بابكر
08-02-2005, 09:11 PM
احذروا الزنا --------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد :
فلقد حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الزنا وبين قبحه وفساده وحذر العباد من الوقوع فيه ، ولشناعته فإن الله تعالى لم ينه عن الوقوع فيه فحسب بن نهى عن القرب منه فقال عز من قائل : ( و لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) .
و الزنا يعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك و القتل، وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمة موبقة تنفر منها الطبائع السليمة ، وهو فساد لا تقف جرائمه عند حد ولا تنتهي آثاره ونتائجه إلى غاية ، وهو ظلال في الدين وفساد في الأخلاق وانتهاك للحرمات والأعراض والاستهتار بالشرف و المروءة وداعية للبغضاء و العداء .
قال أحد العارفين :
الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطأطئ الرؤوس العالية ، ويسود الوجوه البيض ويخرس الألسنة البليغة ، ويهوي بأطول الناس أعناقاً و أسماهم مقاماً وأعرقهم عزاً إلى هاوية من الذل والازدراء و الحقارة ليس لها من قرار. وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما اتسع ، وهو لطخة سوداء إذا لحقت أسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سواداً حالكاً ، وهو العار الذي يطول عمره طويلاً ، فقاتله الله من ذنب و قاتل فاعليه .
وقال آخر :
إن الزاني يحط نفسه من سماء الفضيلة إلى حضيض الرذيلة ويصبح بمكان من غضب الله ومقته ويكون عند الخلق ممقوتا ،ً وفي دنياه مهين الجانب عديم الشرف منحط الكرامة ساقط العدالة ، تبعد عنه الخاصة من ذوي المروءة و الكرامة و الشرف مخافة أن يعديهم ويلوثهم بجربه ، ولا تقبل روايته ولا تسمع شهادته ، ولا يرغب في مجاورته ولا مصادقته .
عقوبة الزنا :
وهي إقامة الحد على الزاني و الزانية إذا كانا محصنين وذلك بقتلهما رجماً بالحجارة حتى يموتا لكي يجدا الألم في جميع أجزاء الجسم كما تلذذا بجسديهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) وان كانا غير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد ردعاً لهما عن المعاودة للاستمتاع بالحرام ، إضافة إلى فضحهما بين الناس و التشهير بهما .
وإذا أفلت الزناه من عقوبة الدنيا ولم يتوبوا فلهم في الآخرة عذاب أليم فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني الليلة آتيان وإنهما إبتعثاني وإنهما قالا لي : انطلق ..... فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار ، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها ، وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هؤلاء ؟ قالا لي : هؤلاء هم الزناة و الزواني ، وجاء في الحديث أيضاً أن من زنى بإمرأه كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة ".
وهذا فقط عذاب القبر أما في الآخرة فإن عذابهم شديد فهم يعذبون بوادي أثاما وهو وادٍ من أودية جهنم الكبرى نعوذ بالله منه .
قال تعالى ( و الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولايزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في مهاناً ) .
فالزاني يشارك المشرك و القاتل نفس العذاب و العياذ بالله ، فهل يليق بعاقل بعد ذلك أن يعرض نفسه لمثل هذا العذاب من أجل شهوة عابرة تذهب لذتها سريعاً ويبقى عذابها طويلاً . فيا من خان الأعراض وتعدى عليها وابتغى الفساد في الأرض إن الغيرة من شيم الرجال ومن أخلاق النبلاء ومن شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين فأين الغيرة ممن يتعدى على أعراض الناس ، ...كم أفسدت بين امرأة وزوجها وكم جعلت بنتاً حبيسة الجدران في بيتها بعد أن ذبحت عفتها وضيعت شرفها وشرف أهلها ، وأسأت الى سمعتها وسمعة أهلها ، أينك من الغيرة على محارمك فالذي يتعدى على محارم الناس لا يغار على محارمه ، لأنهن قد يبتلين بمن يتعدى عليهن عقوبة له ، وكما قيل : " كما تدين تدان ".
ثم إني أسألك بالله ، هل ترضى الزنا لأمك ؟ أو أن يتحدث معها أحد ويداعب مشاعرها ، فإن كنت ترضاه فأنت و العياذ بالله ديوث ، وما أظنك ترضاه ، وإن كنت لا ترضاه لأمك فإن الناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم ، وإن كنت لا ترضاه لأختك أو ابنتك أو عمتك أو خالتك فالناس كذلك لا يرضونه لأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم ، فهل عرضك حرام على الناس وأعراض الناس حلال لك ، أما ترحم أمك و أخواتك أن يصبن بمثل ما أصبت من محارم الناس ، أما ترحم ابنتك وزوجتك أن يفعل بها ما فعلت أنت ببنات الناس .
يا قاطعاً سبل الرجال وهاتـكـــــــــــــاً
سبل المودة عشت غير مكـــــــــــرم
من يزني في قومٍ بألفي درهــــــــــم
في أهله يزنى بغير الدرهـــــــــــــــم
إن الزنا دين إذا استقرضتــــــــــــــه
كان الوفاء من أهل بيتك فأعلـــــــــم
لو كنت حراً من سلالة ماجــــــــــــد
ما كنت هاتكاً لحرمة مسـلـــــــــــــــم
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
و الله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد :
فلقد حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الزنا وبين قبحه وفساده وحذر العباد من الوقوع فيه ، ولشناعته فإن الله تعالى لم ينه عن الوقوع فيه فحسب بن نهى عن القرب منه فقال عز من قائل : ( و لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) .
