خالد عباس (أبوعمرو)
09-06-2011, 01:07 AM
الجملة الشائعة التي يستهل بها الناس حواراتهم اليوم، وربما يختتمون بها حواراتهم أيضًا، هي: "ما عنوان صفحتك على الـ"فيسبوك"؟" وكلمة "عنوان" تدل على أن "فيسبوك" أصبح وطنًا للهجرة الجماعية. فمعشر "الفيسبوكيين" المهاجرين وجدوا لأنفسهم وطنًا يعيشون فيه بحرية، يختارون فيه دول الجوار كما يريدون؛ وطنًا ينعم بالتعددية الثقافية واللغوية والعرقية، سماواته مكشوفة وحدوده تتسع يومًا بعد يوم.
المثير للعجب هو أنه في مرحلة الربيع العربي عرف الـ"فيسبوك" صفحات خاصة بالمؤسسات والهيئات الحكومية والعسكرية التي أرادت أن تذهب إلى حيث ذهب الشعب، مثل صفحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية ودار الإفتاء وغيرها في مصر. فهل يعني هذا أنه أصبحت لدينا دول افتراضية تتكون من سكان افتراضيين؟ وهل أصبح الـ"فيسبوك" دولة داخل كل الدول؟
تشير دراسة حديثة إلى أن حجم النشاط الذي يتم على صفحتك في الـ"فيسبوك"، من خلال أصدقائك، يعكس أهميتك وقيمتك الحقيقية داخل هذه الدولة الإلكترونية، كما أن وجودك كإنسان صار ضبابيًا وغير موثَّق خارج العالم الإلكتروني. وبمعايير الـ"فيسبوك"؛ إن لم يعلِّق أحد على مساهماتك ويتفاعل معها، فأنت إذن كائن هامشي، غير مرئي، بلا بطاقة هوية. يؤكد هذا مثلاً اهتمام الإعلام بأعداد المعجبين بصفحات الرياضيين والفنانين والإعلاميين والمشهورين على الـ"فيسبوك" والذي يتم فقط بتقييم الشخص من خلال الآخرين لا من خلال الشخص نفسه.
مستخدمو الـ"فيسبوك" يضيفون هذا الشخص أو ذاك بناءً على عدد أصدقائه والمشتركين في صفحته؛ فكلما كان الرقم كبيرًا، كان ذلك دليلاً على أنه شخصية مهمة، نتسابق لاكتساب صداقته وإضافته إلى الحائط الإلكتروني ليصبح بروازًا أو علامة بين بقية الأصدقاء! أعرف شخصيًا عددًا ممن يصنِّفهم الـ"فيسبوك" كأصدقاء، مع أن علاقتي معهم لا تتجاوز المنبر الافتراضي، لأنني لم أرهم أبدًا في حياتي.
وهناك من تضم قوائمهم ثلاثة آلاف صديق لا يعرفون منهم حقًا سوى العشرات. في الأمثال الشعبية نقول: "الطيور على أشكالها تقع"، فيما معناه أن أصدقاءك انعكاس لك. فكيف يكون ثلاثة آلاف شخص انعكاسًا لشخص واحد، ولقيمه ومبادئه؟! فهل فكرت أن تفتح صفحاتك في كتاب الوجود الإلكتروني لكي تعدم من لا تريد من أصدقاء أو زوار الغفلة؛ هؤلاء الذين لا تتوافق أفكارهم معك، ومن يسيئون أكثر مما يضيفون إليك؟ أنا فعلاً أفعل هذا، فماذا تفعل أنت؟
600 مليون مستخدم هو عدد مشتركي الـ"فيسبوك" حول العالم، أي أنه أصبح ثالث أكبر دولة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، وعدد مستخدميه العرب فقط يصل إلى أكثر من 20 مليونًا. وما نستنتجه من هذا هو أن كل من لم يكن له انتماء، قد جعل الـ"فيسبوك" وطنه وانتماءه وصوته الذي ينادي به على أصدقاء قلة منهم يعرفونه ويحبونه، ومعظمهم لن يسمعوه أبدًا .
موقع ....edara.com]
المثير للعجب هو أنه في مرحلة الربيع العربي عرف الـ"فيسبوك" صفحات خاصة بالمؤسسات والهيئات الحكومية والعسكرية التي أرادت أن تذهب إلى حيث ذهب الشعب، مثل صفحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية ودار الإفتاء وغيرها في مصر. فهل يعني هذا أنه أصبحت لدينا دول افتراضية تتكون من سكان افتراضيين؟ وهل أصبح الـ"فيسبوك" دولة داخل كل الدول؟
تشير دراسة حديثة إلى أن حجم النشاط الذي يتم على صفحتك في الـ"فيسبوك"، من خلال أصدقائك، يعكس أهميتك وقيمتك الحقيقية داخل هذه الدولة الإلكترونية، كما أن وجودك كإنسان صار ضبابيًا وغير موثَّق خارج العالم الإلكتروني. وبمعايير الـ"فيسبوك"؛ إن لم يعلِّق أحد على مساهماتك ويتفاعل معها، فأنت إذن كائن هامشي، غير مرئي، بلا بطاقة هوية. يؤكد هذا مثلاً اهتمام الإعلام بأعداد المعجبين بصفحات الرياضيين والفنانين والإعلاميين والمشهورين على الـ"فيسبوك" والذي يتم فقط بتقييم الشخص من خلال الآخرين لا من خلال الشخص نفسه.
مستخدمو الـ"فيسبوك" يضيفون هذا الشخص أو ذاك بناءً على عدد أصدقائه والمشتركين في صفحته؛ فكلما كان الرقم كبيرًا، كان ذلك دليلاً على أنه شخصية مهمة، نتسابق لاكتساب صداقته وإضافته إلى الحائط الإلكتروني ليصبح بروازًا أو علامة بين بقية الأصدقاء! أعرف شخصيًا عددًا ممن يصنِّفهم الـ"فيسبوك" كأصدقاء، مع أن علاقتي معهم لا تتجاوز المنبر الافتراضي، لأنني لم أرهم أبدًا في حياتي.
وهناك من تضم قوائمهم ثلاثة آلاف صديق لا يعرفون منهم حقًا سوى العشرات. في الأمثال الشعبية نقول: "الطيور على أشكالها تقع"، فيما معناه أن أصدقاءك انعكاس لك. فكيف يكون ثلاثة آلاف شخص انعكاسًا لشخص واحد، ولقيمه ومبادئه؟! فهل فكرت أن تفتح صفحاتك في كتاب الوجود الإلكتروني لكي تعدم من لا تريد من أصدقاء أو زوار الغفلة؛ هؤلاء الذين لا تتوافق أفكارهم معك، ومن يسيئون أكثر مما يضيفون إليك؟ أنا فعلاً أفعل هذا، فماذا تفعل أنت؟
600 مليون مستخدم هو عدد مشتركي الـ"فيسبوك" حول العالم، أي أنه أصبح ثالث أكبر دولة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، وعدد مستخدميه العرب فقط يصل إلى أكثر من 20 مليونًا. وما نستنتجه من هذا هو أن كل من لم يكن له انتماء، قد جعل الـ"فيسبوك" وطنه وانتماءه وصوته الذي ينادي به على أصدقاء قلة منهم يعرفونه ويحبونه، ومعظمهم لن يسمعوه أبدًا .
موقع ....edara.com]