mahagoub
08-02-2012, 08:20 AM
نادم على مشاركته في الانقلاب وانه ولو رجع الزمن للوراء لما شارك فيه.
وقال إن سبب التردي الاقتصادي إنهم لم يتخذوا سياسات رشيدة ، ولم يستخدموا مال البترول بتوظيفه في التنمية بل انكبت الدولة على مباني وصرف في أشياء غير منتجة. ولم يخف خوفه من خروج الناس ضد الإنقاذ قائلا إن (الجوع إذا وصل إلى مرحلة متقدمة قد لا يكون هناك خيار للناس سوى الخروج للشارع، لكن هذه الأشياء تحكمها أشياء كثيرة ولا يلوح في الأفق بديل مقنع، وهذه هى المشكلة.ولكنه يظل أمرا واردا بالطبع، وأنا شخصياً من الذين يخشون على الانقاذ من أن يخرج الناس عليها في الشوارع بسبب الجوع واليأس والإحباط من قضايا كثيرة).
(نص الحوار أدناه):
مع العميد (م) صلاح كرار اعترافات عن الانقاذ وأزمة الإقتصاد.. لو عاد الزمن للوراء لن أشارك في الانقاذ!!
الرأي العام – حاوره : فتح الرحمن شبارقة
مازال الكثيرون يذكرونه، وبزته العسكرية البيضاء جيداً، فقد كان العميد ركن بحري صلاح الدين كرار من أبرز قادة ثورة الإنقاذ الوطني في سنيها الأولى، ورئيساً للجنة الإقتصادية التي أجرت عمليات جراحية للإقتصاد بدون بنج أحياناً، ثم تقلد مواقع وزارية رفيعة قبل أن تصدق نبوة د. مصطفى عثمان إسماعيل بأنه لن يُعمر كثيراً في الحكومة، أو على حد قوله: (صلاح دا إيقاعو سريع جداً جداً لذلك ما حيستمر كتير)، وقد كان.
إلتقته (الرأى العام) عصر الجمعة الماضية بمنزله الفخيم بضاحية الرياض وذلك للوقوف على تقييمه للوضع الصحي الذي لا يسر للإقتصاد في البلاد. إلى جانب تقييمه لحصاد الإنقاذ، وأبرز الأخطاء كما يراها هو بعد أن تطاولت التجربة؟، وكان على إستعداد كبير لأن يضع أسفل كل سؤال، ما يتطلب من إجابة حتى وإن كان من شاكلة: من أين لك هذا المنزل متعدد الطوابق؟.. فإلى مضابط الحوار:
* توصيف حالة الإقتصاد في البلاد هذه الأيام تراوح بين الصدمة والأزمة والإنهيار.. كيف تقيّم الوضع الصحي للإقتصاد؟
- الإقتصاد السوداني في أزمة، ولكنه على إمتداد تاريخه لم يدخل في كارثة وذلك لأسباب موضوعية جداً، منها أن الإقتصاد السوداني عنده بنيات راسخة وجذور عميقة و…
= مقاطعة=
*وماهى أسباب هذه الأزمة برأيك؟
- سبب هذه الأزمة هو إنفصال الجنوب، فلم يتم التحسّب للإنفصال رغم أنه كان معروفا قبل وقت كافٍ أن الجنوب سينفصل.
* كأنك تريد أن تقول أن الإنفصال أوضح بصورة عملية أن الشمال الذي يشهد أزمة إقتصادية الآن كان يعتمد على الجنوب وليس العكس؟
- نعم، نحن كنا نعتمد على ثروة الجنوب. وحتى الإنتعاش والطفرة الإنمائية التي حدثت بعد عام 2000م كان من بترول الجنوب، وعندما إنفصل الجنوب حدثت الأزمة وليس هناك دليل أكبر على ذلك من وضعنا الآن.
* بعد الإرتفاع الكبير في الأسعار، برزت دعوات لمراجعة سياسة التحرير الإقتصادي، أو ربما التراجع عنها.. أين تقف من ذلك السجال؟
- خيارات الدولة الإقتصادية الآن قليلة جداً جداً، وإذا الدولة ألغت سياسة التحرير الإقتصادي، ترجع (لى شنو؟!).
