بابكر
26-07-2011, 10:02 AM
طالب سوداني يتعرض لعملية نصب واحتيال غريبة بالهند..الطالب معتقل بسجن (حيدر آباد) بتهمة الزواج من فتاة هندية قاصر
تحقيق: التاج عثمان
القضية محور هذا التحقيق الصحفي، ليست قضية طالب أو طالبين بل تمتد لتشمل جميع طلابنا الذين اختاروا الهند لتلقي تعليمهم الجامعي، اضافة للتجار والمغتربين الذين يتوجهون إلى هناك في اجازاتهم السنوية، جميعهم أصبحوا مستهدفين من عصابات النصب والاحتيال والابتزاز الهندية عن طريق اغرانهم بالزواج من فتيات هنديات بمستندات مزورة تشير إلى ان عمر الفتاة فوق الثامنة عشرة، أي انها ليست قاصرا، وبعد سداد المهر الذي يفوق الخمسين ألف روبية، واكمال مراسيم الزواج بواسطة ماذون شرعي ضمن فريق الشبكة الهندية الاجرامية، تبدأ (اللعبة القذرة) بمنع التقاء أو اختلاء الزوج السوداني بزوجته لأسباب مصطنعة.. ويستمر المسلسل الاجرامي باداء عدد من الممثلين من جهات مختلفة: (عائلة الفتاة.. والسماسرة.. والعصابة.. وجهات اخرى)، لادوارهم لينتهي المسلسل بظهور الفتاة لتقف أمام زوجها طالبة الطلاق قبل ان تنتقل معه لبيت الزوجية.. وبعد عملية النصب تبدأ عملية الابتزاز، ويصبح الطالب السوداني أو المواطن أمام خيارين لا ثالث لهما: أما دفع اتاوة مالية ضخمة نظير التنازل عن التهمة الموجهة له بزواجه من فتاة قاصر، أو المحكمة والسجن.. وهذا ما حدث بالضبط مع الطالب السوداني (محمد الشفيع محمد الحسن) الذي يدرس بجامعة حيدر آباد.. واليكم تفاصيل هذا (الفيلم الهندي).
----
الزواج الهندي
محمد الشفيع محمد الحسن - فتى من منطقة مروي تنقاسي الرويس - يسكن مع عائلته باركويت مربع (45) الخرطوم.. غادر السودان في العام 2008م إلى الهند طلباً للعلم، فالتحق بجامعة (حيدر آباد) كلية التجارة وأكمل دراسته بداية العام الحالي، وقبل عودته نهائياً للوطن قرر الزواج من فتاة هندية مسلمة، من حيدر آباد نفس المدينة التي كان يدرس ويسكن بها، ووافقت على العيش معه بالسودان. أوراقها الثبوتية تشير انها في الثامنة عشرة من العمر، ووافقت مع والديها على الاقتران بالفتى الأسمر القادم من السودان، كما وافق أهله بالسودان على زواجه من الهندية، طالما انها ذات خلق ودين.. وثم عقد القران بواسطة مأذون شرعي هندي مسلم، قام بتحرير عقد النكاح، وسدد العريس المهر المتعارف عليه بالكامل، وقدرة (خمسون ألف روبية)، واقيم احتفال الزفاف وفقاً للطقوس الهندية، وتم توثيق الحفل بالفيديو، حيث اظهر والدي العروس وهما يباركان الزواج، كما ارتسمت علامات الرضا على الزوجة الهندية وبعد اسبوع من اكتمال مراسم الزواج اتصل العريس (محمد) بأهله في السودان، طالباً منهم شراء غرفة نوم ثم طلب من زوجته، التي تزوجها على سنة الله ورسوله الذهاب معه الى بيت الزوجية المؤقت - الشقة التي كان يقيم بها بمدينة حيدر آباد، لحين اكتمال اجراءات عودتهما للسودان، إلاّ أن أهلها طلبوا منه تأجيل ذلك بحجة ان العروس مريضة، فتركها ثم عاد لاصطحابها بعد أيام فرفضوا وهذه المرة بحجة ان لديها الدورة الشهرية، وعند محاولة اصطحابها معه للمرة الثالثة فوجئ بزوجته تواجهه قائلة: (أنا أكرهك، ولا اريد الذهاب والعيش معك.. طلقني) وبالتالي لم يدخل عليها أو يختلى بها، فوافق على الطلاق بشرط اعادة كافة خسارته اضافة للمهر البالغ (50) ألف روبية هندية.
