صلاح محمد
30-01-2012, 05:56 AM
[/color]مافي عوجة !!!
ذهبت لقاهرة المعز في العام 2003 م لقضاء شهر العسل و ليس هنالك داعيا لأقول ذهبت برفقة من ؟ فسأترك ذلك لفطنة القاريء و ذكائه !!! و لكن لكي لا تجهدوا أنفسكم كثيرا بعناء التفكير فبما أنه شهر عسل فأكيد مع المدام . ليس المغزى من مقالي هذا هو هذه النقطة بالتحديد , فقط كان لا بد من هذه التقدمة و ذلك لما لها من ذكريات محبّبة للنفس و تدفعها للحماس بالرغم من أن الشرقيين عموما لا يذكرون تلك الفترة بالخير اذ يعتبرونها هي السبب في ما يعيشونه من نكد و ضيق و توتّر و طبعا هذا شأنهم هههههه ( نعيب زماننا و العيب فينا ) !!!
الموضوع :
بينما نحن نهِمّ بالإشارة لسيارات الأجرة لأخذ جولة في أحياء القاهرة القديمة ( السيدة زينب / خان الخليلي / ... الخ) فإذا بأحدها يتوقف بجوارنا و قد خُطّت عليه عبارة " مافي عوجة " و بهذه اللّهجة السودانية التي لا اعوجاج فيها ممّا جعلني أستغرب لهذا الأمر !.
الحوار :
طبعا بعدما اتفقنا مع سائق التاكسي بادرت بالسؤال عن سبب كتابته لهذه العبارة السودانية " أبا عن جد " و بعد الثناء على السودانيين و على كرمهم و مروءتهم ذكر لنا قصته مع تلك المفردة قائلا :
ذهبت في الثمانينات لآداء فريضة العمرة بعد أن بعت كل ما أملك من جاموسة و غيرها و قرّرت العمل بالمملكة سبّاكا حيث أملك خبرة لا بأس بها في هذا المجال و لكنني لا أملك اقامة و لا سكنا و لا أي معين غير الله سبحانه و تعالى و بينما أنا على هذا الحال و الكلام ما زال للسبّاك أقصد سائق التاكسي و جدت مجموعة من الإخوة السودانيين و قد قطعت دردشتهم بحاكيتي لقصتي عليهم فقالوا لي بصوت يكاد يكون موحّدا " مافي عوجة " ! في حينها لم أفهم معنى ردّهم و هل هو خير أم شر ؟ و لكنني ظللت متوقفا في مكاني حتى همّوا بالمغادرة و ظللت واقفا كما أنا فقالوا لي باستغراب لماذا لا تتحرك معانا يا زول ؟ و حينها فقط عرفت أن ردّهم كان قبولا و ليس رفضا , و لكنني ما زلت محتارا في المعنى الحقيقي لهذا المصطلح ! فذهبت معهم للمنزل و أقمت معهم لمدة عامين متواصلين دون أن يأخذوا مني ريالا واحدا نظير سكني و مأكلي , و عدت بعدها لمصر و اشتريت هذا التاكسي و أول شيء فعلته بعد ترخيصه هو كتابتي عليه هذه العبارة " مافي عوجة " و ظللت أعمل عليه كل هذه المدة و قد جلب لي الخير الكثير و أصبحت هذه الجملة محبّبة الى نفسي منذ تلك اللحظة و ما زلت أحكيها لكل سوداني أصادفه ..
الخاتمة :
وسعدت جدا بهذه الرواية الواقعية عن بني جلدتي و استبشرت خيرا بذلك " و الحديث هنا لي أنا صلاح مع نفسي " و تيقّنت بأن ردّ الجميل على هذه الصنعة سيكون من نصيبي لا محالة و لو باعفائي من دفع الأجرة و التي ليست بالباهظة و عند وصولنا لمسجد السيدة زينب أعطيته أجرته كما علمناها من موظف استقبال فندق ريجنسي بالمهندسين حيث كنّا نقيم , فقال لي و كعادة المصريين " خلّي عنّك خالص " لزوم الكشكرة طبعا و بعد استلامه لأجرة المشوار طلب منّي زيادة المبلغ معلّلا ذلك و بلهجة موغلة في المصرية " المشوار ده بتاع عشرين جنيه " !!
