فتح الرحمن عبد الباقي
06-03-2012, 09:09 PM
افتتح اللورد كتشنر كلية غردون التزكارية في 8/11/1902 ،،، تخليداً لذكرى هذا الرجل الذي اغتيل في الخرطوم ،،، ولقد أحسن الانجليز تخليد ذكرى فقيدهم غردون ،،، ولم يقوموا بأعمال مغايرة لتخليده ،،،، ففكروا في عمل يظل خالداً ، على مدى الأجيال ،،، لتظل ذكرى غردون باقية في هذا المكان الذي قتل فيه ،،،، فقاموا بعمل جامعة ، رغم أنها بدأت كمدرسة صغيرة وتحورت وتحولت ،،،، الى أن أصبحت جامعة الخرطوم التي يفاخر بها السودان ،،، وتحول المسمى في يناير / 1956 إلى جامعة الخرطوم .... وكان لجامعة الخرطوم دوراً بارزا في التعليم سواء كان المهني أو غير المهني ..... فتخرج فيها عدد كبير من قادة العمل الإداري ومحركي دولاب الخدمة العامة ،،،، كما لها الفضل والقدح المعلى في تخريج معظم القادة السياسيين ،،،، والذين يديرون العمل السياسي والاجتماعي بالبلاد منذ إنشاء الجامعة وحتى تاريخنا الحديث ....
ظلت جامعة الخرطوم رقماً في تاريخ السودان السياسي ،،، والنضال الوطني ،،، وذلك منذ إنشائها ،، وخلال فترة النضال الوطني ،،، ضد المستعمر الذي أنشأ هذا الكيان ،،،،وكان دور جامعة الخرطوم ،،،، وهنا لا أفرق بين الطلاب والأساتذة ،،،، لأنه كما للطلاب دور بارز ،،، كان للأساتذة أدوار أبرز ،،،، ولمحات وبصمات على أدوار الطلاب ،،،، وكانت الجامعة حاضرة ،،،، في كل المناسبات السياسية ،،، فكان دورها جلياً وواضحاً ،،،، في اقتلاع أول حكم عسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود عام 1964م ،،، وكان الطلاب هم وقود المظاهرات ،،، في ذلك الحين ،،، في ثورة أكتوبر الشهيرة ،،، وقدمت جامعة الخرطوم الشهيد ( القرشي ) ،،، ودارت الأيام ،،، وكررت جامعة الخرطوم نفس السيناريو ، في إنتفاضة ابريل 1985 م والتي اقتلعت العسكرية الثانية بقيادة جعفر نميري ....
إهتمت الأحزاب السياسية جميعها ، بتكوين إتحاد طلاب الجامعة ،،،، وما أن يحين موعد الانتخابات إلا وتجد حضورا كثيفا للأحزاب السياسية داخل حرم الجامعة ،،،، ويعتبر اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، حكومة مصغرة ،،، وإذا نظرنا لمعظم القادة السياسيين ،،، لتجد أنهم مروا عبر بوابة اتحاد الطلاب ،،،، ولو ألقينا نظرة تاريخية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لتجد أن عدد دورات الاتحاد ً فاز فيها الإسلاميون بالاتحاد قد تجاوزت الـ ( 40 ) مرة بينما خسر الإسلاميون فقط ( 5 ) مرات .... وهذا له عدة محاور ويترك الأبواب مشرعة للنقاش ،،،، ولقد تحور الإسلاميون في مسمياتهم من حركة التحرير الإسلامي ،،، إلى الاتجاه الإسلامي ،،،، ثم الحركة الإسلامية ،،،، ثم حركة الإسلاميين الوطنيين والتي يرمز لها اختصاراً بـ ( حاو ) وكان ذلك مصدر سخرية من الجميع ( ولمن لا يعرف معنى كلمة حاو فهي تستخدم لوقف الحمار عن السير ) أما الحركة الإسلامية الوطنية فانضمت إلى الشعبي بعد المناصحة ....
