آلاء عبد الرحمن
10-12-2011, 06:47 AM
في إحدى الليالي بدأت ألوان العالم تتشاجر. الكل ادعى أنه الأفضل. الأكثر أهمية. الأكثر فائدة والمفضل. قال الأخضر:
"بشكل لا ريب فيه أنا الأهم. أنا علامة الحياة والأمل. لقد اختُرت للأعشاب والأشجار والأوراق. لولاي كل الحيوانات تموت. انظروا إلى أطراف المدينة وسترون بأنني السائد."
قاطعه الأزرق:
...
"أنت تفكر فقط بالأرض ولكن انظر إلى السماء والبحر. إنه الماء الذي هو أساس الحياة والذي تسحبه الغيوم من البحر العميق. تعطي السماء الفراغ والسلام والأمان. بدون سلامي ستكونون كلكم لا شيء."
تبسّم الأصفر:
"كلكم جديون جداً. أنا أجلب الضحك والبهجة والدفء للعالم. الشمس صفراء والقمر أصفر والنجوم صفراء. في كل مرة يُنظر إلى عباد الشمس يبدأ العالم كله بالابتسامة. بدوني لن يكون هناك مرحاً ولا سعادة."
بدأ البرتقالي يتباهى بنفسه:
"أنا لون الصحة والقوة. ربما أكون قليلاً. ولكنني مقدَر لخدمتي لحاجات الحياة البشرية. أنا أحمل أهم الفيتامينات. فكروا بالجزر والبرتقال واليقطين. لست موجوداً كل الوقت ولكنني عندما أملأ السماء في وقت الغروب ووقت الشروق يكون جمالي ضارباً بحيث لا يترك مكاناً لأحد منكم."
انتصب الأحمر وافقاً وصرخ عالياً:
"أنا حاكمكم كلكم. أنا الدم – دم الحياة! أنا لون الخطر والشجاعة. أتحمس للقتال في سبيل هدف ما. أجلب النار إلى الدم. بدوني الأرض ستكون فارغة كالقمر. أنا لون العاطفة والحب".
وقف البنفسجي بكامل قامته، كان طويلاً جداً وتكلم بصوت جهور:
"أنا لون الملك والقوة. الملوك والرؤساء والأساقفة دائماً يختاروني لأنني علامة الحكمة والسلطة. الناس لا يسألوني! هم يستمعون ويطيعون."
وأخيراً تكلم النيلي ولكن بهدوء أكثر من الآخرين وبتحديد أكثر:
"فكروا بي. أنا لون الصمت. أنتم بصعوبة تلاحظوني، ولكن بدوني كلكم تصبحون سطحيون. أنا أمثل الفكرة والانعكاس، الغسق والماء العميق. أنتم تحتاجوني من أجل التوازن والتباين، من أجل الصلاة والسلام الداخلي".
وبينما كانت الألوان تستمر بالتفاخر، كل منهم يحاول أن يقنع الآخرين بتفوقه، أصبحت أصواتهم تعلو أكثر فأكثر. فجأة لمع البرق وقصف الرعد وأخذا يلفان المكان بالنور والهدير. ثم بدأ المطر يهطل بدون شفقة. جثمت الألوان من الخوف واقتربت من بعضها البعض كي تلمس الراحة والأمان.
في وسط الضجة، أخذ المطر يتكلم:
"يا لكم من ألوان حمقاء! تتقاتلون ضد أنفسكم، كل منكم يحاول أن يسيطر على البقية. ألا تعلمون بأن كل منكم خُلق لهدف معين، فريد ومختلف؟ فليمسك كل منكم بيد الآخر وتعالوا معي."
نفذوا ما قيل لهم. اتحدت الألوان وتشابكت أيديهم ببعضها البعض.
قال المطر:
"من الآن فصاعداً، كلما أمطرت، فليمتد كل منكم عبر السماء على شكل قوس رائع كي يذكّركم بأنكم تستطيعون أن تعيشوا بسلام. قوس قزح هو علامة الأمل بالغد."
وهكذا كلما غسل المطر الجميل العالم، يظهر قوس قزح في السماء. دعونا نتذكر أن يقدّر كل منا الآخر.