* ترجع إلى السياسة التي كان معمولاً بها قبل تطبيق سياسة التحرير؟
- الآن الدولة لا تستطيع أن ترجع، وسياسة التحرير لا غبار عليها. ومشاكلنا التي نعيشها ليس سببها سياسة التحرير، وإنما سببها أننا لم نتخذ سياسات رشيدة، ولم نستخدم المال الذي كان في أيدينا بصورة علمية لينتج لنا في المستقبل موارد تغطى أى عجز إلى جانب خططنا المستقبلية في التوظيف والتنمية وغيرها. للأسف كل هذا لم يتم وإنكبت الدولة على مبانى وصرف في أشياء غير منتجة.
* الأزمة الحقيقة التي تعيشها البلاد.. أهى أزمة عقار أم أزمة الدولار؟
- الإثنتان معاً، الآن الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفورتفاقم المشكلة، بل يُمكن أن تدخل السودان في كارثة، فهناك أزمة إقتصادية وحرب مشتعلة تتطلب صرفا أكبر مما كان يُصرف في الجنوب. والإصلاح الإقتصادي يتطلب أولاً وقف الحرب والإستنزاف للميزانية العامة بأى ثمن لأن الحرب ستكون عقبة وستجهض أى إصلاح إقتصادي ولذلك لابد من إطفاء الحرائق قبل أية معالجة، وواحدة من أهم معالجات الأزمة الأقتصادية هى إطفاء الحرائق؟
* هل يمكنك وضع سقف زمني للخروج والتعافي من هذه الأزمة بالتقريب؟
- هى في حدود خطة متوسطة الأجل. وعندما نقول خطة قصيرة الأجل، يعني في حدود ثلاث سنوات. لكن الخروج من هذه الأزمة يتطلب خطة متوسطة الأجل، أى بين ست إلى عشر سنوات.
* ألا ترى إن حديثك هذا غير مطمئن؟
- أنا من أنصار مواجهة الشعب بالحقائق وهذه مسألة مهمة جداً جداً لأن الزمن سيمضى وسيصل الناس للوقت الذي حددته وسيحصل لهم إحباط عندما يجدون الأزمة مازالت مستمرة، وحتى الأن لم يقف أى مسؤول ليصارح الناس ويقول: (يا أيها الشعب السوداني نحن في أزمة).
* في الربيع العربي ثار الناس وهم ببطون ممتلئة، ألا تخشى على أصدقائك القدامى أن ينتفض عليهم البعض وهم ببطون خاوية هذه المرة بسب الأزمة الإقتصادية؟
- طبعاً إنتفاضات الربيع العربي في أغلب الدول التي حدثت فيها لم يكن الإقتصاد هو محرك أساسي فيها. لكن عندما تجئ لدولة مثل السودان تجد إن الجوع إذا وصل إلى مرحلة متقدمة قد لا يكون هناك خيار للناس سوى الخروج للشارع، لكن هذه الأشياء تحكمها أشياء كثيرة ولا يلوح في الأفق بديل مقنع، وهذه هى المشكلة. ولكنه يظل أمرا واردا بالطبع، وأنا شخصياً من الذين يخشون على الانقاذ من أن يخرج الناس عليها في الشوارع بسبب الجوع واليأس والإحباط من قضايا كثيرة..
=مقاطعة=
* أية قضايا محبطة قد تشكل محركاً للخروج من وجهة نظرك؟
- اليأس والإحباط يُمكن أن يكونا من قضايا كثيرة مثل الفساد، وقضايا الثراء الفاحش لبعض الناس دون مبرر والفقر الشديد لبعض الناس.
*لكن الإنقاذ الآن ليست كما كانت على أيامكم، فهى تتحدث بالصوت العالي عن محاربة الفساد وهذا ما لم نكن نسمعه على عهدكم؟
- نسمع طحناً ولا نرى طحيناً. فالفساد ليس بحاجة لكلام كثير ويمكن محاصرته بقانون من أين لك هذا..
* طيب بالقانون ذاته، اقول لك الآن: من أين لك هذا المنزل الفخيم ومتعدد الطوابق الذي تسكن فيه؟
- أنا قلت سأكون أول من أُقدم نفسي لهيئة تكون مستقلة،
وقد رشحت في مقال كتبته قبل شهور رشحت الرجل الوطني الصادق الشامي (الله يرحمه)،
ومصطفى عبد القادر، وقلت يعيّن في هذه اللجنة إثنان من أجهزتنا القضائية
ويختاروا شخص يرأس هذه اللجنة، وقلت بأنى سأكون أول من أُقدم نفسي علناً كنموذج لأوضّح من أين لى هذا..