بداية المؤامرة
في اليوم التالي مباشرة من طلب الفتاة الطلاق، فوجئ (محمد) بمخبرة من الشرطة - تطرق باب شقته، وطلبت منه التنازل عن المهر وسداد مبلغ كبير من المال، حتى لا تلقى القبض عليه بتهمة زواجه من فتاة هندية قاصر دون عمر الثامنة عشرة، فاندهش لذلك الاتهام، حيث ان الاوراق التي بحوزته وقدمها للمأذون الشرعي الذي قام بتحرير عقد الزواج تشير ان عمرها فوق الثامنة عشرة، فكيف تكون قاصر؟!! واصفاً ذلك بالابتزاز، وابدى استعداده للقبض والمحاكمة، اقتيد مع زميله الذي يقيم معه في الشقة، وهو الطالب السوداني (خالد الرشيد)، يوم 2011/6/24م، إلى السجن ولايزال حتى كتابة هذا التقرير الصحفي حبيساً داخل سجن حيدر آباد، ولا يعرف مصيرة، حيث لم تسمح سلطات السجن بزيارة زملائه الطلاب السودانيين، ومندوبي اتحاد الطلاب هناك ولم يزره داخل السجن سوى المحامي.
محادثة من الهند
اتصلت هاتفياً باحد زملائه بمدينة حيدر آباد، وسألته عن ملابسات القبض على زميله وصديقه (محمد الشفيع) فقال:
«هذه عملية ابتزاز نسجت خيوطها ببراعة متناهية بواسطة افراد (عصابات الزواج) الهندية التي تستهدف الاجانب والعرب، خاصة الطلاب السودانيين، والتجار، والمغتربين الذين يأتون للسياحة في الهند، بهدف الحصول على المهر، وابتزاز العريس بتهديدة ان الفتاة التي تزوجها قاصر، بينما الزواج يتم بمستندات مزورة لعمر الفتاة تظهر انها فوق الثامنة عشرة، وبعض الأسر الهندية شريك أصيل في هذه العصابات، وتكررت عملية النصب والاحتيال مع كثير من السودانيين من طلاب وغيرهم، وبصراحة السفارة السودانية بالعاصمة الهندية (نيودلهي) لا تهتم بمثل هذه القضايا التي تواجه بعض السودانيين، خاصة الطلاب، وحادثة اغتيال الطالب السوداني (أبوعبيدة) الذي قتل غدراً بالشارع العام لا تزال ماثلة للعيان، وخير دليل على تجاهل السفارة لقضايا السودانيين بالهند، فقد راح دم الطالب (أبوعبيدة) هدراً، حيث لم يقبض على الجاني حتى الآن، ولو كان القتيل من جنسية اخرى لاهتمت سفارته بالحادث.. انقطع الاتصال الهاتفي هنا، ولم انجح في مواصلة الحديث مع الطالب السوداني بحيدر آباد مرة اخرى.
شقيق الطالب
ولكن ماذا فعلت السفارة السودانية في نيودلهي تجاه قضية سجن الطالب السوداني (محمد الشفيع محمد الحسن)؟ وهل تفاعلت وزارة الخارجية السودانية مع القضية؟ وكيف تصرف اتحاد الطلاب السودانيين بمدينة حيدر آباد، لاطلاق سراح الطالب المسجون واثبات ان الزواج شرعي تم بموافقة الفتاة الهندية وأهلها، وبمستندات تثبت ان عمره ثماني عشرة سنة، أي انها ليست قاصرا؟ توجهت بهذه التساؤلات الى (ياسر الشفيع محمد الحسن) شقيق الطالب المعتقل بالهند، والمتابع لقضية من السودان، فقال:
القضية ليست قضية شقيقي (محمد) فقط، بل قضية جميع الطلاب السودانيين بالهند، فهم مهمشون من جانب السفارة هناك، التي لا تتفاعل مع مشاكلهم، حتى الطالب السوداني المرحوم (أبوعبيدة) الذي تم اغتياله بواسطة هندي بالشارع العام، قام الطلاب بالهند باكمال كل الاجراءات المتعلقة به لوحدهم، حيث ان السفارة لم تحرك ساكناً.. وماحدث لشقيقي عملية نصب واحتيال، اعقبتها عملية ابتزاز من عصابة هندية متخصصة في الايقاع بالاجانب خاصة