الحكمة : كلنا نختلف في هذه الحياة .. لكن اختلافنا لا ينفي الحقيقة بأننا خلقنا لنعيش معاً ونبقى معاً.
منقول
"بشكل لا ريب فيه أنا الأهم. أنا علامة الحياة والأمل. لقد اختُرت للأعشاب والأشجار والأوراق. لولاي كل الحيوانات تموت. انظروا إلى أطراف المدينة وسترون بأنني السائد."
قاطعه الأزرق:
...
"أنت تفكر فقط بالأرض ولكن انظر إلى السماء والبحر. إنه الماء الذي هو أساس الحياة والذي تسحبه الغيوم من البحر العميق. تعطي السماء الفراغ والسلام والأمان. بدون سلامي ستكونون كلكم لا شيء."
تبسّم الأصفر:
"كلكم جديون جداً. أنا أجلب الضحك والبهجة والدفء للعالم. الشمس صفراء والقمر أصفر والنجوم صفراء. في كل مرة يُنظر إلى عباد الشمس يبدأ العالم كله بالابتسامة. بدوني لن يكون هناك مرحاً ولا سعادة."
بدأ البرتقالي يتباهى بنفسه:
"أنا لون الصحة والقوة. ربما أكون قليلاً. ولكنني مقدَر لخدمتي لحاجات الحياة البشرية. أنا أحمل أهم الفيتامينات. فكروا بالجزر والبرتقال واليقطين. لست موجوداً كل الوقت ولكنني عندما أملأ السماء في وقت الغروب ووقت الشروق يكون جمالي ضارباً بحيث لا يترك مكاناً لأحد منكم."
انتصب الأحمر وافقاً وصرخ عالياً:
"أنا حاكمكم كلكم. أنا الدم – دم الحياة! أنا لون الخطر والشجاعة. أتحمس للقتال في سبيل هدف ما. أجلب النار إلى الدم. بدوني الأرض ستكون فارغة كالقمر. أنا لون العاطفة والحب".
وقف البنفسجي بكامل قامته، كان طويلاً جداً وتكلم بصوت جهور:
"أنا لون الملك والقوة. الملوك والرؤساء والأساقفة دائماً يختاروني لأنني علامة الحكمة والسلطة. الناس لا يسألوني! هم يستمعون ويطيعون."
وأخيراً تكلم النيلي ولكن بهدوء أكثر من الآخرين وبتحديد أكثر:
"فكروا بي. أنا لون الصمت. أنتم بصعوبة تلاحظوني، ولكن بدوني كلكم تصبحون سطحيون. أنا أمثل الفكرة والانعكاس، الغسق والماء العميق. أنتم تحتاجوني من أجل التوازن والتباين، من أجل الصلاة والسلام الداخلي".
وبينما كانت الألوان تستمر بالتفاخر، كل منهم يحاول أن يقنع الآخرين بتفوقه، أصبحت أصواتهم تعلو أكثر فأكثر. فجأة لمع البرق وقصف الرعد وأخذا يلفان المكان بالنور والهدير. ثم بدأ المطر يهطل بدون شفقة. جثمت الألوان من الخوف واقتربت من بعضها البعض كي تلمس الراحة والأمان.
في وسط الضجة، أخذ المطر يتكلم:
"يا لكم من ألوان حمقاء! تتقاتلون ضد أنفسكم، كل منكم يحاول أن يسيطر على البقية. ألا تعلمون بأن كل منكم خُلق لهدف معين، فريد ومختلف؟ فليمسك كل منكم بيد الآخر وتعالوا معي."
نفذوا ما قيل لهم. اتحدت الألوان وتشابكت أيديهم ببعضها البعض.
قال المطر:
"من الآن فصاعداً، كلما أمطرت، فليمتد كل منكم عبر السماء على شكل قوس رائع كي يذكّركم بأنكم تستطيعون أن تعيشوا بسلام. قوس قزح هو علامة الأمل بالغد."
وهكذا كلما غسل المطر الجميل العالم، يظهر قوس قزح في السماء. دعونا نتذكر أن يقدّر كل منا الآخر.
الحكمة : كلنا نختلف في هذه الحياة .. لكن اختلافنا لا ينفي الحقيقة بأننا خلقنا لنعيش معاً ونبقى معاً.
منقول