abomazeen
14-02-2012, 01:59 AM
أدار المذيع الشاب طلال في قناة الشروق مساجلة حارة بين البروفسور كمال عامر مدير مستشفى الأنف والأذن والحنجرة المقال والدكتور المعز حسن بخيت الناطق الرسمى بإسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم « وهذه وظيفة جديدة بدأت تتفاقم هذه الأيام . « وقد كانت الحلقة ناجحة بكل المقاييس لأنها شدت انتباه المستمعين حتى إنها إعيدت فى صباح اليوم التالى مباشرة وفى ذلك إشادة واضحة بجهد مقدم البرنامج الشاب .
وقضية الحلقة هى أن البروفسور مامون حميدة وزير الصحة الولائي كان قد جاء فى زيارة لمستشفى الأنف والأذن والحنجرة ورأى قصوراً فى المعدات مما دعاه لإقالة مدير المستشفى . ولم يقبل البروفسوركمال عامر الاقالة وعقد مؤتمراً صحفياً هاجم فيه القرار وهاجم الوزير وطالب بإقالته .
انعقدت هذه الحلقة حتى يبدى كل طرف دفعاته فى القضية فقال الدكتور المعز وهو شاب وسيم مهندم إن الوزيرقد تصرف بحسب مقتضى القانون والسلطات المخولة له وأن كل ما فعله الوزيرهو اقصاء البروف من الإدارة مع ابقائه طبيباً ذا خبرة ودراية وفنية عالية وأن بروفسور كمال فى المعاش وأنه ظل فى منصب المدير لسبع سنوات متتالية بينما يرى بروفسور كمال أن إقالته كانت جائرة وتنطوى على إهانة وأن المعدات التى زعم الوزير أنها متعطلة لم تكن فى الحقيقة كذلك .
دعم مقدم الحلقة حلقته بلقاءات ميدانية مع خمسة من المرضى الذين اشتكى أربعة منهم سوء الأحوال بمستشفى الأنف والأذن والحنجرة بينما قالت مريضة خامسة أن الأوضاع فى المستشفى تتقدم وأن جهداً كبيراً يبذل . وبما أن العينات المنتخبة يرجع أمر انتخابها الى معد البرنامج فقد لاحظت قصوراً فى عدالة الاختيار وكأن المقصود هو اختيار عينات سلبية متعمدة لتقبيح صورة المستشفى.
قال بروفسور كمال إنه قد بذل جهداً كبيرة شهد به حتى كبار المسؤولين بالدولة بما فيهم رئيس الجمهورية نفسه وأنه ابتدع نظام اخصائيين فى المساء بالمستشفى بأجور رمزية حتى يساعد المرضى وأنه لم يكن يتلقى مرتباً بل إنه كان يتبرع به لجهة لم يشأ أن يسميها .
فاجأ مقدم البرنامج البروفسور كمال بسؤال صعب إذ طلب منه أن يبرراحتفاظه بلافته في عيادته الخاصة تقول إنه ما يزال مديراً لمستشفى الأنف والأذن والحنجرة حتى بعد إقالته . رد البروفسور كمال رداًعنيفاً وذكر انه «سيحرق» أو شئ من ذلك مما يدل على أنه استثير .
أعجبنى فى الدكتور الشاب المعز تماسكه ومنطقه السليم الذى لم يفقده إلا فى كسر من دقيقة فى نهاية الحلقة .
وأعجبتنى لغته العربية القوية ووقفت خاصة عند استعماله للفظ «بلى»بطريقة موفقة جداً.
خرجت من هذه المعركة بملاحظة هى : أن الخدمة المدنية بدأت تظهر فيها صراعات ما بين جيل الشباب والأجيال القديمة المدربة الحاذقة التى حصلت على المناصب ولا تريد أن تغادرها فالبروفسوركمال عامر فى المعاش منذ ثلاث سنوات وهو مع ذلك مدير ولما أقيل أغضبته الإقالة مع أنه ظل مديراً لسبع سنوات حسوماً.
يشعر الشباب أنه قد آن الأوان أن يستلموا هم هذه الإدارات لأنهم ببساطة هم أهل العصر وأن الكبار قد أخذوا نصيبهم وعليهم أن يذهبوا مشكورين وهذا الصراع ممتع وتكاد تلاحظه في السودان وفي غيره من البلاد العربية ويرى كثير من المراقبين أنه كان أحد العناصر الأساسية المؤججة لقيام الثورة العربية الحالية، فبينما أن الكبار يغتنون بل و يكنزون الكنوز لا يجد الشباب من أمثال البوعزيزى ما يقيم به الأود بعد التخرج مما الجأه الى الخيار الحرام بإحراق نفسه .
انتهت الحلقة بدراما تدل على ما قلنا من عمق علم الجيل السابق وخفة علم الجيل الشاب الآتى ذلك عندما أنهى بروفسور كمال عامر الصراع لصالحه عندما حاول دكتور المعز استدرار عطف المشاهدين معلقاً على حديث ملازمة أحد المرضى وهو طفل منغولى لما قالت : إنهم وعدوها بعملية لوز لذلك الطفل مراراً وأنهم كانوا يؤجلون العملية دائماً فقال دكتور المعز : إنه كان أولى بادارة المستشفى أن ترحم هذا المريض ذا الحالة الخاصة وتجرى له العملية فوراً فقال بروفسور كمال كلمة واحدة أظهرت عمق علمه مقارنة بمحاوره إذ قال دكتور كمال في الرد على هذا الكلام : « كنترا إنديكيشن» ومعناها أن العملية فى هذه الحالة « تمتنع ولا يوصى بها » ... كان معى عندها بعض الأطباء وهم يستمعون الى بروفسور كمال وهو يقول الكلمة الانجليزية فقفزوا وصفقوا وقالوا: « أداه بالقاضية » ...!!