و الزنا يعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك و القتل، وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمة موبقة تنفر منها الطبائع السليمة ، وهو فساد لا تقف جرائمه عند حد ولا تنتهي آثاره ونتائجه إلى غاية ، وهو ظلال في الدين وفساد في الأخلاق وانتهاك للحرمات والأعراض والاستهتار بالشرف و المروءة وداعية للبغضاء و العداء .
قال أحد العارفين :
الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطأطئ الرؤوس العالية ، ويسود الوجوه البيض ويخرس الألسنة البليغة ، ويهوي بأطول الناس أعناقاً و أسماهم مقاماً وأعرقهم عزاً إلى هاوية من الذل والازدراء و الحقارة ليس لها من قرار. وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما اتسع ، وهو لطخة سوداء إذا لحقت أسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سواداً حالكاً ، وهو العار الذي يطول عمره طويلاً ، فقاتله الله من ذنب و قاتل فاعليه .
وقال آخر :
إن الزاني يحط نفسه من سماء الفضيلة إلى حضيض الرذيلة ويصبح بمكان من غضب الله ومقته ويكون عند الخلق ممقوتا ،ً وفي دنياه مهين الجانب عديم الشرف منحط الكرامة ساقط العدالة ، تبعد عنه الخاصة من ذوي المروءة و الكرامة و الشرف مخافة أن يعديهم ويلوثهم بجربه ، ولا تقبل روايته ولا تسمع شهادته ، ولا يرغب في مجاورته ولا مصادقته .
عقوبة الزنا :
وهي إقامة الحد على الزاني و الزانية إذا كانا محصنين وذلك بقتلهما رجماً بالحجارة حتى يموتا لكي يجدا الألم في جميع أجزاء الجسم كما تلذذا بجسديهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) وان كانا غير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد ردعاً لهما عن المعاودة للاستمتاع بالحرام ، إضافة إلى فضحهما بين الناس و التشهير بهما .
وإذا أفلت الزناه من عقوبة الدنيا ولم يتوبوا فلهم في الآخرة عذاب أليم فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني الليلة آتيان وإنهما إبتعثاني وإنهما قالا لي : انطلق ..... فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار ، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها ، وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هؤلاء ؟ قالا لي : هؤلاء هم الزناة و الزواني ، وجاء في الحديث أيضاً أن من زنى بإمرأه كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة ".
وهذا فقط عذاب القبر أما في الآخرة فإن عذابهم شديد فهم يعذبون بوادي أثاما وهو وادٍ من أودية جهنم الكبرى نعوذ بالله منه .
قال تعالى ( و الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولايزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في مهاناً ) .
فالزاني يشارك المشرك و القاتل نفس العذاب و العياذ بالله ، فهل يليق بعاقل بعد ذلك أن يعرض نفسه لمثل هذا العذاب من أجل شهوة عابرة تذهب لذتها سريعاً ويبقى عذابها طويلاً . فيا من خان الأعراض وتعدى عليها وابتغى الفساد في الأرض إن الغيرة من شيم الرجال ومن أخلاق النبلاء ومن شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين فأين الغيرة ممن يتعدى على أعراض الناس ، ...كم أفسدت بين امرأة وزوجها وكم جعلت بنتاً حبيسة الجدران في بيتها بعد أن ذبحت عفتها وضيعت شرفها وشرف أهلها ، وأسأت الى سمعتها وسمعة أهلها ، أينك من الغيرة على محارمك فالذي يتعدى على محارم الناس لا يغار على محارمه ، لأنهن قد يبتلين بمن يتعدى عليهن عقوبة له ، وكما قيل : " كما تدين تدان ".
ثم إني أسألك بالله ، هل ترضى الزنا لأمك ؟ أو أن يتحدث معها أحد ويداعب مشاعرها ، فإن كنت ترضاه فأنت و العياذ بالله ديوث ، وما أظنك ترضاه ، وإن كنت لا ترضاه لأمك فإن الناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم ، وإن كنت لا ترضاه لأختك أو ابنتك أو عمتك أو خالتك فالناس كذلك لا يرضونه لأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم ، فهل عرضك حرام على الناس وأعراض الناس حلال لك ، أما ترحم أمك و أخواتك أن يصبن بمثل ما أصبت من محارم الناس ، أما ترحم ابنتك وزوجتك أن يفعل بها ما فعلت أنت ببنات الناس .
يا قاطعاً سبل الرجال وهاتـكـــــــــــــاً
سبل المودة عشت غير مكـــــــــــرم
من يزني في قومٍ بألفي درهــــــــــم
في أهله يزنى بغير الدرهـــــــــــــــم
إن الزنا دين إذا استقرضتــــــــــــــه
كان الوفاء من أهل بيتك فأعلـــــــــم
لو كنت حراً من سلالة ماجــــــــــــد
ما كنت هاتكاً لحرمة مسـلـــــــــــــــم
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
و الله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين