المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهوه..الهوي.. الحب..الشغف... الغرام..الهيام.. الود



ساريه
25-05-2011, 12:57 AM
الشهوه..الهوي.. الحب..الشغف... الغرام..الهيام.. الود


الشهوة :

هي ميل النفس الى ما يتلذذ به حسياً او نفسياً، وهو كل شيء ترتاح له النفس سواء كان حسياً مثل النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث، أو نفسياً مثل السلطان والجاه والبغي والظلم والقهر وغيرها. والشهوة يجب ان تكون في محلها اي في كل شيء حلال.

الهوى:

إذا كانت الشهوة في غير محلها تسمى الهوى، كأن تشتهي امرأة لا تحل لك او تشتهي مالا ليس لك. ولم ترد كلمة الهوى ومشتقاتها في القرآن الكريم إلا من باب الذم. وهناك فرق بين ما تشتهيه الأنفس (فقد يكون حلالاً او حراماً) وبين ما تهواه الأنفس (لا بد أن يكون حراماً)

الحب:

هو تعلق القلب بما هو كريم ومطلوب، وتعلق القلب بكل شيء كريم وفيه فخر وليس مذموماً فقد يكون فخراً او مجداً او من مكارم الأخلاق أو من اللذائذ المشروعة. ولقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز صفات الذين يحبهم والذين لا يحبهم. والحب على عكس الهوى لأن الحب هو تعلق القلب بما ليس مذموماً والهوى تعلق القلب بما ليس محموداً.

الشغف:

قد يكون الحب مؤقتاً لفترة زمنية محددة ولكن عندما ينفذ الحب إلى القلب ويستقر به ويملك على الانسان حواسه وتفكيره يسمى شغفاً. وكل شغف حب وليس كل حب شغف. وقد جاء في قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز التي أحبته طوال فترة شبابه في القصر اي اكثر من عشرة أعوام حتى تملك حبه في قلبها وملك عليها حواسها

الغرام:

هذا الحب الذي وصل إلى مرحلة الشغف، إذا كان قاهراً حتى استولى المحبوب على من يحب وتحول الحب الى فناء في المحبوب يسمى غراماً. فإذا فني المحب في محبوبه وأصبح المحب مسيطراً على المحبوب سيطرة كاملة واصبح المحبوب رهن إشارة المحب فهذا هو الغرام. إذن الغرام هو حب انقلب الى أسر.

الهيام:

هذا الغرام إذا تطور والمحبوب تدلل على الحبيب ولم يستجب له واضطرمت النار في أحشاء المحب يؤدي هذا إلى الهيام. والهيام لغة مأخوذة من الهيم أي الإبل الشاردة في الصحراء والهائمة على وجهها فإذا عطشت عطشاً عظيماً وشربت، انفجرت. وفي قصة قيس بن الملوح أنه كان يهيم في الصحراء على وجهه مع الوحوش لا يعرف أحداً يناجي محبوبته ليلى.

الوِدّ:

كل هذا الذي ذكر إذا كان موجوداً بين يديك وقد تطبق مع الوصل يسمى حبا وشغفا وهياما. أما إذا كان مع الهجر فهو الود. الود هو أمنية، تحب بعيداً او شيئاً تتمناه ولم يحدث بعد أو أمنية لن تتحقق أبداً .

منقول ..

ابو عبد الرحمن
25-05-2011, 01:34 AM
ساريه كل الود والاحترام ... كل هذه الاسماء من اسماء الحب . فالهوي والغرام والهيام والنجوي
والسهاد .... ذكرها العلامة ابن القيم في كتابه القيّم ... نزهة المشتاقين ولهفة المحبين . بجيك صاد
عشان نقعد . ونشوف الهوي والحب والفرق بينهم .. تسلمي اختي ... وكمان بقية اسماء الحب ..

