المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منارات في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلّم



al zeer
06-02-2005, 04:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائى من منا لا يعرف سيرة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن هل نعرف العبر منها هل نعرف دلالة كل أمر أو موقف مر به الرسول عليه الصلاة والسلام
هزه مقتطفات من فقه السيرة النبوية للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ,استمتعت كثيرا واستفدت أكثر

في كل حادثة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف الكاتب يفسر لنا ويبين لنا حكمة الله سبحانه وتعالى
فأحببت إخوتي أن تشاركوني الفائدة وهذه أولى العبر التي سنقف عليها:
لماذا نشأ رسول الله يتيماً؟؟؟
لقد كان في اختيار الله عزوجل لنبيه هذه النشأة حكم باهرة لعل من أهمها:
ألا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في قلوب الناس أو إيهامهم بأن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما رضع لبان دعوته ورسالته التي برز بها إلى الناس بارشاد و توجيه من أبيه وأمه وجده, ولم لا وإن جده عبد المطلب كان صدراً في قومه فلقد كانت إليه رفادة البيت وسقايته وكان أبوه عبد الله واسطة العقد بين إخوته ولعله كان مشبعا بمشاعر صدارته وسموه بين قومه ومن الطبيعي أن يربي الأب ابنه أو الجد حفيده على ما يحفظ لديه مثل هذا الميراث.
نقول : لقد شاء الله أن لا يكون للمبطلين سبيل إلى عقول الناس يمثل هذه الأوهام والريب. فهيأ لذلك عوامله وأسبابه :نشأ بعيداً عن تربية أبيه و أمه وجده وحتى عن أسرته كلها ولما توفي جده وانتقل المصطفى إلى كفالة عمه أبي طالب الذي امتدت حياته إلى ما قبل الهجرة بثلاث سنوات كان من تتمة هذه الحكمة أن يبقى عمه مشركاً وأن يرفض الإسلام كلما عرض الرسول عليه ذلك فإن أحداً لا يستطيع أن يوهم أو يتوهم أن لعمه هذا مدخلاً في دعوته وأن المسألة إذاً لا تعدو أن تكون مسألة زعامة ووجاهة ومنصب
وهكذا أراد الله عزوجل أن ينشأ رسول الله يتيماً تتولاه عناية الله وحدها بعيداً عن الذراع التي تمعن في تدليله والمال الذي يزيد في تنعيمه كي لا تميل به نفسه ( بالاضافة إلى ما قلناه) إلى مجد المال والجاه وحتى لا يتأثر بما حوله من مظاهر الصدارة والزعامة , فتلتبس على الناس قداسة النبوة بجاه المال وحتى لا يظنوه يصطنع الأول ابتغاء الوصول إلى الثاني....
والسلام عليكم

أبوبكرحامد
06-02-2005, 04:21 AM
تشكر الأخ الزير على هذه النفحات النبوية ، وليتك تمتعنا ببقية المواقف.

مع مودتى

ود الماذون

aborawan
06-02-2005, 04:52 AM
تشكر الأخ الزير على هذه النفحات النبوية ، ومنتتظرين بقية المواقف.

نيازى كشك
06-02-2005, 10:46 AM
اللهم صلى على سيدنا محمد
وبارك اللة فيك

بابكر
06-02-2005, 08:20 PM
كاتب الرسالة الأصلية نيازى كشك
اللهم صلى على سيدنا محمد
وبارك اللة فيك

بابكر

بابكر
06-02-2005, 08:21 PM
اللهم صلى على سيدنا محمد
وبارك اللة فيك [/B]

بابكر

امير عبدالباقي
06-02-2005, 09:07 PM
مشكور علي المعلومه الجميله

al zeer
06-02-2005, 10:56 PM
لماذا المستضعفون هم أوائل الذين دخلوا في الإسلام وأسرع الناس إليه؟؟؟


إن كلاً من فئة الفقراء والمستضعفين والفئات الأخرى من الأخرى من أولي الزعامة والغنى يشتركون في يقينهم بأن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق فيما أخبر به, محق فيما دعا إليه.....
إلا أن أولي الزعامة والوجاهة في مجتمعهم يرون في اتباعهم لهذا الحق وانصياعهم له ما يكسر شوكتهم ويهدد زعامتهم ويقضي على كثير من مصالحهم...
أما الفقراء والضعفاء فليس لهم من الزعامة ومصالح الرياسة ما يحول بينهم وبين الاستجابة لهذا الحق الذي أمنوا به بل إن فيه من مبادئ العدالة والدعوة إلى المساواة ما يشرح صدورهم لقبوله واعتناقه
من أجل هذا كان جل أتباع الأنبياء و الرسل السابقين من هذه الفئة ذاتها بينما كان الذين يناصبوهم العداء أولو الزعامة والثروة والطغيان
وإياك أن تتوهم أن دخول هؤلاء المستضعفين في الدين إنما كان رغبة في البحث عن مصالحهم الشخصية المتمثلة في التحرر من سلطان الطغاة والمستعبدين فإن هذا خيال باطل يخالف الواقع
إن الإيمان بالله وحده والتصديق بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كان قدراً مشتركاً بين الزعماء والضعفاء غير أن الفريق الأول وجد أمامه ما عاقه عن الخضوع للحق والاعتراف به على حين لم يجد الفريق الثاني هذا العائق فخضع لما أمن به قلبه وسار على النهج الذي استيقنه عقله..
والســـــــــــلام عليكم

al zeer
07-02-2005, 09:45 PM
العبرة الثانية هي
اقبال النبي عليه الصلاة والسلام على رعي الأغنام:
وفيها ثلاث دلالات:
الأولى : الذوق الرفيع والاحساس الدقيق اللذان جمل الله بهما نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فلقد كان عمه يحوطه بالعناية التامة وكان له في الحنو والشفقة عليه كالأب الشفوق,
ولكنه ما ان انس في نفسه القدرة على الكسب حتى أقبل يكتسب أملاً في أن يرفع بعض ما يمكنه رفعه من مؤونة الإنفاق عن عمه وربما كانت الفائدة التي يجنيها من وراء عمله هذا قليلة غير ذات أهمية بالنسبة لعمه أبي طالب إلا أنه تعبير أخلاقي رفيع على كل حال عن الشكر ثم هو بذل للوسع وشهامة في الطبع وبر في المعاملة