فاز الإسلاميون بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مرات عديدة ،،،، ونسبة لروح الشباب الثائرة ،،، فقد اتصف اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بالمصادمة ، ومعارضة النظم ،،،، وغالبا ما يفوز بمقاعد الاتحاد هم من في الضفة الأخرى ،،، وأقصد المعارضة ،،، فلماذا لا تستطيع المعارضة الحالية بمختلف طوائفها اليسارية المتطرفة ،،، واليمين المتطرف ، إضافة إلى الأحزاب التقليدية الأمة والاتحادي ،،،، لماذا لا تستطع فعل شيء في الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،،،، رغم أن الإسلاميين يحكمون لمدة 23 سنة ؟ وما دور طلاب وطالبات جامعة الخرطوم في مواجهة نظام الإنقاذ ،،،، وكيف استطاع الإسلاميون الاستمرار في الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،،،، رغم أن الحكومة يمثلها الإسلاميون ......
للإجابة على بعض هذه الأسئلة سأرجع للوراء إلى الفترة التي وصلت فيها الإنقاذ إلى الحكم ،،،، وماذا فعلت بالجامعة ،،،، فقامت الإنقاذ بإعلان ثورة التعليم العالي ،،،، والتي كانت ثورة على التعليم ،،،، وليست ثورة للتعليم ،،،، ولمعرفة الإسلاميين الجيدة بدور الطلاب في اقتلاع الديكتاتوريات ،،،، جاءت ثورة التعليم العالي ،،،، وكانت قراراتها تجاه الطلاب قاسية ،،،، تناولت الطلاب مباشرة فبدأت بتصفية السكن والإعاشة ،،، وبدأت تعمل على زعزعة الطالب نفسه ،،،، لتجعله مشغولا بنفسه ،،، حتى لا يفكر في مشاكل غيره ،،، ووطنه ،،، وقامت بتعريب المناهج ، وجعل اللغة العربية كلغة رسمية ،،، دون أن توفر ولا كتاب ولا مرجع واحد باللغة العربية ،،،، فظل الطلاب لأكثر من شهرين في أول عام دراسي لهذه القرارات والذي كان عام 1990م لا يدخلون قاعة الدرس لان الأساتذة لا يدرون ماذا يفعلون ،،،، قامت الإنقاذ بالتعجيل بإقحام التعريب في هذا العام لتمرير ،،،، القرارات الأخرى مثل السكن والإعاشة ،،،، وكانت خائفة ،،، فقامت بالتدريج في مسألة السكن والإعاشة ،،، فمنحت الطلاب الموجودين ( كبونات ) Ticket ليدخلوا بها قاعات الطعام ،،،، بينما أوقفت الكبونات الغذائية في العام القادم وكذلك فعلت مع السكن ،،،،،
كان اتحاد الطلاب في ذلك العام ،،، من الأعوام التي لم يفز بها الإسلاميين ،،،، وكانت هذه الدورة من الدورات التي فاز بها تنظيم الطلاب المحايدين ،،،، ورغماً عن تلك القرارات ،،، ورغما عن أن اتحاد طلاب الجامعة كان يسيطر عليه ،،، غير الإسلاميين ،،،، إلا أن الاتحاد وقف مكتوف اليدين صحيح أنه قدم أرواح عدد من الطلاب أمثال التاية وسليم وبشير ،،،، ولكنه لم يستطع فعل شيء ،،، إلى أن تم حله ،،، وأصدرت الجامعة قراراً بحل اتحاد الطلاب ،،،، فظل الطلاب بدون إتحاد كما قامت إدارة الجامعة بوقف النشاط السياسي داخل الجامعة ،،،، إلى أن انتهت دورتهم دون عمل شيء يذكر ، لا للطلاب خدميا بالجامعة ،،،، ولا للعمل العام ،،،، ويحمل التاريخ هذه الدورة من دورات الاتحاد وزر تمرير قرارات الإنقاذ بما يخص ثورة التعليم العالي ،،،، وبما يخص قرارات تصفية السكن والإعاشة ،،، من تاريخه وحتى يسترد الطلاب حقوقهم سواء من هذه الحكومة أو من حكومة أخرى ......
