عمروو
23-08-2011, 11:51 PM
اشارات
مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟!
كتب راشد عبد الرحيم
في الثامن عشر من أغسطس العام 1955م، نزعالجندي الجنوبي من السيدة أم الحسن عبد السلام القراي ابنها الذي لم يبلغ شهرهالعاشر ورفعه إلى أعلى وخَبط به الأرض، ثم عاد ورفعه إلى أعلى وضربه بالأرض حتىفارق الحياة!
في ذاك اليوم فتح الجنود الجنوبيون النيران من أسلحتهم الناريةعلى سجن النساء بتوريت وقتلوا خالتي أم الحسين محمدين أحمد سليمان وقتلوا معهاحماتها نفيسة سرور وقتلوا من أهل الفتاة ذات السبعة عشر عاماً فائزة محجوب وتوجهوامن ثم إلى سجن الرجال وقتلوا فيمن قتلوا خطيب فائزة عز الدين.
لم أشعريوماً أنني في حاجة لأطلب من أهل الجنوب إعتذاراً على الذي وقع لأهلي ولم أجد فينفسي كرهاً لأبناء الجنوب وَظلوا إلى اليوم إخوة لي وسيظلون.
بيد أن السيدسلفا كير ميارديت لا يريد للجنوب أن ينفصل بسلام وأن ينسى اهل السودان مرارات الحرب بعد أن تحقق لهم المراد و((الإستقلال)) ببلادهم فقد طفق يدعو دعوات مريبة لاهل الجنوب ليسامحوا أهل الشمال.
الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم الذي وثق لنا في رائعته (توريت) أحداث ما يسمى بتمرد توريت الذي كان الشرارة الأولى لتمرد الجنوب.
والحقيقة أن تمرد تويت هذا لم يكن تمرداً ، فلقد كان أول عملية تطهير عرقي في تاريخ السودان .. راح ضحيته المئات من الأطفال والنساء والشيوخ من الشماليين الذين لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم شماليون.
توريــــــــــت
الهادي آدم 1955
توريتيا وكر الدسائس والخديعة والـــــدم
قد طال صمتك في الدجى هل آن أن تتكلمي
الغاب مطرقة الغصون على دجاك المـعتم
والصمت والليل الرهيب وخادعات الأنجم
لا شئ غير الريح تنفخ في رمــــــاد المأتم
ومغارة فيها المنايا السود فاغــــــــــرة الفم
ونعيق ضفدعة تنوح بـلــــــــــيلك المتجهم
يا قطة أكلت بنيها وهي ظــمــــــــأى للدم
أمعنت قتلا في النســــــــاء وغيلة للمحرم
لم ترحمي حتى صغارهم ،،، ولم تترحمي
والشيخ والحبلى،،، فأي جريمة لم تجرمي
حتى غدوت مع الدجى وكر الطيور الحوم
ومناظر الأشلاء تنهضها الغيوم فـــترتمي
*******
من سد أبواب الجنـــــــــــــــوب بكل قفل محكم؟
من قسم الســـــــــــــــــودان بين بنيه شر مقسم؟
أهم الشماليون؟،،، هل كانوا هناك ؟،،،، تكلمي
ردي فإن العـــــــار كل العـــــــار أن تتجهمي
توريــــــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي
توريــــــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم
فستــــــعرفين وتـــــــــــندمين ولات ساعة مندم.
توريت .. القطة التي أكلت بنيها
* وقبل أكثر من خمسين عاماً .. انهمرت الدماءمهراقة في توريت .. في يوم عبوس .. قمطريراً .. دماء شماليون تجار .. معلمون .. أطفال .. نساء .. زهقت أرواحهم .. دون.. جريرة .. ارتكبوها .. مذبحة توريت 1955م جريمة إنسانية .. راح ضحيتها .. مواطنون شماليون عزل .. ومع بعض من جنود الجيش السوداني .. المجزرة وقعت في أغسطس 1955م قبل إعلان الاستقلال .. وقعت والاستعمار الانجليزي البغيض .. في سدة الحكم .. لم تصوب وقتها بندقية .. على جندي أو مسؤول بريطاني .. لم تحصد أرواح البريطانيين الغزاة .. بل حصدت ((الشماليين)).. المستعمرون الغزاة كما أسماهم المتمردون .. ولم يسموا البريطانيون .. استعماريون غزاة .. ولم يسألوا البريطانيون .. لماذا الجنوب متخلف .. وانتم الحاكمون؟!