الثانية: وتتعلق بنوع الحياة التي يرتضيها الله تعالى لعباده الصالحين في دار الدنيا لقد كان سهلا على القدرة الالهية أن تهيئ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في صدر حياته من أسباب الرفاهية ووسائل العيش ما يغنيه عن الكدح ورعاية الأغنام سعياً وراء القوت...ولكن الحكمة الالهية اقتضت أن نعلم أن خير مال الإنسان هو ما اكتسبه بكد يمينه ولقاء ما يقدمه من جهد وخدمة لمجتمعه, وشر المال ماأصابه الانسان وهو مستلق على ظهره دون أن يرى أي تعب في سبيله

الثالثة: إن صاحب أي دعوة لن تقوم لدعوته أي قيمة في الناس اذا كان كسبه ورزقه من وراء دعوته وعلى أساس من عطايا الناس وصدقاتهم ولذا فقد كان صاحب الدعوة الاسلامية أحرى الناس كلهم بأن يعتمد في معشيته على جهده الشخصي أوأي مورد شريف
وهذا المعنى وإن لم يكن ( ربما) قد خطر على بال الرسول في هذه الفترة غير أن النهج الذي هيأه الله له ينطوي على هذه الحكمة ويوضح أن الله تعالى قد أراد أن لايكون في شيء من حياة النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ما يعرقل سبيل دعوته أو يؤثر عليها أي تأثير سلبي فيما بعد البعثة
والســــــــــــــــــلام عليكم

al zeer
12-02-2005, 04:57 AM
لماذا لم يعصم الله رسوله وأصحابه من شدائد الإيذاء؟؟؟


لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش إيذاء كبير, من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي عليه الصلاة والسلام وقال:أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله
أما أصحابه رضوان الله عليهم فقد تجرع كل منهم ألواناً من العذاب حتى مات منهم من مات تحت العذاب وعمي من عمي ولم يثنهم ذلك عن دين الله شيئاً ويطول البحث لو ذهبنا نسرد نماذج عن الاذى والعذاب الذي لاقاه كل منهم
فالسؤال الذي يطرحه هذا المشهد من سيرته عليه الصلاة والسلام هو ( لماذا لم يعصم الله رسوله وأصحابه من الأذى) والجواب على هذا السؤال يتكامل مع ملاحظة جوانب متعددة تتعلق بالموضوع:
1-إن العصمة التي أخذ الله على نفسه أن يحوط رسوله بها إنما هي العصمة من القتل أي من أن تغتال الرسالة التي كلف بابلاغها في شخصه وليست تعني حفظه من المكروه ومما قد يتعرض له الدعاة من الإيذاء

2-إن من أهم صفات الإنسان في الدنيا أنه (( مكلف )) أي مطالب من قبل الله بتحمل ما فيه كلفة ومشقة ويستوي في هذا الاصطباغ الرسل والأنبياء وعامة الناس في كل زمان ومكان, ومصدر هذا التكليف الذي فرض الله على الناس أن يصطبغوا ويتصفوا به واقع كونهم عبيداً مملوكين لله عزوجل

3-إن من سنة الله في عباده أنه لا يرقى بهم إلى شيء من غايات النصر والعزة ومقومات السعادة الاجتماعية وحتى الفردية إلا عن طريق تخطي عقبات من الشدائد والابتلاءات فإن صمدوا لها وصبروا محسبين متجملين حقق الله لهم تلك الغايات على أحسن وجه
(( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) أل عمران 143
(( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا, وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) أل عمران 186
وإذا كانت هذه سنة الله في عباده فلن تجد لسنة الله تبديلا حتى مع أنبيائه وأصفيائه وبوسعك أن تعلم حينئذٍ أن ما يلقاه المسلمون في طريقهم إلى الأهداف التي أمرهم الله بالسعي إليها من المصائب والمحن ليس في حقيقته عقبات وسدود بل هو في الواقع وحقيقة الأمر سلوك في الطريق الطبيعي الذي خطه الله بين المسلم والغاية التي أمره بالسير إليها.

4-بقطع النظر عن كل ماذكرنا وبالإضافة إليه فقد كان عليه الصلاة والسلام من الذوق الرفيع والشعور
الرفيق والرحمة الغامرة بأمته يؤثر أن يضرب بنصيب من كل أصناف المصائب والمحن التي قد يتعرض
لها الدعاة إلى الله من بعده لا أن يتميز عنهم ويستأثر لنفسه من دونهم بالراحة والطمأنينة
أثر أن يكون أسبقهم جميعا إلى الفقر والقلة إذا كانوا سيجدون في طريقهم الفقر, وإلى السخرية والايذاء إذا كانوا سيتعرضون لهما, وللطرد والخروج من الوطن إذا كانوا سيضطرون إلى شيء من ذلك اللهم إلا القتل فهذا ما عصمه الله منه
وبذلك تتخفف المصائب ويهون وقعها على المسلمين من بعده إذ يجدون أنهم يتجرعون من الكأس ذاتها
التي تجرع منها قبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم