فيصل احمد المكى
17-12-2011, 07:56 AM
بين البيت والمدرسة
في ذلك اليوم من ذلك العام .... الفصل المكتظ بالتلميذات يشتعل حركة وهرجاً ، وجوه ناضرة ناضحة بالصحة تشف عن أفراح معسولة وعيون متوثبه بالذكاء .. وملامح تكشف عن مرح منسوج من حرير الأحلام مشغول من ذهب الأماني.. إلي سحنات متشققا ووطأة هم دقيق أحال النظرة انكساراً .. فكان صمتها مرهفاً وحزيناً..
مجموعات من التلميذات حول الطاولات وعند النوافذ كتب وكراريس وحقائب جديدة وقديمة مدسوسة داخل الإدراج أو مكدسة علي أسطحها .. عبارات غير منمقة عفوية كلام تلقائي خاطف ، نداءات صيحات ضحكات متناثرة ، ركض بين الصفوف مشاكسات إشارات عابرة ، مكر وماكيدات ساذجة ..
ودخلت المعلمة الشابة الفصل هدأ الضجيج تدريجياً .. تبددت الأصوات تلاشت الأصداء بعد (السلام وجلوس) سألتهن أن كن جميعهن احضرن الكراسات الجديدة التي طلبتها في اليوم السابق.. ورغم إن ((نعم)) قد احتشدت وكادت تملأ فضاء الفصل لاحظت المعلمة إن بعضهن لم يحضرن كراسات جديدة سألتهن واحده تلو الأخرى وقد بدا الضيق عليها تعددت الإجابات تنوعت الاعتذارات فهمت المعلمة أنها إجابات هروبيه وأعذار لا تقنعها وتبريرات للإهمال أو النسيان أو التجاهل قالت لهن أنها فهمتها كذلك عاقبت المعلمة بامتعاض كل تلميذة لم تحضر الكراسة الجديدة وكان الصمت..
اتجهت المعلمة ناحية السبوره وشرعت في الكتابة بالطباشيرة إيذانا ببدء درس جديد.. وانبثق من بين الصفوف نحيب خافت ، وسري وسط حفيف أوراق الكراسات والهمسات والوشوشات ... نحيب خافت ممتد..
التفتت المعلمة باحثة بعينيها الغاضبتين عن مصدر الصوت واكتشفت صاحبته كانت احدي اللاتي عاقبتهن ، تقدمت نحوها في خطوات مسرعة وفي دهشة ناقمة ، هتفت فوق رأسها في حدة ..
بتبكي ليه ؟ .. ديل كلهن جلدتهن ليه ما بكن اشمعني أنتي ؟..
- أنا .. أنا ..
- قومي اطلعي بره ..
التقطت دموعها وشهقاتها وكراساتها وحشرجاتها تسللت من الفصل .. أنطفا توقد النظرات مسح الأسي والتعاطف علي بعض العيون والقلوب . ((م)) تلميذة عرفت بالتهذيب يكسوها جمال وحياء اكبر من عمرها ..
وفي البيت حيث كانت الأسرة تعاني شظفاً مفرطاً الأب غائب في بلد عربي ، انقطعت رسائله وإخباره والمصاريف . ودارت الأيام والأسابيع والأشهر . الضائقة التي نزلت علي البيت تطاولت وتمددت ..
دخلت التلميذة تنوء بحسرتها وبقايا دموعها التي لم يجففها كل هواء الطريق وشمسه الحارقة ، هبت تستقبلها شقيقتها التي أكملت الثانوية وحفيت قدماها دون جدوى وراء معاينات لجان الاختيار ..
- مالك ؟
- ست ((......)) جلدت البنات الماجابن كراسات وأنا طردتني عشان بكيت ..
- وأنتي بكيتي عشان الجلد ؟
- لا بكيت عشان قلت ليها ظروفنا صعبه وشفتها ما صدقتني ..
....... وانحدرت دموعها للمرة الإلف ربما وجمت إلام.........اطرق الأخ ..... نهضت الشقيقة في عزم ، قادتها من يدها وعادت بها إلي المدرسة جدال حاد ثم تجمعت أسرة المدرسة ومديرها ((مديرتها)) هدأت الحدة تحول الكلام إلي نقاش وحوار جاد أعقبته ونسة تعارف ، عرفت الشقيقة مشاكل المدرسة وتضحيات المعلمين ..
وعادت الصغيرة إلي الفصل خرجت الشقيقة الكبرى لتعود في صباح اليوم التالي وتعمل معلمة متطوعة إسهاماً مؤقتاً في حل احدي مشاكل المدرسة ..
