الفساد ، ليرى جمهور الناس ماذا حدث
صام أبو قناية عن الكلام بعدها ، ويبدو أن قضايا الفساد في بلادنا ، لا تحتاج إلى أبو قناية ، فهي تحتاج إلى أبو سيف ، بل قل أبو دبابة أو أبو راجمة ، أو أبو صواريخ عابرة القارات ، فماذا حدث لهذا الرجل ، ومن الذي قام بإخراسه ، وإسكاته ؟ ومتى سيصحو من غفوته ، لنكتب له عن شبهات الفساد ، وحتى هذه اللحظة نقول ( شبهات ) وعليه إثباتها .
خرج أبو قناية بعد تصريحاته في صالون الراحل سيد احمد خليفة في فبراير الماضي ، وإعلانه لهذه الإجراءات والخطوات العملية ، ولم يعد حتى الآن . أوصافه معلومة للجميع ، يبحث عنه الضعاف ، ويخبؤه الكبار السمان ، أو بلغة اليوم تماسيح البحر . فهل صحيح أنه خرج ولم يعد ، أم أنه بَلَعَ وصمت ، وحتى لا يذهب القارئ بعيداً فأقصد بالبلع هنا ( بلع اللسان ) عن التصريحات الأخيرة ، من موقع اليكتروني وغيره
ماجت الدنيا وهاجت ولم يظهر ، فكانت أحداث مصنع النيل الأبيض للسكر ، وقلنا إنها كفيلة بإخراج هذا الرجل عن صمته ، وسمعنا روايات وقصص كثيرة من قصص ألف ليلة وليلة عن سبب تأخير افتتاح هذا المصنع ، والحرج الكبير الذي دخل فيه السودان مع المانحين والمستثمرين ، ووارى وجهه التراب ، هذا إن بقي في وجهه مزعة لحم ، وفي خدوده ، ذرة خجل ، فطالعتنا الأجهزة المختصة بافتتاح المصنع ، بأنها تعتذر عن الافتتاح بسبب عدم توفر البرامج الخاصة بالتشغيل ، بسبب المقاطعة الأمريكية ، ولم يعلن ذلك إلا قبل لحظات ، من الافتتاح ، ومعلوم في هذا الجانب إن افتتاح أي منشاة ، يسبقها تشغيل تجريبي لهذه المنشاة ، للتعرف على مشاكل التشغيل ، فكيف كان هذا السبب غير المقنع وغير المنطقي . وفي اللحظة الأخيرة . ورغما عن ذلك توقعنا خروج أبو قناية ، أو ولادة أبو قناية لابنه أبو سيف ليخرج لنا على الملا ، ويقول بان هنالك شبهة فساد ، او شبهة من نوع آخر كما أُشيع بان ملاك الأراضي قرروا الاعتصام أمام مباني المصنع ومنع وصول ضيوف الشرف لحضور الاحتفال ، ورفعا للحرج اعتذرت الحكومة عن حفل الافتتاح .
مرت الأيام ووعدنا أبو قناية الآخر الإعلامي الطاهر حسن التوم وعبر برنامجه الناجح ( حتى تكتمل الصورة ) عبر قناة النيل الأزرق باستضافة مدير مصنع النيل الأبيض للسكر الأستاذ حسن ساتي ، وجلسنا القريفصاء ننتظر إفادات السيد حسن ساتي حول أسباب عدم افتتاح المصنع ، وحاولنا ترتيب أوضاعنا المنزلية ، والعملية وإلغاء الزيارات ، للتصلب أمام التلفاز لنسمع ونرى السبب ، بدأ البرنامج ليأتي اعتذار من الأستاذ الطاهر حسن التوم ليعلن لنا عبر الفيس بوك بان الأستاذ حسن ساتي ، قد حضر إلى مباني تلفزيون قناة النيل الأزرق ، ولكن قبل بداية الحلقة بربع ساعة ، جاءه اتصال من مدير القناة بعدم إذاعة هذه الحلقة بسبب توجيه بمنع النشر ، والتناول الإعلامي للقضية ، تم تعميمه للأجهزة الإعلامية .
لماذا هذا التوجيه والتعميم في هذا الوقت بالذات ؟ وما ذا يدور في خلد هذا المصنع ؟ الذي بدأ بداية غير حلوة حلاوة السكر الذي سينتجه ، إلا أن السكر الحلو غير مفيد وغير حلو لأصحاب أمراض السكر ، والمتتبع لتصريحات قادة الإنقاذ ، يجد أن قيادة الإنقاذ ، أصبحت غير قادرة على السيطرة على السنة قياداتها ، وهي قد تعودت الحرج ، فلا مانع من الحرج الذي يسببه إلغاء برنامج تلفزيوني ، مقارنة مع الحرج الذي ربما يسببه لسان هذا المدير ، وربما استطاع الإعلامي الطاهر حسن التوم ، دحرجة هذا الرجل وإخراج بعض المعلومات ، إلى الشارع العام الملتهب ــ وما تصريحات الوالي المثير للضحك ، كرم الله ببعيدة ـــ فاختارت إيقاف البرنامج ، وأخرجت للمرة الثانية سببا اغرب من الأول ، وقالت بأنها منعت النشر والتناول الإعلامي ، لان هنالك لجنة قد كونت وستباشر عملها حينما يصحو أبو الهول من غفوته ، فلمَ التأخير حتى في تكوين اللجنة ، ومتى صدر هذا التوجيه بعدم التناول الإعلامي للقضية ؟ قبل ربع ساعة من البرنامج . ولمَ لم يبلغ السيد حسن ساتي بصفته مديرا لهذا المصنع ، بعدم التصريح والتلويح حتى تنتهي اللجنة من عملها ؟ وإذا حدث هذا لاعتذر السيد حسن ساتي عن البرنامج ، ولما وقع الأستاذ الطاهر حسن التوم ، وقناة النيل الأزرق في هذا الحرج ، أم أن أمر الأستاذ الطاهر حسن التوم نفسه ، جزء من هذه المسرحية الهزيلة والتي لا تعدو كونها غباراً مثارا من قبل حكومة المؤتمر الوطني التي تعودت إثارة الغبار حتى من الصخور القوية ، وإلهاء الناس عن القضايا المصيرية والحقيقة .

فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
10/4/2012
Fathiii555@gmail.com

بدر الدين احمد الطائف
10-04-2012, 03:20 AM
لماذا هذا التوجيه والتعميم في هذا الوقت بالذات ؟ وما ذا يدور في خلد هذا المصنع
سوال وجية يحتاج الى اجابه واضحه وصريحه فما صاحب تاجيل افتتاح المصنع من تداعيات منها استقاله وزيرالمالية
تضع الكثير من علامات الاستفهام ؟
استاذ فتح الرحمن يقال والله اعلم ان هناك فساد كبير جدا قد تم فى ميزانية انشاء وافتتاح هذا المصنع والايام القليلة القادمه ستكشف المزيد.
نحن معك فى الانتظار حتى تنجلى الامور .
شكرا على المقال المحترم.