المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب الاحــــــــــــــــــــاجى السودانية



خطاب العبيد
16-02-2005, 04:52 AM
لعل الكثيرين من السودانيين لم يسمعو بهذا الكتاب الذى وضع فيه الكاتب طويل الباع فى اللغة العربية البرفيسور عبد الله الطيب عليه رحمة الله جل إبداعه الفكرى فخرج الكتاب درة نادره مثل ( لولى يالولى ـ والغول ـ وعبدالله الصياد ـ وأخدر عزازفىالقزاز ـ وحرب الحراز للمطر ) والكثير الكثير .

هذا الكتاب الذى يحكى تاريخ وإرث الامة السودانية بكل تفاصيله الجميلة كان هدية والدى لنا أنا وإخوتى عندما عاد ذات مره من اليمن الشقيق ولروعة هذا الكتاب الجميل كنت قد حفظت أحاجيه عن ظهر قلب وكان والدى كل ليلة يجمعنا اليه وكنا نرتمى فى حضنه الدافء ونعيش مع الاحاجى السودانية وهو يقصها علينا من ذاك الكتاب وكان ينوع لنا فيوم قصة من كتاب الاحاجى السودانية ويوم من قصص الصحابة رضوان الله عليهم .
وكذا جدى لوالدتى كان هو أيضا يقص علينا هذه القصص فى غياب والدى فكانت هذه القصص والاحاجى تفتح عقولنا منذ الصغر حتى بتنا نحفظ معظم قصص الانبياء والصحابة إن لم يكونو كلهم .

وماحدنى على الكتابة عن هذا الكتاب هو إلقاء الضوء على هذا الرمز العريق والغائر فى نفوسنا نحن السودانيين فهو ليس البرفيسور عبدالله الطيب فقط بل هوا كل الشعب السودانى برمته وياحبذا لو نجد شيء جديد من مؤلفاته الجميلة أو شيء عن سيرته الشخصية وأتمنى أن يكرم هذاالمنتدى الفقيد البرفيسور عبد الله الطيب وأن يكون له موقع يضم كل كتباته وسيرة حياته الى وفاته ـ ثانيا القصد من ذكر هذا الكتاب والبرفيسور هوا أن بعض الاخوة السودانيين لم يكن لهم علم بهذا الكتاب والاغرب ماحدث بالامس عندما تقابلت مع صديق قديم وهوا قطرى فعندما قابلته وجدته يحمل معه هذا الكتاب وكان الكتاب فى أبها حلله فلما سألته عن هذا الكتاب قال :( إنتو بتعرفو الكتاب ده فلما علم بمعرفتى بهذا الكتاب قال لى أنا منذ عام 95 م أبحث عن هذا الكتاب فقد جلبته معى ذات مره من السودان وهو كتاب جميل وإنى من المحبين للقصص السودانية والتراث السودانى وكل سودانى قابلته وسالته عن هذا الكتاب وجدته لاعلم له به وووو ... الخ .

ووجدته يعلم الكثير عن البرفيسور عبدالله الطيب وكان يقرء على الدوام كتاباته الجميلة .

هنا سكت وقلت فى نفسى الحمد لله أنه لم يسألنى عن إحدى كتابات هذا المبدع الرائع فسأكون فى غاية الحرج لعدم معرفتى بأى من مؤلفاته .

فهل نحن حقا لا نعرف شيء عن مفكرينا ومبدعينا ؟
وهل نحن حقا نعرف الابداع الا عندما نفقده مثل البرفيسور عبدالله وغيره الكثيرين ؟

ختاما لكم جزيل الشكر
من الزول الشين

aborawan
16-02-2005, 08:07 AM
بروفسير عبد الله الطيب من أعلام اللغة العربية البارزين فى العالم .. وله عدة مؤلفات منها اخبار العرب والسيرة النبوييه كما انه لها عدة ندوات ومحاضرات مسجلة على التلفزيون السودانى..شاعر وقاص ومفسر للقران الكريم ..عمل بعدة جامعات عربية وانجليزيه


الكاس التى تحطمت

(ابريل 1946)

أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ

ذاك الفندق الشامخ فى ليدز

ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت

ذاك الهائل المرعب اذ كنا معا

أنت واليانوس والاخرى التى تصحب اليانوس

والأبصار ترمينا بمثل الرشقات

وسهاماً خانقات

فجلسنا فى قصى ثم قمنا وجلسنا فى قريب

زاخر بالنور ضاح

نتساقى روح إيناس وراح

وجدال جده كان مجناً للمزاح

والمراح

فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح

لا نرى ألحاظ لاح

قد خلعنا حذر الغربة إلأ هجسات

واضطراباً لابساً ثوب ثبات

كحياء الخفرات الحذرات الفطنات

لمح الشرَّ وأغضى النظرات

ومضى مضطربا مرتقبا متخذا زى ثبات

يتوقى الوثبات

ثم لا أنسى اذ الكأس رذوم

وإذ التبغ على النور دجون

وإذ الناس جليس وأنيس ونديم

كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للأرض وسالا

وهوى منكسراً منفطرا

واكتسى وجهك بالدهشة لوناً واستحالا

واذا الدنيا سكون

واذا الصمت اللعين

يتمطى ويرين

واذا الابواب والأنوار والسقف عيون

وحسيس هامس تسمعه الجدران والشارع والشرطى

همس واستياء

تفضح الخسة منه ويواريه الرياء

فتجلّدت على الكرسى حيناً ونسيت الشعر موزونا رصينا

وتلفتَّ إلى الأعذار منها ما يؤاتى

تنسب الشرَّ إلى الأقدار فى هذى الحياة

نبعت فلسفة منك عن الدهر الخئون

وقضاء الله اذ يسبق أوهام الظنون

تتلافى الكوب بالألفاظ والكوب تحطم

وتهشّم

وهوى يسمعه سقف وباب

أتزف العلم للسامع فالسامع أعلم

أتسب الساخط الزارى لا يغنى السباب

ذهبت كأسك كالوهم وسالت

وهوت فى الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ

ذاك المرعب الهائل ذاك الصامت الصاخب

دوّت فيه صالت

جلجلت

لا تشتم الاقدار لا يغنى السباب

ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب

لحظة غيبها ماضى الزمان

أنا لا أذكرها إلأ اعترانى

ضحك يملأ حسى وكيانى

أفلا تذكرها؟؟؟

aborawan
16-02-2005, 08:09 AM
طريق سمرقند

طريق سمرقند

حبذا أنت والجبين الأغر والوريد الذى عليه يدر

قد ذكرناك يا هناة على البعد الذى دونه الزعازع قر

ووجدنا العطر الذى عند كفيك وكنا لك الغرام نُسرُّ

ما رأينا سيحان إلا من الجو وجيحان والحشى مقشعر

والجناحان يرجفان من الفولاذ كالريش والشباب يغر

وذكرناك يا هناة بتشقند وذكراك يا هناة تسر

والسباريت دون بحر خوارزم الى الصين سرها مستسر

ورأينا مدى مدينة تشقند وفيها الدخان والآجر

وأرونا ما كان قد صنع الزلزال فيها وغيرنا يغتر

والقيان اللاتى رقصن طويلا ت وفى رفرف البرانس غر

وعليهن كالجوارى من الصغد العمامات والقلانس در

والضفيرات قد بلغن الى الأكفال والسوق والصدور تكر

والخطا الساحرات والأذرع الجزلة والخز وشيه مسبكر

والثغور الحسان منهن فى بحبوحة الرقص حسنما تفتر

وامرؤ القيس ما رأى مثلما شاهدت منهن حين شاقته هر

وعظام الخدود منهن برزات من الحاجبين واللون حر

والتى أشبهتك جيداء فرعاء رداح هركولة هيدكر

ولها خنجران فى مقلتيها تشرعان القتال والحسن شر

طالما قد صبرت يأيها الشاعر والصبر لو شفاك مقر

ورأينا الرمان فاكهة الجنة والضيف قانع معتر

وحضرنا المناقشات التى طالت ومنها المكرر المضطر

وسئمنا من الغباوة من قبل ومن بعد والنفاق يُضِرُ

وحثونا التراب فى اوجه الأوغاد لسنا عن القتال نفر

وادكرناك يا هناة ادكارات وللهم عسكر مكفهر

وأغد القطار بين الطرابيل وقرى والضيم لست أٌر

والظلام الذى أطل على القفر الى النيل ليله مستمر

والغبار الذى له وحشة الخاطر تزداد هبوة مستحر

وشخوص الطغام فى عربات النوم حتى بهن ضاق الممر

والقلوص التى تحن مع الشاعر قد بان روضها المخضر

حبذا أت يا هناةُ وعيناك رءومان والمحبة بر

ووددناك والودادة من أعطية الله والرماد يُــذرُّ

وحفظنا هواك فى شعب القلب التى عن سواه ليست تفر

وذكرناك فى سباسب تكرور وللتوروا ظلال ودر

والفتاة الشقراء ذات حمامات وتدعو وصوتها ساق حر

وذكرناك فى خرائب سامرا وبغداد بردها مزمهر

وذكرناك بعدها بسمرقند ورمناك والمزار زور

وذكرناك فى القطار الذى اسرع بالقاع والزمان يمر

واليباب البعيد منزلة الساحل فى بيده الى الغاب ذر

ورأينا القطن الذى فى السرايات وفى الروض ماؤه مستقر

ورأينا النهر الذى صنع الماضون تياره مكر مفر

والليالى يخبأن بعد الأعاجيب ويا ربما القوى يتر

والتلال البعاد اذكرنك النيل وبين القلوب عهد ممر

واخضرار كريف مصر و فلاحون والارض لونها مغبر

وعلى الكون من طمانينة الفجر خشوع والشمس كادت تدر

والبيوت التى من الطين أشبهن بلادى فدمع عينى ثر

وشجتك المناظر الأزبكيات التى مس أهلهن الضر

ووجوه الشيوخ تحت العمامات وهيهات أين المفر

وتلقيننا النساء يغنين بأمر الولاة والفن حر

والمغولى حينما نفخ البوق لأعماق أمسه يجتر

والمنارات فى سمرقند أحزنك والدهر بالحوادث مر

وعفت أ{بع البروج من المسجد والرسم منه كاد يخر

وقديما كانت تنص له العيس وكانت بناؤها مشمخر

وعلى الرمل من بخاتى أهل النهر ركب الى الحجاز اسبطروا

يا خليلى عللانى بكاس تطرد الهم فالطواغيث سروا

إن ذات الجبين والحاجب الصلت لها بالجمال طرف طمر

ولها فى فؤادك الخلد والكوثر والسلسبيل والعبقر

حبذا أنت واسلمى وتباركت وبوركت والهوى لك غرُّ

والقناديل فى مُحياك والفتنة عيناك والرماح تجر