ودالبدوي
19-02-2012, 10:15 AM
هل تناسيت شجرة الحنــــــــــــــان؟:
في قديم الزمان ... كانت شجرة تفاح ضخمة ...وكان طفل صغير يلعب تحتها...كان يتسلق أغصانها ويأكل من ثمارها ... ثم يغفو قليلا لينام في ظلها ...كان يحبها كثيرا وكانت تحبه أكثر...مر الزمان بسرعة وكبر الطفل فلم يعد يلعب تحتها كما كان يفعل ... وفي يوم من الأيام رأته الشجرة حزينا...فقالت:مالي أراك حزينا ألا تلعب معي؟ ...فأجابها: لم أعد صغيرا لألعب معك ...أنا أريد لُعَباً أخرى مثل أصحابي وأحتاج إلى نقود لأشتريها ...فقالت معتذرة: ليس عندي نقود ولكن هذه ثماري فخذها كلها وبعها و اشتر ما شئت من اللعب وكن سعيداً ...قام الولد على الفور فتسلق الشجرة وجمع كل ثمارها وغادر…غاب الولد طويلا والشجرة في شوق إليه ... عاد الولد إليها ولكن بعد أن غدا رجلا ...كانت الشجرة في غاية السعادة لعودته...قالت: تعال لنعيد ذكريات الماضي سويا ...فأجابها :ليس عندي وقت فقد أصبحت رجلاً مسئولا عن أسرة وأحتاج إلى بيت أَوْسَع فهل لك أن تساعديني؟ فكرت الشجرة قليلا ثم قالت:على كل حال أنا لم أعد أثمر فخذ جميع أغصاني لتوسع البيت لأسرتك...فأخذ كل أغصانها وغادر وهو سعيد ...كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا وإن كانت قد تضررت بقطع أغصانها ... غاب الرجل فلم تعد تراه وأصبحت الشجرة حزينة منكسرة...في يوم شديد الحر ظهر الرجل فجأة... نادته بلهفة: لماذا غِبْتَ عنى؟!! ...قال: لقد كثرت مشاغلي وأعبائي وأريد أن أبحر لأي مكان ليتسع رزقي فهل يمكنك إعطائي مركبا؟ ...قالت:أنا لا أملك الآن إلا جذعي فخذه وابن به مركبا ولا تكن حزينا فإنه يعز علىَّ حزنك... ففعل ثم غاب عنها غيابا طويلا جداً وقد تناساها لكنه عاد إليها بعد فترة وقد هرم ورغم ذلك عرفته وقابلته بالسرور و الترحاب ...قال لها: أريد منك شيئا أخيرا...قالت:عفوا يا بني، لم يعد عندي ما أمنحك إياه إلا ما ادخرته لك في قلبي من حب ...فليس عندي تفاح ...قال: لا عليك لم يعد عندي أسنان تقضمه ...قالت: ولم يبق لي أغصان تتسلقها …قال: وكيف أتسلق وقد بَلَغْتُ من الكبر ما ترين؟...قالت: ولا جذع لتصنع منه مركبا... قال: لم أعد أقو على الإبحار...قالت:لم يبق عندي إلا هذه الجذور التي أدخر فيها حبك ...فقال: كل ما أحتاجه الآن هو أن أستريح فأنا متعب جدا من عناء هذه السنين ... تبسمت الشجرة والدموع تلمع في عينيها وضمته في أحضانها قائلةً: ها هنا أنسب مكان لراحتك.
في قديم الزمان ... كانت شجرة تفاح ضخمة ...وكان طفل صغير يلعب تحتها...كان يتسلق أغصانها ويأكل من ثمارها ... ثم يغفو قليلا لينام في ظلها ...كان يحبها كثيرا وكانت تحبه أكثر...مر الزمان بسرعة وكبر الطفل فلم يعد يلعب تحتها كما كان يفعل ... وفي يوم من الأيام رأته الشجرة حزينا...فقالت:مالي أراك حزينا ألا تلعب معي؟ ...فأجابها: لم أعد صغيرا لألعب معك ...أنا أريد لُعَباً أخرى مثل أصحابي وأحتاج إلى نقود لأشتريها ...فقالت معتذرة: ليس عندي نقود ولكن هذه ثماري فخذها كلها وبعها و اشتر ما شئت من اللعب وكن سعيداً ...قام الولد على الفور فتسلق الشجرة وجمع كل ثمارها وغادر…غاب الولد طويلا والشجرة في شوق إليه ... عاد الولد إليها ولكن بعد أن غدا رجلا ...كانت الشجرة في غاية السعادة لعودته...قالت: تعال لنعيد ذكريات الماضي سويا ...فأجابها :ليس عندي وقت فقد أصبحت رجلاً مسئولا عن أسرة وأحتاج إلى بيت أَوْسَع فهل لك أن تساعديني؟ فكرت الشجرة قليلا ثم قالت:على كل حال أنا لم أعد أثمر فخذ جميع أغصاني لتوسع البيت لأسرتك...فأخذ كل أغصانها وغادر وهو سعيد ...كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا وإن كانت قد تضررت بقطع أغصانها ... غاب الرجل فلم تعد تراه وأصبحت الشجرة حزينة منكسرة...في يوم شديد الحر ظهر الرجل فجأة... نادته بلهفة: لماذا غِبْتَ عنى؟!! ...قال: لقد كثرت مشاغلي وأعبائي وأريد أن أبحر لأي مكان ليتسع رزقي فهل يمكنك إعطائي مركبا؟ ...قالت:أنا لا أملك الآن إلا جذعي فخذه وابن به مركبا ولا تكن حزينا فإنه يعز علىَّ حزنك... ففعل ثم غاب عنها غيابا طويلا جداً وقد تناساها لكنه عاد إليها بعد فترة وقد هرم ورغم ذلك عرفته وقابلته بالسرور و الترحاب ...قال لها: أريد منك شيئا أخيرا...قالت:عفوا يا بني، لم يعد عندي ما أمنحك إياه إلا ما ادخرته لك في قلبي من حب ...فليس عندي تفاح ...قال: لا عليك لم يعد عندي أسنان تقضمه ...قالت: ولم يبق لي أغصان تتسلقها …قال: وكيف أتسلق وقد بَلَغْتُ من الكبر ما ترين؟...قالت: ولا جذع لتصنع منه مركبا... قال: لم أعد أقو على الإبحار...قالت:لم يبق عندي إلا هذه الجذور التي أدخر فيها حبك ...فقال: كل ما أحتاجه الآن هو أن أستريح فأنا متعب جدا من عناء هذه السنين ... تبسمت الشجرة والدموع تلمع في عينيها وضمته في أحضانها قائلةً: ها هنا أنسب مكان لراحتك.