* من أين لك هذا.. سؤال لم تجب عليه بعد؟
وقال إن سبب التردي الاقتصادي إنهم لم يتخذوا سياسات رشيدة ، ولم يستخدموا مال البترول بتوظيفه في التنمية بل انكبت الدولة على مباني وصرف في أشياء غير منتجة. ولم يخف خوفه من خروج الناس ضد الإنقاذ قائلا إن (الجوع إذا وصل إلى مرحلة متقدمة قد لا يكون هناك خيار للناس سوى الخروج للشارع، لكن هذه الأشياء تحكمها أشياء كثيرة ولا يلوح في الأفق بديل مقنع، وهذه هى المشكلة.ولكنه يظل أمرا واردا بالطبع، وأنا شخصياً من الذين يخشون على الانقاذ من أن يخرج الناس عليها في الشوارع بسبب الجوع واليأس والإحباط من قضايا كثيرة).
(نص الحوار أدناه):
مع العميد (م) صلاح كرار اعترافات عن الانقاذ وأزمة الإقتصاد.. لو عاد الزمن للوراء لن أشارك في الانقاذ!!
الرأي العام – حاوره : فتح الرحمن شبارقة
مازال الكثيرون يذكرونه، وبزته العسكرية البيضاء جيداً، فقد كان العميد ركن بحري صلاح الدين كرار من أبرز قادة ثورة الإنقاذ الوطني في سنيها الأولى، ورئيساً للجنة الإقتصادية التي أجرت عمليات جراحية للإقتصاد بدون بنج أحياناً، ثم تقلد مواقع وزارية رفيعة قبل أن تصدق نبوة د. مصطفى عثمان إسماعيل بأنه لن يُعمر كثيراً في الحكومة، أو على حد قوله: (صلاح دا إيقاعو سريع جداً جداً لذلك ما حيستمر كتير)، وقد كان.
إلتقته (الرأى العام) عصر الجمعة الماضية بمنزله الفخيم بضاحية الرياض وذلك للوقوف على تقييمه للوضع الصحي الذي لا يسر للإقتصاد في البلاد. إلى جانب تقييمه لحصاد الإنقاذ، وأبرز الأخطاء كما يراها هو بعد أن تطاولت التجربة؟، وكان على إستعداد كبير لأن يضع أسفل كل سؤال، ما يتطلب من إجابة حتى وإن كان من شاكلة: من أين لك هذا المنزل متعدد الطوابق؟.. فإلى مضابط الحوار:
* توصيف حالة الإقتصاد في البلاد هذه الأيام تراوح بين الصدمة والأزمة والإنهيار.. كيف تقيّم الوضع الصحي للإقتصاد؟
- الإقتصاد السوداني في أزمة، ولكنه على إمتداد تاريخه لم يدخل في كارثة وذلك لأسباب موضوعية جداً، منها أن الإقتصاد السوداني عنده بنيات راسخة وجذور عميقة و…
= مقاطعة=
*وماهى أسباب هذه الأزمة برأيك؟
- سبب هذه الأزمة هو إنفصال الجنوب، فلم يتم التحسّب للإنفصال رغم أنه كان معروفا قبل وقت كافٍ أن الجنوب سينفصل.
* كأنك تريد أن تقول أن الإنفصال أوضح بصورة عملية أن الشمال الذي يشهد أزمة إقتصادية الآن كان يعتمد على الجنوب وليس العكس؟
- نعم، نحن كنا نعتمد على ثروة الجنوب. وحتى الإنتعاش والطفرة الإنمائية التي حدثت بعد عام 2000م كان من بترول الجنوب، وعندما إنفصل الجنوب حدثت الأزمة وليس هناك دليل أكبر على ذلك من وضعنا الآن.
* بعد الإرتفاع الكبير في الأسعار، برزت دعوات لمراجعة سياسة التحرير الإقتصادي، أو ربما التراجع عنها.. أين تقف من ذلك السجال؟
- خيارات الدولة الإقتصادية الآن قليلة جداً جداً، وإذا الدولة ألغت سياسة التحرير الإقتصادي، ترجع (لى شنو؟!).