مقتبس ...
وقضية الحلقة هى أن البروفسور مامون حميدة وزير الصحة الولائي كان قد جاء فى زيارة لمستشفى الأنف والأذن والحنجرة ورأى قصوراً فى المعدات مما دعاه لإقالة مدير المستشفى . ولم يقبل البروفسوركمال عامر الاقالة وعقد مؤتمراً صحفياً هاجم فيه القرار وهاجم الوزير وطالب بإقالته .
انعقدت هذه الحلقة حتى يبدى كل طرف دفعاته فى القضية فقال الدكتور المعز وهو شاب وسيم مهندم إن الوزيرقد تصرف بحسب مقتضى القانون والسلطات المخولة له وأن كل ما فعله الوزيرهو اقصاء البروف من الإدارة مع ابقائه طبيباً ذا خبرة ودراية وفنية عالية وأن بروفسور كمال فى المعاش وأنه ظل فى منصب المدير لسبع سنوات متتالية بينما يرى بروفسور كمال أن إقالته كانت جائرة وتنطوى على إهانة وأن المعدات التى زعم الوزير أنها متعطلة لم تكن فى الحقيقة كذلك .
دعم مقدم الحلقة حلقته بلقاءات ميدانية مع خمسة من المرضى الذين اشتكى أربعة منهم سوء الأحوال بمستشفى الأنف والأذن والحنجرة بينما قالت مريضة خامسة أن الأوضاع فى المستشفى تتقدم وأن جهداً كبيراً يبذل . وبما أن العينات المنتخبة يرجع أمر انتخابها الى معد البرنامج فقد لاحظت قصوراً فى عدالة الاختيار وكأن المقصود هو اختيار عينات سلبية متعمدة لتقبيح صورة المستشفى.
قال بروفسور كمال إنه قد بذل جهداً كبيرة شهد به حتى كبار المسؤولين بالدولة بما فيهم رئيس الجمهورية نفسه وأنه ابتدع نظام اخصائيين فى المساء بالمستشفى بأجور رمزية حتى يساعد المرضى وأنه لم يكن يتلقى مرتباً بل إنه كان يتبرع به لجهة لم يشأ أن يسميها .
فاجأ مقدم البرنامج البروفسور كمال بسؤال صعب إذ طلب منه أن يبرراحتفاظه بلافته في عيادته الخاصة تقول إنه ما يزال مديراً لمستشفى الأنف والأذن والحنجرة حتى بعد إقالته . رد البروفسور كمال رداًعنيفاً وذكر انه «سيحرق» أو شئ من ذلك مما يدل على أنه استثير .
أعجبنى فى الدكتور الشاب المعز تماسكه ومنطقه السليم الذى لم يفقده إلا فى كسر من دقيقة فى نهاية الحلقة .
وأعجبتنى لغته العربية القوية ووقفت خاصة عند استعماله للفظ «بلى»بطريقة موفقة جداً.
خرجت من هذه المعركة بملاحظة هى : أن الخدمة المدنية بدأت تظهر فيها صراعات ما بين جيل الشباب والأجيال القديمة المدربة الحاذقة التى حصلت على المناصب ولا تريد أن تغادرها فالبروفسوركمال عامر فى المعاش منذ ثلاث سنوات وهو مع ذلك مدير ولما أقيل أغضبته الإقالة مع أنه ظل مديراً لسبع سنوات حسوماً.
يشعر الشباب أنه قد آن الأوان أن يستلموا هم هذه الإدارات لأنهم ببساطة هم أهل العصر وأن الكبار قد أخذوا نصيبهم وعليهم أن يذهبوا مشكورين وهذا الصراع ممتع وتكاد تلاحظه في السودان وفي غيره من البلاد العربية ويرى كثير من المراقبين أنه كان أحد العناصر الأساسية المؤججة لقيام الثورة العربية الحالية، فبينما أن الكبار يغتنون بل و يكنزون الكنوز لا يجد الشباب من أمثال البوعزيزى ما يقيم به الأود بعد التخرج مما الجأه الى الخيار الحرام بإحراق نفسه .
انتهت الحلقة بدراما تدل على ما قلنا من عمق علم الجيل السابق وخفة علم الجيل الشاب الآتى ذلك عندما أنهى بروفسور كمال عامر الصراع لصالحه عندما حاول دكتور المعز استدرار عطف المشاهدين معلقاً على حديث ملازمة أحد المرضى وهو طفل منغولى لما قالت : إنهم وعدوها بعملية لوز لذلك الطفل مراراً وأنهم كانوا يؤجلون العملية دائماً فقال دكتور المعز : إنه كان أولى بادارة المستشفى أن ترحم هذا المريض ذا الحالة الخاصة وتجرى له العملية فوراً فقال بروفسور كمال كلمة واحدة أظهرت عمق علمه مقارنة بمحاوره إذ قال دكتور كمال في الرد على هذا الكلام : « كنترا إنديكيشن» ومعناها أن العملية فى هذه الحالة « تمتنع ولا يوصى بها » ... كان معى عندها بعض الأطباء وهم يستمعون الى بروفسور كمال وهو يقول الكلمة الانجليزية فقفزوا وصفقوا وقالوا: « أداه بالقاضية » ...!!
مقتبس ...