ساريه
25-05-2011, 04:13 AM
ساريه كل الود والاحترام ... كل هذه الاسماء من اسماء الحب . فالهوي والغرام والهيام والنجوي
والسهاد .... ذكرها العلامة ابن القيم في كتابه القيّم ... نزهة المشتاقين ولهفة المحبين . بجيك صاد
عشان نقعد . ونشوف الهوي والحب والفرق بينهم .. تسلمي اختي ... وكمان بقية اسماء الحب ..

تحياتى واحترامى اخى ابو عبدالرحمن ..
ابن القيم من اوسع علماء الاسلام علماً فقد اشتغل بتلاوة القران والتدبر والتفكر فى معانيه جل عمره ...
ونحن فى انتظار ما افاض به علم هذا الشيخ فى هذه المصطلحات ...

sunumduhanjee
26-05-2011, 11:06 AM
نستطيع ان نقول ان للحب وجوه كثيره وانواع كثر لاكن المهم ان الانسان عندما يحب لايحب بالانواع ولاكنه يقع فقط

ابو عبد الرحمن
27-05-2011, 08:04 AM
ساريه كل الود والاحترام ... كل هذه الاسماء من اسماء الحب . فالهوي والغرام والهيام والنجوي
والسهاد .... ذكرها العلامة ابن القيم في كتابه القيّم ... نزهة المشتاقين ولهفة المحبين . بجيك صاد
عشان نقعد . ونشوف الهوي والحب والفرق بينهم .. تسلمي اختي ... وكمان بقية اسماء الحب ..

