المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يوجد شئ اسمه (((( العلم اللدُنِّي ))))



عبد المنعم فتحي
08-10-2011, 10:12 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد

سؤال : هل الخضر أفضل أم موسى ؟ إن قلتم أن موسى أفضل باعتباره كليم الله تعالى و من أولي العزم فذلك يعني أن ما عند موسى من العلم أفضل مما عند الخضر و إن كان ماعند موسى هو علم الظاهر وما عند الخضر هو علم الباطن كما يدعي الصوفية و الشيعة فذلك يعني أن علم الظاهر أفضل من علم الباطن ( اللدُنِّي ) وذلك يعني أن عُلماء علم الظاهر أعظم درجةً من أصحاب علم الباطن ، قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ ) و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العُلماء ورثة الأنبياء ) و هذا من باب المناظرة فقط وإلا فنحن لا نُقر بأن هنالك شئ اسمه علم الباطن أو العلم اللدني على الإطلاق بل هو من ترهات أهل البدع .
وسر المسألة أن الخضر عليه السلام نبي يوحى إليه وقد قال في نهاية القصة (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي )
و الخلاصة أن الله تعالى أعطى الخضر علما لم يعطه لموسى كما أن الله تعالى أعطى موسى علماً لم يعطه الخضر وكلا العِلمين من الله تعالى بعبارة أُخرى من لدن الله تعالى – قال تعالى : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ) فما عند موسى و ما عند الخضر من لدنه سبحانه و تعالى
وما يسميه أهل البدع علماً لدُّنِّياً هو من علم الغيب والتلقي المباشر من الله تعالى و الغيب لا يعلمه إلا الله وحده ويُطْلِعُ عليه من يشاء من رُسله دون غيرهم والدليل على ذلك وعلى أن الخضر نببياً
قوله تعالى : ( عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) .


وأهل البدع يستدلون على ما يُسمى عندهم بالعلم اللدُنِّي بقوله تعالى : (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً )
ولعمرى إنه دليلٌ أوهنُ من بيت العنكبوت
قال تعالى { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً } هل نقول بأن هنالك الحنان اللدني إستناداً على هذه الآية
{ وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } هل نقول بأن هنالك الرزق اللدني إستناداً على هذه الآية


إذن كل من يدَّعي علم الغيب غير من ذكر الله تعالى أنه يُطلعهم على بعضه إن شاء فهو كذاب أشر قولاً واحداً .
وللشيعة مقالة هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بُعث بالعلم الظاهر وأن علياً بُعث بالعلم الباطن كحال الخضر مع موسى و في هذه المقالة تفضيل علي بن أبي طالب على الرسول صلى الله عليه وسلم إن إعتقدوا أن العلم اللدني المزعوم أفضل من علم الظاهر الذي هو عند الرسول صلى الله عليه وسلم .
وحتى لا يستدرك علينا المُبتدعة بقصة عمر بن الخطاب و قوله يا سارية الجبل نقول : إن الغيب أنواع فهنالك غيبٌ مكاني و الغيب المكاني غيب على من لم يكن حاضراً في مكان حدوثه كحال قصة عمر بن الخطاب آنفة الذكر وهذا لا يُعَدُّ غيباً إلا على من لم يشاهده
وهنالك الغيب الزماني و ينقسم إلى ما حدث في الماضي و إلى ما سيحدث في المستقبل
أما ما حدث في الماضي فهو غيبٌ على من لم يبلُغه الخبر أما من بلغه الخبر فلا يُعَدُّ غيباً في شأنه
يبقى الغيب الذي سيحدث في المستقبل و هو محور الحديث و الذي يدور حوله الخلاف .
وإذا تأملنا الآيات من سورة الكهف يستبين لنا الأمر
{أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} – هذا هو الغيب المكاني
{وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} – هذا هو الغيب المستقبلي
{وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَاوَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً} – و هذا هو الغيب الذي حدث في الماضي فلو أن أحد مُدَّعي العلم اللدنِّي قتل غلاماً مُدعياً أنه سيُرهق أبويه طغياناً وكُفراً وأن الله سيبدلهما خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً – كيف سنتعامل معه ؟
فيرتكب الصوفي المعصية وهي في حقة كرامة و علو مكانة و في حق غيره منقصة و فِسق ويبرر ذلك بأن الفرق بين معصية الولي و معصية الفاسق أن الولي يُطلعه الله تعالى على المعصية كشفاً و إلهاماً من قبل صدورها منه ، والفاسق على العكس من ذلك ، و كل من لم يُطلعه الله تعالى على معصيته من قبل مباشرته لها كشفاً و إلهاماً فهو فاسق لا غير .