العرب وتزويجهم فتيات هنديات بالطريقة الشرعية، وباوراق مزورة، وبعد استلام أهل الفتاة للمهر، وهي شريكة في العصابة، يتم الغاء الزواج بتدخل بعض الافراد الذين يزعمون انهم من الشرطة الهندية بحجة ان الفتاة قاصر، وتبدأ المساومة وعملية الابتزاز، والغريب ان السلطات الهندية أفرجت عن المأذون الهندي بعد أيام قليلة من القبض عليه، وبعد القبض شقيقي (محمد) وزميله (خالد الرشيد) خاطبا اتحاد الطلاب السودانيين بحيدر آباد، والذي تواصل معهما باستمرار عبر الهاتف، وخاطب الاتحاد السفارة السودانية (دلهي) بشأن القضية، وقدموا لها كل الوثائق التي تثبت صحة الزواج، كما انني عبر وزارة الخارجية بالخرطوم خاطبت السفارة السودانية، وذكروا انهم يتابعون الاجراءات وسوف يذهبون لزيارة شقيقي المسجون بسجن حيدر آباد، وذلك قبل (18) يوماً، كما ان مسؤولي السفارة بدلهي ذكروا ان لديهم محامين ومسؤولين سيتابعون القضية حتى يتم شطبها، وحسب ما ذكره لي اتحاد الطلاب بحيدر آباد لم يقم اي مسؤول من السفارة السودانية بدلهي بزيارة شقيقي المحتجز بالسجن، واذا كان هناك أي اتصال من السفارة بالخارجية الهندية لتم حل القضية، كما ان وزارة الخارجية السودانية بعتت بخطابين للسفارة السودانية بنيودلهي الاول بتاريخ 2011/7/4م بالرقم (وخ/ق/ 368) هذا نصه:
(أرجو ان أحيل لكم طلب المواطن ياسر الشفيع محمد الحسن.. بشأن شقيقه محمد الشفيع.. المعتقل بسجون حيدر آباد للتكرم بالعلم واجراء ما يلزم مع أكيد التقدير.
حمزة الأمين باعو
ع/ وكيل وزارة الخارجية.
أعقبته بخطاب ثان بتاريخ 2011/7/13م بالرقم (وخ/ق/ 389) معنون للسفارة.
(نرجو الافادة بان المواطن السوداني محمد الشفيع محمد الحسن قد تم اعتقاله بواسطة السلطات الهندية بتهمة الزواج من قاصر.. المذكور معتقل بسجن حيدر آباد وسننظر المحكمة القضية اليوم الاربعاء للبت في القضية.. ونسبة لضيق الوقت لن تتمكن اسرة المواطن من حضور الجلسة.. عليه نرجو التكرم بارسال مندوب من السفارة لحضور الجلسة، والافادة مع أكيد التقدير.
حمزة الأمين باعو
ع/ وكيل وزارة الخارجية
مجهودات الخارجية
يواصل ياسر الشفيع شقيق الطالب المحتجز بسجن حيدر آباد حديثه عن المحاولات الجارية لاطلاق سراحه، قائلاً: «ذهبت لوزارة الخارجية السودانية بالخرطوم للوقوف على الاجراءات التي قاموا بها، وتم تلخيصها لي بواسطة احدى الموظفات، وتتلخص ما ذكرته في النقاط التالية»:
* اصدرت السفارة السودانية بدلهي خطاباً للجهات المسؤولة بالهند تطلب فيه السماح لرابطة الطلاب السودانيين بحيدر آباد السماح لعدد (5) طلاب سودانيين لزيارة الطالبين المعتقلين بسجن حيدر آباد (محمد) و(خالد).
* تعيين محامين للدفاع عن الطالبين واطلاق سراحهما بضمانة، ومن ثم النظر في شطب القضية.
* اجتماع احد المحامين مع القنصل السوداني بحضور ممثل عن الطلاب بحيدر آباد، والاجتماع امتد لساعتين، وتمخض - عن الاتفاق على دعم ومساندة السفارة للمحامين بشأن اطلاق سراح الطالبين.
* اخطار عضو البرلمان الهندي (أسد الله) الممثل للجالية المسلمة بحيدر آباد.
* الاستعانة بالسيد (شمار الدين) عضو البرلمان (مسلم)، ورئيس الرابطة العربية، والذي وعد بالتدخل لمعالجة القضية.