كما وعدتك أختي ساريا . ها أنا قد وفقني ربي بالوفاء بوعدي ؟ إنقسم الأدباء والشعراء والعشاق في فهم الحب وبيان معانيه . منهم من قال إن نهايته وأصله كما موضح في هذا المقال . وآخرون قالوا عكس الكلام هذا تماماً . الآن سأورد لكم القول الأول للأدباء والشعراء . ولاحقاً سأبين القول الثاني .
قال هشام ابن عروة عن أبيه مات بالمدينة عاشق فصلى عليه زيد بن ثابت فقيل له في ذلك فقال إني رحمته ورؤي أبو السائب المخزومي وكان من العلم والدين بمكان متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول اللهم ارحم العاشقين وقو قلوبهم واعطف عليهم قلوب المعشوقين فقيل له في ذلك فقال والله للدعاء لهم أفضل من عمرة من الجعرانة ثم أنشد يا هجر كف عن الهوى ودع الهوى % للعاشقين يطيب يا هجر ماذا تريد من الذين جفونهم % قرحى وحشو قلوبهم جمر
ولذلك يتضاعف الألم والحسرة على من راى محبوبه أو باشره ثم حيل بينه وبينه فتضاعف ألمه وحسرته في مقابلة مضاعفة لذة من عاوده وهذا في جانب المرأة أقوى فإنها إذا ذاقت عسيلة الرجل ولا سيما أول عسيلة لم تكد تصبر عنه بعد ذلك قال أيمن بن خريم يميت العتاب خلاط النساء % ويحي اجتناب الخلاط العتابا وتزوج زهير بن مسكين الفهري جارية ولم يكن عنده ما يرضيها به فلما أمكنته من نفسها لم تر عنده ما ترضى به فذهبت ولم تعد فقال في ذلك أشعارا كثيرة منها تقول وقد قبلتها ألف قبلة % كفاك أما شيء لديك سوى القبل فقلت لها حب على القلب حفظه % وطول بكاء تستفيض له المقل فقالت لعمر الله ما لذة الفتى % من الحب في قول يخالفه الفعل وقال آخر رأت حبي سعاد بلا جماع % فقالت حبلنا حبل انقطاع ولست أريد حبا ليس فيه % متاع منك يدخل في متاعي فلو قبلتني ألفا وألفا % لما أرضيت إلا بالجماع إذا ما الصب لم يك ذا جماع % يرى المحبوب كالشيء المضاع جماع الصب غاية كل أنثى % وداعية لأهل العشق داعي فقلت لها وقد ولت تعالي % فإنك بعد هذا لن تراعي وإنك لو سألت بقاء يوم % خلي عن جماعك لن تطاعي
فقالت مرحبا بفتى كريم % ولا أهلا بذي الخنع اليراع إذا ما البعل لم يك ذا جماع % يرى في البيت من سقط المتاع وقال آخر ولما شكوت الحب قالت كذبتني % فكم زورة مني قصدتك خاليا فما حل فيها من إزار للذة % قعدت وحاجات الفؤاد كما هيا وهل راحة للمرء في ورد منهل % ويرجع بعد الورد ظمآن صاديا وقال العباس بن الأحنف لم يصف وصل لمعشوقين لم يذقا % وصلا يجل على كل اللذاذات وقال هدبة بن الخشرم والله ما يشفي الفؤاد الهائما % نفث الرقى وعقدك التمائما ولا الحديث دون أن تلازما % ولا اللزام دون أن تفاعما ولا الفعام دون أن تفاقما % وتعلو القوائم القوائما وقال آخر قولا لعاتكة التي % في نظرة قضت الوطر
إني أريدك للنكاح % ولا أريدك للنظر لو كان هذا مقنعي % لقنعت عنها بالقمر وقال آخر دواء الحب تقبيل وشم % ووضع للبطون على البطون ورهز تذرف العينان منه % وأخذ بالمناكب والقرون وقالت امرأة وقد طلبت منها المحادثة ليس بهذا أمرتني أمي % ولا بتقبيل ولا بشم لكن جماعا قد يسلي همي % يسقط منه خاتمي في كمي وقد كشف الشاعر سبب ذلك حيث يقول لو ضم صب إلفه ! ألفا لما % أجدى وزادت لوعة وغرام أرواحهم من قبل ذاك تألفت % فتألفت من بعدها الأجسام وقال المؤلف سألت فقيه الحب عن علة الهوى % وقلت له أشكو إلى الشيخ حاليا فقال دواء الحب أن تلصق الحشا % بأحشاء من تهوى إذا كنت خاليا وتتحدا من بعد ذاك تعانقا % وتلثمه حتى يرى لك ناهيا فتقضي حاجات الفؤاد بأسرها على الأمن ما دام الحبيب مؤاتيا إذا كان هذا في حلال فحبذا % وصالبه الرحمن تلقاه راضيا وإن كان هذا في حرام فإنه % عذاب به تلقى العنا والمكاويا قال هؤلاء ولا يستحكم الحب إلا بعد أن يشق الرجل رداءه وتشق المرأة المعشوقة برقعها
هذه مقطتفات من كتاب ابن القيم الكتاب القيم نزهة المشتاقين وروضة المحبين .. ففيه الكثير عن كلام العشاق وكلام اهل العلم في العشق والهيام .. غداً بإذن الله بجيك أختي بالباقي الذي وعدتك به ؟؟ أسماء الحب وأنواعه . بإذن المولي جل شأنه ...لتعم الفائدة ويستفيد الجميع من البوست وتكون الموضوعية والمنهجية هي الأساس . ودمتم إخوتي ...ودمتي ساريا .

