ود الضو
23-06-2011, 06:17 AM
وَجد نفسه واحداً من أهل الدنيا والوقت صُبْحاً غير بهيج .. أولي كلماته كانت ( صَرْخه ) في وجه هذا الزمن الفجيعه .. وحينما صار يَرَي كبقية البشر كم كانت تتوق نفسه ليري ملامح ( أمه ) وذاك الشريك ( أباهـ ) .. لا يعرف كيف يبتسم , ويلهو , ويمرح , كبقية اطفال العالم , ليس قصداً بل هو القدَر أراد له ان يأتي هكذا .. حينما نادي المؤذن ذات صُبحٍ ( حيَّ علي الصلاة حيَّ علي الفلاح ) .. دوَّن التاريخ قدُوم ( أيمن ) والمهدُ كان ( كَرْتونه ) باليه وبها شيئ من الَّلا رحمة .. جاء نتيجة غلـْطة لعب فيها الشيطان دوره بإتقان .. لم تجد له تلك التي حملته في أحشاءها طيلة تلك الشهور ( مأوي ) بينهم .. وقرَّرت أن تلقيه علي قارعة الطريق قرب ذلك المسجد الذي يأتيه ( أهل الرّحمه ) حتماً هي تدرك ( ماهو جزاءها ) يوم تؤْتي كتابها .. ولكن الخوف ( الاجتماعي ) كانت كفـَّته الارجح وكانت النهاية .. لم تجد وقتاً لتسقيه جُرْعةً من حليبها كـ ( أم ) .. ولم تلتفت الي فصول الفِطام والرعاية والحنان الاموي الزاخر .. كل همّها وقتها متي يخرج هذا ( المسكين ) من أحشاءها لتزيح عنها ذلك العبء الذي لازمها شهوراً عدَدا .. فـ ( أيمن ) وبقية الذين أتوا الي الدنيا بنفس هذه الغلطة وَجدوا أنفسهم ذات ( عُمُرْ ) داخل جدران تتشابه مكوناتها تسمي ( دُور رعاية للاطفال مجهولي النـَّسَبْ) .. ووجوه باتوا يرَونها كل ساعه .. أيمن وجد نفسه ( أيمن ) بفعل ( فاعلون ) هكذا أسموهـ بتلك الحروف الاربعه أهل تلك ( الدَّار ) .. لم ينَلْ من طفولته تلك الاَّ الاسم فقط بأنه ( طفل ) ينتمي لهذا العالَم ( الخراب ) تحت مسميات أخري عميقة المعاني وصعبة الوَقـْع .. كان يملك سريراً فـُصِّلَ علي قدْر عُمره يتمدّدُ فيه كيف يشاء ( كما قالوا ) وحّاسته ( الطفوليه ) تفتقد الي ( الكشكوش ) والمصّاصة والحفاضات وتلك السوائل للتنظيف .. تفتقد لكثير من مذاقات وطعم الحلوي والشيكولا .. تفتقد للحضن الملاز الذي لايتوفر الاَّ عند تلك الـ ( أم ) التي لاتعرف غير إشباع الرّغبه ورمِي النتاج حيث أرادت .. أيمن كان يتمني ان اوّل مايتعلّمه من الكلام ( يمّه ويابا ) .. كان يتمني وهو يتقلَّبُ علي فراشه أن يجد إخوته علي جانبيه وهم يحملون الكشاكيش ليُخرِجون منه ( ضحكه ) .. كان يفتقد لـ ( بُوسه ) صادقه علي خدّيه من والده .. أيمن براءةُُ مفتقده .. يريد أن يحبُو ليذهب بعيداً عن هذا العالَم الذي لايرحم .. يريد أرضاً تعرف الاحتضان المستطاب .. يريد من يُمسك علي يديه حين يُريد أن يقف علي أطراف عنقريب او سَرير .. ايمن يُريد رعاية كبقية أطفال العالَم .. نعم ياطفلي هناك حليب ولكن شتـَّان مابينه وذاك الآخر من ثدي أمِّك .. أيمن يُريد يداً تداعبه وتربت علي شعره الذي يحمل لوناً كسواد تلك الليلة