فيصل احمد المكى
03-11-2011, 12:42 AM
غرسوا حجراً فى الجزيرة
فلماذا لا نغرس نحن شجراً
فى فيلم سينمائى توثيقى كان يعرض لزوار مشروع الجزيرة و يروى قصة تأسيس المشروع و يقدم الفيلم سرداً متقناً و مشوقاً و موجزاً عن عملية التغيير الجذرى الذى بدأ يحدثه المشروع فى حياة الناس و نقلهم من حياة البداوة و تربية الماعز و الزراعة المطرية فى البلدات الى الزراعة الحديثة و قنوات الرى من النيل و التعليم فى المدارس – و فى الفيلم مشهد لطفل فى قرية الريميتاب كان يلهو تحت ظل الراكوبة عندما سمع هديراً غير معهود ثم راى بعض الحيوانات تعدو مفزوعة و بعد قليل راى عربة تقف امام باحة القرية و نزل منها مجموعة من الانجليز يبدوا انهم كانوا مهندسى مساحة لانهم بعد مضى وقت قليل و وضعوا البنشمارك الذى يحدد مسار قناة الرى .
ثم استقلوا السيارة و عادوا من حيث أتوا فتحرك الطفل من تحت الراكوبة و هرول ليعرف ماذا فعلوا و عندما وصل و لمس بيده البنشمارك جلس عليه وهمهم لنفسه ( زرعوا حجراً) و قد اختراوا مخرج الفيلم هذه العبارة عنواناً و اليوم و بعد مائة عام من تأسيس للمشروع ندعوا لشئ آخر ليكون رمزاً لمرحلة جديدة – ندعوا لنداء و ليكن غرسوا شجراً .
فأهل الجزيرة و كل من عمل فى مشروع الجزيرة يعرف ان هذه المساحة الشاسعة من الارض و التى تمتد بين النهرين تغدو مثل بساط من – عندما كانت تزرع مساحات كبيرة – تكون قد نمت و نضرت محاصيل العروة الشتوية و اينعت و نضجت محاصيل العروة الصيفية و بدأ حصادها .
و لكن ما أن ينقضى شهر ابريل و بعد انتهاء عمليات جنى القطن و الحصاد و نظافة الحقول من بقايا المحاصيل و تجفيف القنوات و الترع تتبدل كا اول مساحة المليونى فدان الى ارض جرداء و كانها صحراء سوداء
الدورة الزراعية السابقة صممتها الشركة الانجليزية بحسابات دقيقة لتحقيق أهدافها و سارت عليها الادارات الوطنية و كانت توصف بالاعجاز و بما اننا بصدد النهوض بالمشروع و قد جرت و تجرى عمليات مراجعة شاملة لكل شئ و سعى لسد كل الثغرات و المثالب نرى انه من الشرورى النظر بإمعان لإشكالية إفتقار الجزيرة الى الاشجار بكافة انواعها حتى اشجار الفاكهة و الغابات الا فى مساحات قليلة و بضعة اشجار فى كل مدينة او قرية
لقد تراكمت فى الجزيرة خبرات ثره ، فالجزيرة حظيت بخصائص و مميزات قلما اجتمعت فى مكان واحد . منها ميزة الموقع بين نهرين إضافة الى الارض المنبسطة الخصبة الشاسعة و المتدرجة الانحدار من الجنوب نحو الشمالى – مع ما تحقق فيها من استقرار تعود الى الخدمات التى توفرت فيها مقارنة بمناطق اخرى فى البلاد وبفضل مشروع الجزيرة و تجربة التنمية كل ذلك يمثل رصيداً كبيراً يؤهلها لتحقيق مثال تنموى و نموذج حضارى متكامل بأفضل فما كان فى المائة عام التى مضت من عمر المشروع .
و اذا كان مقياس التنمية و معيار الحضارة هو مدى قدرتها على تحقيق انسانية الانسان و ان وينعم بالكرامة و الحقوق و تنمية قدراته و تأهيله بما يحقق إنسجامه مع محيطه ومع الكون الواسع ليسهم بدوره فى التنمية و البناء الحضارى طالما كان هو هدف التنمية و الحضارة و وسيلتها . و بما ان كافة قضايا المشروع و منذ سنوات على طاولة البحث و المراجعة سعياً لايجاد افضل السبل لنهوضه ، نعتقد ان امر الغطاء الشجرى لن يكون محل خلاف بين الاطراف المهنية و سواء كانت ادارة المشروع او الوزارة او اتحاد المزارعين او تحالف المزارعين او هيئة النهضة الزراعية او حتى احزاب المعارضة .