ابو عبد الرحمن
28-05-2011, 04:42 AM
نكمل ما انقطع من حديث . ألا وهو إسماء الحب كما ذكرها العلامة ابن القيم الجوزية في كاتبه روضة المحبين ونزهة المشتاقين . ونبين بعدها مباشرة الفرق بين القول الثاني للفرق التي تقول ان الحب يفسده الجماع ..... واليكم احبتي أولا اسماء الحب .........................................
المحبة والعلاقة والهوى والصبوة والصبابة والشغف والمقة والوجد والكلف والتتيم والعشق والجوى والدنف والشجو والشوق والخلابة والبلابل والتباريح والسدم والغمرات والوهل والشجن واللاعج والاكتئاب والوصب والحزن والكمد واللذع والحرق والسهد والأرق واللهف والحنين والاستكانة والتبالة واللوعة والفتون والجنون واللمم والخبل والرسيس والداء المخامر والود والخلة والخلم والغرام والهيام والتدليه والوله ..وإليكم قول الفرقة الثانية التي تري ان الجماع يفسد الحب ويضعفه ..........
ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت بأمور منها أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق فما دام العاشق طالبا فعشقه ثابت فإذا وصل إلى الغاية قضى وطره وبردت حرارة طلبه وطفئت نار عشقه قالوا وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به كالظمآن إذا روي والجائع إذا شبع فلا معنى للطلب بعد الظفر ومنها أن سبب العشق فكري وكلما قوي الفكر زاد العشق وبعد الوصول لا يبقى الفكر ومنها أنه قبل الظفر ممنوع والنفس مولعة بحب ما منعت منه كما قال وزادني كلفا في الحب أن منعت % أحب شيء إلى الإنسان ما منعا وقال الآخر لولا طراد الصيد لم تك لذة % فتطاردي لي بالوصال قليلا قالوا وكانت الجاهلية الجهلاء في كفرهم لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا وكانوا يصونون العشق عن الجماع كما ذكر أن أعرابيا علق امرأة فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة قال فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها فقالت مه لا تفسد ما صلح فإنه ما نكح حب إلا فسد فأخذ ذلك المأمون فقال ما الحب إلا نظرة % وغمز كف وعضد أو كتب فيها رقى % أجل من نفث العقد ما الحب إلا هكذا % إن نكح الحب فسد من كان هذا حبه % فإنما يبغي الولد وهوي آخر امرأة فدام الحال بينهما في اجتماع وحديث ونظر ثم إنه جامعها فقطعت الوصل بينهما فقال لو لم أواقع دام لي وصلها % فليتني لا كنت واقعتها وقيل لآخر شكا فراق محبوبة له أكثرت من وطئها والوطء مسأمة % فارفق بنفسك إن الرفق محمود وذكر عمر بن شبة عن بعض علماء أهل المدينة قال كان الرجل يحب الفتاة فإذا ظفر بها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار واليوم يشير إليها وتشير إليه فيعدها وتعده فإذا التقيا لم يشك حبا ولم ينشد شعرا وقام إليها كأنه أشهد على نكاحها أبا هريرة رضي الله عنه لم يخط من داخل الدهليز منصرفا % إلا وخلخالها قد قارب الساقا قال الأصمعي قلت لأعرابية ما تعدون العشق فيكم قالت العناق والضمة والغمزة والمحادثة. ثم قالت يا حضري فكيف هو عندكم قلت يقعد بين شعبها الأربع ثم يجهدها قالت يا ابن أخي ما هذا عاشق هذا طالب ولد وسئل أعرابي عن ذلك فقال مص الريق ولثم الشفة والأخذ من أطايب الحديث فكيف هو فيكم أيها الحضري فقال العفس الشديد والجمع بين الركبة والوريد ورهز يوقظ النائم ويشفي القلب الهائم