لكن اتحاد الطلاب السودانيين بحيدر آباد يشير ان المحكمة رفضت زيارة الطلاب الخمسة وفقاً لخطاب السفارة للطالبين المعتقلين ولم يزرهما في السجن سوى المحامي الهندي الموكل من اتحاد الطلاب، نافياً إرسال السفارة لأي محامين، كما ان الاتحاد أوضح عدم معرفته بالطلاب الذين اجتمعوا بالقنصل.
ماذا بعد؟
اخيراً يتساءل ياسر الشفيع محمد الحسن شقيق الطالب المعتقل (محمد): ماذا فعل المسؤولون بالخارجية تجاه قضية اعتقال شقيقي بالهند؟ ولماذا لم يزره احد من السفارة أو القنصلية بالسجن بحيدر آباد؟ ولماذا لا يزال (محمد) معتقلاً مع زميله (خالد الرشيد) بالسجن بينما المأذون الشرعي الهندي تم اطلاق سراحه، مع اختفاء أسرة الفتاة والمخبرة الهندية التي قبضت عليهما؟ وما هو دور السفارة لحماية المواطن السوداني خارج بلده؟
فبعد كل ما ذكرته السفارة لا يزال الطالبان داخل السجن بتهمة ملفقة، بل انها عملية نصب واحتيال تكررت لسودانيين آخرين، طلاب وغيرهم، من قبل، حيث أصبحوا هدفاً وحيداً تميناً لعصابات الاحتيال الهندية فالابتزاز المالي الذي تعرض له شقيقي تعرض له طلاب آخرون من قبل وللأسف نقل لي بعض الطلاب هناك انهم سألوا أحد ضباط الشرطة الهندية: لماذا يتعاملون مع الطلاب السودانيين بمثل هذه المعاملة القاسية؟ فرد الضابط الهندي: (لأنه عندما نعتقل سوداني فسوف يتم ترقيتنا).. ونفس حادث الاحتيال الذي تعرض له شقيقي (محمد) حدث لمواطن من سلطنة عمان، فتدخل سفير السلطنة، وذهب بنفسه لمدينة «حيدر آباد»، واتصل بالمسؤولين هناك، واطلق سراحه فوراً.. أما السودانيون بالهند فلهم الله.
الرأي العام
تحقيق: التاج عثمان
القضية محور هذا التحقيق الصحفي، ليست قضية طالب أو طالبين بل تمتد لتشمل جميع طلابنا الذين اختاروا الهند لتلقي تعليمهم الجامعي، اضافة للتجار والمغتربين الذين يتوجهون إلى هناك في اجازاتهم السنوية، جميعهم أصبحوا مستهدفين من عصابات النصب والاحتيال والابتزاز الهندية عن طريق اغرانهم بالزواج من فتيات هنديات بمستندات مزورة تشير إلى ان عمر الفتاة فوق الثامنة عشرة، أي انها ليست قاصرا، وبعد سداد المهر الذي يفوق الخمسين ألف روبية، واكمال مراسيم الزواج بواسطة ماذون شرعي ضمن فريق الشبكة الهندية الاجرامية، تبدأ (اللعبة القذرة) بمنع التقاء أو اختلاء الزوج السوداني بزوجته لأسباب مصطنعة.. ويستمر المسلسل الاجرامي باداء عدد من الممثلين من جهات مختلفة: (عائلة الفتاة.. والسماسرة.. والعصابة.. وجهات اخرى)، لادوارهم لينتهي المسلسل بظهور الفتاة لتقف أمام زوجها طالبة الطلاق قبل ان تنتقل معه لبيت الزوجية.. وبعد عملية النصب تبدأ عملية الابتزاز، ويصبح الطالب السوداني أو المواطن أمام خيارين لا ثالث لهما: أما دفع اتاوة مالية ضخمة نظير التنازل عن التهمة الموجهة له بزواجه من فتاة قاصر، أو المحكمة والسجن.. وهذا ما حدث بالضبط مع الطالب السوداني (محمد الشفيع محمد الحسن) الذي يدرس بجامعة حيدر آباد.. واليكم تفاصيل هذا (الفيلم الهندي).
