فتح الرحمن عبد الباقي
28-03-2012, 11:38 PM
الحركة الشعبية والفخ المنصوب لحكومة السودان ....
القارئ والمتأمل لعلاقة السودان مع الحركة الشعبية ، أيام كان السودان جسما واحداً ، أوحداً يجد أن هذه العلاقة من أكثر العلاقات تقلباً ، وتذبذباً ، ودعنا نمر عبر المحطة التي سبقت اتفاق نيفاشا المشؤوم ، الذي ترك كثيرا من القضايا العالقة ، والقنابل الموقوتة ، القابلة للانفجار في أي لحظة ، وللأسف الشديد حتى هذه القنابل دائما ما يتم نزع فتيلها ، في صالح الحركة الشعبية ، وبمعنى آخر أجادت الحركة الشعبية ، استخدام هذا الكرت وتحريكه متى شاءت ، بينما ظلت حكومة المؤتمر الوطني في ثبات ، ودائما تقوم بالرد على استفزازات الحركة الشعبية ، وكان ذلك حتى قبل التوصل إلى اتفاق نيفاشا ، فقد حزم وفد التفاوض ، أوراقه ، وعاد أدراجه ، عندما كانت الحركة الشعبية ، تقوم بخرق اتفاقات إطلاق النار المتعددة والمتكررة ....
كان ذلك يحدث ، والحرب تدور رحاها بين حكومة السودان ، وفصيل متمرد على الحكومة المركزية في الخرطوم ، ومهما يحدث يعالج دوليا في إطار الدولة الواحدة ولا يتعدى نداءات الأمم المتحدة ومناشدتها لحكومة السودان بمعالجة الوضع ، ولكن اختلف الأمر كثيراً ، الآن ، فأصبحت الحرب بين دولتين جارتين ، بغض النظر عن تاريخهما الحديث ، أو القديم ، فالدولتين تنضويان تحت منظومة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأفريقي ، وسيتم دوليا التعامل مع أي حرب ، أو خروقات من هذا المنحى ، ومعلوم لكل لبيب وغير لبيب ،، أحباء الدولة الوليدة ،،، والذين هم أعداء دولة السودان ، الذي فرط في جنوبه ، عبر اتفاق نيفاشا ، وبمحض إرادته ، وبسوء تقدير ، او ضغوط خارجية ، لم يعترف مهندسو الاتفاق حتى الآن بذلك . ولم يقدموا اعتذارهم واستقالتهم عن مناصبهم ، بعد ان علم القاصي والداني بما جر الاتفاق إليه البلاد من مزالق ومخاطر .
هذا هو حال حكومة المؤتمر الوطني الآن تجاه هذه الدولة السرطانية ، التي سوف تقوم بالاستفزاز تلو الاستفزاز ، فقد منحتها حكومة المؤتمر الوطني ، عبر الاتفاق الإطاري بأديس أبابا ، الحريات الأربع ، والتي عارضناها ، وقلنا أن حكومة المؤتمر الوطني ، تقدم التنازل تلو الآخر ، وبلا مبرر ، وبدون أي مكاسب سياسية ، طار وفد من حكومة جنوب السودان إلى الخرطوم لدعم الاتفاق الإطاري ، والترتيب ، لزيارة الرئيس البشير لجوبا ، سافر الوفد من الخرطوم إلى جوبا ، وسمعنا بنبأ الاعتداء على مواقع البترول في المنطقة التي تقع في الأراضي السودانية . مستخدما قواته ، وكذلك مستخدما بعض القوات المعارضة الدارفورية .