و نذكر ان البروفيسور احمد على قنيف وزير الزراعة الاسبق و الباحث فى مجال المحاصيل البستانيه و خاصة اشجار الفاكهة ضمن الدورة الزراعية فى مشروع الجزيرة و زراعة الاشجار فى القرى و المدن
كما ان البروفيسور احمد الطيب محمد . ابن الجزيرة – مدير جامعة النيلين و مستشار والى الجزيرة حالياً كان قد انجز بحثاً فيما و كان مشروعه قد تضمن زراعة حزام شجرى فى شمال غرب الجزيرة لصد زحف الرمال على الحقول و القرى فى منطقة ( اب قوته )
فما الذى يمنع احياء هذا المشروع و اطلاق حملة واسعة فى الجزيرة و اذا كان هناك اعتراض بأن الاشجار قد تعيق عمليات الرش بالطائات فهل يعجز العلم و الفكر و تجربة القائمين على الامور عن ايجاد صيغة و خطة لمسارات الطائرات بالتنسيق مع خطة زراعة الاشجار و الغابات فى الجزيرة .
و لدفع هذا البرنامج يمكن توسيع ماعون دعم و تحفيز المنتجين ليستوعب المزارعين الذين يتجاوبون مع الفكرة و أن تخصص حوافز و جوائز للمؤسسات مثل المدارس و الخلاوى و المساجد و الاندية و القرى مع امتيازات او تسهيلات من هيئة مياه الجزيرة لتوفير المياه فى فترة الصيف باسعار تشجيعية للقرى التى تنجز فى زراعة اشجار الظل و الفاكهة و حدائق الورود لتكتسى الجزيرة طيلة أشهر السنه باللون الاخضر ، لون الخير و النماء و الازدهار و الانتاج و ينعم الناس بالثمار و الفاكهة و مصدر دخل اضافى و تصبح الجزيرة أمثولة فى البيئة الصحية المتوازنة و التالق و الحسن و البهاء .
فلماذا لا نغرس نحن شجراً
فى فيلم سينمائى توثيقى كان يعرض لزوار مشروع الجزيرة و يروى قصة تأسيس المشروع و يقدم الفيلم سرداً متقناً و مشوقاً و موجزاً عن عملية التغيير الجذرى الذى بدأ يحدثه المشروع فى حياة الناس و نقلهم من حياة البداوة و تربية الماعز و الزراعة المطرية فى البلدات الى الزراعة الحديثة و قنوات الرى من النيل و التعليم فى المدارس – و فى الفيلم مشهد لطفل فى قرية الريميتاب كان يلهو تحت ظل الراكوبة عندما سمع هديراً غير معهود ثم راى بعض الحيوانات تعدو مفزوعة و بعد قليل راى عربة تقف امام باحة القرية و نزل منها مجموعة من الانجليز يبدوا انهم كانوا مهندسى مساحة لانهم بعد مضى وقت قليل و وضعوا البنشمارك الذى يحدد مسار قناة الرى .
ثم استقلوا السيارة و عادوا من حيث أتوا فتحرك الطفل من تحت الراكوبة و هرول ليعرف ماذا فعلوا و عندما وصل و لمس بيده البنشمارك جلس عليه وهمهم لنفسه ( زرعوا حجراً) و قد اختراوا مخرج الفيلم هذه العبارة عنواناً و اليوم و بعد مائة عام من تأسيس للمشروع ندعوا لشئ آخر ليكون رمزاً لمرحلة جديدة – ندعوا لنداء و ليكن غرسوا شجراً .
فأهل الجزيرة و كل من عمل فى مشروع الجزيرة يعرف ان هذه المساحة الشاسعة من الارض و التى تمتد بين النهرين تغدو مثل بساط من – عندما كانت تزرع مساحات كبيرة – تكون قد نمت و نضرت محاصيل العروة الشتوية و اينعت و نضجت محاصيل العروة الصيفية و بدأ حصادها .