----
الزواج الهندي
محمد الشفيع محمد الحسن - فتى من منطقة مروي تنقاسي الرويس - يسكن مع عائلته باركويت مربع (45) الخرطوم.. غادر السودان في العام 2008م إلى الهند طلباً للعلم، فالتحق بجامعة (حيدر آباد) كلية التجارة وأكمل دراسته بداية العام الحالي، وقبل عودته نهائياً للوطن قرر الزواج من فتاة هندية مسلمة، من حيدر آباد نفس المدينة التي كان يدرس ويسكن بها، ووافقت على العيش معه بالسودان. أوراقها الثبوتية تشير انها في الثامنة عشرة من العمر، ووافقت مع والديها على الاقتران بالفتى الأسمر القادم من السودان، كما وافق أهله بالسودان على زواجه من الهندية، طالما انها ذات خلق ودين.. وثم عقد القران بواسطة مأذون شرعي هندي مسلم، قام بتحرير عقد النكاح، وسدد العريس المهر المتعارف عليه بالكامل، وقدرة (خمسون ألف روبية)، واقيم احتفال الزفاف وفقاً للطقوس الهندية، وتم توثيق الحفل بالفيديو، حيث اظهر والدي العروس وهما يباركان الزواج، كما ارتسمت علامات الرضا على الزوجة الهندية وبعد اسبوع من اكتمال مراسم الزواج اتصل العريس (محمد) بأهله في السودان، طالباً منهم شراء غرفة نوم ثم طلب من زوجته، التي تزوجها على سنة الله ورسوله الذهاب معه الى بيت الزوجية المؤقت - الشقة التي كان يقيم بها بمدينة حيدر آباد، لحين اكتمال اجراءات عودتهما للسودان، إلاّ أن أهلها طلبوا منه تأجيل ذلك بحجة ان العروس مريضة، فتركها ثم عاد لاصطحابها بعد أيام فرفضوا وهذه المرة بحجة ان لديها الدورة الشهرية، وعند محاولة اصطحابها معه للمرة الثالثة فوجئ بزوجته تواجهه قائلة: (أنا أكرهك، ولا اريد الذهاب والعيش معك.. طلقني) وبالتالي لم يدخل عليها أو يختلى بها، فوافق على الطلاق بشرط اعادة كافة خسارته اضافة للمهر البالغ (50) ألف روبية هندية.
بداية المؤامرة
في اليوم التالي مباشرة من طلب الفتاة الطلاق، فوجئ (محمد) بمخبرة من الشرطة - تطرق باب شقته، وطلبت منه التنازل عن المهر وسداد مبلغ كبير من المال، حتى لا تلقى القبض عليه بتهمة زواجه من فتاة هندية قاصر دون عمر الثامنة عشرة، فاندهش لذلك الاتهام، حيث ان الاوراق التي بحوزته وقدمها للمأذون الشرعي الذي قام بتحرير عقد الزواج تشير ان عمرها فوق الثامنة عشرة، فكيف تكون قاصر؟!! واصفاً ذلك بالابتزاز، وابدى استعداده للقبض والمحاكمة، اقتيد مع زميله الذي يقيم معه في الشقة، وهو الطالب السوداني (خالد الرشيد)، يوم 2011/6/24م، إلى السجن ولايزال حتى كتابة هذا التقرير الصحفي حبيساً داخل سجن حيدر آباد، ولا يعرف مصيرة، حيث لم تسمح سلطات السجن بزيارة زملائه الطلاب السودانيين، ومندوبي اتحاد الطلاب هناك ولم يزره داخل السجن سوى المحامي.
محادثة من الهند
اتصلت هاتفياً باحد زملائه بمدينة حيدر آباد، وسألته عن ملابسات القبض على زميله وصديقه (محمد الشفيع) فقال:
«هذه عملية ابتزاز نسجت خيوطها ببراعة متناهية بواسطة افراد (عصابات الزواج) الهندية التي تستهدف الاجانب والعرب، خاصة الطلاب السودانيين، والتجار، والمغتربين الذين يأتون للسياحة في الهند، بهدف الحصول على المهر، وابتزاز العريس بتهديدة ان الفتاة التي تزوجها قاصر، بينما الزواج يتم بمستندات مزورة لعمر الفتاة تظهر انها فوق الثامنة عشرة، وبعض الأسر الهندية شريك أصيل في هذه العصابات، وتكررت عملية النصب والاحتيال مع كثير من السودانيين من طلاب وغيرهم، وبصراحة السفارة السودانية بالعاصمة الهندية (نيودلهي) لا تهتم بمثل هذه القضايا التي تواجه بعض السودانيين، خاصة الطلاب، وحادثة اغتيال الطالب السوداني (أبوعبيدة) الذي قتل غدراً بالشارع العام لا تزال ماثلة للعيان، وخير دليل على تجاهل السفارة لقضايا السودانيين بالهند، فقد راح دم الطالب (أبوعبيدة) هدراً، حيث لم يقبض على الجاني حتى الآن، ولو كان القتيل من جنسية اخرى لاهتمت سفارته بالحادث.. انقطع الاتصال الهاتفي هنا، ولم انجح في مواصلة الحديث مع الطالب السوداني بحيدر آباد مرة اخرى.