حينما سمعت الخبر ، وحينما تضاربت الأنباء عن من أرسل طلقة البداية ، اعتقدت وحسب فهمي المتواضع ، أن حكومة السودان ، قد خضعت للضغوط والمعارضة القوية للاتفاق الإطاري ، وأرادت أن تتنصل عن الاتفاق ، بطريقة ملتوية ، وبما أنني من الذين يحسبون من معارضي الاتفاق ، أيدت الفكرة ، ولكن بعدها اتضح أن حكومة جنوب السودان من قامت بإشعال فتيل الحرب ، وهي من قامت بإطلاق الرصاصة الأولى ، وهي ( ودا برضو على حسب فهمي ) المستفيد الأكبر من الاتفاق الذي اقترب موقع توقيعه من قبل الرئيس البشير ، والرئيس سلفاكير ، فماذا يريد هذا الرجل ؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟ ومن الذي وراء هذه الحرب ؟
على حكومتنا ان تتعامل بكل اليقظة ، والتريث ، فان حكومة جنوب السودان نعرف من ورائها ، إسرائيل وأمريكا وأعوانهم الأفارقة وما أكثرهم ، وان حكومة جنوب السودان ، لا تملك قرارها مطلقاً ، وأنها تدار بالريموت كنترول ، وان هذا الريموت بأيدي من لا يهمه مصلحة السودان ، سواء كان شماليا ، أو جنوبيا ، فما يهمه أن تظل هذه المنطقة ملتهبة دائماً ، وبالتالي تحقيق مصالحه المتعددة ، وأهمها مبيعات السلاح ، وجعل هذا البترول ، كاحتياطي أمريكي ، وإسرائيلي في أراضي السودان ،
ولا أعتقد ،أن وزارة الخارجية السودانية ودبلوماسيتنا ذات الخبرات غير القليلة ، سيخفى عليها الأمر ، فعليها تولى الملف بكل حنكة ، وعدم تركه فقط لوزارة الدفاع ، وأخيرا احذر حكومتنا من الانسياق ، وراء هذا الفخ الذي تنصبه أمريكا وإسرائيل ، لتقوم حكومة جنوب السودان ، بلعب دور البطل ، ومن ثم تقوم بدور الضحية التي قصفت من قبل الجيوش السودانية ، وسنسمع قريبا أن حكومة الخرطوم ، قد قامت باحتلال دولة جنوب السودان ، ولا يهم أبداً في هذه المرحلة أن نعرف ما هو الفخ المنصوب ، ونوعه ، ولكن الأهم والأجدر ، أن نعرف أن هنالك فخ ، ونتعامل على هذا الأساس ، ولا يعني هذا ، أن نقف مكتوفي الأيدي في حالة الدفاع عن النفس ، فكل قوانين الدنيا تكفل لنا حق الدفاع عن النفس .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
29/3/2012
Fathiii555@gmail.com
القارئ والمتأمل لعلاقة السودان مع الحركة الشعبية ، أيام كان السودان جسما واحداً ، أوحداً يجد أن هذه العلاقة من أكثر العلاقات تقلباً ، وتذبذباً ، ودعنا نمر عبر المحطة التي سبقت اتفاق نيفاشا المشؤوم ، الذي ترك كثيرا من القضايا العالقة ، والقنابل الموقوتة ، القابلة للانفجار في أي لحظة ، وللأسف الشديد حتى هذه القنابل دائما ما يتم نزع فتيلها ، في صالح الحركة الشعبية ، وبمعنى آخر أجادت الحركة الشعبية ، استخدام هذا الكرت وتحريكه متى شاءت ، بينما ظلت حكومة المؤتمر الوطني في ثبات ، ودائما تقوم بالرد على استفزازات الحركة الشعبية ، وكان ذلك حتى قبل التوصل إلى اتفاق نيفاشا ، فقد حزم وفد التفاوض ، أوراقه ، وعاد أدراجه ، عندما كانت الحركة الشعبية ، تقوم بخرق اتفاقات إطلاق النار المتعددة والمتكررة ....
كان ذلك يحدث ، والحرب تدور رحاها بين حكومة السودان ، وفصيل متمرد على الحكومة المركزية في الخرطوم ، ومهما يحدث يعالج دوليا في إطار الدولة الواحدة ولا يتعدى نداءات الأمم المتحدة ومناشدتها لحكومة السودان بمعالجة الوضع ، ولكن اختلف الأمر كثيراً ، الآن ، فأصبحت الحرب بين دولتين جارتين ، بغض النظر عن تاريخهما الحديث ، أو القديم ، فالدولتين تنضويان تحت منظومة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأفريقي ، وسيتم دوليا التعامل مع أي حرب ، أو خروقات من هذا المنحى ، ومعلوم لكل لبيب وغير لبيب ،، أحباء الدولة الوليدة ،،، والذين هم أعداء دولة السودان ، الذي فرط في جنوبه ، عبر اتفاق نيفاشا ، وبمحض إرادته ، وبسوء تقدير ، او ضغوط خارجية ، لم يعترف مهندسو الاتفاق حتى الآن بذلك . ولم يقدموا اعتذارهم واستقالتهم عن مناصبهم ، بعد ان علم القاصي والداني بما جر الاتفاق إليه البلاد من مزالق ومخاطر .