ولأن الصوفية فاشلون في تحصيل العلم يلجأون لمثل هذه الإدعاءات بأنه تَحَصَّل على علوم الأولين والآخرين بدون أي جهد


و "اللدني" منسوب إلى "لدن" بمعنى "عند"، فكأنهم قالوا: العلم العندي ، وقد ذم الله تعالى بأبلغ الذم من ينسب إليه ما ليس من عنده كما قال تعالى: { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }، وقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ } وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } .

حاتم مرزوق
08-10-2011, 10:38 AM
أعجبتنى حكاية الحنان اللدنّى هذه مع العلم بأن الحنّان من عند الله وهو أحنّ على الإنسان من نفسه سبحانه .. لكن كون أن هناك علم حنانى فهذا جميل ..

لا بد اننا سنطلع على ردود الإخوة فى الإتجاه المعاكس ..

موضوع متميّز..

Isam Hussien H
08-10-2011, 09:49 PM
استمر يا حبيب كلنا عيون تطالع جهدك المقدر في نوعية البحوث العلمية التي تحرص على إفادة الناس بها ..

حاتم عمر
08-10-2011, 11:20 PM
وسر المسألة أن الخضر عليه السلام نبي يوحى إليه وقد قال في نهاية القصة (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي )


احييك على الموضوع العلمي الجميل ، بس سؤال حتى تكتمل الصورة الواضحة بالنسبة لي ، لماذا وقفت عن (وما فعلته عن امري) ولم تكمل بقية الاية وما هو التفسير الصحيح لهذه الاية بدقة شوية حتى لا ندخل في جهالة يعني انا فهمت من هذه الاية انه ( ما عمله سيدنا الخضر من اموره الثلاث هو ما لم يستطع عليه صبرا) وليس امر من رب العالمين ( مع التسليم الكامل بان كل شئ باذن الله سبحانه وتعالى) فقط اعيد لي بيان هذه الاية وصححوني ،،،

عبد المنعم فتحي
09-10-2011, 03:58 AM
أعجبتنى حكاية الحنان اللدنّى هذه مع العلم بأن الحنّان من عند الله وهو أحنّ على الإنسان من نفسه سبحانه .. لكن كون أن هناك علم حنانى فهذا جميل ..

لا بد اننا سنطلع على ردود الإخوة فى الإتجاه المعاكس ..

موضوع متميّز..


إذا كان أهل البدع من المتصوفة والشيعة يُعَرِفون العلم اللدُنِّي بأنه العلم المُتَلَقَى عن الله بدون واسطة فقد وقعوا ورطة .
فبينما يتهكمون على العُلماء ( عُلماء الظاهر ) قائلين : أخذتم علمكم ميت عن ميت و أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت فيقول الشيخ الصوفي : حدثني قلبي عن ربي

نقول لهم : إنَّ اللهَ كلَّم موسى تكليماً ، قال تعالى : { وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً} إذن تلقى موسى العلم من الله مباشرة دون واسطة و بهذا يكون ما عند موسى لدُنِّياً أيضاً ذلك إن إعتمدنا تفسير المتصوفة للعلم اللدُنِّي بأنه العلم المأخوذ من الله دون واسطة كما عرَّف ذلك البرعي في قصيدته أهل الطريق في ديوانه رياض الجنة ونور الدجنة ص152

يقول البرعي :
ورووا حديثاً صحّ عن مختارهم ** من غير واسطة البخاري ومسلم

.

http://www.soufia-h.org/up/uploads/13181653521.jpg (http://www.soufia-h.org/up/)

عبد المنعم فتحي
09-10-2011, 04:25 AM
استمر يا حبيب كلنا عيون تطالع جهدك المقدر في نوعية البحوث العلمية التي تحرص على إفادة الناس بها ..

