أبونبيل
10-07-2011, 10:43 AM
كلمة الخليج الاماراتيه
ماذا بعد "جمهورية جنوب السودان"؟
من جوبا وفي جوبا أعلنت ولادة “جمهورية جنوب السودان” . دولة جديدة تنضم إلى قاطرة دول العالم . الإعلان تم بتوافق بين السودانيين، ولو على حساب وحدة البلد . التوافق، سواء كان طوعياً أم قسرياً، جاء بعد حروب طالت، وضحايا كثر، واستنزاف كان لا بد من وضع حد له، ولكن يجيء أيضاً وسط مخاوف من ألا يتوقف التفتيت، تفتيت السودان، عند هذا الحد، في ظل ما يعرفه الجميع عن خرائط جاهزة لمناطق أخرى تشتهي الانفصال و”الاستقلال”، ليس في السودان فقط بل في دول عربية عدة .
دولة جمهورية جنوب السودان قامت بحضور دولي لافت، حضور غربي وحضور عربي . رئيس السودان عمر البشير كان يزور الجنوب باعتباره جزءاً من وطنه، فإذا به يأتي إليه باعتباره دولة أجنبية . الجامعة العربية كانت تأتي إلى الجنوب باعتباره جزءاً من وطن عربي، وها هي تأتي الآن إليه وهو منفصل عن الجسد الأم .
قامت دولة جمهورية جنوب السودان . رُفع علم جديد . تم توقيع دستور جديد بالأحرف الأولى . رفعت أيضاً أعلام كثيرة، لكن اللافت كان إظهار علم “إسرائيل”، ليس على السارية مع أعلام أخرى فقط، بل ثمة من رفعه في المسيرات والاحتفالات الشعبية، ولذلك دلالة بارزة وخشية من المسار الذي ستسلكه سياسات “الجنوب” في المستقبل .
هنا، لابد من القول إن جنوب السودان ما كان له أن يسقط من الخريطة الجغرافية لو عرف الحكم في الخرطوم كيف يتعامل مع الوضع هناك منذ بدايات التمرد، ولو سعى جدياً إلى جعل الوحدة جاذبة، وخياراً وحيداً للجنوبيين وكل السودانيين .
لكن النظام السوداني الحالي وما سبقه من أنظمة اعتمدت المواقف الدينكوشوتية، وليس المواقف العملية وبعيدة الرؤية، اعتقاداً منها أن في يدها الحل والربط، وأن تمرير الانفصال مقابل رفع العقوبات هو أهون الشرين .
الجنوبيون ليسوا وحدهم من يتحمل مسؤولية الانفصال ومن ثم الاستقلال”، أنظمة الشمال ومن بينها نظام البشير ومعه نظام الترابي، مسؤولة بالدرجة الأولى لأنها تعاملت مع قضية الجنوب منذ البداية وكأنها قضية طوع بنانهم وأوامرهم . كما أن النظام المصري السابق بقيادة حسني مبارك هو الآخر شريك في تقسيم السودان لأنه تعمد تركه نهباً للأطماع الإقليمية والدولية من دون أن يكون لمصر دور في حمايته .
في جوبا، عاصمة “جمهورية جنوب السودان”، أعلن عن مولود جديد، وأنزل علم السودان، السودان الذي تحوّل إلى “دولة جارة” بدلاً من الوطن الأم .
الجنوبيون نالوا “حق تقرير المصير”، و”الاستقلال”، و”الحرية”، وهي شعارات بديلة لانفصال جزء من السودان، وضرب المسمار الأول في مخطط تفتيت هذا البلد، ومحاولات تحويل هذه الخطوة إلى سابقة يعمل من يعمل لنقلها إلى مواقع أخرى في الوطن العربي .
للجنوبيين السودانيين دولتهم، ماذا بعد؟ الآن بعد فرقة من انفصلوا، ماذا سيكون عليه حال المناطق الحدودية المتنازع عليها؟ ماذا عن النفط الذي يحوّله الغرب من نعمة إلى نقمة؟ ماذا عن الأمن القومي العربي، إن سلك “الجنوب” سياسات مناهضة للسودان وللعرب، في ظل المخاوف المشروعة في هذا الشأن؟
كثيرة هي القضايا/ المشكلات العالقة، وليست أبيي إلا إحداها . هل سيتمكن المنفصلون عن بعضهم بعضاً من حلّها حوارياً وسلمياً؟
حفظ الله السودان من انفصالات أخرى، ومن حروب أخرى، بعد مراسم دفن الوحدة، ودفن الكثير من الأرقام التي كان يجسدها هذا البلد، مساحة وسكاناً وحدوداً .