شقيق الطالب
ولكن ماذا فعلت السفارة السودانية في نيودلهي تجاه قضية سجن الطالب السوداني (محمد الشفيع محمد الحسن)؟ وهل تفاعلت وزارة الخارجية السودانية مع القضية؟ وكيف تصرف اتحاد الطلاب السودانيين بمدينة حيدر آباد، لاطلاق سراح الطالب المسجون واثبات ان الزواج شرعي تم بموافقة الفتاة الهندية وأهلها، وبمستندات تثبت ان عمره ثماني عشرة سنة، أي انها ليست قاصرا؟ توجهت بهذه التساؤلات الى (ياسر الشفيع محمد الحسن) شقيق الطالب المعتقل بالهند، والمتابع لقضية من السودان، فقال:
القضية ليست قضية شقيقي (محمد) فقط، بل قضية جميع الطلاب السودانيين بالهند، فهم مهمشون من جانب السفارة هناك، التي لا تتفاعل مع مشاكلهم، حتى الطالب السوداني المرحوم (أبوعبيدة) الذي تم اغتياله بواسطة هندي بالشارع العام، قام الطلاب بالهند باكمال كل الاجراءات المتعلقة به لوحدهم، حيث ان السفارة لم تحرك ساكناً.. وماحدث لشقيقي عملية نصب واحتيال، اعقبتها عملية ابتزاز من عصابة هندية متخصصة في الايقاع بالاجانب خاصة العرب وتزويجهم فتيات هنديات بالطريقة الشرعية، وباوراق مزورة، وبعد استلام أهل الفتاة للمهر، وهي شريكة في العصابة، يتم الغاء الزواج بتدخل بعض الافراد الذين يزعمون انهم من الشرطة الهندية بحجة ان الفتاة قاصر، وتبدأ المساومة وعملية الابتزاز، والغريب ان السلطات الهندية أفرجت عن المأذون الهندي بعد أيام قليلة من القبض عليه، وبعد القبض شقيقي (محمد) وزميله (خالد الرشيد) خاطبا اتحاد الطلاب السودانيين بحيدر آباد، والذي تواصل معهما باستمرار عبر الهاتف، وخاطب الاتحاد السفارة السودانية (دلهي) بشأن القضية، وقدموا لها كل الوثائق التي تثبت صحة الزواج، كما انني عبر وزارة الخارجية بالخرطوم خاطبت السفارة السودانية، وذكروا انهم يتابعون الاجراءات وسوف يذهبون لزيارة شقيقي المسجون بسجن حيدر آباد، وذلك قبل (18) يوماً، كما ان مسؤولي السفارة بدلهي ذكروا ان لديهم محامين ومسؤولين سيتابعون القضية حتى يتم شطبها، وحسب ما ذكره لي اتحاد الطلاب بحيدر آباد لم يقم اي مسؤول من السفارة السودانية بدلهي بزيارة شقيقي المحتجز بالسجن، واذا كان هناك أي اتصال من السفارة بالخارجية الهندية لتم حل القضية، كما ان وزارة الخارجية السودانية بعتت بخطابين للسفارة السودانية بنيودلهي الاول بتاريخ 2011/7/4م بالرقم (وخ/ق/ 368) هذا نصه:
(أرجو ان أحيل لكم طلب المواطن ياسر الشفيع محمد الحسن.. بشأن شقيقه محمد الشفيع.. المعتقل بسجون حيدر آباد للتكرم بالعلم واجراء ما يلزم مع أكيد التقدير.
حمزة الأمين باعو
ع/ وكيل وزارة الخارجية.
أعقبته بخطاب ثان بتاريخ 2011/7/13م بالرقم (وخ/ق/ 389) معنون للسفارة.