هذا ما كان في بداية عهد الإنقاذ وسنيها الأولى ..... ولكن استطاعت الإنقاذ أن تمرر قرارتها الصعبة ،،، عبر ما أسمته بثورة التعليم العالي ،،،، واستطاعت أن تخرج طالب جامعة الخرطوم من صومعته ،،،، ليخرج إلى العالم الخارجي ( واقصد بالخارجي ) خارج باحات الجامعة ،،،، فانشغل الطالب بنفسه ،،، بمسكنه ومشربه ،،،، وأصبح يعمل نصف اليوم ويدرس فيما تبقى من يوم ،،،، وبذلك فقدت جامعة الخرطوم دورها الأساسي بعد أن تم الهاء طالبها ،،،، أما من أراد أن يعيش في بحبوحة الإنقاذ فعليه دعم برامجها ،،، وعلى الحكومة توفير احتياجاته ،،،، أصبح الطلاب يسارعون ويصارعون الزمن ،،، ليتخرجوا من هذه الجامعة ،،،، فغاب دور الطلاب ،،، وخفت بريق اتحاد طلابها ،،،، فعزف معظمهم عن العمل السياسي ،،،، وناصر الآخر الحركة الإسلامية ،،، حتى يتحقق الاستقرار بالجامعة ليخرج من أسوارها سريعا ودون تلكؤ .....
هكذا تقلص دور الطلاب بجامعة الخرطوم ،،،، ونفس هذا المنطق ينطبق على الحياة العامة ،،، فجامعة الخرطوم هي صورة مصغرة ،،، للمجتمع الخارجي ،،،، فقد قامت الإنقاذ بصياغة قرارات ،،، وارتكاب حماقات كثيرة ،،، كل من يسمعها سيظن بان الخرطوم ستثور خلال دقائق ،،، ولكن ما الذي أصاب وجدان هذا الشعب الأبي الكريم ،،،، مشعل الثورات وقاهر الظلم ،،،، وما ورقة ( نقد ) في ميدان أبو جنزير ببعيدة ( حضرنا ولم نجدكم ) .... وربما قائل آخر يقول ويستنتج بما أن لجامعة الخرطوم الدور الكبير في كل الثورات التي أطاحت بحكم العسكر ،،، في تاريخ السودان ،،،، وبما أن الإسلاميين قد فازوا بهذا الاتحاد بنسبة 89% تقريبا ،،، وبما أن الإسلاميين هم من يحكمون اليوم ،،،، فان الربيع العربي سوف لن يمر بمحطة الخرطوم ......
ظلت جامعة الخرطوم رقماً في تاريخ السودان السياسي ،،، والنضال الوطني ،،، وذلك منذ إنشائها ،، وخلال فترة النضال الوطني ،،، ضد المستعمر الذي أنشأ هذا الكيان ،،،،وكان دور جامعة الخرطوم ،،،، وهنا لا أفرق بين الطلاب والأساتذة ،،،، لأنه كما للطلاب دور بارز ،،، كان للأساتذة أدوار أبرز ،،،، ولمحات وبصمات على أدوار الطلاب ،،،، وكانت الجامعة حاضرة ،،،، في كل المناسبات السياسية ،،، فكان دورها جلياً وواضحاً ،،،، في اقتلاع أول حكم عسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود عام 1964م ،،، وكان الطلاب هم وقود المظاهرات ،،، في ذلك الحين ،،، في ثورة أكتوبر الشهيرة ،،، وقدمت جامعة الخرطوم الشهيد ( القرشي ) ،،، ودارت الأيام ،،، وكررت جامعة الخرطوم نفس السيناريو ، في إنتفاضة ابريل 1985 م والتي اقتلعت العسكرية الثانية بقيادة جعفر نميري ....