فقال بالله ما يفعل هذا العدو الشديد فكيف الحبيب الودود وقال بعضهم الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز قال هؤلاء والحب الصحيح يوجب إعظام المحبوب وإجلاله والحياء منه فلا تطاوع نفسه أن يلقي جلباب الحياء عند محبوبه وأن يلقيه عنه ففي ذلك غاية إذلاله وقهره كما قيل إذا كان حظ المرء ممن يحبه % حراما فحظي ما يحل ويجمل حديث كماء المزن بين فصوله % عتاب به حسن الحديث يفصل ولثم فم عذب اللثات كأنما % جناهن شهد فت فيه القرنفل وما العشق إلا عفة ونزاهة % وأنس قلوب أنسهن التغزل وإني لأستحيي الحبيب من التي % تريب وأدعى للجميل أفأحمل .......................
والمقصود أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق فغارت عليه مما يفسده وإن لم تتركه ديانة وقيل لبعض الأعراب ما ينال أحدكم من عشيقته إذا خلي بها قال اللمس والقبل وما يشاكلها قال فهل يتطاولان إلى الجماع فقال بأبي وأمي ليس هذا بعاشق هذا طالب ولد ويحكى أن رجلا عشق امرأة فقالت له يوما أنت صحيح الحب غير سقيمه وكانوا يسمون الحب على الخنا الحب السقيم فقال نعم فقالت اذهب بنا إلى المنزل فما هو إلا أن حصلت في منزله فلم يكن له همة غير جماعها فقالت له وهو كذلك أسرفت في وطئنا والوطء مقطعة % فارفق بنفسك إن الرفق محمود فقال لها وهو على حاله لو لم أطأك لما دامت محبتنا % لكن فعلى هذا فعل مجهود فنفرت من تحته وقالت يا خبيث أراك به وأما الجماع المباح فإنه يزيد الحب إذا صادف مراد المحب فإنه إذا ذاق لذته وطعمه أوجب له ذلك رغبة أخرى لم تكن حاصلة قبل الذوق ولهذا لا يكاد البكران يصبر أحدهما عن الآخر هذا ما لم يعرض للحب ما يفسده ويوجب نقله إلى غير المحبوب وأما ما احتج به الآخرون فجوابه أن الشهوة والإرادة لم تطفأ نارها بالكلية بل فترت شهوة ذلك الوقت ثم تعود أمثالها وإنما يظهر هذا إذا غاب أحدهما عن حبيبه وإلا فما دام بمرأى منه وهو قادر عليه متى أحب فإن النفس تسكن بذلك وتطمئن به وهذا حال كل من كان بحضرته ما يحتاج إليه من طعام وشراب ولباس وهو قادر عليه فإن نفسه تسكن عنده فإذا حيل بينه وبينه اشتد طلبه له ونزاع نفسه إليه على أن المحب للشيء متى أفرط في تناول محبوبه نفرت نفسه منه وربما انقلبت محبته كراهية . ودواعي الحب من المحبوب جماله إما الظاهر أو الباطن أو هما معا فمتى كان جميل الصورة جميل الأخلاق والشيم والأوصاف كان الداعي منه أقوى وداعي الحب من المحب أربعة أشياء أولها النظر إما بالعين أو بالقلب إذا وصف له فكثير من الناس يحب غيره ويفنى فيه محبة وما رآه لكن وصف له ولهذا نهى النبي المرأة أن تنعت المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها والحديث في الصحيح الثاني الاستحسان فإن لم يورث نظره استحسانا لم تقع المحبة الثالث الفكر في المنظور وحديث النفس به فإن شغل عنه بغيره مما هو أهم عنده منه لم يعلق حبه بقلبه وإن كان لا يعدم خطرات وسوانح ولهذا قيل العشق حركة قلب فارغ ومتى صادف هذا النظر والاستحسان والفكر قلبا خاليا تمكن منه كما قيل أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى % فصادف قلبا خاليا فتمكنا . . هذا هو رأي الفرقة الثانية ... وسنورد لكم لاحقاً .إن شاء الله تعالي القول الراجح لأبن القيم الجوزية في القولين ....بإذن الله تعالي .. ودمتم أحبتي ....