بمكيالين .. وسيف وحراب .. على ظل الفيل .. لا على الفيل البريطاني الظالم .. فكانت مجزرة توريت .. دماً شمالياً .. تدفق ستون عاماً مؤامرة .. على الشمال وجرم حل بغير جارمة العذاب .. ومؤامرة القطة التي أكلت بنيها .. مؤامرة حاك خيوطهاالانجليز فكانت توريت وكل الدسائس والخديعة والدم .. وقوف جراحاتها .. وذكرياتهاالأليمة .. تجاوز الشماليون .. تلك الجراحات .. وتناسوا ذكراها .. فمن عفا وأصلح .. أجره عند الله .. تناسوا الماضي .. بكل جراحاته وآلامه وتناسوا .. ان البادي أظلم .. لكن وللأسف أن جنوبيين .. توريت مازالت في دواخلهم .. معركة تحرير .. حسبتفكيرهم وظنهم الخاطئ تحرير من استعمار شمالي فتوريت في أعماقهم .. معركة انتصار .. لا مجزرة .. لضحايا شماليون .. عزل ساقهم قدرهم إلى هذه المحرقة وبعد أن وضعت الحربأوزارها وتناسي الشماليون جراحات توريت المذبحة .. جدد من في قلوبهم حقد دفين .. ذكري المذبحة .. فاحتفلوا بيوم المذبحة .. في ذات تاريخ ذلك اليوم الخامس .. من أغسطس .. احتفال المنتصر يا للتعاسة احتفلوا .. بيوم الدم البريء دم الأبرياء من الشماليين .. الذين راحوا برصاص الغدر والحقد والتحريش .. وراح دمهم مهدوراً من غيرجريرة!!
مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟!
كتب راشد عبد الرحيم
في الثامن عشر من أغسطس العام 1955م، نزعالجندي الجنوبي من السيدة أم الحسن عبد السلام القراي ابنها الذي لم يبلغ شهرهالعاشر ورفعه إلى أعلى وخَبط به الأرض، ثم عاد ورفعه إلى أعلى وضربه بالأرض حتىفارق الحياة!
في ذاك اليوم فتح الجنود الجنوبيون النيران من أسلحتهم الناريةعلى سجن النساء بتوريت وقتلوا خالتي أم الحسين محمدين أحمد سليمان وقتلوا معهاحماتها نفيسة سرور وقتلوا من أهل الفتاة ذات السبعة عشر عاماً فائزة محجوب وتوجهوامن ثم إلى سجن الرجال وقتلوا فيمن قتلوا خطيب فائزة عز الدين.
لم أشعريوماً أنني في حاجة لأطلب من أهل الجنوب إعتذاراً على الذي وقع لأهلي ولم أجد فينفسي كرهاً لأبناء الجنوب وَظلوا إلى اليوم إخوة لي وسيظلون.
بيد أن السيدسلفا كير ميارديت لا يريد للجنوب أن ينفصل بسلام وأن ينسى اهل السودان مرارات الحرب بعد أن تحقق لهم المراد و((الإستقلال)) ببلادهم فقد طفق يدعو دعوات مريبة لاهل الجنوب ليسامحوا أهل الشمال.
الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم الذي وثق لنا في رائعته (توريت) أحداث ما يسمى بتمرد توريت الذي كان الشرارة الأولى لتمرد الجنوب.
والحقيقة أن تمرد تويت هذا لم يكن تمرداً ، فلقد كان أول عملية تطهير عرقي في تاريخ السودان .. راح ضحيته المئات من الأطفال والنساء والشيوخ من الشماليين الذين لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم شماليون.
توريــــــــــت
الهادي آدم 1955
توريتيا وكر الدسائس والخديعة والـــــدم
قد طال صمتك في الدجى هل آن أن تتكلمي
الغاب مطرقة الغصون على دجاك المـعتم
والصمت والليل الرهيب وخادعات الأنجم
لا شئ غير الريح تنفخ في رمــــــاد المأتم
ومغارة فيها المنايا السود فاغــــــــــرة الفم
ونعيق ضفدعة تنوح بـلــــــــــيلك المتجهم
يا قطة أكلت بنيها وهي ظــمــــــــأى للدم
أمعنت قتلا في النســــــــاء وغيلة للمحرم
لم ترحمي حتى صغارهم ،،، ولم تترحمي
والشيخ والحبلى،،، فأي جريمة لم تجرمي
حتى غدوت مع الدجى وكر الطيور الحوم
ومناظر الأشلاء تنهضها الغيوم فـــترتمي
*******
من سد أبواب الجنـــــــــــــــوب بكل قفل محكم؟
من قسم الســـــــــــــــــودان بين بنيه شر مقسم؟
أهم الشماليون؟،،، هل كانوا هناك ؟،،،، تكلمي
ردي فإن العـــــــار كل العـــــــار أن تتجهمي
توريــــــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي
توريــــــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم
فستــــــعرفين وتـــــــــــندمين ولات ساعة مندم.
توريت .. القطة التي أكلت بنيها
* وقبل أكثر من خمسين عاماً .. انهمرت الدماءمهراقة في توريت .. في يوم عبوس .. قمطريراً .. دماء شماليون تجار .. معلمون .. أطفال .. نساء .. زهقت أرواحهم .. دون.. جريرة .. ارتكبوها .. مذبحة توريت 1955م جريمة إنسانية .. راح ضحيتها .. مواطنون شماليون عزل .. ومع بعض من جنود الجيش السوداني .. المجزرة وقعت في أغسطس 1955م قبل إعلان الاستقلال .. وقعت والاستعمار الانجليزي البغيض .. في سدة الحكم .. لم تصوب وقتها بندقية .. على جندي أو مسؤول بريطاني .. لم تحصد أرواح البريطانيين الغزاة .. بل حصدت ((الشماليين)).. المستعمرون الغزاة كما أسماهم المتمردون .. ولم يسموا البريطانيون .. استعماريون غزاة .. ولم يسألوا البريطانيون .. لماذا الجنوب متخلف .. وانتم الحاكمون؟!
بمكيالين .. وسيف وحراب .. على ظل الفيل .. لا على الفيل البريطاني الظالم .. فكانت مجزرة توريت .. دماً شمالياً .. تدفق ستون عاماً مؤامرة .. على الشمال وجرم حل بغير جارمة العذاب .. ومؤامرة القطة التي أكلت بنيها .. مؤامرة حاك خيوطهاالانجليز فكانت توريت وكل الدسائس والخديعة والدم .. وقوف جراحاتها .. وذكرياتهاالأليمة .. تجاوز الشماليون .. تلك الجراحات .. وتناسوا ذكراها .. فمن عفا وأصلح .. أجره عند الله .. تناسوا الماضي .. بكل جراحاته وآلامه وتناسوا .. ان البادي أظلم .. لكن وللأسف أن جنوبيين .. توريت مازالت في دواخلهم .. معركة تحرير .. حسبتفكيرهم وظنهم الخاطئ تحرير من استعمار شمالي فتوريت في أعماقهم .. معركة انتصار .. لا مجزرة .. لضحايا شماليون .. عزل ساقهم قدرهم إلى هذه المحرقة وبعد أن وضعت الحربأوزارها وتناسي الشماليون جراحات توريت المذبحة .. جدد من في قلوبهم حقد دفين .. ذكري المذبحة .. فاحتفلوا بيوم المذبحة .. في ذات تاريخ ذلك اليوم الخامس .. من أغسطس .. احتفال المنتصر يا للتعاسة احتفلوا .. بيوم الدم البريء دم الأبرياء من الشماليين .. الذين راحوا برصاص الغدر والحقد والتحريش .. وراح دمهم مهدوراً من غيرجريرة!!