ولمـَّـا إنفصــل الجنــوب ,,

[ود الضو]

ولمّا انفصل الجنوب :
قرروا ان يجتمعوا في شارع النيل الخرطوم قريباً من
( القصر الجمهوري ) شخصياً , حتي يُستجاب الي نداءاتهم
واسترحاماتهم , كانوا مجموعه من الطلاب الذي كان نصيبهم
من الحظ ان يتم توزيعهم الي جامعات جنوبية وهاهم اليوم
وجدوا انفسهم علي قارعة الطريق , ملامح مستقبل مبهمة المعالم تماماً
عندهم , كانوا فئات جملة منهم من تبقي لتخرجه بضعة شهور
ومنهم من هو في منتصف الطريق وآخرون مازالوا في بداياتهم ( وهم الاكثر حظاً )
كيف سيتم حل مشكلتهم وهم قرابة الـ 6 الف طالب وطالبة ؟؟
ماذنبهم ان يصيبهم هذا الحصاد ( القبيح ) من تلك الاتفاقية ( الغلط ) ؟؟
ام انّ كل هذا كان محسوباً حسْبة رأس مالية بحتة لما يُسمي بالتعليم الخاص
وكل تلك الجامعات والكليات الخاصة يمتلكها من صنعوا تلك الاتفاقية ؟؟
بسبب اخطاء ساسة لك ياشارع عدد 6 الف ( عاطل ) نص نص زيادة
علي عدد العطالة طرفك ..
بالله دا كلام آآآآناس ؟؟؟
انا مأزوم مأزوم مأزوم ..

[ود الضو]

ولمّا انفصل الجنوب :
خرجت سماح من بيتهم صبحاً قاصدة اركويت
ليس لشيئ سوي بقايا ذكري صارت تؤزها أحيان كثيرة
وبواقي شوق متوهطة جواها الي ( جامعة جوبا )
كليات الهندسة جميعها , في ذلك المبني الفخيم الذي يقع
غرب مركز القلب وكمبيوتر مان ( سابقاً ) , فهي كانت
ضمن الطلاب الذين تخرجوا من هذه الجامعه ( جوبا )
واليوم لا اسم لجامعة جوبا وكل تلك العراقة والتاريخ التليد ..
وقفت عند مدخل العمارة هي ذاتها ولكنها ساكنة بلا ضجيج
وكل القاعات قد اصابها الصمت التام , هي لحظات وقوف علي الاطلال
ليس أكثر وهي تعلم تماماً انّ التاريخ لن يعيد نفسه حتي لو حدثت معجزة وحصلت
وُحدة ما بين السودان واسرائيل فانه لن تكون هناك وحدة بين الشمال والجنوب
لكن في الحالة دي لازم نرد عليها ونقول ليها ياسموحة :
نحن عندنا ( المؤمن عادي يُلدغ من الجحر مرتين ) يعني ماتستبعدي حتة الجماعه ديل من
تاني يصنعوا ليهم قعدة ( نيفاشية ) كدا ويقوموا يخلطوا الكيمان تاني من جديد
وترجع الينا جامعة جوبا واعالي النيل ونرجع من تاني ( نتدّارس ) سوا
انا وانتِ وميري وجون ..
لكن طالما باقان اموم ومن لفّ لفه ( حيّين ) صدقيني حيكون ( فراق الطريفي لجملو )
لملمي بواقي دمعاتك وامسكي ليك قلم شيني واكتبي علي اقرب حيطة :
هـذا هو قبر المرحومة جامعة جــوبا
نسألكــم ( الدعاء ) ..

[ود الضو]

ولمـَّا انفصل الجنوب :
كان هو قد خرج من ( السجن ) حديثاً بتهمة ( أكل حق الغير ) وبعض تـُهَم أخريات ..
خرج ووجد السودان بلا جنوب ( ودي في حد ذاتها ) بالنسبة ليهو ( مشكلة كبيرة )
ليس بداعي الوطنية والذي منه ( بل ) لامور أخري تخصه ..
بعد كل تلك السنوات التي قضاها في البتاع الاسمو السجن خرج متلهفاً لحاجات كتيرة
( نفسو فيها ) ومن قبل ان يذهب الي بيته كان قد ذهب الي ذلك ( الوَكَر ) الذي كان يحتضنه
سابقاً ومعه رفقاء السهر الصـَّبـَّاحي ( بيت شول ( بالجنوبي ) و كوثر ( بالشمالي ) )
فالشوق قارب ان يفتك به الي ( كم قزازة ) بتاعة عرقي ( بـِكِر ) تحت شعار :
الممطورة مابتبالي من الرَّشْ ..