هذا هو حال حكومة المؤتمر الوطني الآن تجاه هذه الدولة السرطانية ، التي سوف تقوم بالاستفزاز تلو الاستفزاز ، فقد منحتها حكومة المؤتمر الوطني ، عبر الاتفاق الإطاري بأديس أبابا ، الحريات الأربع ، والتي عارضناها ، وقلنا أن حكومة المؤتمر الوطني ، تقدم التنازل تلو الآخر ، وبلا مبرر ، وبدون أي مكاسب سياسية ، طار وفد من حكومة جنوب السودان إلى الخرطوم لدعم الاتفاق الإطاري ، والترتيب ، لزيارة الرئيس البشير لجوبا ، سافر الوفد من الخرطوم إلى جوبا ، وسمعنا بنبأ الاعتداء على مواقع البترول في المنطقة التي تقع في الأراضي السودانية . مستخدما قواته ، وكذلك مستخدما بعض القوات المعارضة الدارفورية .
حينما سمعت الخبر ، وحينما تضاربت الأنباء عن من أرسل طلقة البداية ، اعتقدت وحسب فهمي المتواضع ، أن حكومة السودان ، قد خضعت للضغوط والمعارضة القوية للاتفاق الإطاري ، وأرادت أن تتنصل عن الاتفاق ، بطريقة ملتوية ، وبما أنني من الذين يحسبون من معارضي الاتفاق ، أيدت الفكرة ، ولكن بعدها اتضح أن حكومة جنوب السودان من قامت بإشعال فتيل الحرب ، وهي من قامت بإطلاق الرصاصة الأولى ، وهي ( ودا برضو على حسب فهمي ) المستفيد الأكبر من الاتفاق الذي اقترب موقع توقيعه من قبل الرئيس البشير ، والرئيس سلفاكير ، فماذا يريد هذا الرجل ؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟ ومن الذي وراء هذه الحرب ؟
على حكومتنا ان تتعامل بكل اليقظة ، والتريث ، فان حكومة جنوب السودان نعرف من ورائها ، إسرائيل وأمريكا وأعوانهم الأفارقة وما أكثرهم ، وان حكومة جنوب السودان ، لا تملك قرارها مطلقاً ، وأنها تدار بالريموت كنترول ، وان هذا الريموت بأيدي من لا يهمه مصلحة السودان ، سواء كان شماليا ، أو جنوبيا ، فما يهمه أن تظل هذه المنطقة ملتهبة دائماً ، وبالتالي تحقيق مصالحه المتعددة ، وأهمها مبيعات السلاح ، وجعل هذا البترول ، كاحتياطي أمريكي ، وإسرائيلي في أراضي السودان ،
ولا أعتقد ،أن وزارة الخارجية السودانية ودبلوماسيتنا ذات الخبرات غير القليلة ، سيخفى عليها الأمر ، فعليها تولى الملف بكل حنكة ، وعدم تركه فقط لوزارة الدفاع ، وأخيرا احذر حكومتنا من الانسياق ، وراء هذا الفخ الذي تنصبه أمريكا وإسرائيل ، لتقوم حكومة جنوب السودان ، بلعب دور البطل ، ومن ثم تقوم بدور الضحية التي قصفت من قبل الجيوش السودانية ، وسنسمع قريبا أن حكومة الخرطوم ، قد قامت باحتلال دولة جنوب السودان ، ولا يهم أبداً في هذه المرحلة أن نعرف ما هو الفخ المنصوب ، ونوعه ، ولكن الأهم والأجدر ، أن نعرف أن هنالك فخ ، ونتعامل على هذا الأساس ، ولا يعني هذا ، أن نقف مكتوفي الأيدي في حالة الدفاع عن النفس ، فكل قوانين الدنيا تكفل لنا حق الدفاع عن النفس .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
29/3/2012
Fathiii555@gmail.com