(نرجو الافادة بان المواطن السوداني محمد الشفيع محمد الحسن قد تم اعتقاله بواسطة السلطات الهندية بتهمة الزواج من قاصر.. المذكور معتقل بسجن حيدر آباد وسننظر المحكمة القضية اليوم الاربعاء للبت في القضية.. ونسبة لضيق الوقت لن تتمكن اسرة المواطن من حضور الجلسة.. عليه نرجو التكرم بارسال مندوب من السفارة لحضور الجلسة، والافادة مع أكيد التقدير.
حمزة الأمين باعو
ع/ وكيل وزارة الخارجية
مجهودات الخارجية
يواصل ياسر الشفيع شقيق الطالب المحتجز بسجن حيدر آباد حديثه عن المحاولات الجارية لاطلاق سراحه، قائلاً: «ذهبت لوزارة الخارجية السودانية بالخرطوم للوقوف على الاجراءات التي قاموا بها، وتم تلخيصها لي بواسطة احدى الموظفات، وتتلخص ما ذكرته في النقاط التالية»:
* اصدرت السفارة السودانية بدلهي خطاباً للجهات المسؤولة بالهند تطلب فيه السماح لرابطة الطلاب السودانيين بحيدر آباد السماح لعدد (5) طلاب سودانيين لزيارة الطالبين المعتقلين بسجن حيدر آباد (محمد) و(خالد).
* تعيين محامين للدفاع عن الطالبين واطلاق سراحهما بضمانة، ومن ثم النظر في شطب القضية.
* اجتماع احد المحامين مع القنصل السوداني بحضور ممثل عن الطلاب بحيدر آباد، والاجتماع امتد لساعتين، وتمخض - عن الاتفاق على دعم ومساندة السفارة للمحامين بشأن اطلاق سراح الطالبين.
* اخطار عضو البرلمان الهندي (أسد الله) الممثل للجالية المسلمة بحيدر آباد.
* الاستعانة بالسيد (شمار الدين) عضو البرلمان (مسلم)، ورئيس الرابطة العربية، والذي وعد بالتدخل لمعالجة القضية.
لكن اتحاد الطلاب السودانيين بحيدر آباد يشير ان المحكمة رفضت زيارة الطلاب الخمسة وفقاً لخطاب السفارة للطالبين المعتقلين ولم يزرهما في السجن سوى المحامي الهندي الموكل من اتحاد الطلاب، نافياً إرسال السفارة لأي محامين، كما ان الاتحاد أوضح عدم معرفته بالطلاب الذين اجتمعوا بالقنصل.
ماذا بعد؟
اخيراً يتساءل ياسر الشفيع محمد الحسن شقيق الطالب المعتقل (محمد): ماذا فعل المسؤولون بالخارجية تجاه قضية اعتقال شقيقي بالهند؟ ولماذا لم يزره احد من السفارة أو القنصلية بالسجن بحيدر آباد؟ ولماذا لا يزال (محمد) معتقلاً مع زميله (خالد الرشيد) بالسجن بينما المأذون الشرعي الهندي تم اطلاق سراحه، مع اختفاء أسرة الفتاة والمخبرة الهندية التي قبضت عليهما؟ وما هو دور السفارة لحماية المواطن السوداني خارج بلده؟
فبعد كل ما ذكرته السفارة لا يزال الطالبان داخل السجن بتهمة ملفقة، بل انها عملية نصب واحتيال تكررت لسودانيين آخرين، طلاب وغيرهم، من قبل، حيث أصبحوا هدفاً وحيداً تميناً لعصابات الاحتيال الهندية فالابتزاز المالي الذي تعرض له شقيقي تعرض له طلاب آخرون من قبل وللأسف نقل لي بعض الطلاب هناك انهم سألوا أحد ضباط الشرطة الهندية: لماذا يتعاملون مع الطلاب السودانيين بمثل هذه المعاملة القاسية؟ فرد الضابط الهندي: (لأنه عندما نعتقل سوداني فسوف يتم ترقيتنا).. ونفس حادث الاحتيال الذي تعرض له شقيقي (محمد) حدث لمواطن من سلطنة عمان، فتدخل سفير السلطنة، وذهب بنفسه لمدينة «حيدر آباد»، واتصل بالمسؤولين هناك، واطلق سراحه فوراً.. أما السودانيون بالهند فلهم الله.
الرأي العام