[ود الضو]

ولمّا انفصل الجنوب :
كانت شول او كوثر من اوائل الذين قد صوَّتوا لـ ( الانفصال )
وهاهي قد جمعت كل اغراضها ورحلت مع الذين رحلوا الي ( دولتهم )
التي تفتقد ( للجـَّاو ) ذلك الخبيث الذي جعل هذا الزبون يقف علي الاطلال
ويندب حظه التعيس جداً ويتحدث مع نفسه :
الجنوبية دي مشت هناك الحيشتري منها منو ( نسبة لغلاء الاسعار )
والدولة طبعا تفتقد للبني التحتية , والجّاو حيكون غالي يعني سعر القزازة
ح يبقي 3 اضعاف سعرها هنا ( برضو دي دراسة اقتصادية ) بس سكْرانة جداً
.. الواحد يمشي اقرب اتصالات ويجُر ليهو سِلِك لواحد من الفِرَد ويسأله عن
مكان آخر ( إختصاصية ) اخري في هذا الشأن ..

[ود الضو]

أتاه الرّد سريعاً من احدهم ( زملاء ) السهر :
جبرة مربع ......... بيت قريب من الخور بتاع تصريف موية الخريف
العملوهو ناس البلدية قريبات دي ..
لحظات وهو في ذلك الحي ولمّا تشابهت عليه البيوت كان لابد ان يسأل
ولكن كيف سيكون شكل السؤال ؟ والهدف من السؤال ؟
باقيلك ناس الشريعة ديل حيمسكوهو ويخبتوه في عز النهار
( رغم انّ الشوارع ) مليانة سكرانين ..
وقف عند أحد الدكاكين وغلبه ان يسأل صاحبه نسبة لِما رآه
من لحية طويلة و ( فلـْقة صلاة ) عند ذلك الرجل الذي ( بينه وبين نفسه حسبه ذو دين )
وقف عند إحدي الركائز من تلك المظلة في شكل مخزن قرب الدكان
حتي يجد له ( مدخلاً ) الي حيث يقصد خاصة وانه قد بدأ يشتم روائح
ما بتغبي عليهو نوهائياً ..

[ود الضو]

ولما الليل خلاص فلـَّلْ , صاحبنا بدأ ييأس من الشغلانية دي
لكن ( النـِّفِيسة ماكااافرة ) , أخذ يطمئن في نفسه ووعدها
بأنه سيصل الي البيت المقصود ..
لحظات ويأتي واحد من ( شباب اليومين ديل )
شورت , فنيلة قصيرة , وشعر مجلجل و ..... الخ ..
علي ظهر
عربية ( مكركبة ) وينبعث منها صوت المسجل
لاغنية غربية للفنانة إزابيلا الواشنطونية ,
نزل الشاب ليأخذ من الدكان مايريد ورجع الي عربيته
ولكنه تفاجأ بانها أبت تشتغل فما كان منه غير ان
يخاطب صاحبنا الذي لم يزل واقفاً عند العامود
وخاطبه : ( ممكن دفـْرة ) يدّك معانا يا ( استااااذ )
وكل الملامح منه لاتشير الي انه ( استاذاً ) ولكن لظروف استرحامية
كان لابد ان يعطيه لقب ( استاذ ) ..

[ود الضو]

يدّك معانا يا استاذ :
الشغلانية دي وقعت للاستاذ في الجرح , وقعد يحسِّب فيها :
ياعمّك تقوم تدفر للود دا عربيته وبي عين قوية تسأله
عن ذلك البيت ( الذي فيه سيظبط مزاجه ) , وكل الملامح
تشير الي ان هذا الصبي ( مقدِّدها ) وقطع شك حيكون عارف
ما اسأل عنه انا من عنوان ,,
ماهي الا لحظات وصاحبنا رفع جلابيته بكل ماتحمل من الوان السجن
ووضع طرفها الفوقاني داخل ( خشمه ) وأخذ يدفر ويدفر
والصبي ( صاحب العربية ) يشجعه ( أديها جرْيه يا استاااذ )
وهو لايعلم انه لولا الشديد القوي لما وجد مساعده من ذلك الذي يناديه بـ يا استاذ
نص ساعة ( دفـِرْ ) وهاهي العربية قد اشتغلت
وبدأ الصبي يشكر في الاستاذ ولكن كل هذا لايريده الاستاذ
دنا صاحبنا من الصبي وهو يلهث وبدون مقدمات سأله :
وين البيت الببيعو فيهو ( العرقي ) في الحتات دي ؟

