أبونبيل
07-08-2011, 11:20 AM
المؤتمر الوطني يذبح ذاته بالتّحكم في الأسعار
فاطمة غزالي
يبدو أنّ المؤتمر الوطني التقط سكينة حادة ليذبح ذاته وأزمة السكر وحدها تؤكد العزم على قتل الذّات، لأنّ الكل يعلم بأنّ اللاعبين الأساسيين في مسألة التحكم في أسعار السلع الضرورية هم بعض من فيلة وتماسح السّوق الإنتهازين الموالين للحزب الحاكم بطريقة أو أخرى، ولا شك في أنّهم الآن يسيطرون على اقتصاد البلاد بما حظوا به من تسهيلات فتحت لهم أبواب الإكتناز بطريقة عارية من الحياء، وتدفع أي شخص ليطرح السؤال المشروع "من أين لك هذا؟!!"، وطبعاً حتى اليوم لا أحد من مجموعة الطفيلية الرأسمالية الجديدة سُئل رسمياً عن ثروته، ولا أحد منهم يستطيع أن يقدم إجابة مقنعة.
حسناً ليس مهماً الآن "كل الحساب عنده يوم" ولكن المهم هو أن يبحث الناس عن طريقة تخلصنا من مسألة التحكم في أسعار السلع الضرورية وخاصة سلعة السكر التي دخلت في طور الأزمة في شهر رمضان شهر البركة والرحمة، وللأسف أصحاب القلوب غير الرحيمة يريدون لهذا الشعب أن يتجرع من أكثر كؤوس المعاناة مرارةً، فكانت هديتهم للشعب السّوداني في شهر رمضان العظيم هو أن تقف في صف المعاناة لشراء السكر وحتى الصف لن يقدم لك فرصةً طيبةً لأن تُحظى بكيلو سكر.
في (30) يونيو1989 جاءتنا الإنقاذ بخطاب تعهدت فيه برفع المعاناة ووقف مظاهر صفوف العيش والوقود، وها نحن بعد أكثر من (20) عاماً نعود إلى الصفوف في الشهر الكريم، وحينما نقول الإنقاذ تريد أن تذبح ذاتها ليس تنبؤاً بل هي الحقيقة لأنّ زيادة الكيل في المعاناة ستدفع الشعب السوداني لإتخاذ مواقف وقرارات حاسمة لن تنهي صفوف السكر فحسب بل ستنهي كل شيء، ولذا من مصلحة الذين يتحكمون في السوق من أهل وأصدقاء الإنقاذ أن يرفعوا السكينة عن عنق نظامهم، فهم الآن لا يعذبون الشعب بل يحركون فيه دوافع التغيير والنظر إلى بديل يرفع عنهم رهق المعاناة المعيشية بعد أن تضاعفت الأسعار وظل الدّخل هو الدّخل.
نعم لا غرابة في أنّ لا يستشعر بعض من أهل النظام معاناة الشعب لأنهم ليسوا جزءاً من طبقة الكادحين ولا أسرهم، كثيرون منهم يقضون شهر رمضان خارج البلاد، يتمتعون وحدهم بخير هذا البلد المسكين شعبه، فمن لم يمت في ميدان الحروب يموت بالمرض ومن لم يمت بالمرض يموت بالفقر وبالجهل والتشرد، وفي الوقت الذي يحظى فيه العاملون في مؤسسات النظام التنظيمية والسياسية والسيادية بنصيبهم من سلعة السكر. اتقوا الله في عباده ونحن في شهر عظيم، شهر رحمة وبركة وعتق من النّار، والله عز وجل يغفر ما بينه والعبد ولكن ما بين العبد والعبد غفرانه مشروط بعفو المظلوم، ولا يمكن أن يكون كل الشعب السوداني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، يا من غرّتكم الدّينا ونسيتم الآخرة اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله وأرفعوا أيدكم عن السلع الضرورية ولا تمنعوا الشعب الحق في الحياة ولكم في الذين يحاسبون من قبل شعوبهم وهم طريحو فراش المرض عظة وعبرة.