ابو عبد الرحمن
28-05-2011, 01:04 PM
هنا يضع المؤلف العلامة ابن القيم الدواء للداء في وصفة ربانية رائعة الكمال والجمال . فبيّن باسلوب ساهل . مواضع الخلل . ليستفيد من كان له قلب او القي السمع وهو شهيد . صغيرا وكبيرا متعلما او جاهلاً رجل ام أمراة . ليهلك من هلك عن بينة وينجو من ينجو عن علم ودراية
وفي هذه الجزئية الرائعة وأظنها من اروع فصول الكتاب وأفيدها لانها تتعلق بأصل الحب . ...
فيقول العشق لا يحمد مطلقا ولا يذم مطلقا وإنما يحمد ويذم باعتبار متعلقه فإن الإرادة تابعة لمرادها والحب تابع للمحبوب فمتى كان المحبوب مما يحب لذاته أو وسيلة توصله إلى ما يحب لذاته لم تذم المبالغة في محبته بل تحمد وصلاح حال المحب كذلك بحسب قوة محبته ولهذا كان أعظم صلاح العبد أن يصرف قوى حبه كلها لله تعالى وحده بحيث يحب الله بكل قلبه وروحه وجوارحه فيوحد محبوبه ويوحد حبه . فتوحيد المحبوب أن لا يتعدد محبوبه وتوحيد الحب أن لا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له فهذا الحب وإن سمي عشقا فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله فلا يحب إلا الله كما في الحديث الصحيح ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار فأخبر أن العبد لا يجد حلاوة الإيمان إلا بأن يكون الله أحب إليه مما سواه ومحبة رسوله هي من محبته ومحبة المرء إن كانت لله فهي من محبة الله وإن كانت لغير الله فهي منقصة لمحبة الله مضعفة لها وتصدق هذه المحبة بأن يكون كراهته لأبغض الأشياء إلى محبوبه وهو الكفر بمنزلة كراهته لإلقائه في النار أو أشد ولا ريب أن هذا من أعظم المحبة فإن الإنسان لا يقدم على محبة نفسه وحياته شيئا فإذا قدم محبة الإيمان بالله على نفسه بحيث لو خير بين الكفر وإلقائه في النار لاختار أن يلقى في النار ولا يكفر كان الله أحب إليه من نفسه وهذه المحبة هي فوق ما يجده سائر العشاق والمحبين من محبة محبوبهم بل لا نظير لهذه المحبة كما لا مثل لمن تعلقت به وهي محبة تقتضي تقديم المحبوب فيها على النفس والمال والولد وتقتضي كمال اللذة والخضوع والتعظيم والإجلال والطاعة والانقياد ظاهرا وباطنا وهذا لا نظير له في محبة مخلوق ولو كان المخلوق من كان ولهذا من أشرك بين الله وبين غيره في هذه المحبة الخاصة كان مشركا شركا لا يغفره الله كما قال الله تعالى ^ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ^ والصحيح أن معنى الآية والذين آمنوا أشد حبا لله من أهل الأنداد لأندادهم كما تقدم بيانه أن محبة المؤمنين لربهم لا يماثلها محبة مخلوق أصلا كما لا يماثل محبوبهم غيره وكل آذى في محبة غيره فهو نعيم في محبته وكل مكروه في محبة غيره فهو قرة عين في محبته ومن ضرب لمحبته الأمثال التي هي في محبة المخلوق للمخلوق كالوصل والهجر والتجني بلا سبب من المحب وأمثال ذلك مما يتعالى الله عنه علوا كبيرا فهو مخطئ أقبح الخطإ وأفحشه وهو حقيق بالإبعاد والمقت والآفة إنما هي من نفسه وقلة أدبه مع محبوبه والله تعالى نهى أن يضرب عباده له الأمثال فهو لا يقاس بخلقه وما ابتدع من ابتدع إلا من ضرب الأمثال له سبحانه فأصحاب الكلام المحدث المبتدع ضربوا له الأمثال الباطلة في الخبر عنه وما يوصف به وأصحاب الإرادة المنحرفة ضربوا له الأمثال في الإرادة والطلب وكلاهما على بدعة وخطإ والعشق إذا تعلق بما يحبه الله ورسوله كان