إهتمت الأحزاب السياسية جميعها ، بتكوين إتحاد طلاب الجامعة ،،،، وما أن يحين موعد الانتخابات إلا وتجد حضورا كثيفا للأحزاب السياسية داخل حرم الجامعة ،،،، ويعتبر اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، حكومة مصغرة ،،، وإذا نظرنا لمعظم القادة السياسيين ،،، لتجد أنهم مروا عبر بوابة اتحاد الطلاب ،،،، ولو ألقينا نظرة تاريخية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لتجد أن عدد دورات الاتحاد ً فاز فيها الإسلاميون بالاتحاد قد تجاوزت الـ ( 40 ) مرة بينما خسر الإسلاميون فقط ( 5 ) مرات .... وهذا له عدة محاور ويترك الأبواب مشرعة للنقاش ،،،، ولقد تحور الإسلاميون في مسمياتهم من حركة التحرير الإسلامي ،،، إلى الاتجاه الإسلامي ،،،، ثم الحركة الإسلامية ،،،، ثم حركة الإسلاميين الوطنيين والتي يرمز لها اختصاراً بـ ( حاو ) وكان ذلك مصدر سخرية من الجميع ( ولمن لا يعرف معنى كلمة حاو فهي تستخدم لوقف الحمار عن السير ) أما الحركة الإسلامية الوطنية فانضمت إلى الشعبي بعد المناصحة ....
فاز الإسلاميون بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مرات عديدة ،،،، ونسبة لروح الشباب الثائرة ،،، فقد اتصف اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بالمصادمة ، ومعارضة النظم ،،،، وغالبا ما يفوز بمقاعد الاتحاد هم من في الضفة الأخرى ،،، وأقصد المعارضة ،،، فلماذا لا تستطيع المعارضة الحالية بمختلف طوائفها اليسارية المتطرفة ،،، واليمين المتطرف ، إضافة إلى الأحزاب التقليدية الأمة والاتحادي ،،،، لماذا لا تستطع فعل شيء في الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،،،، رغم أن الإسلاميين يحكمون لمدة 23 سنة ؟ وما دور طلاب وطالبات جامعة الخرطوم في مواجهة نظام الإنقاذ ،،،، وكيف استطاع الإسلاميون الاستمرار في الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،،،، رغم أن الحكومة يمثلها الإسلاميون ......
للإجابة على بعض هذه الأسئلة سأرجع للوراء إلى الفترة التي وصلت فيها الإنقاذ إلى الحكم ،،،، وماذا فعلت بالجامعة ،،،، فقامت الإنقاذ بإعلان ثورة التعليم العالي ،،،، والتي كانت ثورة على التعليم ،،،، وليست ثورة للتعليم ،،،، ولمعرفة الإسلاميين الجيدة بدور الطلاب في اقتلاع الديكتاتوريات ،،،، جاءت ثورة التعليم العالي ،،،، وكانت قراراتها تجاه الطلاب قاسية ،،،، تناولت الطلاب مباشرة فبدأت بتصفية السكن والإعاشة ،،، وبدأت تعمل على زعزعة الطالب نفسه ،،،، لتجعله مشغولا بنفسه ،،، حتى لا يفكر في مشاكل غيره ،،، ووطنه ،،، وقامت بتعريب المناهج ، وجعل اللغة العربية كلغة رسمية ،،، دون أن توفر ولا كتاب ولا مرجع واحد باللغة العربية ،،،، فظل الطلاب لأكثر من شهرين في أول عام دراسي لهذه القرارات والذي كان عام 1990م لا يدخلون قاعة الدرس لان الأساتذة لا يدرون ماذا يفعلون ،،،، قامت الإنقاذ بالتعجيل بإقحام التعريب في هذا العام لتمرير ،،،، القرارات الأخرى مثل السكن والإعاشة ،،،، وكانت خائفة ،،، فقامت بالتدريج في مسألة السكن والإعاشة ،،، فمنحت الطلاب الموجودين ( كبونات ) Ticket ليدخلوا بها قاعات الطعام ،،،، بينما أوقفت الكبونات الغذائية في العام القادم وكذلك فعلت مع السكن ،،،،،