[ود الضو]

بإندهاشة تامة ردّ الشاب عليه :
اوووك ياخ إنت قديم شديد يا استاذ , ياخي الحاجات دي
انعدمت من هنا مذ ان بدأ الاستفتاء كل البيوتات تلك قد اغلقت ابوابها
وأتي اصحاب تلك البيوت ( المغتربين ) وقاموا بترميمها وتلوينها وتأجيرها
علي أناس آخرين , لكن ماح اقصِّر معاك :
( من دربك دا علي مايو عِدِلْ ) فيها باقي حرابيش يمكن تلقالك كم كأس كدا
المهم تبرِّد بيهم نِفِيستك وبعدّاك ( أقـَع المستورد ) مافي فرِق كبير بينه وبين المحلي
ماتشوف القزازات المزركشة دي ( جلكسات مصانع ساااي ) ..
ولمّا انفصل الجنوب :
وكما يُقال ( مصائب قوم عند قوم فوائد )
فذلك الانفصال كان ( مصائب وطنٍ عند قومٍ فوائد ) حتقول لي كيف طبعاً :
يعني اليوم لمّا الحبشيات يستولن علي سوق ( المُسكرات ) وكل تلك السوائل
المزيلة للكآبة بما في ذلك كل تلك التي تأتي بمزاجاتنا من قهوة حبشية وشاي
وشيشة وبقايا ( مـِهَنْ ) أخري ( دي مش فوائد ) لكن المصيبة وين :
وقعت في الوطــــن الذي يحتضن كل هذه ( الوقائع والفظائع والشنائع )
هي حكاية وطن ( لاوجيع له ) صاروا يُمرجحونه أينما يشاؤون ..
بعد كل تلك الساعات التي قضاها صاحبنا بحثاً عن ذلك المدعو بالعرقي
أخيراً غلبت عنده كفة ( ان يتوب الي الله ) كخيار اول , والدنيا دي مافيها شيئ
وقرر يجرب يعيش في الوطن بعد ما انقسم وهو بكامل وعيه بعد ان
عاش تلك الفترة من عمره يمكن تقول بنصف وعي او بلا وعي ..
اما الخيار الآخر إن لم يستطيع ان يعيش كما قرر فإنه سيكون واحداً
من الذين يتاجرون في الجّاو لما صنعه من علاقات عميقه مابينه وكل
ستات العرقي من دولة الجنوب الحديثة عندما كان هو عندهن :
( زبوناً ملتزماً ) بمواعيده وطريقة دفعه ,
فكيف يمكنه وهنّ نسيان كل تلك السنوات وماتحمله من ذكريات
منها الحلو ومنها المُر ( كشات , ومشاكل , وسجن وهلمجرا ) ..
فعسي ان يكون في الجاو وحدة قادمة جاذبة لكل الاطراف ..

[ود الضو]

ولما انفصل الجنوب :
كثير منا قد بكي حزنا عندما رأينا تلك الخريطة
التي حفظنا رسمها وشكلها كلياً مذ ان كنا في
الامهاد صبيانا ..
بكينا علي هذا القطع الجائر ( للوطن )
اعرف انّ هناك من يقفون صداً منيعاً لؤلئك
الذين يقومون بالقطع الجائر للاشجار
فكيف لايكون هناك واقفاً علي هذا القطع الفجيعة للوطن
ماهي إلاّ تواريخ حزينة ستظل منحوتة جوّانا حتي الرحيل
9 / 7 / 2011 م .. 9 / 1 / 2011 م ..
يا 2011 مالك علينا ؟؟؟

[احمد ابو امنة]

حليل ايام خريطة السودان القديم
مشكور ود الضو
بس خلاص
ماتزيد الوجع

[ود الضو]

حليل ايام خريطة السودان القديم
مشكور ود الضو
بس خلاص
ماتزيد الوجع
----------------------
حباب ابو امنه
الصاح شعرائنا يجيبوا غنوة في شان الخريطة دي ياخ
مشاققة :
زي ماقال شعبولا ( بس خلاص )
اها خلاص آآآالحبيب ..