الأخ الحبيب الأستاذ عصام حسين
جزاك الله خيراً وشكراً على هذه الكلمات

فأنت البحرُ مِنْ أي النواحي أتيته ... فَلُجَتُه المعروفُ والجودُ سَاحِلُه

abomazeen
09-10-2011, 04:27 AM
بارك الله فيكم أخي عبدالمنعم فتحي وجزاك الله خيراً
لعمري إن ما تقوم به من خدمة جليلة محروم منها الكثير منّا
واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم

أخي عدالمنعم : ولكن هل لنا بوقفة قليلة لنستزاد من علمكم
وكل رجاء أن تثري لنا بالفائدة في قول أحدهم :
( إن العلم المسمى بالكسبي والذي يجتهد فيه المجتهدون هو المشار إليه بأنه
العلم المأخوذة ميتا عن ميت ، وأما العلوم الوهبية الكشفية فهي المشار إليها
بأنها مأخوذة عن الحي الذي لا يموت ... ) إنتهى

عبد المنعم فتحي
09-10-2011, 04:32 AM
وسر المسألة أن الخضر عليه السلام نبي يوحى إليه وقد قال في نهاية القصة (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي )


احييك على الموضوع العلمي الجميل ، بس سؤال حتى تكتمل الصورة الواضحة بالنسبة لي ، لماذا وقفت عن (وما فعلته عن امري) ولم تكمل بقية الاية وما هو التفسير الصحيح لهذه الاية بدقة شوية حتى لا ندخل في جهالة يعني انا فهمت من هذه الاية انه ( ما عمله سيدنا الخضر من اموره الثلاث هو ما لم يستطع عليه صبرا) وليس امر من رب العالمين ( مع التسليم الكامل بان كل شئ باذن الله سبحانه وتعالى) فقط اعيد لي بيان هذه الاية وصححوني ،،،


حيا الله أخي الحبيب حاتم عمر

قال تعالى : { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً}

تفسير الجلالين :
{ومَا فَعَلْتُهُ} أي ما ذكر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار {عَنْ أَمْرِي} أي اختياري بل بأمر، إلهام من الله {ذٰلِكَ تَأْوِيـلُ مَا لَـمْ تَسْطِعْ عَلَـيْهِ صَبْرا}


تفسير السعدي :
{وما فعلته عن أمري}
أي: ما أتيت شيئاً من قبل نفسي، ومجرد إرادتي، وإنما ذلك من رحمة الله وأمره.
{ذلك}
الذي فسرته لك
{تأويل ما لم تسطع عليه صبراً}

abomazeen
09-10-2011, 04:33 AM
وهل توافقني الرأي في أن المعنى الصحيح للعلم اللدني يمكن إجازه بأنه
العلم الحاصل للأنبياء من طريق الوحي أو ما وافق ذلك من العلوم
الواردة على قلب العبد فما كان حقا فهو من عنده تعالى
وما كان غير ذلك فهو إما من النفس أو الشيطان

عبد المنعم فتحي
09-10-2011, 05:06 AM
بارك الله فيكم أخي عبدالمنعم فتحي وجزاك الله خيراً
لعمري إن ما تقوم به من خدمة جليلة محروم منها الكثير منّا
واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم

أخي عدالمنعم : ولكن هل لنا بوقفة قليلة لنستزاد من علمكم
وكل رجاء أن تثري لنا بالفائدة في قول أحدهم :
( إن العلم المسمى بالكسبي والذي يجتهد فيه المجتهدون هو المشار إليه بأنه
العلم المأخوذة ميتا عن ميت ، وأما العلوم الوهبية الكشفية فهي المشار إليها
بأنها مأخوذة عن الحي الذي لا يموت ... ) إنتهى




الأخ الحبيب أبو مازن
سلامٌ من الله عليك ورحمة منه وبركات
كم سُررت بمشاركتك

قال الشافعى رحمه الله

كلُّ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ ** إلاَّ الحديثَ وعلمَ الفقـــهِ في الدينِ
العلمُ ماكان فيه قـال حــــــدثنا ** وماسوى ذاك وســواسُ الشياطينِ

الصوفية يصفون علم الحديث بأنه مأخوذ ميت عن ميت
حدثنا فلان عن فلان
بينما يأخذون علمهم من الله مباشرة دون واسطة
ومصادر التلقي عند الصوفية كثيرة جداً منها : الكشف و الإلهام و الرؤى و المنامات و الهواتف و المعاريج و الأخذ عن جبريل و الإلتقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم و الخضر يقظة ...