عشقا ممدوحا مثابا عليه وذلك أنواع أحدها محبة القرآن بحيث يغني بسماعه عن سماع غيره ويهيم قلبه في معانيه ومراد المتكلم سبحانه منه وعلى قدر محبة الله تكون محبة كلامه فمن أحب محبوبا أحب حديثه والحديث عنه كما قيل إن كنت تزعم حبي % فلم هجرت كتابي أما تأملت ما فيه % من لذيذ خطابي وكذلك محبة ذكره سبحانه وتعالى من علامة محبته فإن المحب لا يشبع من ذكر محبوبه بل لا ينساه فيحتاج إلى من يذكره به وكذلك يحب سماع أوصافه وأفعاله وأحكامه فعشق هذا كله من أنفع العشق وهو غاية سعادة العاشق وكذلك عشق العلم النافع وعشق أوصاف الكمال من الكرم والجود والعفة والشجاعة والصبر ومكارم الأخلاق فإن هذه الصفات لو صورت صورا لكانت من أجمل الصور وأبهاها ولو صور العلم صورة لكانت أجمل من صورة الشمس والقمر ولكن عشق هذه الصفات إنما يناسب الأنفس الشريفة الزكية كما أن محبة الله ورسوله وكلامه ودينه إنما تناسب الأرواح العلوية السمائية الزكية لا الأرواح الأرضية الدنية فإذا أردت أن تعرف قيمة العبد وقدره فانظر إلى محبوبه ومراده واعلم أن العشق المحمود لا يعرض فيه شيىء من الآفات المذكورة بقي هاهنا قسم آخر وهو عشق محمود يترتب عليه مفارقة المعشوق كمن يعشق امرأته أو أمته فيفارقها بموت أو غيره فيذهب المعشوق ويبقى العشق كما هو فهذا نوع من الابتلاء إن صبر صاحبه واحتسب نال ثواب الصابرين وإن سخط وجزع فاته معشوقه وثوابه وإن قابل هذه البلوى بالرضا والتسليم فدرجته فوق درجة الصبر وأعلى من ذلك أن يقابلها بالشكر نظرا إلى حسن اختيار لله له فإنه ما يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له فإذا علم أن هذا القضاء خير له اقتضى ذلك شكره لله على ذلك الخير الذي قضاه له وإن لم يعلم كونه خير له فليسلم للصادق المصدوق في خبره المؤكد باليمين حيث يقول والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن وإيمان العبد يأمره بأن يعتقد بأن ذلك القضاء خير له وذلك يقتضي شكر من قضاه وقدره وبالله التوفيق... ...... .؟
في هذا الكتاب ذكر المؤلف قصص الحب وأحواله وطبقاته حتى رقى به إلى أسمى الأخلاق الإنسانية، مع ذكر للجمال وسره متوخيا العفة والأدب بما يرقى بالفكر والأخلاق إلى مرحلة الكمال وقد ضمنه الكثير من الأشعار المتعلقة بالموضوع فجاء الكتاب راقيا في موضوعه وراقيا في إسلوبه مقنعاً في استداله . فهو من أنفع الكتب واحسنها .بل واكملها ...
طيبت حياً وميتاً . وجعل الجنة مثواك .يا أبي عبد الله . فقد كنت سداً منعاً للمبتدعة
وناصراً لأهل السنة الموحدين .ومبصراً للجهلة المتشدقين ... ودمتم أحبتي .والسلام

ساريه
12-06-2011, 10:16 PM
شكراً اخوانى sunumduhanjee وابوعبدالرحمن على المرور والاضافه الثره ...ودمتم بخير ..

الجندي المجهول
12-06-2011, 10:27 PM
ساريه كل الود والاحترام ... كل هذه الاسماء من اسماء الحب . فالهوي والغرام والهيام والنجوي
والسهاد .... ذكرها العلامة ابن القيم في كتابه القيّم ... نزهة المشتاقين ولهفة المحبين . بجيك صاد
عشان نقعد . ونشوف الهوي والحب والفرق بينهم .. تسلمي اختي ... وكمان بقية اسماء الحب ..

ادام الله المودة والحب بين الناس
شكراً بتنا ،،،،

تخريمة : والله يا ابو عبد الرحمن ( يا ابو السهاد) اول ما سفت البوست قلت اول زول حا القاهو عامل (رد) هو انت ( واشكر لك انك لم تخذلني ) يا حبيبنا