التي خرج فيها علي الدنيا .. يُريد أن ينام علي حِجْر أمّه وحين يصحو كمْ يرغب في سماع تلك العبارات التي تخص الاطفال .. وحين يكبر ايمن ويصل مرحلة الخروج من تلك الدّار للرعاية تنتظره أسأله كثيرة تريد الاجابة .. تنتظره نظرات من مجتمع بأكمله .. تنتظره عدَّة أسامي لتـُنسب اليه .. فهل يستطيع أيمن معايشة كل هذا وأكثر .. كيف لأيمن أن يجدَ أسره تجعله واحداً منها .. وماذا يكتب بعد أسمه حين يُطْلبُ منه إن ساقته خطاه الي المدرسه وفي نفسه رسم مستقبل أخضر ( إسمك رُباعي ) .. كيف يتنفس ويُمارس بقية حريّاته إن سَمِع منادٍ يرمي عليه إسماً من تلك التي تقتل لحظياً .. أسئله كثيرة ومحطات أزقتها مظلمه تنتظر ذلك المسكين .. كم مرَّة في اليوم يتقطََّع القلب والواحد منـّا يري أطفال ابرياء كـ ايمن لاذنب لهم غير انهم أتوا هكذا .. هي إرادة الله .. القارئ الكريم إن ساقتك خطاك يوماً الي دار تدعي ( المايقوما ) أجعل نفسك ( أباً ) لأيمن ولكل الذين داخلها .. أمنحهم قليلاً من الحضن الابوي .. ازرع فيهم الابتسامه .. علِّمهم كيف يضحكون في وجه هذا الزمن الفجيعه .. أرسم وأصنع لهم أرنب وبقرة وحصان .. أفترش لهم جسداً يطلعون عليه ليلعبون .. أخبرهم عن المستقبل الآتي فهم يفهمون لغات المداعبه بكل براءة طفولية ..
قبل أن أغادر :
دار المايقوما ( صرخات ) تشق صمت هذا العالَم القبيح .. (ودموع سُخني ) تسقطُ لِتغسل نجاسة هذه الارض الخراب .. أرواح هناك وأجساد منهكة وهي لم تزل في المهد صبيه .. الفؤاد يصبح فارغاً والقلب لايمسكه الرِّباط .. أينما ولَّيت شطرك لاتسمع غير ( الصَّرْخه ) من أفواهـ مازال يكسوها اللحم دون عظام .. يجعلونك تبكي بحرقه وأياديهم ممتدة نحوك .. وشارات سهلة الترجمه ( أن أحتضني ) , أحملني بين زراعيك , أخرجني من حيث أنا , أريد أماً وأباً وإخوة .. أريد أن الهو والعب بين أقراني داخل ( حي او فريق ) .. اللهم ألطف بهم وتولّهم برحمتك .. اللهم أنِرْ لهم طريقهم وامنحهم حياة كريمة ومستقبل زاهر .. اللهم أحفظنا وسائر المسلمين ..
قبل أن أغادر :
دار المايقوما ( صرخات ) تشق صمت هذا العالَم القبيح .. (ودموع سُخني ) تسقطُ لِتغسل نجاسة هذه الارض الخراب .. أرواح هناك وأجساد منهكة وهي لم تزل في المهد صبيه .. الفؤاد يصبح فارغاً والقلب لايمسكه الرِّباط .. أينما ولَّيت شطرك لاتسمع غير ( الصَّرْخه ) من أفواهـ مازال يكسوها اللحم دون عظام .. يجعلونك تبكي بحرقه وأياديهم ممتدة نحوك .. وشارات سهلة الترجمه ( أن أحتضني ) , أحملني بين زراعيك , أخرجني من حيث أنا , أريد أماً وأباً وإخوة .. أريد أن الهو والعب بين أقراني داخل ( حي او فريق ) .. اللهم ألطف بهم وتولّهم برحمتك .. اللهم أنِرْ لهم طريقهم وامنحهم حياة كريمة ومستقبل زاهر .. اللهم أحفظنا وسائر المسلمين ..