الجريدة
فاطمة غزالي
يبدو أنّ المؤتمر الوطني التقط سكينة حادة ليذبح ذاته وأزمة السكر وحدها تؤكد العزم على قتل الذّات، لأنّ الكل يعلم بأنّ اللاعبين الأساسيين في مسألة التحكم في أسعار السلع الضرورية هم بعض من فيلة وتماسح السّوق الإنتهازين الموالين للحزب الحاكم بطريقة أو أخرى، ولا شك في أنّهم الآن يسيطرون على اقتصاد البلاد بما حظوا به من تسهيلات فتحت لهم أبواب الإكتناز بطريقة عارية من الحياء، وتدفع أي شخص ليطرح السؤال المشروع "من أين لك هذا؟!!"، وطبعاً حتى اليوم لا أحد من مجموعة الطفيلية الرأسمالية الجديدة سُئل رسمياً عن ثروته، ولا أحد منهم يستطيع أن يقدم إجابة مقنعة.
حسناً ليس مهماً الآن "كل الحساب عنده يوم" ولكن المهم هو أن يبحث الناس عن طريقة تخلصنا من مسألة التحكم في أسعار السلع الضرورية وخاصة سلعة السكر التي دخلت في طور الأزمة في شهر رمضان شهر البركة والرحمة، وللأسف أصحاب القلوب غير الرحيمة يريدون لهذا الشعب أن يتجرع من أكثر كؤوس المعاناة مرارةً، فكانت هديتهم للشعب السّوداني في شهر رمضان العظيم هو أن تقف في صف المعاناة لشراء السكر وحتى الصف لن يقدم لك فرصةً طيبةً لأن تُحظى بكيلو سكر.
في (30) يونيو1989 جاءتنا الإنقاذ بخطاب تعهدت فيه برفع المعاناة ووقف مظاهر صفوف العيش والوقود، وها نحن بعد أكثر من (20) عاماً نعود إلى الصفوف في الشهر الكريم، وحينما نقول الإنقاذ تريد أن تذبح ذاتها ليس تنبؤاً بل هي الحقيقة لأنّ زيادة الكيل في المعاناة ستدفع الشعب السوداني لإتخاذ مواقف وقرارات حاسمة لن تنهي صفوف السكر فحسب بل ستنهي كل شيء، ولذا من مصلحة الذين يتحكمون في السوق من أهل وأصدقاء الإنقاذ أن يرفعوا السكينة عن عنق نظامهم، فهم الآن لا يعذبون الشعب بل يحركون فيه دوافع التغيير والنظر إلى بديل يرفع عنهم رهق المعاناة المعيشية بعد أن تضاعفت الأسعار وظل الدّخل هو الدّخل.
نعم لا غرابة في أنّ لا يستشعر بعض من أهل النظام معاناة الشعب لأنهم ليسوا جزءاً من طبقة الكادحين ولا أسرهم، كثيرون منهم يقضون شهر رمضان خارج البلاد، يتمتعون وحدهم بخير هذا البلد المسكين شعبه، فمن لم يمت في ميدان الحروب يموت بالمرض ومن لم يمت بالمرض يموت بالفقر وبالجهل والتشرد، وفي الوقت الذي يحظى فيه العاملون في مؤسسات النظام التنظيمية والسياسية والسيادية بنصيبهم من سلعة السكر. اتقوا الله في عباده ونحن في شهر عظيم، شهر رحمة وبركة وعتق من النّار، والله عز وجل يغفر ما بينه والعبد ولكن ما بين العبد والعبد غفرانه مشروط بعفو المظلوم، ولا يمكن أن يكون كل الشعب السوداني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، يا من غرّتكم الدّينا ونسيتم الآخرة اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله وأرفعوا أيدكم عن السلع الضرورية ولا تمنعوا الشعب الحق في الحياة ولكم في الذين يحاسبون من قبل شعوبهم وهم طريحو فراش المرض عظة وعبرة.
الجريدة