* ترجع إلى السياسة التي كان معمولاً بها قبل تطبيق سياسة التحرير؟
- الآن الدولة لا تستطيع أن ترجع، وسياسة التحرير لا غبار عليها. ومشاكلنا التي نعيشها ليس سببها سياسة التحرير، وإنما سببها أننا لم نتخذ سياسات رشيدة، ولم نستخدم المال الذي كان في أيدينا بصورة علمية لينتج لنا في المستقبل موارد تغطى أى عجز إلى جانب خططنا المستقبلية في التوظيف والتنمية وغيرها. للأسف كل هذا لم يتم وإنكبت الدولة على مبانى وصرف في أشياء غير منتجة.
* الأزمة الحقيقة التي تعيشها البلاد.. أهى أزمة عقار أم أزمة الدولار؟
- الإثنتان معاً، الآن الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفورتفاقم المشكلة، بل يُمكن أن تدخل السودان في كارثة، فهناك أزمة إقتصادية وحرب مشتعلة تتطلب صرفا أكبر مما كان يُصرف في الجنوب. والإصلاح الإقتصادي يتطلب أولاً وقف الحرب والإستنزاف للميزانية العامة بأى ثمن لأن الحرب ستكون عقبة وستجهض أى إصلاح إقتصادي ولذلك لابد من إطفاء الحرائق قبل أية معالجة، وواحدة من أهم معالجات الأزمة الأقتصادية هى إطفاء الحرائق؟
* هل يمكنك وضع سقف زمني للخروج والتعافي من هذه الأزمة بالتقريب؟
- هى في حدود خطة متوسطة الأجل. وعندما نقول خطة قصيرة الأجل، يعني في حدود ثلاث سنوات. لكن الخروج من هذه الأزمة يتطلب خطة متوسطة الأجل، أى بين ست إلى عشر سنوات.
* ألا ترى إن حديثك هذا غير مطمئن؟
- أنا من أنصار مواجهة الشعب بالحقائق وهذه مسألة مهمة جداً جداً لأن الزمن سيمضى وسيصل الناس للوقت الذي حددته وسيحصل لهم إحباط عندما يجدون الأزمة مازالت مستمرة، وحتى الأن لم يقف أى مسؤول ليصارح الناس ويقول: (يا أيها الشعب السوداني نحن في أزمة).
* في الربيع العربي ثار الناس وهم ببطون ممتلئة، ألا تخشى على أصدقائك القدامى أن ينتفض عليهم البعض وهم ببطون خاوية هذه المرة بسب الأزمة الإقتصادية؟
- طبعاً إنتفاضات الربيع العربي في أغلب الدول التي حدثت فيها لم يكن الإقتصاد هو محرك أساسي فيها. لكن عندما تجئ لدولة مثل السودان تجد إن الجوع إذا وصل إلى مرحلة متقدمة قد لا يكون هناك خيار للناس سوى الخروج للشارع، لكن هذه الأشياء تحكمها أشياء كثيرة ولا يلوح في الأفق بديل مقنع، وهذه هى المشكلة. ولكنه يظل أمرا واردا بالطبع، وأنا شخصياً من الذين يخشون على الانقاذ من أن يخرج الناس عليها في الشوارع بسبب الجوع واليأس والإحباط من قضايا كثيرة..
=مقاطعة=
* أية قضايا محبطة قد تشكل محركاً للخروج من وجهة نظرك؟
- اليأس والإحباط يُمكن أن يكونا من قضايا كثيرة مثل الفساد، وقضايا الثراء الفاحش لبعض الناس دون مبرر والفقر الشديد لبعض الناس.
*لكن الإنقاذ الآن ليست كما كانت على أيامكم، فهى تتحدث بالصوت العالي عن محاربة الفساد وهذا ما لم نكن نسمعه على عهدكم؟
- نسمع طحناً ولا نرى طحيناً. فالفساد ليس بحاجة لكلام كثير ويمكن محاصرته بقانون من أين لك هذا..
* طيب بالقانون ذاته، اقول لك الآن: من أين لك هذا المنزل الفخيم ومتعدد الطوابق الذي تسكن فيه؟
- أنا قلت سأكون أول من أُقدم نفسي لهيئة تكون مستقلة،
وقد رشحت في مقال كتبته قبل شهور رشحت الرجل الوطني الصادق الشامي (الله يرحمه)،
ومصطفى عبد القادر، وقلت يعيّن في هذه اللجنة إثنان من أجهزتنا القضائية
ويختاروا شخص يرأس هذه اللجنة، وقلت بأنى سأكون أول من أُقدم نفسي علناً كنموذج لأوضّح من أين لى هذا..
* من أين لك هذا.. سؤال لم تجب عليه بعد؟