في ذلك اليوم من ذلك العام .... الفصل المكتظ بالتلميذات يشتعل حركة وهرجاً ، وجوه ناضرة ناضحة بالصحة تشف عن أفراح معسولة وعيون متوثبه بالذكاء .. وملامح تكشف عن مرح منسوج من حرير الأحلام مشغول من ذهب الأماني.. إلي سحنات متشققا ووطأة هم دقيق أحال النظرة انكساراً .. فكان صمتها مرهفاً وحزيناً..
مجموعات من التلميذات حول الطاولات وعند النوافذ كتب وكراريس وحقائب جديدة وقديمة مدسوسة داخل الإدراج أو مكدسة علي أسطحها .. عبارات غير منمقة عفوية كلام تلقائي خاطف ، نداءات صيحات ضحكات متناثرة ، ركض بين الصفوف مشاكسات إشارات عابرة ، مكر وماكيدات ساذجة ..
ودخلت المعلمة الشابة الفصل هدأ الضجيج تدريجياً .. تبددت الأصوات تلاشت الأصداء بعد (السلام وجلوس) سألتهن أن كن جميعهن احضرن الكراسات الجديدة التي طلبتها في اليوم السابق.. ورغم إن ((نعم)) قد احتشدت وكادت تملأ فضاء الفصل لاحظت المعلمة إن بعضهن لم يحضرن كراسات جديدة سألتهن واحده تلو الأخرى وقد بدا الضيق عليها تعددت الإجابات تنوعت الاعتذارات فهمت المعلمة أنها إجابات هروبيه وأعذار لا تقنعها وتبريرات للإهمال أو النسيان أو التجاهل قالت لهن أنها فهمتها كذلك عاقبت المعلمة بامتعاض كل تلميذة لم تحضر الكراسة الجديدة وكان الصمت..
اتجهت المعلمة ناحية السبوره وشرعت في الكتابة بالطباشيرة إيذانا ببدء درس جديد.. وانبثق من بين الصفوف نحيب خافت ، وسري وسط حفيف أوراق الكراسات والهمسات والوشوشات ... نحيب خافت ممتد..
التفتت المعلمة باحثة بعينيها الغاضبتين عن مصدر الصوت واكتشفت صاحبته كانت احدي اللاتي عاقبتهن ، تقدمت نحوها في خطوات مسرعة وفي دهشة ناقمة ، هتفت فوق رأسها في حدة ..
بتبكي ليه ؟ .. ديل كلهن جلدتهن ليه ما بكن اشمعني أنتي ؟..
- أنا .. أنا ..
- قومي اطلعي بره ..
التقطت دموعها وشهقاتها وكراساتها وحشرجاتها تسللت من الفصل .. أنطفا توقد النظرات مسح الأسي والتعاطف علي بعض العيون والقلوب . ((م)) تلميذة عرفت بالتهذيب يكسوها جمال وحياء اكبر من عمرها ..
وفي البيت حيث كانت الأسرة تعاني شظفاً مفرطاً الأب غائب في بلد عربي ، انقطعت رسائله وإخباره والمصاريف . ودارت الأيام والأسابيع والأشهر . الضائقة التي نزلت علي البيت تطاولت وتمددت ..
دخلت التلميذة تنوء بحسرتها وبقايا دموعها التي لم يجففها كل هواء الطريق وشمسه الحارقة ، هبت تستقبلها شقيقتها التي أكملت الثانوية وحفيت قدماها دون جدوى وراء معاينات لجان الاختيار ..
- مالك ؟
- ست ((......)) جلدت البنات الماجابن كراسات وأنا طردتني عشان بكيت ..
- وأنتي بكيتي عشان الجلد ؟
- لا بكيت عشان قلت ليها ظروفنا صعبه وشفتها ما صدقتني ..
....... وانحدرت دموعها للمرة الإلف ربما وجمت إلام.........اطرق الأخ ..... نهضت الشقيقة في عزم ، قادتها من يدها وعادت بها إلي المدرسة جدال حاد ثم تجمعت أسرة المدرسة ومديرها ((مديرتها)) هدأت الحدة تحول الكلام إلي نقاش وحوار جاد أعقبته ونسة تعارف ، عرفت الشقيقة مشاكل المدرسة وتضحيات المعلمين ..
وعادت الصغيرة إلي الفصل خرجت الشقيقة الكبرى لتعود في صباح اليوم التالي وتعمل معلمة متطوعة إسهاماً مؤقتاً في حل احدي مشاكل المدرسة ..