فاذا أنا أرد عليه لا شعوريا " مافي عوجة " !!! [/size]
ذهبت لقاهرة المعز في العام 2003 م لقضاء شهر العسل و ليس هنالك داعيا لأقول ذهبت برفقة من ؟ فسأترك ذلك لفطنة القاريء و ذكائه !!! و لكن لكي لا تجهدوا أنفسكم كثيرا بعناء التفكير فبما أنه شهر عسل فأكيد مع المدام . ليس المغزى من مقالي هذا هو هذه النقطة بالتحديد , فقط كان لا بد من هذه التقدمة و ذلك لما لها من ذكريات محبّبة للنفس و تدفعها للحماس بالرغم من أن الشرقيين عموما لا يذكرون تلك الفترة بالخير اذ يعتبرونها هي السبب في ما يعيشونه من نكد و ضيق و توتّر و طبعا هذا شأنهم هههههه ( نعيب زماننا و العيب فينا ) !!!
الموضوع :
بينما نحن نهِمّ بالإشارة لسيارات الأجرة لأخذ جولة في أحياء القاهرة القديمة ( السيدة زينب / خان الخليلي / ... الخ) فإذا بأحدها يتوقف بجوارنا و قد خُطّت عليه عبارة " مافي عوجة " و بهذه اللّهجة السودانية التي لا اعوجاج فيها ممّا جعلني أستغرب لهذا الأمر !.
الحوار :
طبعا بعدما اتفقنا مع سائق التاكسي بادرت بالسؤال عن سبب كتابته لهذه العبارة السودانية " أبا عن جد " و بعد الثناء على السودانيين و على كرمهم و مروءتهم ذكر لنا قصته مع تلك المفردة قائلا :
ذهبت في الثمانينات لآداء فريضة العمرة بعد أن بعت كل ما أملك من جاموسة و غيرها و قرّرت العمل بالمملكة سبّاكا حيث أملك خبرة لا بأس بها في هذا المجال و لكنني لا أملك اقامة و لا سكنا و لا أي معين غير الله سبحانه و تعالى و بينما أنا على هذا الحال و الكلام ما زال للسبّاك أقصد سائق التاكسي و جدت مجموعة من الإخوة السودانيين و قد قطعت دردشتهم بحاكيتي لقصتي عليهم فقالوا لي بصوت يكاد يكون موحّدا " مافي عوجة " ! في حينها لم أفهم معنى ردّهم و هل هو خير أم شر ؟ و لكنني ظللت متوقفا في مكاني حتى همّوا بالمغادرة و ظللت واقفا كما أنا فقالوا لي باستغراب لماذا لا تتحرك معانا يا زول ؟ و حينها فقط عرفت أن ردّهم كان قبولا و ليس رفضا , و لكنني ما زلت محتارا في المعنى الحقيقي لهذا المصطلح ! فذهبت معهم للمنزل و أقمت معهم لمدة عامين متواصلين دون أن يأخذوا مني ريالا واحدا نظير سكني و مأكلي , و عدت بعدها لمصر و اشتريت هذا التاكسي و أول شيء فعلته بعد ترخيصه هو كتابتي عليه هذه العبارة " مافي عوجة " و ظللت أعمل عليه كل هذه المدة و قد جلب لي الخير الكثير و أصبحت هذه الجملة محبّبة الى نفسي منذ تلك اللحظة و ما زلت أحكيها لكل سوداني أصادفه ..
الخاتمة :
وسعدت جدا بهذه الرواية الواقعية عن بني جلدتي و استبشرت خيرا بذلك " و الحديث هنا لي أنا صلاح مع نفسي " و تيقّنت بأن ردّ الجميل على هذه الصنعة سيكون من نصيبي لا محالة و لو باعفائي من دفع الأجرة و التي ليست بالباهظة و عند وصولنا لمسجد السيدة زينب أعطيته أجرته كما علمناها من موظف استقبال فندق ريجنسي بالمهندسين حيث كنّا نقيم , فقال لي و كعادة المصريين " خلّي عنّك خالص " لزوم الكشكرة طبعا و بعد استلامه لأجرة المشوار طلب منّي زيادة المبلغ معلّلا ذلك و بلهجة موغلة في المصرية " المشوار ده بتاع عشرين جنيه " !!
فاذا أنا أرد عليه لا شعوريا " مافي عوجة " !!! [/size]