و لكن ما أن ينقضى شهر ابريل و بعد انتهاء عمليات جنى القطن و الحصاد و نظافة الحقول من بقايا المحاصيل و تجفيف القنوات و الترع تتبدل كا اول مساحة المليونى فدان الى ارض جرداء و كانها صحراء سوداء
الدورة الزراعية السابقة صممتها الشركة الانجليزية بحسابات دقيقة لتحقيق أهدافها و سارت عليها الادارات الوطنية و كانت توصف بالاعجاز و بما اننا بصدد النهوض بالمشروع و قد جرت و تجرى عمليات مراجعة شاملة لكل شئ و سعى لسد كل الثغرات و المثالب نرى انه من الشرورى النظر بإمعان لإشكالية إفتقار الجزيرة الى الاشجار بكافة انواعها حتى اشجار الفاكهة و الغابات الا فى مساحات قليلة و بضعة اشجار فى كل مدينة او قرية
لقد تراكمت فى الجزيرة خبرات ثره ، فالجزيرة حظيت بخصائص و مميزات قلما اجتمعت فى مكان واحد . منها ميزة الموقع بين نهرين إضافة الى الارض المنبسطة الخصبة الشاسعة و المتدرجة الانحدار من الجنوب نحو الشمالى – مع ما تحقق فيها من استقرار تعود الى الخدمات التى توفرت فيها مقارنة بمناطق اخرى فى البلاد وبفضل مشروع الجزيرة و تجربة التنمية كل ذلك يمثل رصيداً كبيراً يؤهلها لتحقيق مثال تنموى و نموذج حضارى متكامل بأفضل فما كان فى المائة عام التى مضت من عمر المشروع .
و اذا كان مقياس التنمية و معيار الحضارة هو مدى قدرتها على تحقيق انسانية الانسان و ان وينعم بالكرامة و الحقوق و تنمية قدراته و تأهيله بما يحقق إنسجامه مع محيطه ومع الكون الواسع ليسهم بدوره فى التنمية و البناء الحضارى طالما كان هو هدف التنمية و الحضارة و وسيلتها . و بما ان كافة قضايا المشروع و منذ سنوات على طاولة البحث و المراجعة سعياً لايجاد افضل السبل لنهوضه ، نعتقد ان امر الغطاء الشجرى لن يكون محل خلاف بين الاطراف المهنية و سواء كانت ادارة المشروع او الوزارة او اتحاد المزارعين او تحالف المزارعين او هيئة النهضة الزراعية او حتى احزاب المعارضة .
و نذكر ان البروفيسور احمد على قنيف وزير الزراعة الاسبق و الباحث فى مجال المحاصيل البستانيه و خاصة اشجار الفاكهة ضمن الدورة الزراعية فى مشروع الجزيرة و زراعة الاشجار فى القرى و المدن
كما ان البروفيسور احمد الطيب محمد . ابن الجزيرة – مدير جامعة النيلين و مستشار والى الجزيرة حالياً كان قد انجز بحثاً فيما و كان مشروعه قد تضمن زراعة حزام شجرى فى شمال غرب الجزيرة لصد زحف الرمال على الحقول و القرى فى منطقة ( اب قوته )
فما الذى يمنع احياء هذا المشروع و اطلاق حملة واسعة فى الجزيرة و اذا كان هناك اعتراض بأن الاشجار قد تعيق عمليات الرش بالطائات فهل يعجز العلم و الفكر و تجربة القائمين على الامور عن ايجاد صيغة و خطة لمسارات الطائرات بالتنسيق مع خطة زراعة الاشجار و الغابات فى الجزيرة .
و لدفع هذا البرنامج يمكن توسيع ماعون دعم و تحفيز المنتجين ليستوعب المزارعين الذين يتجاوبون مع الفكرة و أن تخصص حوافز و جوائز للمؤسسات مثل المدارس و الخلاوى و المساجد و الاندية و القرى مع امتيازات او تسهيلات من هيئة مياه الجزيرة لتوفير المياه فى فترة الصيف باسعار تشجيعية للقرى التى تنجز فى زراعة اشجار الظل و الفاكهة و حدائق الورود لتكتسى الجزيرة طيلة أشهر السنه باللون الاخضر ، لون الخير و النماء و الازدهار و الانتاج و ينعم الناس بالثمار و الفاكهة و مصدر دخل اضافى و تصبح الجزيرة أمثولة فى البيئة الصحية المتوازنة و التالق و الحسن و البهاء .