كان اتحاد الطلاب في ذلك العام ،،، من الأعوام التي لم يفز بها الإسلاميين ،،،، وكانت هذه الدورة من الدورات التي فاز بها تنظيم الطلاب المحايدين ،،،، ورغماً عن تلك القرارات ،،، ورغما عن أن اتحاد طلاب الجامعة كان يسيطر عليه ،،، غير الإسلاميين ،،،، إلا أن الاتحاد وقف مكتوف اليدين صحيح أنه قدم أرواح عدد من الطلاب أمثال التاية وسليم وبشير ،،،، ولكنه لم يستطع فعل شيء ،،، إلى أن تم حله ،،، وأصدرت الجامعة قراراً بحل اتحاد الطلاب ،،،، فظل الطلاب بدون إتحاد كما قامت إدارة الجامعة بوقف النشاط السياسي داخل الجامعة ،،،، إلى أن انتهت دورتهم دون عمل شيء يذكر ، لا للطلاب خدميا بالجامعة ،،،، ولا للعمل العام ،،،، ويحمل التاريخ هذه الدورة من دورات الاتحاد وزر تمرير قرارات الإنقاذ بما يخص ثورة التعليم العالي ،،،، وبما يخص قرارات تصفية السكن والإعاشة ،،، من تاريخه وحتى يسترد الطلاب حقوقهم سواء من هذه الحكومة أو من حكومة أخرى ......
هذا ما كان في بداية عهد الإنقاذ وسنيها الأولى ..... ولكن استطاعت الإنقاذ أن تمرر قرارتها الصعبة ،،، عبر ما أسمته بثورة التعليم العالي ،،،، واستطاعت أن تخرج طالب جامعة الخرطوم من صومعته ،،،، ليخرج إلى العالم الخارجي ( واقصد بالخارجي ) خارج باحات الجامعة ،،،، فانشغل الطالب بنفسه ،،، بمسكنه ومشربه ،،،، وأصبح يعمل نصف اليوم ويدرس فيما تبقى من يوم ،،،، وبذلك فقدت جامعة الخرطوم دورها الأساسي بعد أن تم الهاء طالبها ،،،، أما من أراد أن يعيش في بحبوحة الإنقاذ فعليه دعم برامجها ،،، وعلى الحكومة توفير احتياجاته ،،،، أصبح الطلاب يسارعون ويصارعون الزمن ،،، ليتخرجوا من هذه الجامعة ،،،، فغاب دور الطلاب ،،، وخفت بريق اتحاد طلابها ،،،، فعزف معظمهم عن العمل السياسي ،،،، وناصر الآخر الحركة الإسلامية ،،، حتى يتحقق الاستقرار بالجامعة ليخرج من أسوارها سريعا ودون تلكؤ .....
هكذا تقلص دور الطلاب بجامعة الخرطوم ،،،، ونفس هذا المنطق ينطبق على الحياة العامة ،،، فجامعة الخرطوم هي صورة مصغرة ،،، للمجتمع الخارجي ،،،، فقد قامت الإنقاذ بصياغة قرارات ،،، وارتكاب حماقات كثيرة ،،، كل من يسمعها سيظن بان الخرطوم ستثور خلال دقائق ،،، ولكن ما الذي أصاب وجدان هذا الشعب الأبي الكريم ،،،، مشعل الثورات وقاهر الظلم ،،،، وما ورقة ( نقد ) في ميدان أبو جنزير ببعيدة ( حضرنا ولم نجدكم ) .... وربما قائل آخر يقول ويستنتج بما أن لجامعة الخرطوم الدور الكبير في كل الثورات التي أطاحت بحكم العسكر ،،، في تاريخ السودان ،،،، وبما أن الإسلاميين قد فازوا بهذا الاتحاد بنسبة 89% تقريبا ،،، وبما أن الإسلاميين هم من يحكمون اليوم ،،،، فان الربيع العربي سوف لن يمر بمحطة الخرطوم ......