ماذا بعد "جمهورية جنوب السودان"؟
من جوبا وفي جوبا أعلنت ولادة “جمهورية جنوب السودان” . دولة جديدة تنضم إلى قاطرة دول العالم . الإعلان تم بتوافق بين السودانيين، ولو على حساب وحدة البلد . التوافق، سواء كان طوعياً أم قسرياً، جاء بعد حروب طالت، وضحايا كثر، واستنزاف كان لا بد من وضع حد له، ولكن يجيء أيضاً وسط مخاوف من ألا يتوقف التفتيت، تفتيت السودان، عند هذا الحد، في ظل ما يعرفه الجميع عن خرائط جاهزة لمناطق أخرى تشتهي الانفصال و”الاستقلال”، ليس في السودان فقط بل في دول عربية عدة .
دولة جمهورية جنوب السودان قامت بحضور دولي لافت، حضور غربي وحضور عربي . رئيس السودان عمر البشير كان يزور الجنوب باعتباره جزءاً من وطنه، فإذا به يأتي إليه باعتباره دولة أجنبية . الجامعة العربية كانت تأتي إلى الجنوب باعتباره جزءاً من وطن عربي، وها هي تأتي الآن إليه وهو منفصل عن الجسد الأم .
قامت دولة جمهورية جنوب السودان . رُفع علم جديد . تم توقيع دستور جديد بالأحرف الأولى . رفعت أيضاً أعلام كثيرة، لكن اللافت كان إظهار علم “إسرائيل”، ليس على السارية مع أعلام أخرى فقط، بل ثمة من رفعه في المسيرات والاحتفالات الشعبية، ولذلك دلالة بارزة وخشية من المسار الذي ستسلكه سياسات “الجنوب” في المستقبل .
هنا، لابد من القول إن جنوب السودان ما كان له أن يسقط من الخريطة الجغرافية لو عرف الحكم في الخرطوم كيف يتعامل مع الوضع هناك منذ بدايات التمرد، ولو سعى جدياً إلى جعل الوحدة جاذبة، وخياراً وحيداً للجنوبيين وكل السودانيين .
لكن النظام السوداني الحالي وما سبقه من أنظمة اعتمدت المواقف الدينكوشوتية، وليس المواقف العملية وبعيدة الرؤية، اعتقاداً منها أن في يدها الحل والربط، وأن تمرير الانفصال مقابل رفع العقوبات هو أهون الشرين .
الجنوبيون ليسوا وحدهم من يتحمل مسؤولية الانفصال ومن ثم الاستقلال”، أنظمة الشمال ومن بينها نظام البشير ومعه نظام الترابي، مسؤولة بالدرجة الأولى لأنها تعاملت مع قضية الجنوب منذ البداية وكأنها قضية طوع بنانهم وأوامرهم . كما أن النظام المصري السابق بقيادة حسني مبارك هو الآخر شريك في تقسيم السودان لأنه تعمد تركه نهباً للأطماع الإقليمية والدولية من دون أن يكون لمصر دور في حمايته .
في جوبا، عاصمة “جمهورية جنوب السودان”، أعلن عن مولود جديد، وأنزل علم السودان، السودان الذي تحوّل إلى “دولة جارة” بدلاً من الوطن الأم .
الجنوبيون نالوا “حق تقرير المصير”، و”الاستقلال”، و”الحرية”، وهي شعارات بديلة لانفصال جزء من السودان، وضرب المسمار الأول في مخطط تفتيت هذا البلد، ومحاولات تحويل هذه الخطوة إلى سابقة يعمل من يعمل لنقلها إلى مواقع أخرى في الوطن العربي .
للجنوبيين السودانيين دولتهم، ماذا بعد؟ الآن بعد فرقة من انفصلوا، ماذا سيكون عليه حال المناطق الحدودية المتنازع عليها؟ ماذا عن النفط الذي يحوّله الغرب من نعمة إلى نقمة؟ ماذا عن الأمن القومي العربي، إن سلك “الجنوب” سياسات مناهضة للسودان وللعرب، في ظل المخاوف المشروعة في هذا الشأن؟
كثيرة هي القضايا/ المشكلات العالقة، وليست أبيي إلا إحداها . هل سيتمكن المنفصلون عن بعضهم بعضاً من حلّها حوارياً وسلمياً؟
حفظ الله السودان من انفصالات أخرى، ومن حروب أخرى، بعد مراسم دفن الوحدة، ودفن الكثير من الأرقام التي كان يجسدها هذا البلد، مساحة وسكاناً وحدوداً .